أواخر الصيف –يخنة لحم الشيطان الملعون بالزبدة والطماطم والماغي.[9]

في يوم صيفي حار، غادرت الأميرة أستاروزا كاسناتورا مملكتها، ملتفّة حول منطقة التلوث وصولًا إلى غرانديس في نييبي.
فقد كان هناك أمر يتعيّن عليها معالجته.

إنه قضية الصيادين غير الشرعيين الذين دفعوا وحوش الثلوج إلى حافة الانقراض.
وقد سمعت أن هذا الأمر أشعل الكراهية بين نييبي وهولت، حتى بات يشكّل خطرًا حقيقيًا باندلاع حرب.

لذلك تحركت على عجل.

رغم أن والدها وشقيقها الأكبر ثنياها عن ذلك بشدة، فإنها لم تستطع السماح لأصدقائها الأعزاء بأن يوجّهوا السيوف إلى صدور بعضهم البعض.
صحيح أن العلاقة بين سيريل وميكيلان لم تكن على ما يرام، إلا أن كليهما كان صديقًا عزيزًا عليها.

لكن عند وصولها، اكتشفت أن شخصًا ما سبقها، وقد أنهى الأمر على أكمل وجه.

لم تعد مملكتا نييبي وهولت ترفعان السيوف في وجه بعضهما البعض، بل على العكس، مع ظهور الكنيسة كعدو مشترك، بدت هناك تحركات سرية للتعاون من خلف الستار.

“لماذا تفعل الكنيسة هذا أصلًا؟”
سألت أستاروزا بلهجة متضايقة.

فأجاب سيريل فانديسيون، الجالس أمامها:

“بما أننا لا نعرف ما هي الوثائق السرية التي سُرقت منهم، فكل شيء مجرد تخمينات.هناك من يقول إنها تفضح أسرار البابا، وهناك من يزعم أنها سجل لرشاوى الكنيسة.”

قالت أستاروسا:

“لكن سيريل، هل هذا سبب لإغلاق المدينة ومراقبتها بهذه الطريقة؟ إن كان اللص الذي سرق الوثائق بهذه المهارة، لكان غادر المدينة منذ زمن.”

فأومأ سيريل:

“أنت محقة. وأظن أن لديهم ما يخفونه أكثر من تلك الوثائق. ولهذا يبالغون في رد الفعل حرصًا على ألا يُكشف أمرهم…”

وبينما كان يتحدث، طرق أحدهم الباب بأدب، ثم فُتح نصف وقال:

“سيدي، هناك من جاء من القصر الرئيسي.”

قطّب سيريل حاجبيه وسأل:

“من؟”

“والدك يطلبك.”

رغم أنه صار الوريث الشرعي لعائلة فانديسيون منذ سنة، فإن رب العائلة الحالي لم يكفّ عن اختبار سيريل، وكثيرًا ما كان يكرر على مسامعه أن ابنًا غير شرعي لا يرضيه بعد.

نهض سيريل ووجهه يكسوه البرود.

“أعتذر عن المقاطعة، عليّ أن أستأذن قليلًا.”

ابتسمت أستاروسا برقة:

“لا بأس.”

ثم أمسكت يده برفق محاولةً أن تبعث فيه بعض الدفء.
وفي اللحظة التي رأى فيها وجهها الجميل المشرق كحبة لؤلؤ، نسي أمر العائلة وابتسم لها دون شعور.

“هذا أمر غريب.”

“ما الغريب؟”

“الهموم التي عانيت منها طوال حياتي، وأصلي الذي كان يؤلمني، أصبحت في الآونة الأخيرة تبدو عديمة القيمة.”

“ستتجاوز الأمر يا سيريل، سأساعدك.”

“أنت لا تحتاجين لأن تفعلي شيئًا من أجلي.”

“ها؟”

“حتى لو لم تجهدي نفسك لتبتسمي، فإنك تبدين لي دائمًا مبتسمة.”

“ولماذا ذلك؟”

“ربما لأن قلبي يتوق لذلك بشدة.”

“آه…”

احمرّت وجنتا أستاروسا، وعجزت عن إيجاد كلمات، مكتفية بأنفاس متسارعة ناعمة.

“إذن، أستأذن الآن.”

انحنى سيريل باحترام وغادر الغرفة.

وبقيت أستاروسا وحدها، تحدّق في المقعد الذي كان يجلس عليه، غارقة في أفكارها.
كلماته ظلّت ترن في ذهنها، مثيرةً صدى طويلًا.

الهموم التي أثقلت قلبه، وأصله الذي جعله يتألم…
هي أيضًا، حتى وقت قريب، لم تكن مختلفة عنه.

ذلك اللقب الذي طاردها طوال حياتها: “اليتيمة”.
وتساؤلها الدائم: لماذا كان عليّ أن أتحمل الوحدة دون عائلة دافئة مثل الآخرين؟.

لكن الأمر تغيّر الآن.
أصبح لديها أكثر أب عطوف في العالم، وشقيق أكبر، وزوجة أب حنونة.
فقدانهم لها في طفولتها كان نتيجة سلسلة من الصدف المأساوية، ومع ذلك ظلوا يسعون لتعويضها وكأن الخطأ كان ذنبهم.

وأصدقاؤها كانوا كذلك.
سيريل وميكيلان كانا صديقين يمنحانها كل ما بوسعهما.

“ماذا يمكنني أن أفعل من أجل سيريل؟ ، سأفعل أي شيء أستطيع فعله.”

عقدت أستاروسا هذا العزم.
لن تحبس نفسها مجددًا في كهف قلبها تستعيد ذكريات المأساة، بل ستعيش من أجل من يحبونها.

لقد كانت تظن أن العالم قاسٍ ومرعب…
لكن حين خرجت من الكهف، اكتشفت أنه دافئ وجميل للغاية.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار⭐•

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧