لوري
الفصل 7
______________________________________________
*يبدو أني سأحظى ببعض المرح*
وقفت لوريانا تنظر للفتى الواقف أمامها و تحدثت
” من أنت؟ “
لاحظها الفتى و نظرة بنظرة ترمقها من رأسها لأسفل قدمها
” و من أنتِ؟ “
” أنا ابنة صاحب هذا القصر.”
” اوه أنتِ تلك القاتلة.”
” ماذا؟ “
* لا أصدق حقا كيف يمكن أن يكون متطابقا هكذا؟ *
” إنها أنتِ، تلك القاتلة! “
” أنت.. مثير للشفقة حقا.”
” ماذا؟ “
وضعت إصبعا في أذنها محدثة إياه
” ألم تسمعني؟ أنت مجرد أحمق مثير للشفقة.”
*لا أصدقُ أني أقوم بهذا لطفل و لكن يجب أن أحظى بانتقامي على الأقل لأجل آنا.*
غضب الفتى بشدة و صرخ عليها
” من الذي تدعينه بالمثير للشفقة؟! “
لم تأبه بصراخه فما الذي قد يضر في نباح الكلب؟
” و هل هناك أحد هنا غيرك؟ تخبرني أني قاتلة ها.. ولكن أليس هذا أفضل من كون أمك العاهرة على قيد الحياة؟ “
غضب لويس أردين كثيرا و أحمر وجهه من الغضب
” ما الذي قلته؟ أنتِ! أعيدي ما قلته! “
اقتربت منه خطوة أخرى و نظرت في عينيه مباشرة
” أحقا تريدني أن أعيد ما قلتُه؟ أنت ابن عا.. ه.. رة. “
حينها كاد ينفجر لويس من الغضب ثم قال بصوت مرتفع للغاية.
“اللعنة عليكِ أيتها القاتلة! “
حينها ظهر الدوق ڤينسن أنجاردي و الكونت آردين.
سمعت لوريانا صوت أقدامهم أولا فتحول وجهها في لمح البصر
سأل الدوق بنظرة باردة على وجهه
” ما الذي يحدث “
لكن الطفل الذي فقد أعصابه لم يستطع استيعاب الموقف و حاول الهجوم على لوريانا
” فلتذهبي إلى الجحيم! “
حينها صمتت لوريانا المخفضة رأسها و رفعتها ببطء حيث تجمعت الدموع في عينيها و فجأة سقطت دمعة على إحدى وجنتيها
* اااه..اللعنة لِمَ هذا الأحمق ممتع كثيرا *
أسرع الكونت آردين الذي رأى الموقف بالتأسف و انحنى
“أنا آسف حقا أيها الدوق على تصرف ابني الوقح. “
لكن لم يُعِره الدوق انتباها و أخذ حول نظره تجاه لوريانا و سألها
“لوريانا ماذا حدث؟ “
” …لقد قابلته في الحديقة بينما أتمشى و أردتُ أن ألقي التحية عليه و نلعب معا لكنه دفعني.. شهقة.. بعيدا و قال أنني قاتلة.”
ظلت تقطع حديثها بسبب البكاء و هي تشرح الأمر
سارع الكونت بالانحناء مجددا معتذرا منهما
“أتأسف أيها الدوق حقا لا أعلم كيف نشأ هذا الطفل هكذا سأعاقبه حتما و أجعله يعتذر من الآنسة”
لكن لويس الصغير ظل غاضبا و حاول التحدث
“أبي إن هذه القاتلة.. “
قاطعه الكونت و قام بصفعه على وجهه
“فلتصمت أيها الأخرق الآن.. أنت معاقب.. أنا آسف حقا لا أعرف كيف أعتذر “
لوريانا تنظر للأرض و هي ماتزال تبكي أمامهم.
* أنظر كيف هي سخيفة هذه الحياة، لقد تبادلنا الأدوار الآن*
تنهد الدوق و تحدث للكونت
“فلتغادر الآن أيها الكونت.. سأنهي تعاملاتنا هنا”
“أيها الدوق لحظة من فضلك”
نظر الدوق نظرة غضب إليه و كأنه على وشك ضربه
” فلتغادر الآن لا تدعني أكرر حديثي! “
” … نعم. “
غادر الكونت و لويس و نظر الدوق إلى لوريانا و لكنها لم تقل شيئا و غادرت.
*وااه كم هذا رائع، ليتني استطعت تسجيله و كلما شعرتُ بالضيق شاهدته*
حل الليل بالفعل و كل ما كانت لوريانا تفعله هو التدرب بالسيف لهزيمة لوهان.
بعدما أنهت التدريب جلست في الحديقة و فجأة تحدثت محدقة في الهواء
” هل هذا أصبح منزلك؟ “
اقترب لوهان المختبئ خطواتٍ منها و جلس بجوارها.
” أظنني أحببتُ المكان هنا.”
” لماذا؟ هذا المكان ليس رائعا كما تظن كما أن.. “
نظرت إليه من أعلى إلى أسفل و أكملت حديثها
” هل أصبح المكان مأوى للكلاب المشردة أم ماذا؟ “
” أنتِ أول شخص يحدثني بوقاحة.. آخر شخص تحدث معي بوقاحة لم يعد موجودا الآن.”
” لماذا؟ هل عضضته حتى الموت؟ “
” …أستسلم، لا أستطيع التغلب عليكِ بالحديث.”
تنهدت و نظرت أمامها مرة أخرى
” إذًا ماذا تفعلُ هنا؟ “
” أتيتُ لرؤيتِك.”
” أتظن أني سأصدقك؟ “
” الأمر عائد إليكِ إن كنتِ ستصدقينني أم لا.”
عدَّل وضعيته قليلا و نظر إليها
” ما رأيكِ أن نصبحَ صديقين؟ “
أجابت بدون أن تنظر إليه ردا قاطعا
” لا أحب هذا. “
” لماذا؟ فأنا وسيم و شخصيتي جيدة. “
” شخصيتك هي الأسوأ و خاصة صفة التسلل كاللصوص.”
” حسنا ماعدا ذلك.. سآتي هنا كل أسبوع ما رأيكِ؟ “
” أتمزح معي؟ “
” أسبوعين؟ “
” شهر.”
” يجب أن تري مدى صدقي..
سآتي لأراكِ كل شهر في مثل هذا اليوم و حتى الشهر القادم، أتمنى أن تفكري بي.”
نهض و فجأة أخفض جسده في مستوى عينيها فشعرت بشي غريب في قلبها
تلك العينان الحمراوان.. تبدوان و كأنهما تخترقان دواخلها
إنهما مزعجتان للغاية.. أن يظهرا و كأنه يعرف كل شيء أحاول إخفاءه
” أتمنى لكِ التوفيق في تدريبكِ سأغادر الآن.. لا تشتاقي لي كثيرا.”
” من هذا الذي سيشتاق لك؟ “
______________________________________________
بعد 5 سنوات:
___________
*سأصبحُ بسن الثامنة عشر قريبا.. لا أصدقُ أني كنتُ مثيرة للشفقة في هذا الوقت من حياتي السابقة*
*هل حان وقت المغادرة بالفعل؟ سأشتاق إلى آنا و معلمي كثيرا.. حسنا لنقم بتوديعهم لليوم*
ذهبت لوريانا لرؤية ماكس.
و وجدت الفرسان سعيدين للغاية بحضورها
” آنستي! شكرا لظهوركِ! “
” حمدا لله! تم إنقاذنا! “
” هاي! هيا حركوا المرضى بالنقالة من هنا! “
” اااه، لا أشعر بقدمي! “
كانت صرخات الفرسان تأتي من كل جانب و لكن لم تخف لوريانا من الأمر أو تتفاجأ
لماذا؟ لأنه طبيعي، إنهم يتدربون على يد هذا الشيطان، لا! حتى شيطان أمر هين بالنسبة له، إنه ملك الشياطين!
نظرت لوريانا إلى ماكس نظرة بريئة على عكس اللعنات التي تبصق بها بداخلها
” مرحبا معلمي. “
” مرحبا آنستي. “
” ما رأيك بمبارزة؟ لقد تدربت كثيرا حتى الآن. “
” يعجبني هذا الحماس. “
بدآ بالقتال و قد كانت لوريانا متقدمة كثيرا فمستواها منذ خمس سنوات مضت يبدو كمستوى الهواة بالنظر لما حققته أثناء هذا الوقت.
بعد المبارزة لوقت طويل ظهرت ثغرة لدفاعها المثالي.
حاول ماكس مهاجمة الثغرة و لكن انتهى به الأمر و سيفها على رقبته.
” ما هذا؟ هل أظهرتِ ثغرة عمدا؟ “
” ما رأيك بي؟ هل أدهشتك؟ لقد قمتُ بتطبيق ما تعلمته.. لقد كدت تقتلني تلك المرة عندما فعلت هذا للمرة الاولى.”
وجّه ماكس سيفه للأرض و أخفض رأسه قليلا
” لقد خسرتُ.”
قالت لوريانا و تلوح بسيفها لا تستطيع إخفاء ابتسامتها
” هاي، لا تحزن أعلمُ أنك تساهلت معي.”
* لا تجعلي سعادتكِ واضحة، لا تجعلي ابتسامتكِ واضحة. انخفضي يا شفتاي! *
” هل أبدو كذلك؟ أخشى أنه كان العكس. “
” هاهاها.. على العموم.. لقد أتيتُ اليوم لأشكرك على تدريبي طوال الثماني سنوات الفائتة. “
” ما هذا؟ هل سأموت؟ أم هل أشرقت الشمس من الغرب؟ “
” أنا أعني ما أقوله حقا.. شكرا لك على كل شيء حتى الآن.”
” بل أنا من عليّ شكرك فبفضلك لم تكن أيامي مملة.. و لن تكون كذلك..
و لكن قبل هذا.. من سيعيد بناء هذه الساحة؟
لقد تدمرت تماما بسبب قوة هالتك. “
” ماذا؟ لا أسمعك؟ لقد تذكرتُ أن هناك شيئا عليّ فعله أنا مغادرة. “
ركضت لوريانا بعيدا و ضحك ماكس.
” سأقوم بضبط المكان مجددا اليوم…
أميرتي الصغيرة، أظهري بعض الرحمة قليلا. “
كانت لوريانا في طريقها إلى آنا و لكنها وجدتها في الردهة
” آنا.. ماذا تفعلين؟ “
تفاجأة آنا بظهور لوريانا خلفها
” آنستي الصغيرة! أنا كنتُ ذاهبة لغرفتك.”
” حقا؟ إذًا لنذهب سويا للتمشي قليلا فأنا أريد الخروج مع آنا.”
” حسنا سأذهب لأغيرَ ملابسي. “
خرجت آنا مع لوريانا تسيران في الشوارع الحيوية
” آنا انظري لمتجر الملابس هذا تبدو تصاميمه جيدة.. لنذهب لشراء البعض. “
دخلت لوريانا المتجر و خلفها آنا.
” انظري لهذا آنا.. ألا يبدو جيدا؟ اختاري واحدا.”
” لكن يجب أن تختار آنستي ف أنا لا أستطيع اختيار شيء قد لا يعجبكِ.”
” و لماذا رأيي قد يهم؟ فأنتِ من سترتدينه.”
” ماذا؟ أنا؟ لا آنستي أنا لديّ ملابس بالفعل. “
هزت آنا يديها و رأسها رافضة الأمر
أمسكت لوريانا طرف ملابسها
” ألا يمكنكِ أن تفعلي هذا من أجلي؟ فأنا أريد رؤيتكِ في رداء جديد.. من فضلكككك! “
” اه.. حسنا سأختار واحدا. “
تنهدت آنا بعد أن رأتها لن تعود في رأيها
” حقا! إذًا لنختر الكثير! “
قامت لوريانا بشراء بعض الملابس ل آنا و هما في طريق عودتهما وجدت فتى يقوم بضرب فتى من العامة و هو واقع على الأرض.
” أليس هذا.. لويس؟ “
______________________________________________
التعليقات