“لو أزلتُ المانا منكِ ، لما استمرّ النّاس في مطاردتكِ خوفًا منكِ”
‘يا إلهي ، ما الذي يقوله؟’
“عندما كانت الممالك الثّلاث تطالب بإعدامكِ ، كنتُ وحدي من راهن بحياته لإقناع الطّائفة. قلتُ إنّ الإعدام ليس خيارًا ، و إنّه من الأفضل أن تُلقي في منطقة التّلوّث. كنتُ أعلم أنّكِ لن تموتي هناك. لو بقيتِ على قيد الحياة فقط …”
قلتُ ساخرة: “إذًا ، كنتَ تحميني حينها؟”
ضحكتُ بصوتٍ عالٍ.
‘هايلي ، أيتها الحمقاء الغبيّة. أهكذا آمنتِ أنّ هذا هو عائلتكِ الوحيدة و أحببتِه و رعيته؟’
“يا رجل ، استفق!”
“هايلي!”
“هل تدرك ماذا فعلتَ؟ بالنّسبة لهايلي … لا ، بالنّسبة لي ، لم يكن لديّ سوى السّحر. لم يكن لديّ حبيب ، أصدقاء ، أو عائلة. السّحر وحده كان الوسيلة الوحيدة لحمايتي ، القوّة الوحيدة التي كانت ملكي بالكامل في هذا العالم”
لقد سلب أوجين ذلك السّحر من هايلي.
“و ماذا لو اتّهمني النّاس بأنّني شيطانة؟ تلك كانت قوّتي لحماية نفسي. لمَ تتدخّل و تقرّر نيابةً عنّي؟”
“لقد قتلتِ النّاس بهذه القوّة”
“ياه!”
“سيريل فانديسيون ، ميكلان هولت. لقد استمرّيتِ في قتل النّاس بالسّحر من أجل أولئك الأوغاد … لم يكن هناك خيارٌ آخر. كان عليّ تقديم شيءٍ كثمنٍ لإيقاف من كانوا يطالبون بحرقكِ حيّة”
خفض أوجين رأسه. كان لا يزال يمدّ يده نحوي. في عينيه المتوسّلتين ، كما لو كان طفلًا متروكًا ، تجمّعت مشاعر النّدم العميق و الاشمئزاز من نفسه.
‘هل أخبره؟’
أنّ هايلي الحقيقيّة ماتت في النّهاية في قلعة مارون. لقد استسلمت للكراهية و شعور الخيانة و اختارت الموت.
ربّما توقّع أوجين ، لأنّه يعرف هايلي جيّدًا ، أنّها ستنجو في التّلوّث ، لكنّه لم يعلم أنّها لن تستطيع تحمّل تلك الوحدة و الحزن العميق.
لم أمسك يده الممدودة.
“حسنًا ، أحسنتَ”
أنا لستُ عائلة أوجين.
“ما فائدة مناقشة الصّواب و الخطأ الآن؟”
أنا لستُ هايلي التي يحبّها ، ولا هايلي التي أحبّته.
هايلي التي قتلت النّاس و ارتكبت الأفعال الشّريرة ماتت ، و أصبحتُ أنا ، شخصٌ غريبٌ لا علاقة له بأوجين.
“كفى. لا أكرهك ، ولا أحمل ضغينةً كبيرة. لذا ، لا تهتمّ أنتَ أيضًا”
لم أعد تلك الفتاة الصّغيرة التي كانت تتّكئ معه ظهرًا لظهر في الملجأ البارد لتهدئة وحدتها.
“ما معنى ألّا أهتمّ؟”
تقدّم نحوي بحماس. ارتجف ريكارت و هو يمسك سيفه ، مستعدًّا لقطعه إذا بدا أوجين مهدّدًا ولو قليلًا.
لكنّ أوجين لم يبالِ ، و اقترب و أمسك يدي.
“سأعتذر حتّى تسامحينني. مئة مرّة ، ألف مرّة. سأنتظر ولو عشر سنوات. إذا طلبْتِ منّي الرّكوع ، سأركع. إذا طلبْتِ حياتي ، سأعطيكِ إيّاها”
“يا رجل ، لا حاجة لي بذلك”
“هايلي ، ماذا تريدينني أن أفعل؟ قولي لي. هل أتخلّى عن الطّائفة و أذهب إليكِ؟ يمكنني قتل سيريل فانديسيون و ميكلان هولت. إذا أردتِ ، يمكنني فعل أيّ شيء”
“لا ، لا أريد ذلك. اترك يدي! ما هذه الكلمات المرعبة التي تقولها؟”
نفضتُ يده و تراجعتُ مرتعدة ، ثمّ صرختُ: “استفق! لستَ طفلًا. كيف يتصرّف رجلٌ بالغٌ بهذا التّعلّق؟ هل العالم سينهار بدوني؟ لم أكن أعلم من قبل ، لكنّني الآن ، عن قرب ، أجدك مقزّزًا!”
“هايلي”
“تحلّ بالاستقلاليّة! أليس لديك كرامةٌ أو احترامٌ للذّات؟ ماذا فعلتَ طوال هذه السّنين ، أيّها الأحمق؟ كيف ستواجه هذا العالم القاسي؟”
سعل ريكارت زائفًا. كان قد تدخّل بيننا ليمنع أوجين من الإمساك بي مجدّدًا.
اختبأتُ بسرعةٍ خلف ظهر ريكارت ، و أطللتُ برأسي فقط و قلتُ: “اخرج يا كلب الطّائفة!”
‘هكذا سيرحل ، أليس كذلك؟’
لكنّ أوجين قال بعيونٍ مملوءةٍ بالدّموع: “هايلي ، لا تفعلي هذا”
كانت دموعه تتدلّى على طرف عينيه ، و كأنّها ستسقط بلمسةٍ خفيفة. كان صوته المتوسّل يرتجف ، ممّا يهزّ مشاعر من يسمعه.
“لنصبح عائلةً مجدّدًا”
“لا ، لا أريد!”
“لن أكون جشعًا بعد الآن. سأفعل كما تأمرين”
“قلتُ إنّني لا أريد ، أيّها الوغد!”
“انظري ، لا أزال أحتفظ به”
كان على إصبعه خاتمٌ خشبيٌّ قديمٌ و متّسخ. علمتُ من الرّواية الأصليّة ما هو ، فلم يكن أمامي سوى أن أقول: “ليس لديّ واحد”
“لقد تخلّصتِ منه”
كانت بدايتي في تلك القفص الحديديّ الذي يشبه حظيرة الخنازير. قلتُ إنّني لم أمتلك ذلك الخاتم منذ البداية.
“لا ، لم يكن لديّ من الأساس”
كيف كانت هايلي ستتصرّف؟
ربّما تخلّصت منه.
“ربّما تخلّصتُ منه”
لذا، قلتُ ذلك أيضًا.
***
قال أوجين إنّه سيبقى في سلبون لبعض الوقت.
أضاف أنّه على الرّغم من اختفاء جثّة الفارس المقدّس ، مما يحدّ من التّحقيق ، فإنّه سيمنع على الأقلّ المبعوثين من مقرّ الطّائفة من إجراء محاكم التّفتيش ضدّ أهل سلبون مرّةً أخرى.
“و مع ذلك ، لا ينبغي أن يبقى الحطّابون في القرية. هناك الكثير من النّاس الذين يعرفون أنّهم ملوّثون. إذا انتشرت شائعةٌ أنّكِ تطهّرين الملوّثين و تأخذينهم معكِ ، ستشدّد الطّائفة شبكتها لصيدكِ”
“لا يهمّني ذلك ، لكنّ الحطّابين سيساقون مجدّدًا”
“على الأرجح”
“إذًا ، سآخذهم معي”
“يبدو أنّ قلعة مارون مكانٌ صالحٌ للعيش”
“على الأقلّ أفضل من الخارج”
‘صالحٌ للعيش؟ بل ستصبح قريبًا منطقتي الخاصّة’
ابتسمتُ بسخريةٍ و سألتُ لانغو ، الذي كان راكعًا عند قدميّ يراقب بحذر: “ألم نقل إنّنا لن نلتقي مجدّدًا؟”
“كان ذلك زلّة لسان! أرجوكِ ، خذيني معكِ!”
“لمَ؟ أنا الماركيزة الشّيطان المرعبة”
“أفضّل أن يسوقني شيطانٌ على أن تسوقني الطّائفة”
“أحسنتَ ، أصبحتَ مطيعًا”
أمسك لانغو يدي و ساعدته على الوقوف.
فجأة ، خرجت فاطمة من خلف الشّجرة بحماسٍ كبير ، و قالت إنّها ستذهب لجلب الحطّابين و اندفعت راكضة.
“هايلي”
“كفى ، ارجع و تحكّم في أتباعك جيّدًا”
“كيف يمكنني أن أُسامَح؟”
كان أوجين أكثر تعلّقًا ممّا توقّعتُ. بينما كنتُ أنظر إليه و هو يسأل مرارًا بعنادٍ ، تذكّرتُ كيف وقع في حبّ البطلة الأصليّة في الرّواية بسرعةٍ مذهلة.
“لا تقلق. ستقع قريبًا في حبٍّ عظيم”
“ماذا؟”
بدا أنّه ظنّني أهذي ، إذ أشار ريكارت بعينيه أن أطرده بسرعة.
“من بين الثّلاثة الذين سجنوني ، أنتَ الأقلّ سوءًا ، لذا سأخبرك. ستكون المُعجَب الثّالث لامرأةٍ ما. ستعاني من الغيرة ، لكن تقبّل ذلك. هذا قدرك”
“هايلي …”
تنهّد ريكارت و سحب ثيابي.
***
لقد أصبح عدد الآكلين المتنوّعين كثيرًا جدًّا.
أنا و جنيّتي ، ريكارت ، و فاطمة. خطّتنا منذ أيّامٍ قليلة بأن نعيش نحن الأربعة و نأكل جيّدًا تبدّدت.
في قلعة مارون ، تجمّع حشدٌ من البشر ، يتناقشون بوجوهٍ جادّة.
“إذا خرجنا إلى الخارج ، سنعيش حياةً هاربةً من الطّائفة. نحن أوّل من أُصيبوا بالتّلوّث ثمّ طُهّروا. إذا لم يُشرّحونا بعد القبض علينا ، فهذا بحدّ ذاته حظّ”
“و مع ذلك ، لا أريد العيش محاصرًا في هذا التّلوّث. لا يوجد هنا منازل ، ولا حقول ، ولا يأتي التّجّار …”
“لكنّه أفضل من الموت!”
“و هل هذا يعني أن نتخلّى عن العيش كبشر؟ ربّما يناسبك ذلك ، لكنّه لا يناسبني!”
“إذًا ، ماذا نفعل؟ نخرج؟ إلى أين و كيف؟”
كان حطّابٌ و زوجته يتجادلان.
لم يكن الحطّابون الآخرون مختلفين كثيرًا.
أولئك الذين أحضروا عائلاتهم لأنّهم لا يستطيعون التّفريط بهم غرقوا في التّفكير العميق حول حياةٍ محاصرةٍ في التّلوّث.
على النّقيض ، تجوّل الحطّاب الذي جاء وحده بحريّةٍ مع لانغو في أنحاء قلعة مارون.
“مهما كان هذا الإقليم غريبًا ، العيش في منزلٍ واحدٍ مع السيّد أمرٌ غريب. هناك مساحةٌ مطهّرةٌ خارج القلعة ، إذا قطعنا الأشجار هناك و مهّدناها ، يمكننا بناء منازل …”
“يا عمّ ، هل تظنّ أنّ بناء منزلٍ سهلٌ كبناء عشّ ضفدع؟”
“لمَ لا تخرج و تعيش هنا؟”
“لا أستطيع الخروج! ماذا لو خرجتُ وحدي و أُصبتُ بالتّلوّث؟”
كنتُ جالسة على إطار النّافذة في الطّابق الثّاني أراقبهم باهتمام ، و ضحكتُ أخيرًا.
“يا هؤلاء”
‘ما هذا الكلام؟’
“من قال إنّكم تستطيعون العيش هنا كما تشاؤون؟ لم أقل إنّني سأقبلكم. سآخذكم إلى غرانديس ، لذا اخرجوا جميعًا”
“سيّدتي …”
“اخرجوا من بيتي”
‘ليس لديكم طعام هنا!’
———————————————————————
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار⭐•
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 33"