لوري
الفصل 5
______________________________________________
بدت نبرة سخرية في حديثه عندما تم اكتشافه
” اوه.. هل تمَّ اكتشافي مجددا؟ “
انخفض حاجباها معبرة عن استيائها لكن بدلا من أن تبدو جادة بدت كالقطة اللطيفة التي لا تستطيع منع نفسك عن مداعبتها
” اللعنة عليك ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟ “
اقترب خطوة أخرى بينما ظللت في مكاني، أعني.. ممَّ قد أخاف بينما مت مرة من قبل؟
لكن ذاك الفتى أمال رأسه و تحدث
” حسنا.. ربما أنا قاتل؟ “
” قاتل؟ حسنا خذ راحتك لن أقوم بإيقافك. “
لقد جاءت فرصة ذهبية حتى قدميّ و لكن سأرفضها؟ بالطبع لا! ربما يُلحق بالدوق إصابات لكنها لن تكون خطيرة؛ فذلك الوغد يستطيه الدفاع عن نفسه جيدا!
ياللخسارة.
” أنتِ.. لستِ خائفة؟
أنتِ حتى لم تكلفي نفسكِ عناء الوقوف أو الهرب! “
اوه؟ لكن يبدو كقطة يقف فراؤها عندما يحاول الاقتراب منها
* لطيف للغاية! *
توقفت عن تلك الأفكار و رددت عليه
” و لمَ عليّ ذلك؟ إن أردت قتلي لكنت قد قتلتني بالفعل. “
* على الرغم من أنني كنت سأقتله أولا. *
” حسنا لديكِ وجهة نظر..
إذن هل أقوم بإخافتكِ قليلا؟ “
” ماذا؟ “
اقترب منها و ارتفعت زاوية فمه قليلا و همس في أذنها
” سأقوم باختطافكِ.”
*ماذا ستفعل الآن؟ أشعر بالفضول.
هل تفكر في الهروب؟ أو الصراخ؟ هل ستبكي؟ *
كل ما فكرتُ فيه في تلك اللحظة كان شيئا واحدا
” واه.. لم أستطع رؤية وجهك و أنت بعيد
و لكن الآن بعد أن اقتربت… تبدو وسيما. “
*شعر أسود و عيون حمراء كما أنه طويل القامة،
إنه نوعي المثالي! تبا هذا يقودني للجنون!
كما أن صوته الذي همس في أذني الآن كان مثيرا للغاية! *
تراجع ليقف منتصبا مجددا و سأل
” ماذا؟ هل أعتبر هذا اعترافا؟ “
” لا فوجهك الوسيم هو ما يعجبني فحسب.
يمكنني قطعه و الاحتفاظ به.”
* اه، لا تقلق يا صغير، نونا ستجعل الأمر سريعا،
هذه خدمة خاصة أقدمها للوسيمين فقط! *
توقف يرمش عدة مرات ثم لف ذراعيه حول جسده و مال للأمام يضحك
” بواهاهاها..ما مشكلتكِ مع الوجوه؟
لقد قلتِ انكِ ستحطمين وجوههم غدا. “
أمال رأسه للجانب قليلا و تحدث
” من هم؟ أشعر بالفضول.
يا الهي كيف لكِ أن تكوني مخيفة إلى هذا الحد؟!
لقد جرحتِ مشاعري..
هل أنتِ في الثالثة عشر حقا؟ “
نظرت إليه مندهشة
*ما هذا؟ ظننته لصا و لكنه يعرف قصر من هذا و من نحن! لحظة، لمَ استبعدتُ هذا؟ بالتأكيد سيعرف منزل من هذا بعد دخوله عدة مرات! *
” ماذا؟ هل انتِ متفاجئة؟ هل أصبحتِ خائفة الآن؟ “
” لماذا تعتبرُ نفسك مخيفا؟ “
” ألا يخافُ الناس عادة من المجهول؟ “
” همم… من يفكر هكذا هم الناس الطبيعيون،
و لكني لستُ كذلك… فأنا أخاف مما أعرفه و ليس العكس.”
ظل ناظرا لها، بدت نظراته و كأنها تخترقها لتكشف عما بداخلها
” ماذا؟ لمَ تنظر هكذا؟ هل تظنني غريبة أو شيء ما؟ “
رفع يده ليفرك ذقنه
” بعض الشيء.. أنتِ مثيرة للاهتمام.”
* ما خطب هذا السطر؟ هل قرأ الكثير من الروايات حيث يلاحظ البطل تصرفات البطلة و يقول أنها مثيرة للاهتمام؟ ما خطبك أيها اللعين؟ أنت سارق، لا تظن نفسك بطلا! *
بعدما بصق بذلك الهراء الذي يبدو خارجا من رواية، لم يكن الأمر رائعا كما تخيلت.
بدأ بالسير تجاهها أكثر و انخفض بجسده قليلا ليصل إليها ثم داعبَ شعرها
” أظن أنَّ عليّ الذهابَ الآن، أراكِ لاحقا.”
” من هذا الذي يريد رؤيتك مجددا. “
قفز ذلك المجنون و اختفى فجأة بينما يفكر و يقوم وجهه بصنع ابتسامة مخيفة قليلا تبدو و كأنه وجد لعبة ما
*يبدو أن حياتي ستكون أكثر تشويقا.. إنها مثيرة للاهتمام*
” لقد غادر ذلك المجنون حقا…
لماذا حياتي مليئة بغريبي الأطوار؟
أيا يكن، لندخل لننامَ لأدمرهم غدا. “
ابتسمت كالأشرار تماما بينما دخلت لغرفتها و استلقت على سريرها بتلك الضحكة المخيفة ثم فجأة التقطت دميتها و احتضنتها و غرقت في النوم.
صباح اليوم التالي:
” معلمبيييي.. لنذهب الآن.”
ظهرت علامات الاستفهام على وجه ماكس
” ماذا؟ إلى أين؟ “
” هل نسيت؟ سنذهب للمشاركة في المبارزة.
لقد أخبرت الدوق أنني سأذهب للمشاهدة.”
” الكذب صفة سيئة يا أميرة. “
شعر بيد صغيرة تتخلل بين أصابع يده و قد أمسكت به لوريانا لتسحبه
” عاقبني كما تريد عندما نعود سأقبل أي عقاب كان،
لكن لنذهب الآن لأستطيع المشاركة.”
شعر باليد الصغيرة التي تمسك يده و رغم حجمه الضخم انساق خلفها لأنها كانت هي من تسحبه و لا أحد سواها.
ذهب الاثنان و وصلا لمكان المسابقة لتسجيل الأسماء فنظر رجل في منتصف العمر إليها، قد كان هو من يسجل المتسابقين و هو جالس على مكتبه و تحدث
” هذه المسابقة ليست جيدة لفتاة صغيرة مثلك.”
” فلتسجل اسمها فحسب. “
رمقه ماكس بنظرة قاتلة فأحس رعشة على طول أسفل ظهره و تصبب جبينه عرقا
نظر الرجل بسرعة للأوراق و قام بتسجيلها و أعطاهم ورقة
” ل.. لقد كانت نصيحة فحسب، مرحبا بكم و شكرا لحضوركم! “
بينما تنظر لوريانا ببراءة لا تفهم لمَ تغيرت نبرة تحدُّث العم الذي أمامها.
بعد نصف ساعة بدأت المسابقة.
كان هناك فتى ضخم البنية يحمل سيفا كبيرا و أهم هن هذا كله
* ما خطب هذا الوجه القبيح؟ *
تحدث الفتى الذي يكبرها بعدة أعوام و الذي حجمه يكون ضعف ما هي عليه
” أيتها الفتاة عودي من حيث أتيتِ،
لا أريد أن يتمَّ اتهامي بقتل فتاة نبيلة.”
لم تُعِره لوريانا أي اهتمام و ظلت واقفة حتى تسمع صافرة البدء.
بينما تنتظر اخترق صوت الصافرة أذنيها فبدأت لوريانا بالهجوم..
لم يكن لدى الخصم فرصة لرد هجومها حتى..
* تبا، لمَ سيفها ثقيل هكذا؟ *
كانت كل حركة تقوم بها تدفع الخصم للخلف و يشعر الفتى أن رسغه على وشك الالتواء و عظام يده على وشك الكسر من قوة الضربة
” اغغغ! “
لقد أوقع سيفه و انتهت المبارزة و سيفها على رقبته
نظرت له بعيون لم تكن لفتاة في الثالثة عشر من عمرها بل كمحارب ختض العديد من المعارك
كانت تلك العيون مخيفة لدرجة ارتعاش جسده بالكامل فلم يعرف لأي سبب كان جسده يرتعش؟
هل كان بسبب قوتها الساحقة؟ أم بسبب تلك العينين الحادتين اللتين تنظر بهما؟
شعر الفتى و كأن عينها نجما حارقا بسبب لونهما الذهبي، و كأن الشمس على وشك ابتلاعه.
” لو كان سيفا حقيقيا لانفصل رأسك عن جسدك بالفعل.”
ظل الفتى مصدوما لا يستطيع التحرك.
” …. “
لم يستطع استيعاب الأمر إلا عندما نظرت بعينيها الباردتين إلى الحكم و بتلك النظرة عاد الحكم للواقع و خرج من دهشته معلنًا نصرها في المباراة
” اوه.. اه.. انتصر في هذه المباراة الآنسة مايا! “
بالطبع لم تستخدم اسمها الحقيقي هنا
كل ما فكر به الفتى كان شيئا واحدا
* … هاه… أ… أنا على قيد الحياة… *
ظلت تبارزهم لوريانا واحدا تلو الآخر حتى آخر المبارزة في نصف النهائيات
ارتفعت همسات الجمهور شيئا فشيئا
” ما تلك الفتاة؟ إنها وحش حقا! “
وقف ماكس معها بعد مباراة و حدثها
” لماذا أنتِ عنيفة هكذا؟ ممن تعلمتِ هذا؟ “
ابتسمت لوريانا و نظرت إليه و هي تصر على أسنانها
” بفضل تدريبك الجحيمي أريد تمزيقهم إربا.
الآن و بعد التفكير في الأمر، أشعر أن التوتر الذي بنيته طوال هذه السنوات بدأ يقل قليلا. “
” أي توتر هذا؟ لقد كنت أعاملكِ جيدا طوال الوقت. “
” هاه؟ “
لم تجد لوريانا ما ترد به على هذا الادعاء السخيف لكنها صرخت في داخلها
* ماذا؟! و من الذي جعلني أتدرب في النهر طوال اليوم؟!
و من جعلني أتسلق ذلك الجبل اللعين؟!
من يفعل هذا بطفلة لم تكمل حتى الخامسة عشر من عمرها؟!! *
لكن ماكس غير مدرك لما بداخلها أكمل حديثه
” أذكركِ مجددا لا يجب عليكِ قتل أحد و…
أريد أن أخبركِ شيئا.”
” ما هو؟ “
” في المرة القادمة حافظي على المبارزة لمدة خمس دقائق.”
” لماذا؟! سيكون وقتا طويلا.. سأشعرُ بالملل.”
“يجب أن تتحلي بالصبر افعلي كما قلت و إلا ستُعاقَبين. “
نظرت له بابتسامة ماكرة بينما قالت
” هل ستعاقب أميرة الدوقية؟ “
فوضع يده على غمد السيف حول خصره
* هاه؟ هل يقوم بتهديدي الآن؟ و كأنني سأخاف! *
أكمل حديثه بينما يلمس الغمد
” لا.. بل سأعاقب تلميذتي المشاغبة.”
انحنت فجأة بزاوية 90 مع صوت هادئ
” نعم، معلمي العزيز. “
تمتمت بالحديث حتى لا يسمع
” لماذا تنتصر دائما في الحديث؟ أنت بالغ! “
فحرك ماكس رأسه للجانب قليلا و تحدث
” هل تقولين شيئا؟ “
” أقول اعتمد عليّ يا معلم! “
أومأ برأسه بتعبير راضٍ
” أحب هذا الحماس. “
تحركت لوريانا بعيدا عنه و هي تفكر في كل المشاق و التدريبات التي عانت فيها بسببه
* اللعنة، من الصعب على الانتقام في هذه الحياة، ربما.. في حياتي القادمة؟ *
قامت لوريانا بما طلبه منها ماكسميليان و ظلت تلعب بالفتى البالغ من العمر 17 عاما لمدة 5 دقائق
كلما تحاول إنهاء المباراة بوقت أسرع تلاحظ المدرب يطلق شعاعا من عينيه و كأنه سيقتلها إن أنهتها مبكرا.
وصلت للنهائيات.
الشخص الذي أمامها له شعر أسود و عيون حمراء كما أنه طويل القامة، يرتدي قناعا لكنها متأكدة من أنه ذات الشخص الذي رأته أمسِ.
*اللعنة ماذا يفعل هذا الفتى هنا؟
هل سيبارزني؟ حسنا هذه فرصتي سأقتله حتما اليوم*
ابتسمت لوريانا ابتسامة ماكرة.
نظر لوهان لها بعيونه الحمراء و رأى زاوية فمها ترتفع
*لمَ هي تبتسم هكذا؟
أراهن أنها تفكر بشيء غريب مثلها*
بدأت المنافسة بينهما..قفز كل منهما و تلاقت سيوفهما و هما ينظران لبعضهما البعض.
الحماس يكاد يقتلهما بينما حدقا في بعضهما و كأنهما في معركة حياة أو موت.
______________________________________________
التعليقات لهذا الفصل " 5"