لوري
الفصل 2
_________________________________
” أنااااا…لستُ….قاتلة! “
حينها صرخ الفتى و بدأ في البكاء فتجمعَ الأشخاص و جاء الدوق و والد الطفل.
الكونت آردين “والد الفتى” ركض باتجاه ابنه
” ماذا حدث لمَ أنت على الأرض؟ “
فنظر الفتى و بعينه نظرة حزينة
” لقد رأيتها فجئتُ لألقي التحية عليها
لكنها دفعتني و قالت أنني أدنى منها
ولا أستحقُّ اللعبَ معها.”
فسارعت لوريانا بحل سوء الفهم
” لا هذا لم يحدث! لقد قال لي أنني ق…. “
لكن لم يسمعها الدوق حتى النهاية و صرخ عليها
” لوريانا اعتذري الآن! “
” لكن يا أبي لقد سخر م… “
لم يدعها تُكمِل حديثها:
” اعتذري الآن! “
نظرت لوريانا لأسفل و هي تعض شفتيها.
سارع الكونت آردين بالتحدث
” لا بأس حضرة الد.. “
” أنا آسفة.. آسفة على دفعِك.”
نظر لها والدها نظرو استحقار و كأنه ينظر لحشرة
” و الآن اذهبي لغرفتكِ.”
دخلت لوريانا و وجدت آنا كانت في طريقها للخارج.. لاحظت آنا لوريانا تبكي و هي ذاهبة للداخل
” آنستي ماذا حدث؟ هل فعلَ أحدهم لكِ شيئًا؟ “
” آنا..! أريدُ مغادرة هذا المكان.”
” ماذا؟ “
ابتسمت لوريانا و كانت ابتسامة مؤلمة ممتزجة مع خيبة الأمل التي لم تعد تفاجئها بعد الآن
” لا شيء سأدخلُ غرفتي. “
في الليل:
دخلت آنا إلى غرفة لوريانا
” آنستي.. الدوق يستدعيكِ.”
ذهبت لوريانا لمكتب الدوق و كانت آنا ستغادرُ المكتب.
فتحدث الدوق يخبرها بالتوقف
” أنتِ هناك.. انتظري.
لوريانا لقد تخطيتِ حدودكِ..
كيف لكِ أن تدفعي ابن الكونت هكذا؟
لقد سئمتُ من أخطائك! “
سارعت مربيتها بالدفاع عنها
” أنا آسفة ياسيدي على التدخل لكن
بالتأكيد آنستي كان لها سبب دفعها لذلك..
لا بد أن الفتى قد قام بش.. “
قاطعها الدوق بصوت بارد و نظرة ثارمة تعلو محياه
” متى سمحتُ لكِ بالحديث؟
ماذا كنتِ تفعلين عندما قامتْ بدفعِ الطفلِ؟
التحذير وحده لن يجدي نفعا أنتِ مطرودة. “
* ماذا يعني؟ أسيأخذ مني آنا؟! لا! لا يمكن! لن أدع ذلك يحدث! *
جثت لوريانا على ركبتيها بسرعة تركع له.
” أنا آسفة.. لقد أخطأتُ لن أقوم بهذا مجددا..
من فضلكِ ابقِ مربيتي معي..
من فضلك لا تطردها.”
“إذًا كان يجب عليكِ أن تحسني التصرف..”
نظر الدوق إلى آنا
” لن أكرر حديثي هذا اجمعي أشياءك و غادري الدوقية.”
لوريانا تعض شفتيها ممسكة دموعها
” والدي! من فضلك..! سأقوم بأي شيء! دع آنا، أنا أرجوك! أنا.. لا يمكنني العيش بدونها! “
نظر الدوق إلى ابنته الجاثية على الأرض و تحدث ببرود تام
“لا أريد رؤيتكِ صباح الغد، هيا احزمي حقائبكِ.”
في غرفة لوريانا:
” لا بأس آنستي الصغيرة فهذا ليس خطأكِ.”
” آنا.. من فضلك لا تغادري.. أنا لن أخطئ مجددا.”
أمسكتها آنا من كتفيها و نظرت في عينيها مباشرة
” أخبرتكِ أن هذا ليس خطأكِ..
على كل حال عندما أخرج سأستمتعُ على الشاطئ..
لديّ فتى صغير في عمركِ لقد اشتقتُ له
لذا لا بأس و حين تبلغين سنَّ الرُّشدِ
سآتي لزيارتِكِ حتما.”
” ألا يمكنكِ البقاءُ معي؟ “
قامت آنا باحتضانها و غادرت الغرفة
” وداعا آنستي. “
” آنا.. لا تتركيني خلفكِ! آنا..! لا!! “
صباح اليوم التالي:
الخادمات يتحدثن بصوت عالٍ و لوريانا مارة بالردهة
خادمة:
” أسمعتِ ما حدث؟ لقد ماتت مربية لوريانا! كان أمسِ مطيرا و انحرفت عربة آنا عن الطريق و سقطت. “
سمعت لوريانا صوت الخادمة فأسرعت إليها
” ماذا حدث؟ ماذا قلتِ؟ ماذا حدث لآنا؟ “
تحدثت الخادمة و هي تقترب من لوريانا و قامت بدفعها حتى سقطت أرضا
” لقد ماتت.. أتعلمين لماذا؟
كلُْ هذا خطؤكِ.. لو لم تتسببي في مشكلة بالأمس
لم تكن لتغادرَ في المقام الأول. “
” آنا ماتت؟ آنا ماتت بسببي أنا؟! هذا مستحيل.
لقد أخبرتني أنها ستعود لتراني عند بلوغي سن الرُّشدِ! “
” إذًا أظنكِ ستقضينه وحدكِ في الركن متذكرة كل من تسببتِ بقتلهم. “
غادرت الخادمات و بقيت لوريانا في الغرفة جالسة عند الحائط.. رافعة يديها عند أذنيها و جسدها يرتعش بالكامل
” إنها بالتأكيد تكذب.. لقد وعدتني آنا بالفعل..
آنا لم تُخلِفْ وعدها من قبل..
لن تتركيني وحدي صحيح؟
لا يمكنكِ فعلُ هذا بي.. لا تتركيني أرجوكِ
آنا.. من فضلك..أنا اسفة لن أخطئ مجددا..
سأعتذر من ذلك الفتى مرة أخرى..
بل سأعتذر مائة مرة إن أردتِ..
لا تتركيني وحدي مجددا..! “
حينها شعرت لوريانا أنها تفقدُ عقلها شيئا فشيئا..
عاشت أيامها في بؤس محدِّق.. ما كان يهوِّن عليها هو نومها في حضن تلك الدمية التي أحضرتها لها آنا.
ظلت هكذا حتى أصبحت في سن الثامنة عشر و مرضت مرضا شديدا.. لم يعتنِ بها أحد.
* أنا خائفة حقا.. خائفة من الموت
أنا لا أريدُ الموت يا آنا..! *
سقطت آخر دمعة من عينها اليمنى و كأنها ترثيها
كما تغرب الشمس.. غربت حياتُها و هي تشبهها في حمرتها من الدم المتناثر.
______________________________________________
تلك هي نوعية الحياة التي كنتُ أعيشها حتى الآن..
لقد كانت حياة بائسة، صحيح؟ أعلم هذا لكن…
عندما اعتقدت أن قلبي توقف عن النبض..
استيقظتُ مجددا..!
التعليقات لهذا الفصل " 2"