انهارت هايلي. لم تبكِ ، لكنّها شعرت و كأنّ قلبها يتحطّم.
تعثّرت و هي تقترب من أوجين ، متشبّثةً به.
“أنا من جعلتك كاردينالًا. لقد كان لك نصيبٌ واضحٌ في الشّرور التي ارتكبتُها أنا. تسبّبتُ في الفيضانات و نشرتُ الأوبئة! أنتَ من ذهب إلى هناك و أصبحتَ قدّيس المعجزات! بفضل من نجوتَ من ذلك الملجأ البغيض ، و بفضل من وصلتَ إلى تلك المكانة العالية؟”
“هايلي”
“فعلتُ كلّ ذلك من أجلك! فكيف تتخلّى عنّي أنتَ أيضًا؟ أوجين ، أرجوك!”
“حسنًا ، يبدو أنّني لا أختلف عن أولئك الرّجال”
“آه …”
أضاف و هو ينشج: “إذًا … ستسامحينني أيضًا ، أليس كذلك؟”
بكى أوجين حتّى ابتلّ وجهه الجميل بالدّموع ، معترفًا: “هايلي ، كنتُ أريدكِ بجنون. لو أتيتِ إليّ ، لكان بإمكاننا تدمير العالم و التّخلّي عنه كما وعدنا عندما كنّا صغارًا. لكنّكِ تخلّيتِ عنّي و ارتميتِ في أحضان رجلٍ آخر”
“….”
“و الآن ، أنتِ مستعدّة للموت من أجلهما”
وقفت هايلي أمام وجه أوجين الباكي عاجزةً عن فعل أيّ شيء.
تحوّلت يدها ، التي كانت ستتشبّث به ، إلى لمسةٍ على خدّه.
مسحت دموعه المنهمرة ، و ضمّت جسده المنتحب إلى صدرها. تحمّلت حزنه نيابةً عنه ، و ابتلعت ألمه مقاسمةً إيّاه.
كانت هايلي دائمًا هكذا.
“لا بأس. أنا بخير. سأتولّى أمري بنفسي. لذا ، توقّف عن البكاء”
“ارحلي”
“آسفة لأنّني جرحتك هكذا ، يا أخي”
“لا تعودي مجدّدًا”
“حسنًا”
وداعًا.
كما قلتَ ، لننهِ لعبة العائلة هنا.
غادرت هايلي.
ندم أوجين على ذلك اليوم مرارًا و تكرارًا ، لكنّه لم يتمكّن من العثور عليها بعد اختفائها.
– نهاية الفصل الجانبي ❥
* * *
~ العودة للقصة الرئيسية ❥
كانت سلبون محاصرة. كان ذلك من فعل أوجين.
علمتُ ذلك فورًا. لقد نصب فخًّا في سلبون ليلتقي بـ هايلي.
هذه تفاصيل لم تُذكر في القصّة الأصليّة ، و هايلي ليست البطلة ، و أنا التي تقطن هذا الجسد.
ان أوجين يؤدّي دور البطل النادم في الرّواية بإخلاص.
في العديد من الرّوايات ، يصبح البطل النادم خادومًا للبطلة ، يتألّم و يتعذّب حتّى يُغفر له بصعوبة و ينال نهايةً سعيدة ، أو يُهجر بلا رحمة ليصبح خرابًا.
لو كانت هايلي البطلة ، هل كان أوجين سيواجه نهايةً كهذه؟ لا أعلم.
لو كانت هايلي الحقيقيّة هنا ، كيف كانت ستتصرّف؟ هل كانت ستفرح برؤية أوجين ولو في قلبها؟ أم كانت سترتعد غضبًا من الخيانة و تصفعه؟
أظنّ أنّه لن يكون أيٌّ من الاثنين.
كانت هايلي تعتزّ بأوجين كعائلةٍ حقيقيّة.
ربّما لم تكن لتعتبر ما فعله خيانةً أصلًا.
العائلة وحدها من يمكن أن تُسامَح دون اعتذارٍ رغم الجراح ، لأنّنا نحبّهم. لأنّنا نؤمن بصدقٍ أنّ هذا هو الطّريق الأفضل لهم. لأنّ ذلك شائع.
لكن عندما ينكسر هذا الإيمان الرّاسخ ، يميل النّاس إلى التّخلّي عن العائلة. بدلًا من الانتقام أو التّعذيب ، يفضّلون الابتعاد و النّسيان و العيش بعيدًا.
ربّما كانت هايلي ستفعل ذلك.
كان أوجين في صغره فتًى مريضًا و كثير البكاء. لم يكن شرسًا أو ماكرًا مثل هايلي. لذا ، كان في قلبها دائمًا كجروٍ صغيرٍ يحتاج إلى الرّعاية.
إذا عضّ ذلك الجرو الثّمين سيّده ، فسيكون ذلك خطأ السّيّد نفسه.
هايلي ، أيتها الحمقاء الغبيّة.
للأسف ، أنا لا أفكّر بهذه الطّريقة.
إذا كان أوجين العائلة الوحيدة لكِ في هذا العالم ، فسأكون أنا المتحدّث الوحيد باسمكِ.
قرّرتُ أن ألتقي بأوجين.
***
“أرسلتني ماركيزة مارون! أوجين ويدمارك ، الكاردينال ، تعالَ وحدك إلى حدود التّلوّث!”
لم يتمكّن الحصار من إيقاف ريكارت. كان يقفز فوق الجدران التي تفوق طول الإنسان كما لو كانت عقباتٍ رياضيّة ، صائحًا في وجه جنود الطّائفة.
“اقبضوا عليه!”
أضاف ريكارت: “إذا لم يأتِ وحدَه ، سألوّث هذه القرية بأكملها!”
“جيّد، جيّد!”
هتفتُ بحماسٍ و صفقْتُ له مشجّعة.
أردتُ أن أهدّد بتلويث ليس القرية فقط ، بل كلّ ما يخصّ الطّائفة ، لكنّ ريكارت و فاطمة منعاني بحزمٍ قائلين إنّ سمعة الشّرّ الخاصّة بي لا يجب أن تزداد هنا.
سألت فاطمه: “هل سيأتي الكاردينال وحدَه فعلًا؟”
“سيأتي”
“الكاردينال شخصٌ ذو مكانةٍ عالية جدًّا. ألن يكون لديه حرسٌ كثيرون؟ هل سيأتي وحدَه حقًّا؟”
“ألا تثقين بي قليلًا؟”
لم تتخلَّ فاطمة عن شكوكها و قالت: “أنا أثق بسيّدتي ، لكن …”
كنتُ سأشرح لها لمَ لا يملك أوجين خيارًا سوى القدوم وحده ، لكنّني توقّفتُ بعد أن فكّرتُ كيف أختصر تلك القصّة الطّويلة ، و أغلقتُ فمي.
انتقلنا إلى المكان الذي التقينا فيه بأوجين سابقًا ، حيث كانت فاطمة معلقة.
وقفتُ بجرأةٍ داخل منطقة التّلوّث ، بينما اختبأت فاطمة خلف شجرةٍ بعيدًا عن الأنظار.
وقف ريكارت خلفي كفارسٍ حارسٍ حقيقيّ ، متذمّرًا من ألم حلقه بسبب الصّراخ.
لم يمضِ وقتٌ طويل حتّى ظهر أوجين ، مصطحبًا معه فارسَيْن مقدّسَيْن.
‘هذا الوغد؟ بعد كلّ تلك الضّجة التي أثرتُها أمام فاطمة ، يأتي مع حرس؟’
حدّقتُ فيه بعينَيْن متضيّقتَيْن ، فقال أوجين للفارسَيْن: “كفى. انسحبا”
“سيّدي الكاردينال ، هذا خطر!”
“لا تقلقا عليّ و اذهبا بسرعة”
“لمَ لا نعاقبهم هنا؟”
“إذا أردتما دخول منطقة التّلوّث من أجلي ، فلن أمنعكما”
لم يستطع الفارسان معارضة أمر أوجين بعد ذلك. بدا أنّهما علما أنّني داخل التّلوّث ، و استنتجا أنّه لا يمكنهما مهاجمتي بأيّ شيء.
“أنا بخير” ، و أضاف: “ما دام الحاكم معي ، فلن يتمكّن أحدٌ من إيذائي”
كان في كلام أوجين قوّةٌ غريبة ، جعلت الفارسَيْن يخفضان رأسيهما على الفور. ثمّ ألقيا رجلًا كانا يحملانه على ظهريهما على الأرض و انسحبا.
حتّى و هما ينسحبان ، ظلّا يحدّقان بي بغضبٍ لا يليق.
نظرتُ إلى الرّجل المُلقى على الأرض و ضحكتُ بخفّة.
“لانغو”
“أوغ …”
“لقد أصبحتَ عديم الكفاءة. أن يُمسك بك كاردينالٌ لا يملك قوّةً سوى لقلب صفحات الكتاب المقدّس”
“ليس هذا … بل …”
تدخّل أوجين نيابةً عنه: “كنتُ أترقّبه مسبقًا. عندما حقّقتُ في الصّيّاد المتوفّى ، بدا أنّه قُتل على يد قاتلٍ مأجور ، فشككتُ في الشّائعات عن ظهور الماركيزة الشّيطانيّة”
“و كيف علمتَ أنّني أنا؟”
“هايلي ، كيف لا أعرفكِ؟”
تقدّم أوجين خطوةً نحوي. كانت عيناه البنفسجيّتان مملوءتَيْن بالنّدم. لم يبالِ حتّى عندما رفع ريكارت سيفه ليحول بيننا.
مدّ أوجين يده نحوي و قال: “أعطيني فرصةً للاعتذار”
“لماذا؟”
“هايلي ، أنا …”
“عن ماذا تريد الاعتذار؟ عن استغلالي لتصبح كاردينالًا ثمّ التّخلّي عنّي؟ أم عن سرقة ماناي و إصرارك على إلقائي في منطقة التّلوّث؟”
“هذا سوء فهم”
“كفى. لم أدعُك لأتحدّث عن هذا”
كان أوجين يزعجني. لم يكن يهمّني مدى عمق حبّه لـ هايلي الحقيقيّة.
“استمع جيّدًا. أحد الفارسَيْن المقدّسَيْن اللذَيْن تركتهما في سلبون تحوّل إلى وحشٍ و قتل النّاس. كانت ذراعه مقطوعةً و رقبته مقطّعةً إلى النّصف ، لكنّه استمرّ في الحركة. لم يتوقّف إلّا عندما طُعن في قلبه”
لم ينبس أوجين بكلمة. ظلّت عيناه مثبتتَيْن عليّ دون حراك.
“ارفع الحصار. لا تتعرّض لأهل سلبون. و إلّا ، سأنشر في العالم أجمع أيّ وحشٍ صنعته طائفتك ، و ما الذي سيحدث لاحقًا”
“هايلي”
“منذ متى و أنتَ كاردينال؟ كان ذلك قبل أن أُلقى في منطقة التّلوّث بقليل ، أي منذ عامٍ و نيّف تقريبًا؟ الطّائفة لا تثق بك تمامًا بعد ، فعندما يصل المبعوث من المقرّ الرّئيسي قريبًا …”
“كنتُ أحاول حمايتكِ”
“ماذا؟”
كنتُ مذهولة لدرجة أنّ الكلام انقطع عنّي.
حماية؟ من؟
هايلي؟
———————————————————————
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار⭐•
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 32"