بدأت لوريانا بالامساك بالسيف الخشبي مثله لتتدرب به.
كانت تجد في كل تلويحو تقوم بها حتى أنها لم تلحظ دهشة معلمها التي كانت تظهر بين الحين و الآخر
بعد انتهاء وقت المبارزة:
” وقفتكِ و تلويحاتك جيدة بالفعل، إنها تحتاج للتعديل بشكل طفيف لتصبح مثالية. أما بالنسبة للقوة فأنتِ… ضعيفة قليلا. “
ابتسمت لوريانا ابتسامة طفيفة ممزوجة ببعض من الإحراج
” ليس قليلا لكن كثيرا، صحيح؟ لا تتردد في إعطائي أقسى التدريبات. أخبرتك بالفعل، أريد أن أغدو مبارزة عظيمة. “
ارتفعت زاوية شفته بشكل طفيف لكن سرعان ما تحولت تلك الابتسامو ملتوية بطريقة تبعث على القلق و عيونه السوداء تظهر بها شرارة طفيفة و كأنه وجد كنزا لا يقدر بثمن و يريد الاستيلاء عليه وحده بالكامل.
“حسنا آنستي لكن.. لا تندمي لاحقا.”
نظرت لوريانا في عينيه للحظة قبل أن تشعر بالقشعريرة تنتشر بطول ظهرها.
*اللعنة أشعر أنني ماكان يجب عليّ قول ذلك. هو.. لن يقتلني بالتدريبات صحيح؟! *
على الرغم من شعورها بوجود شيء يهدد حياتها ابتسمت بابتسامة مشرقة كأي طفل في عمرها مع نظرة تملؤها البراءة كأنها تقول:
* انظر! أنا لستُ مؤذية! *
” أنا في رعايتك من الآن معلمي.”
لكن اللعنة، لم يكن هناك وسيلة أن يتأثر ذلك الشيطان بتلك النظرة!
بدأت لوريانا بالجري 10 دورات كل صباح في الساحة الكبيرة و القيام ب 200 ضغط يوميا، كمان أنه يجعلها تقوم ب 1000 تلويحة على الأقل حتى شعرت أن ذراعها يسقط.
أمسكت الطفلة في العاشرة من عمرها طرف ملابسه و هي مستلقية على الأرض
” أعطني بعض الرحمة رجاءً.. “
” أخبرتكِ ألا تندمي أيتها الأميرة.”
” أليس لديك شفقة تجاهي؟ “
” البكاء لن يجدي نفعا.. تبقت مائتا تلويحة.”
نظر للسيف الذي مازلت تمسك به في يدها الأخرى و كأنه يخبرها أن تكمل قبل أن يقتلها
” هاااا..أنت شيطان.”
ابتسم ماكس على ما قالته و كأنه مديح
” لا بأس طالما أنه يجدي نفعا.”
*أنت حقا شيطان لكن.. هذا ما يعجبني بك هو أنك جاد عندما تتولى شيئا.. رغم الإرهاق لازلتُ أرى وجهه الوسيم، إنه شعور رائع*
صرت على أسنانها و نهضت لتكمل تلويحاتها.
بعد انتهاء التدريب في ذلك اليوم
ذهبت لوريانا لتبديل ملابسها و هي في الردهة كان مايكل واقفا.
تجاهلته لوريانا و لكن ذلك أثار غضبه.
نظر لها مايكل بوجه ممتعض ” أنتِ..! ألا تستطيعين التحدث؟ لماذا لا تلقين عليّ التحية؟ “
رمقته لوريانا بنظرة باردة
“و لمَ عليّ ذلك؟ “
” ماذا تعنين؟ أنتِ دائما ما كنتِ تلقين على التحية.”
” صحيح، لكنك قلت بنفسك للتو ‘كنت’ لكن لمَ تتخذ هذا أمرا مسلما به؟ هل ظننت أنه لأنني ألقيت عليك التحية سأعيد تكرار الأمر؟ أي أحمق هذا؟ “
صُدم مايكل من ردها المفاجئ و قبض يديه بينما لا يجد كلمة ليقولها
غادرت لوريانا لغرفتها.
بعد عدة أيام:
مايكل كان يمسك بالزهرية المفضلة للدوق.
*اه.. ذلك الوغد سيقوم بهذا مجددا في هذه الحياة، لنتجاهله فحسب*
توقف مايكل و نظر إليها
” إلى أين أنتِ ذاهبة لوريانا؟ “
أطلقت تنهيدة و نظرت في عينيه مباشرة
” و ما شأنك؟”
غضب أخوها بشدة بينما يقبض يديه
” لقد سئمتُ من غطرستكِ! “
أسقط مايكل الزهرية عمدا و صرخ
” لوريانا! كيف يمكنكِ فعلُ هذا؟ إنها المفضلة لأبي! “
خرج الدوق من مكتبه على صوت مايكل و نظر إليها
” ماذا حدث؟ “
ركض مايكل إليه
” لقد قامت لوريانا بإمساك الزهرية و أسقطتها.”
ظلت لوريانا هادئة متوقعة بالفعل ما سيقوله الدوق لكنه نظر إليها و حدثها
” لوريانا! ماذا حدث؟ “
اندهشت لوريانا
*ماذا؟ لماذا تسألني؟ فلتتجاهل الأمر فحسب كما تفعل!*
لكنه لم يتراجع عند عدم إجابتها و سأل مرة أخرى على غير عادته
” لوريانا سألتكِ ماذا حدث؟ “
نظرت في عينيه مباشرة و حدقت به بشدة
* ماذا؟ تريد مسابقة تحديق؟ هيا لنفعلها! *
” و هل ستصدقني؟”
تفاجأ الدوق من نظرتها الصريحة
* هل كانت عيونها بهذا الشكل دائما؟ *
” ماذا؟”
” سألتك إن كنت ستصدقني… إن كنت لن تفعل فلا داعي للسؤال. هاه، مضحك حقا. متى استمعت لي من الأساس؟ “
انحنت انحناءة خفيفة و غادررت
سأذهب لغرفتي آسفة حضرة الدوق.”
مرت ثلاثة أعوام:
ماكسميليان يبارز لوريانا في الساحة الخلفية و القتال شديد بينهما بعد أن استمرَّ لمدة ساعة انتصر ماكسميليان.
وقف ماكس يمسح جبينه المتعرق
” واه.. لقد ادهشتني حقا، هل كنتِ تخفين مهاراتك سمو الأميرة؟
لقد كدتُ أخسر اليوم.. كيف لكِ أن تكوني بهذه المهارة؟! “
انحنت لوريانا للأمام مستندة على ركبتيها تلهث و رغم إرهاقها الشديد ابتسمت ابتسامة خفيفة
” أنت تبالغ في مدحي، كل هذا بفضل معلمي الجدير بالثقة. و لكن لا تسعد هكذا ف أنا سأهزمك بالتأكيد المرة القادمة. “
*في حياتي السابقة لم أقم بشيء سوى المبارزة، و كلما كنتُ حزينة كنتُ اتدرب
لذلك مهاراتي جيدة و لكن هل هي بهذا التطور حقا؟ ماكس من أفضل السيافين في الامبراطورية، حتى العائلة المالكة حاولت جذبه لكنه اختار الدوقية*
اقترب منها ماكس معطيا إياها منديلا
” أيتها الأميرة.”
” ماذا؟ “
“هناك مسابقة مبارزة مقامة بعد أسبوع ما رأيكِ بالمشاركة؟ “
” حقا؟! “
تحمست لكن سرعان ما فقدت هذا الحماس و تحدثت
” أريد هذا لكن.. أخبرتك أنني أريد جعلَ الأمر سريا عن من في القصر.”
” للأسف، كنتُ أريد أن أجعلكِ تكتسبين خبرة في القتال.. تجربة الآخرين في مثل سنك… يجب أن تتنافسي مع أحد غيري.”
” اوه؟ لكنني حافظتُ على معاييري عالية بسببك؟ “
” حسنا.. احم.. هذا طبيعي فلن تجدي معلما مثلي. “
رفع رأسه قليلا و أذناه حمراوان قليلا من المجاملة.
” سأحاول الذهاب بطريقة ما، لا تقلق.”
بعد 6 أيام:
ذهبت لوريانا لمكتب الدوق و طرقت الباب
جاء رد الدوق من الداخل
” ادخل. “
دخلت لوريانا و لم تجلس بل ظلت واقفة أمام مكتبه.
تفاجأ ڤينسن من مجيء لوريانا لرؤيته على الرغم من أنها توقفت عن المجيء أو التحدث إليه لما يقرب ثلاث سنوات
” اجلسي.”
” مرحبا، سيدي الدوق. “
ظلت واقفة و لم تجلس، تنهد ڤينسن و تحدث
” إذًا، لماذا جئتِ؟ “
*بالطبع ستتشبثين بي كما كنتِ تفعلين سابقا، هيا اطلبي اهتمامي *
” أريد طلب الإذن.. سأخرج للذهاب لمكان ما. “
لكن رد لوريانا خالف توقعاته تماما
ظل الدوق صامتا لفترة من الوقت ثم فتح فمه
” ماذا تريدين أن تفعلي بالخارج؟ “
” أريد الذهاب لرؤية مسابقة مبارزة ستقام غدا.”
” هل أنتِ مهتمة بالمبارزة؟ “
“…. قليلا. “
” هاه… حسنا لكن خذي فارسا مرافقا معكِ.”
” فهمت. شكرا لك. “
انحنت و أغلقت باب المكتب خلفها بينما ظل ڤينسن يحدق في الباب أو بالأحرى في المكان الذي كانت تقف عنده و تنهد
خرجت لوريانا لرؤية الحديقة في الليل و جلست.
” حسنا لنذهب و نحطم وجوههم غدا.”
فجأة شعرت بشعور غريب من حولها
*تلك الهالة مجددا.. لم أشعر بها سوى قبل 3 سنوات. هل هو ذلك الدخيل؟ *
ظهر صوت لوريانا أكثر حدة من العادة و عيناها كالسيف الذي سيقطع أيا كان من سيأتي
” لتظهر فقط لا داعي للاختباء كالجرذ هكذا.”
حينها ارتفعت زاوية شفته قليلا في الظلام
” اوه.. هل تم اكتشافي مجددا؟ “ ______________________________________________
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات