لوري
الفصل 9
______________________________________________
” لا يهم لأنني سأغادر هذا القصر الليلة! “
” ستغادرين؟ لوري! إلى أين؟ “
نظرت حيث أتى الصوت فوجدت عينين حمراوين تلمعان في الظلام
أسرعت و قامت بمسح دموعها بعدما أدارت وجهها
” ماذا تفعلُ هنا؟ ظننتكَ لم تأتِ.”
تنهد لوهان و هو يقترب منها
” ماذا يجب أن أفعلَ عندما تكونين كثيرة البكاء؟
بالطبع عليّ المجيء.”
لم ترد إظهار ضعفها فقالت بنبرة حادة
” غادر. “
جاء رده سريعا بدون تردد
” لا. “
” أرجوك غادر! لا أريد رؤيتك اليوم. “
أمال رأسه قليلا و هو ينظر بعينيها
” هذا يبدو لي و كأنكِ تطلبين مني البقاء.”
” اخرج! أنا لم أخبرك أن تبقى. “
جلس سريرها و أشار بيده
” حسنا لم تخبريني بشيء، سأكون المتطفل هنا لذا.. تعالي إلى هنا لوري. “
” تشه، بيت من هذا؟ “
لم تستطع الوقوف فقد كان رأسها يؤلمها من البكاء و كادت تسقط فنهض لوهان بسرعة و أمسكها ثم وضعها لتجلس على السرير.
” هل أذهبُ و أحطمُ رأس ذلك الدوق الغبي؟ “
كانت نبرته و كأنه يمزح قليلا لكن عميقا في عينيه يكمن شيء إن تمعنت فيه ستدرك أنه على وشك قتل أحدهم.
بالطبع لم يظهر وجهه إلى لوريانا في الظلام
” لا تكن أحمقَ سيُلقَى القبض عليك. “
” هل أنتِ قلقة بشأني الآن؟
لا بأس يمكنني القيام بذلك إن أردتِ.”
” لا تقع بمشاكل من أجلي فأنا لا أستحق. “
أمسكها من كتفها و نظر في عينيها مباشرة و قد تحولت نبرته لنبرة غاضبة
” لماذا تقولين هذا؟ أنتِ أفضل من كل هؤلاء الأشخاص، إن لم تكوني تستحقين فلا يوجد شخص يستحق. “
حين سمعت لوري هذا علمت أنه الآن يوجد شخص بجانبها… هي ليست وحيدة بعد الآن.
” ابكي بقدر ما تريدين… لا بأس أنا هنا لأجلكِ.”
” أنا لستُ ضعيفة لدرجة البكاء. “
” بالطبع، أنتِ هي الأقوى على الإطلاق. “
” أنا حقا.. بخير… “
” أعلم.. أعلم. “
قام بإحاطة كتفيها بذراعيه فاتكأت لوريانا عليه و دفنت وجهها في كتفه و ظلت تبكي فأخذها لوهان بين ذراعيه
” أنا لم أقم بشيء خاطئ لماذا فعلوا هذا بي؟ “
” لم تقومي بشيء خاطئ.. هم الأشخاص السيئون. “
” لماذا الآن بدأ يحدثني؟ لم يهتم بي من قبل حتى عندما كنتُ أعاني! “
” إنه شخص سيء.. لم يقم بواجباته قط لكن..
يجب أن تنسيه لوري ليس من أجله و لكن لأجلكِ.. لتستطيعي المضي قدما. “
” لم أطلب أن يتم إنجابي، فلمَ يقولون أنني قتلتها؟ “
” وجودكِ فحسب هو نعمة من الإله.
لقد ضحت بحياتها لأجلكِ و هذا يُظهر كم هي تحبكِ.
لا تأبهي بحديث الآخرين فقد كنتِ جوهرتها الثمينة. “
” أنا أكرهه… أنا أمقت هذا المنزل بشدة.”
” يمكنكِ الغضب.. يمكنكِ كرههم كما تريدين…
أنا آسف لأني لم أستطع حمايتكِ جيدا. “
ظلَّ لوهان يربِّتُ عليها و هو يردد:
” لا بأس.. ستكونين بخير “
ظلت لوريانا تبكي حتى سقطت في النوم فوضعها لوهان على سريرها و ظل مستيقظا على الكرسي بجوار السرير و كل ما يفكر به هو شيء واحد.
” سأقتلُ هذا اللعين اللي جعلكِ تبكين “
غادر لوهان بعدما ظلَّ مع لوريانا و ذهب لقصر آخر و دخل المكتب يتسلل و عندما أغلق باب المكتب و ذاهب ليجلس على كرسيه جاء شخص من خلفه و..
” أخيرا أتيت “
” ااه.. اللعنة أخفتني.. هل كنت تنتظرني هنا طوال الوقت؟ “
أمام لوهان شاب في العشرينات من عمره طويل.. شعره أشقر طويل مربوط منسدل أمام كتفه قليلا و عيناه خضراوان.
كان لوكاس، مساعده
” بسبب رئيسي الذي يظل يختفي و أنا لا أعلم أين يذهب… اضطررت للبقاء حتى الآن منتظرا إياه.”
ضاقت عينا لوكاس و هو ينظر إلى لوهان متشككا
” لماذا كنت تتسلل؟ “
اندفع لوهان قليلا بصوت عالٍ ليظهر أنه ليس خائفا
” ماذا تعني بأتسلل؟ لم أفعل هذا. “
ظهرت عروق على وجه لوكاس و ارتفع صوته بغضب
” أتمازحني؟ سأموت مبكرا بفضلك! “
ربت لوهان على كتف لوكاس مع ابتسامة
” لا تقلق سأقيم جنازة جيدة لك.”
“هاه.. من فضلك لا تذهب مجددا دون أن تخبرني هكذا..
أين ذهبت و تركت وراءك هذه الكومة من الأوراق التي تحتاج أن تنهيها؟ “
” ماذا تعني؟ أنا شخص ملتزم لا يترك عمله..
سأنهي العمل لا تقلق. “
” حسنا سموك يجب أن تنهي هذا العمل اليوم. “
” أخبرني.. ما هي تحركات الماركيز ديرمان؟ “
” لقد بدأ بتجميع الارستقراطيين المعارضين لتوليك العرش.
و يبدوا أنهم يخططون للضغط عليك في الاجتماع القادم أمام الإمبراطور بخصوص جرائم القتل المنتشرة هذه الأيام و خوف العامة و أنك منذ الآن لا تستطيع تحقيق السلام في الامبراطورية. “
” و بالتالي أنا غيرُ مؤهل لتولي العرش. “
” نعم سموك، يجب أن نأتي بتدبير مضاد للاجتماع القادم و ها هي المشكلة التالية يرى بعضُ الارستقراطيين أنه… “
______________________________________________
صباح اليوم التالي
______________
استيقظت لوريانا من نومها و رأسها يؤلمها.
” ما هذا و اللعنههههههههههه؟! “
______________________________________________
اللهم يا منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب زلزل الأرض تحت أقدامهم و انصر أهل فلسطين
التعليقات