108

“لا.”

“لماذا؟”

“لأننا يجب أن نلتقي دوريًا. هذا أمر أرفضه. كل ما عليكِ فعله هو جعل الهدف ملوّثًا بالماغي، ثم تدريب نفسك على التحكم بموجات القلب.”

إذا أصبح هذا ممكنًا، سأتمكن من التحكم في ميكيلان كدمية، فهو مهووس بنفسه ولن يرغب أبدًا بالموت.

“حتى بهذا قد يموت.”

غمَضتُ عينيّ ونقلت ريكارت، متظاهرة بإطلاق النار، ثم رفعت أصابعي ونفخت على طرفها كما لو أطلقت طلقة وهمية.

ريكارت، الذي كان ينظر إليّ بعينين فارغتين، مد يده برفق.

“لنبدأ بالتدريب.”

“لن أفعل معك!”

“لماذا؟”

“ماذا لو زاد التسمم هنا؟ ليست مجرد ملوّثة بالماغي، بل مسموم. ماذا ستصبح عندما تكبر؟”

“لماذا أنا…”

كنت أعلم أنه سيبدأ بالكلام العبثي، لذا بمجرد أن فتح ريكارت فمه، أعطيته قطعة لحم كبيرة على الفور.

.

.

.

“زيوس وهيرا، مرّوا!”

البطاقات التي صمّمها سيريل جعلتنا نتنقل بسهولة. في أي مكان في نيفي، كانت هذه البطاقة كافية للمرور بسلام.

وصلنا إلى غراندي بعد مغادرة العاصمة، وتوجهنا مباشرة إلى سيرييل.

“هادئ جدًا بالنسبة لمعسكر!”

“هل هذه كل القوات؟ قالوا إنهم استدعوها من كل بيت، وهذا لا يكفي على الإطلاق…”

“ماذا لا يكفي؟”

“الشيطان القادم سيأتي من الشمال.”

وسيأتي كاملاً منذ البداية. قضى وقتًا في الأراضي الملوثة لتطوير قوته، ثم هاجم هدفه بشكل مدمر.

“ماذا هذه المرة؟ لن يكون دبًا، أليس كذلك؟”

سأل ريكارت بخفة، وكأن فضوله قد أثاره حديثي الغريب مؤخرًا.

تنهدت وقلت:

“ليست دبًا. إنه إنسان.”

“إنسان؟”

“آه…”

“من أين أتيتم؟”

اقترب منا حارس فجأة، بدا مرتبكًا لرؤيتي أسير بثقة في وسط المعسكر، وكان حذراً جداً.

ابتسمت له وقلت:

“جئت لمقابلة المسؤول عن المعسكر. هل يُسمّى قائدًا؟ على أي حال، أرسل له أن يخرج قليلًا.”

“من أنتم؟”

“قُل له زيوس، سيفهم.”

“ما الغرض…؟”

“لقد جئنا لنأخذ ملابس طفلنا.”

كان الحارس مرتبكًا. مظهري وتصرفي جعلاه يفكر في إبلاغ سيريل، لكن من جهة أخرى، لم أكن بحراسة، ونحن فقط اثنان، وكان الغرض تافهًا جدًا، فبدا عليه الشك.

في تلك اللحظة خرج سيريل من المبنى، وحين رآني، عبس في وجهه فورًا.

“أعجبني كيف يكون هكذا أحيانًا.”

“وأنا أيضًا.”

لوحنا له بابتسامة شريرة.

❈❈❈

أثناء سفر هايلي وريكارت إلى المدينة الكبرى، انشغل دوراجي بزراعة الفراولة.

“يا لها من معجزة! كيف تنمو هذه الفراولة الممتلئة على هذه الأرض القاحلة؟ من الواضح أن اليُوَت (الجنّي) مبارك من الأرض.”

“أظن أنها نتيجة اليأس. لو عشتِ شهرًا هنا مع هايلي، سترين أن كل شيء نلمسه يتلف، ولا نعرف شيئًا….”

“قالت إنها فرحت كثيرًا عندما كبرت قليلًا! كان يجب أن ترى تعبير وجهها، كان أكثر تأثيرًا من خبر الحمل!”

“حقًا؟”

قبض دوراجي على ساق الفراولة بيده الصغيرة، كأنه يمنع نفسه من الضحك، وتظاهرت فاطمة بعدم الانتباه وقالت بلطف:

“عندما يعودو، سنطعمهم كعكة الفراولة التي صنعناها بأنفسنا.”

“لكنني لا أعرف صنع الكعك.”

“سأعلمك كل شيء.”

احتضن دوراجي الفراولة الناضجة حديثًا بيديه الصغيرتين.

“حتى لو لم أتمكن من أي شيء آخر، يجب أن أطعمها الفراولة. إنه نبات خاص بالنسبة لنا. من الغريب حقًا أن أفكر هكذا كجنّي. تقول هايلي إن البشر يتذكرون السعادة الصغيرة في الأوقات الصعبة طوال حياتهم…”

توقف دوراجي فجأة وعبس:

“لكن أثناء الصعوبات، كانت تأكل الفراولة بشراهة…! رغم أنني قلت لها أن لا تأكل أكثر من عشرة يوميًا، في اليوم التالي أجده قد أُكل سرًا، يا إلهي!”

على الجانب الآخر، خطر لي أن لو البشر يتذكرون السعادة الصغيرة في أوقات الشدة، فكم ستظل الضغائن محفورة في قلوبهم؟

“أتمنى أن يعامل البشر الخارجيون هايلي جيدًا، وألا يعيدوا ألقائها من على الحافة مرة أخرى.”

“أتمنى أنهم تعلموا الدرس…”

أغلقت فاطمة فمها ببطء، متخيلة ما قد يفعله البشر إذا حاولوا الإمساك بها مرة أخرى بعد ظهورها المخيف من الأراضي الملوثة.

نظر دوراجي إلى فاطمة بتذمر:

“لا أحد يعرف كم تكون هايلي انتقامية. إذا ضايقها أمر تافه، ستظل مستاءة طوال الشهر… يا إلهي!”

“أحقًا؟”

“حقًا. البشر الخارجيون لا يعرفون ذلك. لم أكن أتصور أن يكون هناك بشر بهذا الحقد الصغير.”

ابتسمت فاطمة لدوراجي، وتذكرت كم يشبه هايلي.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213 

حسابي على الواتباد: @Toro1316

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧