لوري
الفصل 6
______________________________________________
يكاد الحماس يقتلهما بينما حدقا في بعضهما و كأنهما في معركة حياة أو موت
كلما تحاول الهجوم يكون دفاع لوهان جيدا.
*تدافع جيدا ها.. انتظر حتى أحطمَك*
ظلا يتبارزان لمدة نصف ساعة و هجمت لوريانا مرة أخرى و لكنه صدِّ هذه الهجمة أيضا و عندما دفعها للخلف ارتفعت زاوية فمه
*يبتسم؟ إنه حقا يبتسم.. هذا المجنون.. حسنا لقد أرغمتني على ذلك*
الجالسون في مقاعد الجماهير يحدقون بعيون واسعة
“ما هذا؟ واااه هل هذه هالة؟ هل أظهرت هالة للسيف في هذا السن؟! “
نظر لها لوهان مندهشا مما يخرج من سيفها الآن
” يبدو أن لديكِ بعضَ الحيل أليس كذلك؟ “
” هل أنت نادم الآن؟ و لكن لا فائدة من الندم سأحطمك. “
أومأ برأسه يمينا و يسارا يطقطق رقبته
” وااه.. يبدو أنني سأنهي الإحماء و أبدأ بإظهار مهاراتي.”
” ماذا؟ “
أظهر لوهان هو أيضا هالته و كانت أكثر وضوحا و قوة من لوريانا و حينها بدأ بالهجوم و أنهاها بهجوم واحد.
فكر بينما ينظر للشرارة في عينيها
*لم أرِد هزيمتها.. هل ستكون صدمة بالنسبة لها؟ هل من الممكن أن يتراجع مستواها؟
إنها مدهشة حقا لو كانت تدربت سنة أخرى لكانت قد وصلت لي*
بينما لوريانا كانت تمتعض من الغيظ مما حدث
ليس من خسارتها و لكن من استخفافه بها طوال هذه المدة
*أنت.. أكنت تلعب معي طوال الوقت؟! هل أنا بهذا الضعف حقا؟! *
فتح فمه ليحاول مواساتها بطريقة ما حتى لا تكون صدمة بالنسبة لها
” لوريانا أنا.. “
” فلتصمت أيها الوغد سأخيط هذا الفم اللعين.. لا تسعد هكذا، سأحطمك المرة القادمة! “
لكنها صدمته هو برد فعلها
عمَّ الصمت المكان و لم يُسمع سوى صوت تنفسهما و اتسعت عينا لوهان من موقفها.
ظل واقفا في مكانه يرمش فقط حتى فجأة ظهرت ابتسامة على وجهه تبعتها ضحكة تهرب من بين شفتيه
” هاهاهاها.. أنتِ حقا دائما ما تفوقين توقعاتي. “
صرت على أسنانها و ظلت تحدق به تريد قتله في الحال!
” اللعنة عليك فلتصمت.”
اقترب لوهان منها و انخفض لأجلها قليلا.. و تحدث بصوت منخفض.
” إن رغبتِ بالانتقام يجب عليكِ العمل بجد لأني لن أنتظركِ طويلا.. سآتي لأخذكِ فيما بعد.”
انتهت المسابقة و غادرت لوريانا الحلبة و بمجرد تقابل عينها مع ماكس أخفضت رأسها و هي تعض شفتيها
” أنا آسفة، معلمي.”
قام ماكس بالتربيت على كتفها
” لا بأس لقد قمتِ بعمل رائع حقا و كل هذا في وقت قصير.”
” لا، كان يجب عليّ الفوز بالمسابقة.”
” لا لم يكن واجبا عليكِ.. لقد قمتِ بعمل رائع بالفعل!
لم آتِ بكِ إلى هنا للفوز بل للتدريب
كما أنها مرتكِ الاولى ضد شخص غيري..
ليس و كأننا وُلِدنا متفوقين،
يجب تذوق الخسارة بعض الأحيان للمضي قدما. “
وقف ماكس و وضع يده على رأسها:
” أنا فخور بكِ حقا”
” حقا؟ “
” بالطبع! أنتِ عبقرية من نوع خاص!
هل نذهب لتناول الطعام للاحتفال بهذه المناسبة؟ “
” أنت من سيدفع.”
” من هنا يملك مالا أكثر؟ “
” من هنا هو الأكبر؟ “
” هاه.. لنذهب.”
خرجت منه تنهيدة مع ضحكة وأخذها لتناول الطعام معا.
الآن شخص طويل القامة يصرخ زر قميصه الذي يغطي عضلات صدره أن يتم الإعفاء عنه و يُفتح بسبب تلك العضلات
ذلك الشخص يجلس الآن مع فتاة شعرها فضي و عيناها تلمعان و كأنها ابتلعت الشمس كاملة داخلهما
” أنا أشجع شهيتكِ حقا لكن.. هل ستأكلين كل هذا؟ “
ردت عليه الفتاة و المائدة أمامها غارقة بجميع أنواع الأطعمة و هي لا تدخر جهدا و لا وقتا في الحقيقة للتنفس
بل انقضّت على الطعام و كأنه عدو لدود ترغب بأن تقطعه إربا
” بالطبع فليس كل يوم مثل الآن يجب أن استغلَّ هذه الفرصة و أجعلك تدفع الكثير من الأموال.”
ردت لوريانا و هي تمزق شريحة اللحم و تضعها في فمها
” وااه أتنتقمين هكذا؟ إذن يجب أن تتناولي الكثير فأنا لديّ أموال كثيرة. “
” لديّ طرقي الخاصة للانتقام من شخص يريني الجحيم كل يوم.
و ألم تقل أنك لا تملك الكثير من الأموال؟”
” أشعر بالإطراء حقا لوصفي هكذا لكن بما يخص الأموال فهذا بعض الشيء… “
أكمل و هو يبتسم ابتسامة ماكرة
” لم أقل أنني لا أملك الكثير، بل قلت أنكِ تملكين أكثر.”
تناولا الغداء ثم ذهبا للتمشي.
” و الآن هلا نعود؟ “
ابتسم ماكس ابتسامة ماكرة
” يجب عليكِ تلقي العقاب.”
” لِمَ؟ لقد قلتَ أني أحسنتِ صنعا! “
” نعم لقد أحسنتِ صنعا في المبارزة. لكني لم أخبركِ أن تقومي بالكذب.. هيا بنا ستقومين ب 500 تلويحة إضافية اليوم.”
*اللعنة لقد نسيتُ أنه شيطان*
نظرت له بعيون بريئة لأعلى
” معلمي سأدفع لك مقابل الطعام.”
” و الآن بإضافة الرشوة أيضا؟ همم… هل نضيف عقابا آخر؟ “
رد ماكس قائلا على محاولة رشوته أنها تستحق العقاب لأن هذا ليس شيئا شريفا يقوم بهه الشخص
لكنه في الواقع كان يريد ذريعة لزيادة التدريب فحسب
أعني… ماذا تتوقع من رأس مليء بالعضلات؟!
أسرعت لوريانا بالرد قبل زيادة العقاب
” لا أنا آسفة سأذهب لإنهاء التدريب! “
” أحبكِ عندما أراكِ بهذا النشاط.”
بعد فترة في قصر أنچاردي حيث تستلقي الفتاة الصغيرة على الأرض منقطعة النفس
حسنا لقد انتهى التدريب و العقاب أيضا.. أخيرا انتهينا و قد انتهيت أنا أيضا في الواقع
*اللعنة، جسدي كله يصرخ من الألم!
أشعر بالتعب لا أستطيعُ تحريكَ جسدي أريد الذهاب للنوم*
نظر ماكس إلى لوريانا المستلقية بابتسامة دافئة و في عينيه ذلك الشعور بالفخر الذي يدغدغ قلبه
” لا… لا تنظر لي بتلك الابتسامة المريبة! “
” يجب أن تكوني مرهقة حقا إذن ما رأيكِ بتوصيلة مجانية.”
اقترب منها ماكس و قام بحملها حتى غرفتها و أدخلها السرير.
” تصبحين على خير آنستي.”
قابل آنا صدفة في الردهة و هو خارج من غرفة لوريانا
انحنت آنا له شاكرة إياه
” شكرا لسيدي الفارس على دعم آنستي دائما. “
بدأت وجنتاه تميل للحمرة قليلا و أسرع بهز يديه
” لا، لا شيء على الإطلاق. بل أنا من يجبزأن يشكركِ على الاعتناء بالأميرة دائما. “
” سيدي الفارس شخص لطيف حقا. “
ابتسمت آنا و أعطته شيئا في يده و دخلت غرفة لوريانا
ظل ماكس واقفا مكانه يتأمل الحلوى الصغيرة في يده و أذناه حمراوان
” لم يكن ضروريا…. “
أغلق يده على الحلوى ثم وضعها في جيبه
قامت آنا بتغيير ملابس لوريانا و تركتها تنام.
اليوم التالي:
قامت المربية بفتح الستائر في الغرفة مع ابتسامة تعلو محياها
“صباح الخير آنستي الصغيرة”
نهضت لوريانا و هي تفرك عينيها نعسة قليلا
” صباح الخير آنا.”
” هل تودين تناول الفطور؟ “
” نعم، أنا جائعة بسبب يوم أمسِ سأذهبُ لغرفة الطعام أخبريهم أن يحضروا الطعام.”
” يمكنني إحضاره لكِ هنا. “
” لا، لا بأس أنا سأذهب.”
ذهبت لوريانا لغرفة الطعام و وجدت الدوق هناك أيضا.
قامت بتحية الدوق بطريقة رسمية ثم جلست و أحضر الخدم الطعام.
تناولت الطعام في صمت ثم قامت بالوقوف لتغادرَ الغرفة.
أوقفها الدوق مناديا اسمها
“لوريانا.. انتظري”
” ما الذي يريده مني حضرة الدوق؟ “
ظهر عليه التردد
” اه.. هذا.. لا شيء. يمكنكِ المغادرة. “
* ما الذي يحاول القيام به الآن؟ *
غادرت لوريانا للمكتبة لتقرأ كتابا و بعد الظهيرة بوقت قليل ذهبت للتمشي في الحديقة.
حينها اصطدمت ب لويس آردين.
*هل هذا هو اليوم؟! يبدو أني سأحظى ببعض المرح*
______________________________________________
التعليقات