102

لم أكن أعلم أن دوراجي لديه روح تنافسية قوية إلى هذه الدرجة.

كان الجو باردًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع الخروج، فتذكرته وعلمته كيف يصنع شيئًا ما. ربما يوجد رجال يستطيعون صنع أي شيء بقطعة خشب فقط، وفكرت أنه سيكون من الرائع أن يكون لدينا مكان لتناول الطعام واللعب نظرًا لكثرة الناس.

ولكنني لم أكن أعلم أن دوراجي سيحمل عصا يوت في يده ويعلن عن مبارزة.

‘لقد علمتك عن لعبة يونوري فلماذا لاتلعبها؟’

❈❈❈

في اليوم التالي، جمعتُ الأطفال وعلمتهم اللعب بشريط مطاطي. كان من المزعج رؤية الأطفال يكبرون متجمعين في المنزل، يشخرون، لذلك استخدمتُ الشريط المطاطي الذي حصلتُ عليه من فاطمة، ونجحتُ في جعلهم يقفزون طوال اليوم.

في أحد الأيام، بينما كانوا ينتظرون قدوم الربيع، جاءت أستا إلى قلعة مارون.

“هايلي.”

“نعم؟”

“ألم تخرجي من القلعة أبدًا؟”

“خارجًا؟ لماذا؟”

“روزماري تقاتل بمفردها ضد قوات الطائفة…”

ما هذا بحق؟

أنا، التي كنت أُحيط ريكارت بالعصا، قمت بتقويم ظهري وسألت.

“روزماري؟ روزي الخاصة بي؟”

“نعم، روزماري، حارسة معبر الشيطان.”

التفتت أنظار جميع آكلي اللحوم إليّ. رايكارت، ودوراجي، وسيبرينو، وكوينتين، وفاطمة، وحتى القرويين. جميعهم رمشوا نحوي.

واصلت أستا شرحه بعناية.

“أرسلت أبرشية نيفي فرسان الهيكل إلى الوادي للتحقيق في نجاة هايلي. ودون أي مبرر لإيقافهم، راقبنا أنا وأخي بترقب، حتى ظهر شخص ادعى أنه رأى معبر الشيطان.”

“أرى.”

لا بد أن أحدهم قد شهد ذلك، بالطبع. ظهر جسر حيث لم يكن هناك جسر. مهما بلغت فظاعة المنطقة الملوثة، فمن الجشع أن نأمل ألا يأتي أحد.

“صُدمت الطائفة بشدة، فجمعت كل القوات القريبة وأرسلتها إلى الوادي. يبدو أنهم كانوا يتناقشون حول كيفية عبور الجسر أمام كنيسة الشياطين والتحقيق…لكن”

“لكن؟”

“روزماري كُسرت ساقها.”

“هاه؟”

“كانت تلوح بسكين، لا، ورقة، وعندما اقترب الناس، هددتهم… وبعد ذلك.”

” كسرت ساقها؟.”

“نعم.”

ثم قامت برقصة غريبة وكأنها تسخر منهم ، شرحت آستا، والعرق يتصبب على وجهها.

“همم.”

أعتقد أنني سأضطر إلى الذهاب.

❈❈❈

لم تولد الساحرة الشريرة هايلي كحاكمة للسحر داخل المنطقة الفاسدة فحسب، بل إنها تحلم أيضًا بالانتقام من أولئك الذين جعلوها بهذه الطريقة.

وهذا هو ميلاد مأساة ستقود العالم إلى الدمار.

أولئك الذين يرسلون البشر إلى الجحيم.

أنت الذي تتدعي الإيمان،و تعاقب باسم العدالة، وكأن الجنة معك.

لقد مرّت عشرة أيام منذ وصول الكاردينال، حاملاً المرسوم البابوي، إلى نيفي. حتى ملك كاسناتورا كان عاجزًا أمام قرار الطائفة، الذي يُذكّر بحربٍ مقدسة.

إذا عارض أحد حصار نيفي، فإن العالم بأسره سوف يعاقب، لذلك لم يتمكن الملك من إظهار انزعاجه علانية.

“تقدمو!”

بإشارة من الكاردينال، تقدّم عشرات الفرسان، يتبعهم جنود من الرهبانية. وصل العدد إلى 300 جندي.

وبالنظر إلى أن أقل من نصف عدد الأشخاص قد ذهبوا لإخضاع الشياطين التي ظهرت في نيفي، فقد كان من الواضح مدى خطورة الأزمة التي اعتبرتها الطائفة.

خرج الناس إلى الشوارع وهتفوا دون أن يعرفوا حتى ما الذي يحدث.

بعد أن توفي الكاردينال المسؤول عن أبرشية نيفي بشكل عنيف، جاء كاردينال أكثر نفوذاً إلى المعبد، الذي كان يُعتقد أنه مهجور، لذا اعتقدت أنه كان أمرًا جيدًا بالتأكيد.

كان هذا اعتقادًا خاطئًا. نشر الكاردينال الجديد المرسوم البابوي في جميع أنحاء نيفي، مطالبًا جميع رعايا كاسناتورا بالتعاون الكامل مع الرهبانية ومعاقبة الساحر الشرير هايلي.

“اليوم سنشهد وجه الشيطانية! إن كنتم مؤمنين، فلن تنخدعوا حتى عندما ترونها!”

“اهزمو الشيطانية!”

“أثبت ذلك! أثبت ذلك يا رائع! انقش على أرواح الأشرار!”

امتلأ صوت الكاردينال بشغفٍ غريب، ففقد الجنود صوابهم. كانت وجوههم عازمةً كشهداء في حربٍ مقدسة.

“تقدمو!”

في تلك اللحظة غادر حوالي 300 جندي ديني مدينة نيفي ووصلوا إلى الوادي.

هذا هو الجسر الذي ظهر فجأةً ذات يوم. لكن…

“هل هذا هو الطريق المؤدي إلى المنطقة الملوثة؟”

“نعم. كانت المنحدرات أسفل السهل الفيضي والوادي مغطاة بضباب سحري، لكن هذا المسار كان نقيًا تمامًا.”

“لذا، ربما دخل شخص ما وخرج.”

“سيكون هناك من أخطأ في حق نيفي. بعد انتهاء هذا، قد نحتاج إلى إرسال قاضٍ إلى المدينة.”

أومأ الكاردينال برأسه، مستمعًا لنصيحة مساعده. لكن عقله كان مليئًا بحسابات سياسية معقدة.

ملك كاسناتورا رجلٌ نبيل، لكن ابنه، ولي العهد ماريس، ليس كذلك. فهو يخشى نفوذ الطائفة ويميل جاهدًا للسيطرة عليها. لو أن نيفي أقامت محاكمةً للهرطقة بينما لا تزال الأميرة أستا تُعتبر قديسة، فقد يؤدي ذلك إلى حرب مع كاسناتورا.

سأل المساعد.

“هل نحن نتقدم؟”

“انتظر.”

ترجّل الكاردينال واقترب من معبر الشيطان. كان ثاني أقدم كرادلة في الرهبانية، وكان على خلاف مع ملك هولت و نيفي.

وهو أيضًا من نصح البابا بتعيين يوجين فيديمارك في منصب الكاردينال الخامس.

“الجسر واسع ومتين. توجد آثار لمسارات عربات. لو كانت هايلي شيطانة تعيش وحدها في قلعة مارون، لما كان هناك سبب يدفعها لقطع هذا الطريق بعربة.”

“مالذي تفكر فيه؟”

“اسمع.”

“نعم.”

“هناك أشخاص يعيشون هناك.”

“هاه؟ هذا غير ممكن. كيف يمكن لأحد أن ينجو في منطقة ملوثة…؟”

“هايلي كانت إنسانة أيضًا. وجدت طريقها. لا أعرف من معها أو لماذا، لكن هناك من يعيش في داخلها.”

“آه… هل هم أتباع الشيطانية؟”

“سيُنفَّذ حكم الكُفر في الداخل. إن كانوا قد سلكوا هذا الطريق، فنحن أيضًا نستطيع! أيها الأبناء الأوفياء! أفسحوا الطريق!”

“نعم!”

وبينما ركب الكاردينال حصانه، تقدم الفرسان إلى الأمام.

تلاوا صلاةً بصوتٍ عالٍ أمام معبر الشيطان . ثم، مع الأمر، دخلوا إلى معبر الشيطان.

حفيف—

في تلك اللحظة، تحركت الشجرة الطويلة على الجانب الآخر بصمت.

“ماذا، ماذا، ما هذا!”

كانت الشجرة طويلة، جذوعها كثيرة وأوراقها كثيرة، وكانت تُثير الخوف.

“تجنبها!”

أخذ الفرسان أسلحتهم ودروعهم، لأن الشجرة امتدت بجذع طويل، وضربتهم بأوراقها.

براكك!–

سُمع صوت تحطم درعٍ إثر اصطدامه بورقة شجرة. ارتجف الفرسان، فترددوا وتراجعوا. أما الفارس الذي كان يتقدم في المقدمة، فلما رأى درعه يتحطم إلى نصفين، صرخ لا إراديًا.

“يا إلهي… ما هذا؟”

بدا كإكليل الجبل الذي تجده في أي حديقة، لكنه كان بحجم شجرة زيلكوفا. كان كل ساق مغطى بكثافة بأوراق، كل منها مثل شفرة حادة.

“أعطني السهام!”

أخرج أحد الفرسان قوسه، ووضع الزيت على السهم الذي أعطاه إياه رفيقه، وأشعله، وأطلقه على روزماري.

السهم الذي أطلق صوتًا قاتلًا أصاب ساقها السميكة.

لكن روزماري ضربت السهم الذي كان يطير نحوها بسرعة أكبر.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213

حسابي على الواتباد: @Toro1316

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧