“هذه الملابس لا يرتديها سواي، فهي خاصة بالقديسة. ومع العباءة التي تغطي الجسم والرأس، لن يتخيّل أحد أن من يرتديها ليس أنا.”
“لكن صوتي… سيتعرفون عليّ بسهولة.”
“لقد قضيت اليوم كله أسعل. لو قلتِ إنك تناولتِ دواءً لصوتكِ، سيصدّقونك جميعًا.”
يا إلهي… هل كانت تسعل طوال اليوم فقط لأجل هذه اللحظة؟
وجدت نفسي أتمتم إعجابًا بدهائها.
“لقد أرسلت أحد الكهنة إلى كايل ليبلغه أنني أود لقاءه عند المذبح لأمر مهم.”
وها هي تفاجئني مرة أخرى بسرعة تصرفها.
“هيا، بسرعة.”
ناولتني ثيابها مرة أخرى.
ولم أستطع هذه المرة رفض كرمها.
في الحقيقة… كنت بأمسّ الحاجة إلى مساعدتها، أكثر من أي وقت مضى.
“شكرًا لكِ، يا سيدة سيينا…”
همستُ بشكرٍ مرتجف، وأنا أتناول منها الرداء وأبدأ بتبديل ملابسي.
كانت ملابس سيينا قصيرة عليّ قليلًا، إذ بدت كاحلي البيضاء بوضوح أسفل التنورة.
لكن العباءة الطويلة التي تُرتدى فوقها كانت كافية لتغطية جسدي بالكامل، حين ارتديتها معها.
“عودي سالمة!”
ودّعتني سيينا بابتسامة مشجّعة، وغادرتُ الغرفة.
* * *
كانت ليلة حالكة السواد، بلا قمر في السماء. في البداية، سرتُ بخطى حذرة، خشية أن يراني أحد.
لكن شيئًا فشيئًا، تسارعت خطواتي… حتى أصبحت أركض بخفة.
“هاه… هاه…”
أخيرًا، وصلت إلى البهو الداخلي الكبير الذي يقع فيه المذبح المخصص لتقديم القرابين. وقفت ألهث عند المدخل.
ومن خلال الباب المواري قليلاً، رأيت كايل واقفًا أمام تمثال الإلهة، صامتًا، كأنما يتهجّى الصمت.
“كايل…!”
ناديت اسمه بخفّة، وبدأت أدخل بخطًى متلهفة.
لكن فجأة…
“أمم—!”
امتدت يدٌ من الخلف لتكمم فمي، وسرعان ما غامت رؤيتي… ثم انقطع كل شيء.
كايل كان يظن نفسه محظوظًا في الحياة.
ففي صغره، التقى بـ”فيردو روزير”، الذي أدخله عالم السيف، ولاحقًا قابل “فيفيان”، التي ساعدته على الالتحاق بالأكاديمية.
تحرر من عنف والدته “تيتانيا”، وعاش في بيئة مريحة وحرة، مارس فيها فنون القتال كما يشاء. ومع الزمن، وصل إلى مرتبة سيّد السيف، تلك المرتبة التي يحلم بها كل فارس.
لكن، إن سُئل عن أعظم نعمة في حياته، فلن يتردد في القول: إنها “فيفيان”.
وجودها إلى جانبه، تمنحه الدعم اللامحدود، كان أعظم حظ في حياته.
حين سمع بأن والدته “تيتانيا” قد ذهبت في رحلة علاجية إلى “بونيتس”، خطر في باله فورًا اسم فيفيان.
في الماضي، أنقذته فيفيان من عنف والدته بطريقة ما كان لخياله أن يبلغها.
ولا شك أنه هذه المرة أيضًا، خرجت من أجل حمايته.
خصوصًا بعد أن رأت آثار الجروح والندوب على ظهره.
“تيتانيا، أيتها الوغدة! لماذا تفعلين هذا؟!”
كانت فيفيان تتألم لأجله أكثر مما كان يشعر هو بألمه.
في ذلك اليوم… أحسّ كايل بألم جروحه، وكأنها تُفتح لأول مرة.
هو لم يكن يخضع لعنف تيتانيا صمتًا بسبب الخوف، بل بسبب طبيعتها المضطربة المتمثلة في إيذاء الذات.
فهو، وقد أصبح رجلًا ناضجًا، أقوى منها جسمًا وروحًا، لا يخشاها.
لقد صقل جسده وسيفه في الأكاديمية، وتجاوز عقدة طفولته. لم يعد العنف تروماً يطارده.
لكنّ تيتانيا، كلما خالفتها الأمور، كانت تؤذي نفسها.
تارةً تعض أظافرها، أو تنتف شعرها، وتارةً تكسر الأثاث وتثور.
ولو اقتصر الأمر على نوبات غضب، لهان الخطب، لكنها كانت دائمًا تُرفق تهديداتها بإيذاء نفسها، بل وهددت بالانتحار مرارًا، لتبتزه.
“حتى ابني الأمير يستخف بي؟ لم أعد أُحتمل حتى من ولي العهد! لم يبقَ لي سبب لأعيش… سأموت!”
“لقد أخفقتُ في تربيته! أنا المخطئة! كل ما هو عليه من سوء، سببه أنا!”
كانت تلك العبارات سلاحها المفضل في كل نقاش.
حين كان صغيرًا، كان يرغب في نيل رضاها، وكان يخشاها، فيستسلم لكل ما تطلب.
أما اليوم… فلم يعد عبدًا لها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 69"