“خطة مبدئية للمشروع القادم. حاولت أن أضع مسودة أولية.”
“حقًا؟ جديًا؟”
أمسك دانيال بالملف وبدأ يقرأه بسرعة، يقلب الصفحات بسرعة ملحوظة، تعلو وجهه ملامح الدهشة والإعجاب.
“إكسير محسّن؟ فكرة ممتازة… الطلب عليه مضمون بالتأكيد بين الفرسان. وما هذا الآخر؟ محفز لنمو الشعر؟”
“نعم. هل تذكر مدير الأكاديمية لدينا؟”
“المدير باسيلون؟ طبعًا، لا أنساه. لكن ما علاقته؟”
“تتذكر في بداية السنة الثالثة؟ حين ألقى كلمة في الساحة وجمع جميع الطلاب في الهواء الطلق؟”
كانت مراسم افتتاح مملة. خطاب تحفيزي مليء بالكلمات الطيبة حول الاجتهاد والتحصيل.
لكن ذلك اليوم كان الجو غائمًا، والرياح قوية للغاية…
“وفجأة، هبّت عاصفة شديدة أطارت شعر المدير المستعار في الهواء.”
“آه، هاهاها! نعم، أذكر تمامًا!”
ومن المفارقات، أن الشمس أشرقت لحظة طيران شعره، فكشف الضوء عن صلعته البراقة التي لمعَت تحت أشعة الشمس…
“فانفجر الجميع ضحكًا، وركض الأساتذة لالتقاط شعره الطائر في مشهد لا يُنسى.”
“ومنذ ذلك اليوم، حُظر إقامة أي مراسم خارجية. كانت حادثة مشهورة فعلًا.”
“حينها فكرت… لماذا لا يتم تطوير علاج خاص لأشخاص مثل المدير؟”
رمش دانيال بعينيه مرتين، ثم قال بإعجاب شديد:
“فكرة رائعة! بالتأكيد ستحدث ضجة! هناك الكثير من الناس مثل المدير.”
“تظن ذلك؟”
“طبعًا! أنا وقتها كل ما خطر في بالي هو الضحك فقط، لكنكِ رأيتِ مشروعًا كاملاً!”
ابتسمت له بهدوء، لم أفصح عن الحقيقة…
في الواقع، هذه كلها أفكارك، دانيال.
علاج تساقط الشعر كان أعظم اختراعات دانيال. بل هو السبب الرئيسي الذي سيقوده ليصبح مليارديرًا.
ولهذا، كنت قد قررت ألا أتدخل في هذا المجال تحديدًا.
لكن الوضع تغيّر الآن.
بما أن كايل يتقدم أسرع مما كان عليه في القصة الأصلية، شعرت أن عليّ أن أتطور بدوري أيضًا، حتى أكون دومًا قادرة على دعمه بأفضل طريقة ممكنة عندما يحتاج إليّ.
وبينما كان دانيال يتصفح المسودة، قال فجأة:
“همم، المزج بين المكونات سيكون صعبًا. علينا أن نضمن أن ينمو الشعر فقط على الرأس، لا في مناطق أخرى مثل الوجه أو الجسم.”
“صحيح، وهذه أهم نقطة.”
“أشعر بأن دم الباحث بدا يغلي داخلي مجددًا!”
كانت عيناه تتوهج بشغف. بدا واضحًا أنني أوقدت شعلة الحماسة في داخله مجددًا.
لكن كان لا بد لي من أن أصب عليه قليلًا من الماء البارد.
“وضعت جدولًا زمنيًا لتطوير المنتج حتى مرحلة البيع… عام ونصف فقط.”
“…ماذا؟”
رفع دانيال رأسه مصعوقًا. كان وجهه يعكس صدمة حقيقية.
“تريدين طرحه للبيع خلال عام ونصف؟”
“بالضبط.”
“لكن فيفيان… حتى لو كانت مسودتك مفيدة جدًا، إلا أنني بمفردي لن أتمكن من إنهاء المشروع في هذه المدة…”
فقدّمت له ملفًا آخر. لم يسألني ما بداخله، بل فتحه فورًا.
واتسعت عيناه دهشة.
“هذا…!”
“قائمة من خريجي قسم السحر في الأكاديمية، الذين حصلوا على أعلى الدرجات. خصوصًا المتخصصين في الكيمياء السحرية.”
“متى جمعتِ كل هذه المعلومات؟”
“كنت أعمل عليها تدريجيًا منذ فترة… لكن يبدو أن الوقت قد حان لاستخدامها.”
بدأ الأمر عندما كنت أجهز مرهمًا لكايل، الذي كان يتعرض لمضايقات من فرانتس بعد دخوله الأكاديمية. كنا بحاجة إلى علاج دوري، وقد أرشدني دانيال إلى صيدلاني بارع، فسجلت اسمه.
ومع تكرار الزيارات، توطدت علاقتي مع صاحب الصيدلية، مما أتاح لي التعرف على أصدقائه أيضًا—وهم جميعًا خريجو الأكاديمية، فكان من السهل التواصل معهم.
وهكذا بدأت هذه القائمة.
“وقد أرسلت بالفعل رسائل إلى هؤلاء، أستفسر فيها عن رغبتهم في الانضمام إلى مشروعنا كباحثين. جلب العقول المتميزة هو أول خطوة لتوسيع المشروع، أليس كذلك؟”
“أول مشروع بدأناه معًا كان لإطالة صلاحية الجرعات السحرية، صحيح؟ نربط صورة شركتنا بجناح أزرق يحميها. ونستخدم الجناح نفسه كشعار لنا.”
رغم أنني أخبرت دانيال بذلك، إلا أن الحقيقة هي أن الاسم استوحيتُه بينما كنت أفكّر في كايل.
كنتُ أرجو من أعماق قلبي، أنه حين تحين لحظة حاسمة في المستقبل، تكون هذه الشركة التي ربيتها بعناية بمثابة جناحين يحملانه إلى الأعلى.
أما اللون الأزرق… فقد استلهمته من لون عينيه.
كما أنه، تمامًا كما اختارني كايل ذات يوم، كنت أنا أيضًا أقوم باختيارٍ من أجله الآن.
شعرت فجأة بحرارة تسري في وجهي. لوّحت بيدي أمام وجنتي لأخفف من سخونتها، ثم تظاهرت بالهدوء وقلت لدانيال بنبرة عفوية:
“وأيضًا، أردت أن يكون الاسم رمزًا لتحليق مشروعنا في الأعالي… ما رأيك؟ هل يبدو سخيفًا أو مبتذلًا؟”
“أبدًا. بل يبدو جيدًا. نعم، لنجعل الاسم كذلك.”
وافق دانيال على اقتراحي بسهولة، دون تردد.
وهكذا وُلدت شركتنا المشتركة: بلو وينغ.
✦✦✦
بعد أن أنهينا مناقشة بعض الأمور الإدارية الأخرى، كان الوقت قد مضى دون أن نشعر.
عرض عليّ دانيال أن نتناول الغداء معًا، لكن للأسف، كان لدي موعد مسبق.
فاليوم، كنت قد وعدت بزيارة سيينا في المعبد.
وعلى عكس زيارتي السابقة التي كانت مفاجئة، فقد رتّبت هذه الزيارة مسبقًا، وأرسلت رسولًا ليستأذن في الموعد وتلقّيت الموافقة رسميًا.
“رافقتكِ السلامة، فيفيان.”
“في المرة القادمة، لا بد أن تتناولي الطعام معنا. نحن نرحب بكِ في أي وقت، عزيزتي.”
“شكرًا جزيلًا!”
خرج دانيال والبارون وزوجته إلى البوابة لتوديعي. كانت البارونة تبدو متحسّرة على مغادرتي، وأظن أنني سأضطر لزيارتهم مرة أخرى قريبًا.
خرجت من قصر ريستون وتوجّهت مباشرة نحو المعبد.
“احذري يا ليزا، كل هذه الهدايا معدّة لتُقدَّم للسيدة سيينا.”
“أجل، آنستي!”
لقد أعددت مجموعة من الهدايا الخاصة لسيينا اليوم.
كنت قد وعدتها مسبقًا بأن أحضر لها حلويات من إعداد طاهينا الشخصي…
لكن السبب الأهم، هو أنني أردت أن أشكرها لأنها حين سقط كايل في نافورة القصر قبل أيام، قامت بمعالجة جروحه بصمت، فقط لأنني طلبت منها ذلك.
وقد تنوّعت الهدايا التي أحضرتها معها. بداية، علبة فاخرة تحتوي على تشكيلة من الحلويات المُعدة على يد طاهي قصرنا، إلى جانب مجموعة من الشاي الفاخر، ومربى الفاكهة الطازجة، بالإضافة إلى طقم إبريق شاي اشتريته خصيصًا لتستخدمه في حياتها اليومية.
كنت قد لاحظت في زيارتي السابقة أن الإبريق الذي تستعمله قديم جدًا.
كما أضفت صابونًا عطريًا بنفحات زهور رائجة هذه الأيام، وشريطًا حريريًا وردي اللون لتربط به شعرها، مع فستان خارجي لطيف وأنيق وحذاء يتناسب معه — اخترتهم جميعًا بذوق شخصي.
لقد استرسلتُ في الاختيار حتى امتلأت السلال بأشياء تحمل بصمتي الخاصة… وكل ما كنت أرجوه أن تنال إعجاب سيينا.
ولحسن الحظ، أعجبتها الهدايا كثيرًا.
“واو، إنه رائع!”
شهقت سيينا عندما رأت الفستان الذي أحضرته لها.
“لقد اخترتُه خصيصًا ليتناسب مع لون عينيك. هل أعجبك؟”
“أعجبني كثيرًا! لم أتلقَّ هدية كهذه من قبل.”
كانت معتادة على ارتداء الثوب الأبيض البسيط الخاص بالقديسات، لذلك من الطبيعي أن يكون فستان مزين بالدانتيل الرقيق، يشبه ما تحبّه الفتيات، أمرًا جديدًا بالنسبة لها. وسعادتها بذلك أسعدتني أكثر.
ابتسمت لها بسرور واقتربت منها قائلاً بلطف:
“لمَ لا تجربيه الآن؟”
“أنا؟ الآن؟”
“بالطبع! لقد أُعدّ خصيصًا لكِ يا سيينا. من الطبيعي أن ترتديه أنتِ أولًا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 65"