بعد معركةٍ حقيقية من شدّ الأعصاب، أنهى الاثنان أخيرًا توقيع العقد.
فغمرت السعادة جسد أداماس كله.
‘أوه….لم أعد بلا عمل! صار لدي وظيفةٌ فعلية الآن!’
وأرادت أن تشارك هذه الفرحة مع صغير المعزة البرية التي يربيها سافيروس، تلك التي بقيت إلى جانبه في الأوقات العصيبة.
“همم….الآنسة أداماس؟”
“آه، نعم! كنتُ شاردةً قليلًا….تفضل يا سعادة الماركيز!”
“أريد الآن أن أطلب منكِ طلبًا مهمًا.”
“طلبًا….مهمًا؟”
“العمل سيسير حسب العقد، لكن لدي في الحقيقة طلبٌ شخصي.”
“بالطبع! لا بأس يا سعادة الماركيز!”
“من دون حتى أن تسمعيه؟ ماذا ستفعلين إن كان خداعًا؟”
“لن تخدعني أبدًا. فأنا الشخص الذي أحضره روس بعد كل شيء.”
قالت أداماس ذلك بابتسامةٍ لطيفة.
“لكن لا تقل لي….أن طلبكَ هو أن أرحل بعيدًا ولا أقف في طريق روس. فهذا سيكون صعبًا قليلًا.”
“….خيال الآنسة أداماس واسعٌ للغاية.”
“سأعتبرها مديحًا، صحيح؟”
كانت تعتقد أنها قادرةٌ على قبول أي طلب.
وبصراحة….لقد جاءت وحدها لأنها هي أيضًا لديها طلبٌ تريد تقديمه، لذلك تركت سافيروس خلفها.
“قُل ما شئتَ يا سعادة الماركيز! وإن سمحتَ….لدي أيضًا طلبٌ صغيرٌ جدًا….لا، صغيرٌ للغاية….بحجم حبة فاصوليا صحراوية.”
“هاها….جيدٌ جدًا. يعجبني أنكِ تحسبين المكاسب والخسائر بوضوح. حتى لو سقطتِ فجأة في مكان مجهول، ستنجين.”
“هاهاها….شكرًا لكَ. آه، اليوم الجو حارٌ فعلًا.”
“أترغبين أن أفتح النافذة؟”
“لا، لا حاجة!”
لوّحت أداماس بيديها نافية، ثم انحنت بعمقٍ نحوه. كان ذلك تعبيرًا صريحًا: أياً كان طلبكَ….سأقبله.
فثبت هيدينايت نظره بهدوءٍ في عينيها الخضراوين و تحدّث ببطء،
“همم….الآنسة أداماس. ربما يكون من الغريب أن أسأل هذا ونحن لا نعرف بعضنا جيدًا.…”
“نعم.”
“رجاءً لا تفهميني خطأً واستمعي بهدوء.”
هاه؟ هذا ليس جيدًا….فسافيروس قال مرة،
“حين يقول شخصٌ ’لا تفهمني خطأ‘….فهذا يعني أن هناك شيئًا يدعو لسوء الفهم أصلًا.”
‘لا تقل….يا سعادة الماركيز….هل لديكَ اهتمامٌ شخصيٌ بي….؟’
لا، هذا سيئٌ للغاية!
“سعادة الماركيز…..هل ربما—”
“الآنسة أداماس….هل تجيدين القتال؟”
“….ماذا؟”
“همم؟”
فجأة أصبح الجو….جو معركة.
“ها….القتال؟ تعني القتال فعلًا.…؟”
“نعم.”
‘قتال؟ لماذا فجأة؟ هل ينوي ضمّي إلى فرسانه؟ أم يريدني لمواجهة الغولِم؟’
بينما كانت أداماس ترمش بحرج، ابتسم هيدينايت قليلًا،
“هل تعرفين شيئًا عن مهرجان الحصاد في مانو؟”
“مهرجان الحصاد؟ آسفة….لا أعرف الكثير عنه.”
“الأول من سبتمبر. يومٌ واحد فقط الآن. كان سابقًا يستمر أسبوعًا كاملًا، لكن الظروف تغيّرت. ومع ذلك، يبقى ذلك اليوم يومًا ينسى فيه الجميع همومهم ويحتفلون.”
“أفهم.”
‘إذاً لديهم مهرجاناتٌ محلية هنا أيضًا….’
“حسنًا….بما أنكِ لا تعرفين المهرجان….فمن المؤكد أنكِ لا تعرفين بطولة القتال، صحيح؟”
“لا، بل أعرفها جيدًا! قصدكَ البطولة التي فاز بها سافيروس وهو في العاشرة من عمره، صحيح؟”
قالت أداماس ذلك بعينين لامعتين.
كان والدها كلما شرب لا يتوقف عن تكرار بطولات سافيروس، حتى أنها حفظتها عن ظهر قلب، بل حتى دون شراب كان يتحدث عنه كثيرًا.
بطولة مانو للمبارزة كانت مشهورةً أصلًا، بل ذُكرت في كتاب “كيف تصبح فارسًا مبتدئًا”.
“آه، تعرفينها؟ هذا جيد. فهي أكبر حدثٍ في مهرجان الحصاد. حتى أنه لم يعد أحدٌ يعرف….هل هو مهرجان حصاد أم بطولة قتال.”
وقف هيدينايت من مقعده وتوجه نحو الجدار، ثم أنزل إحدى الخرائط ووضعها على الطاولة.
“مهرجان الحصاد أحد أهم الأحداث في مانو. وكما تعلمين….مقاطعتنا تقع في أقصى جنوب إمبراطورية فرانسيس. العاصمة في الشمال، غربنا دولة روبيانا تفصلنا عنها سهول ’أوشي‘، أما الجنوب فصحراء ’غلايف‘. والخلاصة.…”
“الخلاصة.…؟”
ابتلعت أداماس ريقها وسألت.
“إن لم يأتِ شيءٌ من الشمال….فلن يدخل الناس ولا البضائع إلى مقاطعتنا. تفهمين قصدي؟”
“آه! نعم! فهمت! لم يبق وقتٌ طويل….لذا سأعمل على استخراج أكبر قدرٍ ممكن من أحجار السحر قبل ذلك. علينا أن نُظهر قوتنا للفرسان الطموحين والتجار الذين سيأتون للمقاطعة!”
كانت البطولة ستقام في وقتٍ تعاني فيه المقاطعة من فقدان سكانها باستمرار. وكان نجاحها هذه المرة ضرورةً لإثبات أن مانو لا تزال واقفة.
‘لقد وقعّتُ العقد….إذاً الوقت للعمل بجد!’
“فكرةٌ ممتازة….لكن هناك أمرٌ آخر أيضًا.”
“ماذا تقصد؟”
“صحيحٌ أن قدوم أشخاصٍ جدد وتدفّق الموارد بفضل مهرجان الحصاد أمرٌ جيد، لكن إذا نظرنا للأمر من منظورٍ بعيد المدى….فهذه الأراضي لن تستعيد عافيتها إلا بعد التخلّص من الغولِم.”
“آه….”
استعادت أداماس في ذاكرتها السور الجنوبي الذي رأته صباح اليوم وهي في طريقها إلى العمل مع سافيروس.
“اكتمل منه نحو عُشره، أليس كذلك؟ تقريباً إلى هذا الحد.”
قالت أداماس ذلك وهي تشير بأصبعها إلى الخريطة.
“صحيح. لهذا لدي طلبان أود أن أطلبهما منكِ. أولهما أن تتولي منصب الحكم في بطولة المبارزة، وثانيهما أن تذهبي مع سافيروس في رحلةٍ استكشافية إلى الصحراء.”
“رحلة….إلى الصحراء؟!”
في تلك اللحظة كان هيدينايت يخوض مقامرةً كبيرة في حياته.
كان يريد إرسال أداماس إلى الصحراء التي يصرّ الكورندوم على أنها خاليةٌ تمامًا من كل شيء.
“سأذهب وأتفقدها….لكن ربما حقاً لا يوجد هناك شيءٌ على الإطلاق….”
“مع ذلك، أرجوكِ.”
“لا أعرف إن كان من الوقاحة أن أسأل، لكن….هل تصدق أنتَ أيضاً قصة ‘الساحر المجنون’؟”
“لا. أنا لا أؤمن بتلك الشائعات.”
“ماذا.…؟”
“تلك القصة موجودةٌ منذ أن كنتُ صغيراً. لكن.…”
“لكن ماذا؟”
“الغولِم لم يظهر إلا منذ نحو سبع سنواتٍ فقط.”
“آه، هكذا إذاً.”
“أنا بحاجةٍ إلى معلوماتٍ موثوقة من شخصٍ يمكن الوثوق به. سأجهز لكما كل ما تحتاجانه، فهلّا تذهبان إلى الصحراء أنتِ وسافيروس؟ وكلما أسرعنا كان أفضل.”
“حسنًا. فهمت. سنذهب إذاً.”
شخصٌ يمكن الوثوق به….كان بالتأكيد يقصد سافيروس، لكن كونه يثق بها أيضاً لأنها من جانبه، جعلها ترغب في الرد على تلك الثقة بالمثل.
“أداماس، يعجبني أنكِ دائماً شجاعةٌ ومفعمةٌ بالحياة. والآن….جاء دوركِ لتطلبي ما تريدين.”
قال هيدينايت ذلك بعينين خضراوين تلتمعان.
“طلبي هو….هذا.”
نزعت أداماس ببطءٍ القرط الأحمر من أذنها اليمنى، ثم قالت ذلك بهدوء.
وقدّمت أمام هيدينايت جوهرةً بنفسجية ضخمة تكاد تغطي خدها بالكامل.
***
حين خرجت أداماس من مكتب هيدينايت، كانت الشمس قد تجاوزت قمم الجبال بالفعل.
وما إن خرجت من المكتب حتى وجدت سافيروس واقفاً أمام الباب ينتظرها.
“أوه….سافيروس، هل كنتَ تنتظرني؟”
“لا.”
حرّك سافيروس سجل التعدين بيده بخفة.
“تسك.”
“سأعود سريعاً، فانتظريني.”
قال سافيروس ذلك وهو يبتسم ابتسامةً خفيفة قبل أن يدخل المكتب. فضحكت أداماس ولوّحت بيدها، ثم لامست بهدوءٍ أذنها اليمنى التي أصبحت خالية.
***
وبينما كانت تعود إلى المنزل ببطء، رفعت نظرها إلى السماء التي أخذت تتحول إلى لونٍ أزرق داكن، ثم تحدّثت متذمرةً لسافيروس،
“لكن….هل حقاً يمكنني القيام بذلك؟”
“كونكِ حَكَماً في بطولة المبارزة؟ ليس بالأمر الكبير. فقط تراقبين وتدوّنين نتيجة الفوز والخسارة. وإذا حدث شجارٌ تتدخلين لتهدئته. آه، وإذا طال القتال كثيراً، قد تحتاجين لإصدار الحكم بنفسك.”
يبدو هذا مهماً جداً….لا، بل هذه ليست المشكلة.…!
“وتسمي هذا ‘ليس بالأمر الكبير’؟ إنها البطولة التي يقولون أنها الطريق الوحيد أمام العامة ليصبحوا فرساناً!”
“طريق العامة ليصبحوا فرساناً؟ هل كان لها لقبٌ كهذا؟”
“بالطبع! إنها مشهورةٌ جداً في العاصمة، ألا تعلم ذلك؟ هاهاها.”
‘إذاً….سيُعرف عنها بهذا اللقب في المستقبل.’
‘أنا أعرف بطولة المبارزة حتى إن كنت لا أعرف مهرجان الحصاد!’
حتى لو قيل أن مانو تقترب من السقوط، فهي تبقى مقاطعةً تابعة للماركيز. و مجرد الفوز في بطولة المبارزة يفتح طريق الانضمام كفارسٍ تابع لبيت الماركيز.
لكن الأهم من ذلك كان أمراً آخر. إنها سياسة “الأولوية للقدرة”.
بطولة المبارزة هذه لا تعترف بالعمر ولا بالجنس. يكفي أن تكون مواطناً في إمبراطورية فرانسيس.
يستطيع أيٌّ كان المشاركة. ليس فقط أبناء النبلاء الضعفاء منزلةً، كالابن الثاني أو الثالث، ولا الرجال من عامة الشعب، بل وحتى امرأةً من عامة الناس نجحت مرةً واحدة في الحصول على رتبةٍ رسمية عبر هذه البطولة.
وجود الجيش الذاتي الذي لا يخضع لمراس الحكومة المركزية هو ما جعل ذلك ممكناً.
كان في مانو طريقٌ يمكن به أن تصبح فارساً بفضل القوة وحدها، بل وحتى العباقرة يظهرون أحياناً مثل سافيروس، لذلك إن كان هناك ما يُعد أشهر معالم مانو، فهي بالتأكيد بطولة المبارزة هذه.
“الآن تذكرت، الماركيز قال أن بطولة هذا العام ستكون ضخمةً بشكلٍ خاص.”
“آه!! الضغط يزداد عليّ أكثر فأكثر!”
“سيجعل حجر المانا الذي استخرجناه مؤخراً جائزة الفوز. يبدو أنه يأمل أن يؤدي تدفق الناس من الخارج إلى إنعاش الاقتصاد. كما أنه يريد الترويج لأحجار المانا بشكلٍ طبيعي للتجار القادمين من خارج الإقطاعية.”
“هل أنا حقاً مناسبةْ لهذا الدور؟”
“بل لأنك أنتِ بالذات.”
“هاه؟”
“إنه منصبٌ رمزي. حكّام بطولة المبارزة منذ القدم اثنان: مبارزٌ واحد وساحرٌ واحد. صحيحٌ أن الماركيز هو من يعيّن الحكّام شخصياً، لكن لعدم وجود ساحرٍ مناسب طوال الوقت كان كورندوم يتولى التحكيم باستمرار. بل وحتى قسم الفِراسة كان أونيكس يتولاه حتى أصبحتُ أنا أول حكمٍ قبل عامين.”
“والآن….يعهدُ به لي؟ ويُقصِ كورندوم؟”
“تماماً. لقد قدّر الماركيز قدراتكِ عالياً.”
“لكنني….لستُ بهذه العظمة.”
خفضت أداماس رأسها وهي تتذكر سيدة كورندوم وهي تطلق سحر النار القوي على قوائم الغولِم الأمامية.
“أنتِ قوية بما يكفي.”
“أنا ساحرةٌ من الحلقة الأولى فقط.”
اقترب سافيروس من أداماس التي تنهدت، وخفّض صوته،
“هشش. لا أحد غيرنا نحن الاثنين يعرف أنكِ ساحرةٌ من الحلقة الأولى.”
لقد أظهرت أداماس سحرها لأهالي الإقطاعية مرتين فقط. مرةً حين أطلقت كرة النار فوق رؤوس سحرة دولة روبيانا عند منتصف مجرى نهر باران، ومرةً حين أطلقت مجال البرق فوق جزيرة بارانتو في المنبع.
وبهذا فمن المؤكد أن جيش مانو فران يظنها على الأقل ساحرةً من الحلقة الثالثة أو أعلى.
“آه….”
وضعت أداماس يدها على صدرها.
“ما بكِ؟ هل تتألمين؟”
“لا. إنه ضميري الذي يؤلمني.”
“هاها، ثقي بنفسكِ. فأنتِ الساحرة التي صعقت آلاف الجنود حتى الموت. ثم إن الأمر ليس لأنكِ ساحرةٌ ممتازة فحسب.”
“إذاً لماذا؟”
“ربما يريد الماركيز أيضاً كبح كورندوم وإسناد القوة لنا في الوقت نفسه. يبدو أن علاقتنا صارت مشهورةً في الإقطاعية.”
“آه….فهمت. و هل هذا….لا يسبب لكَ مشكلة؟ أنتَ ربما.…”
ابتلعت أداماس بقية كلامها.
كانت على وشك أن تسأله إن كان يطمح للقب الماركيز مثل أونيكس روميل، لكنها تراجعت.
‘لا، هذا مستحيل. شخصٌ مثله لا يقاتل بتلك الطريقة المتهورة لو كان يفكر في السلطة.’
“أداماس، أنا أعلم أنكِ لست من ذلك النوع، لكن من الأفضل أن أقولها صراحة. لا أملك ذرة اهتمام، ولو بحجم حبة رمل من صحرائنا، بأن أصبح ماركيزاً. هذا منصبٌ لا يليق بي ولا أجرؤ على التفكير فيه.”
“حسناً.”
“حتى لو بقيتِ إلى جانبي، فلن تصبحي زوجة الماركيز.”
“مهلاً. هذا قاسٍ قليلاً! لستُ امرأةً مهووسةً بالمصالح إلى هذا الحد!”
“ولهذا أنا ممتنٌ. لأنكِ تبقين معي رغم ذلك.”
قال سافيروس هذا وهو يبتسم بهدوء.
كان صرير الحشرات يحفر الهواء، والعرق يسيل حتى دون حركة، ومع ذلك كان هذا الرجل القوي الهش يبتسم في صيفٍ مخنوقٍ بالحر.
فمدت أداماس يدها وأمسكت بقوة ياقة ثوب سافيروس.
“ما الأمر يا أداماس؟”
“لا شيء….فقط.”
كانت خائفة….خائفةً من أن يختفي.
‘سافيروس….الحقيقة أنني أنا من يجب أن أشكركَ.’
في عالمٍ سقطت فين فجأة بعد مئة عام….كان وجود شخصٍ يقول “أنا معكِ” نعمةً عظيمة. هذا ما فكرت به أداماس.
و نظر إليها سافيروس ثم تحدّث بنبرةٍ جادة قليلاً،
“حسناً. وبناءً على هذا….هناك شيءٌ يمكنني أن أقدمه لكِ.”
“ما الأمر؟ هل ستقدم لي هديةً فجأة؟ بدأ حماسي يرتفع.”
“ابتداءً من الغد.”
“من الغد؟”
“قاتلي!”
“ماذا؟”
‘القتال؟ فجأة؟ ما هذه المزحة الغريبة؟’
“هيا….توقف عن المزاح.”
“أنا لا أمزح أبداً. سنقاتل.”
‘تباً….يا لها من ورطة.’
_______________________
بيدربها؟ وناسه المزيد من المومنتات والهوشات😭🤏🏻
طلب الماركيز مره غريب بس معليه ذامه بمصلحتهت هو وسافيروس
والصدق حسبته بيسألها انت اختي؟😂
بعدين اموت في الثقه يوم حسبته مهتم فيها تجنن شخصيتها😂
المهم وش طلبت منه هي؟ وليه حطته جوهرتها؟ غش يالمؤلفة كملي احداثس
Dana
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 14"