اتسعت عينا لوهان دهشة لكن لوكاس أكمل بنبرة مختلفة عن السابقة يحاول عدم إظهار قلقه مهددا إياها
” أجيبي عن السؤال يا آنسة و إلا قتلتكِ هنا. “
رفعت يديها الاثنتين للأعلى في وضع استسلام و تحدثت بنبرة حزينة مصطنعة بينما تحاول أن تبدو مثيرة للشفقة
” حسنا حسنا أنت قاسٍ حقا.. كما ترى كنتُ أقاتل بعض الحشرات هنا. “
كان هناك تناقض كبير بين ما تقوله و تظهره لكن هذه ليست المشكلة هنا
فكر لوكاس بداخله و تسللت ضحكة خفيفة في عدم تصديق
* هل هذه حشرات بالنسبة لها؟
يصعب على الفارس العادي مقاتلة شخصين في آن واحد ناهيك عن خمسة..! *
لذا توصل لاستنتاع مقنع
* إنها… خطيرة. *
” من هم و لماذا كنتِ تقاتلينهم؟ “
” لا أعلم من هم لكنهم حاولوا قتلي بينما أنا مجرد فتاة ضعيفة لذا حاولت الدفاع عن نفسي قليلا. “
لمحت ملامح التعجب الممزوجة بسخرية قليلا لكنها تجاهلت الأمر و أكملت حديثها
” لكنهم بدأوا بمقاتلة بعضهم البعض فجأة، تخيل كم أرعبني الأمر!
و في النهاية تبقى اثنان كما ترون لكنهما منهكان بسبب قتالهما لذا كان إرضاخهما أمرا سهلا نوعا ما. “
صرحت بكذبها و هي تنظر له في عينيه مباشرة دون أن يرف لها جفن لكن المتفاجئ هنا حقا لم يكن لوهان و مساعديه بل الاثنين على الأرض الذين كادت أن تشق حلقيهما للتو
علما بذلك لا شعوريا أن التي أمامهم فقدت عقلها و يجب عليهم محاولة النجاة بطريقة ما
زحفا حتى قدميّ لوهان بعدما قيّما أنه المتحكم هنا لاهثين
” من فضلك استمع إلينا! “
” إنها مجنونة فقدت عقلها و قامت بمهاجمتنا فجأة! “
أعطتهما نظرة و تحدثت
” هذا ليس شيئا يجب أن يخرج من أشخاص ملثمين يمسكون سيوفا في منتصف الليل لمهاجمة آنسة ضعيفة مثلي. “
لوهان لم يعرهما نظرة واحدة حتى و تحدث إليها
” إذًا لماذا أبقيتِ اثنين منهم على قيد الحياة؟ “
” ماذا تعني بأبقيتهم على قيد الحياة؟
هل تشير إلى أنني من قتلت الآخرين؟ هذا ظلم! “
شعرت بالجو يصبح باردا حولها و الهالة المحيطة بالواقف أمامها تغيرت، أصبحت ثقيلة فجأة لكنها لم تفقد رباطة جأشها و انحنت شفتاها في ابتسامة ماكرة
” لكن إن كنت مصرا و تريد أن تعرف؟ لمَ لا تعرِّف عن نفسك أولا؟ “
لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير بينما تكسب بعض الوقت
*إنه بالتأكيد ولي العهد لأن لوكاس لا يترك جانبه مطلقا لكن… هذا الصوت و هذه الهيئة، إنها مألوفة للغاية لتكون مجرد خيالي. *
حينها قطع لوهان أفكارها بصوت أكثر حدة
” يا آنسة لا تختبري صبري. “
أمالت رأسها للجانب قليلا بينما تحولت نبرتها لباردة أكثر من الجليد
” لا تحدثني بتلك النبرة اللعينة و إلا قطعت حلقك و اقتلعت حنجرتك. “
على الرغم من أن الكلام لم يكن موجها إليه، لمس لوكاس طرف حلقه يبتلع ريقه بصعوبة بينما يجري عرق بارد على ظهره
تجمد الجميع مكانهم، أصبحت عقولهم فارغة تماما
يمكن أن يعتبر هذا إهانة للعائلة المالكة و إعدامها لكنها لم تعرف أنها تحدث شمس الإمبراطورية المستقبلي لكن…
هل تركها هو الخيار الصحيح حقا؟ حتى إن لم تكن تعرف…
لا، بل بالأساس كيف يمكن لآنسة نبيلة أن تتحدث بهذا الهدوء عن اقتلاع حنجرة أحدهم؟!!
و أمام رجاله في زقاق مظلم أيضا!!
و بعد ذلك الصمت الذي خيم على المكان لعدة ثوانٍ تحول تعبيرها لمرح في أقل من ثانية لتتحدث
” اهاهاهاها! أمزح فقط يا رجل، لا تقلق!
هل أنت من النوع الممل الذي لا يتحمل النكات؟ “
سأل لوهان بنبرة هادئة الآن، ليست حادة كما قبل
” هل هي مجرد مزحة حقا؟ “
أصبحت عيناها حادة بينما لا تزال تحافظ على ابتسامتها.
” جرب أن تتحدث بتلك النبرة مجددا و ستعرف. “
عيناها ففط التي تغيرت قليلا فلمَ أصبح هكذا؟
كان يرغب بالضحك على مزحتها لكنه يعلم أنها لا تمزح…
خاصة عندما تظهر تلك الابتسامة المخيفة!
عاد تعبيرها للهادئ بينما يفكر كيف يمكن أن تظهر كل تلك التعابير على شخص في مثل هذا الوقت القصير
” على أية حال… أردتُ إرسالهم هدية لشخص ما. “
تحدث بينما يحاول أن يأخذ حذره من نبرة صوته قدر الإمكان
” من هو؟ “
” لا أستطيعُ إخبارك. “
‘ لوريانا انجاردي، أخبريني لمن كنتِ سترسلينهم. “
اتسعت عيناها دهشة
* ما هذا؟ هل يعرف من أنا بالفعل من صوتي فحسب؟
لكننا تقابلنا مرة واحدة فقط من قبل..؟
ببنما عرفته لأن لوكاس بجواره، لا يوجد أحد بجواري ليتعرف عليّ بينما أغطي وجهي، لا.. لا أظنُّ هذا فهذا الصوت..! *
” لصديقي. “
” من هو هذا الصديق؟ “
” لا أستطيعُ إخبارك أكثر لذا.. إن كنت ستقتلني فافعل هذا الآن، أم يجب عليّ فعلها بنفسي؟ “
يخطر ببالها الآن شخص ما. تعلم أنه تفكير مجنون و مع ذلك…
* أحتاج للتأكد. *
رفعت لوريانا سيفها حين ابتعد عنها الفرسان قليلا بينما عيناها مثبتتان على الذي خلف العباءة
و يبدو أنها تخترقها لتنظر في عينيه المختبئة خلفها مباشرة لتقطع رقبتها
اتسعت عيناه عندما علم بما كانت تحاول فعله لذا تحرك جسده قبل أن يفهم الأمر حتى و سقط الغطاء من رأسه
أمسك السيف بيده العارية فاخترقها و هرب الدم من أوعيته الدموية ليلطخ السيف و يصبغ يده باللون الأحمر
أمسك السيف و ألقاه بعيدا بينما يتأجج الغضب بداخله
اشتعلت عيناه ببريق لم تره قط.
دائما ما كان حريصا على إظهار جانبه الجيد و يحاول إخفاء جانبه المظلم قدر الإمكان
لكن الآن شعر بفقدانه السيطرة.. ذلك السيف الذي اخترق يده للتو.. ماذا كان سيحدث لو تأخر قليلا؟
لم تكن لتكون يده هي التي قُطِعت بل… بل…
لا يستطيع حتى التفكير في الأمر
بمجرد أن ومض الأمر في عقله شعر و كأن شيئا داخله انفجر، تلك المكابح التي كان يحاول التحكم بها انفلتت تماما
قام بإمساكها من كتفيها و هزها بينما أصبحت حمرة عينيه أكثر اشتعالا
” ماذا تظنين نفسكِ فاعلة الآن؟!! هل فقدتِ عقلكِ!! “
” إنه أنت حقا… لوهان. “
شعرت بيديه اللتين تمسكان بها ترتجفان
تمزق قلبه عندما اخترقت نبرتها الهادئة سمعه،
ماذا؟ كدتِ تقتلين نفسكِ و تتحدثين الآن و كأن الأمر طبيعي؟
كيف يمكن لشخص أن تكون حياته غير ذات أهمية بالنسبة له هكذا؟ كيف يمكنها التفكير في أذية نفسها دون إذني…؟
ذلك الجسد الصغير الذي أخشى لمسه حتى لا أكسره..!
” أنت ولي العهد؟ “
أكملت حديثها دون معرفة ما يدور بعقله و يقسم أنها لو علمت لكانت ترتجف خوفا الآن و تتوسله ألا يفعل
لكن لم يكن هذا الوقت أو المكان المناسب لفقدان السيطرة… أعاد الضغط على مكابحه مجددا مخفيا الوحش بداخله و تحدث بنبرة متوترة
” كيف علمتِ؟ “
” لأن هذا الشخص الوسيم خلفك هو لوكاس! “
أمال لوكاس رأسه بعلامة استفهام لكن تجاهله كلاهما
تنهد و تحرك فوضع يدا خلف خصرها و الأخرى خلف قدميها و قام برفعها
” م.. ماذا تفعل الآن؟! “
” هناك الكثير لنتحدث عنه، أليس كذلك؟ “
” فهمت لكن أنزلني أولا! يدك مصابة! لوهان! “
تجاهلها و أكمل طريقه فاضطرت للصمت عندما ألحت و لم تجد إجابة منه.
أمرهم لوهان بالانسحاب و ذهب لقصر ولي العهد مع لوريانا.
بعد الوصول للقصر نظر لوهان إلى لوكاس:
” مهما سمعت من أصوات لا تدخل.
لا أستطيع ضمان حياتك. “
دخل الغرفة و أغلق الباب خلفه بيده التي تم تضمديها بينما لوريانا كانت بالداخل بالفعل و أسرع بإخفاض رأسه معتذرا
” أنا آسف لعدم إخباركِ.”
” هاهاها.. آسف؟ سأقتلك أيها الوغد. “
تراجع لوهان للخلف قليلا.
” م.. ماذا تعنين؟ اهدأي لوري.”
” أهدأ؟ أتعتقد أن هذا الوقت لأهدأ؟!! “
رفعت لوريانا سيفها لتهاجمه.
” سأقتلك حتما اليوم أيها الكاذب! “
رفع لوهان سيفه ليدافع عن نفسه.
” ا… اهدأي لوري! دعينا نتحدث.. إنه سوء فهم! “
تهاجمه لوريانا و هو يدافع عن نفسه فقط ولا يهاجم.
” سوء فهم؟ هل خداعي كل تلك السنوات سوء فهم؟ “
” أنتِ الوحيدة التي تستطيع التعامل معي هكذا.. أنا ولي العهد! “
” ولي العهد؟ م****ي. اذهب للجحيم. “
حينها دافع لوهان عن نفسه مجددا و هاجم و ألقى سيفها بعيدا فنظر كلاهما إلى سيفها و ارتعش جسده تلقائيا
” … آسف. “
حينها نظرت لوريانا إليه و عيونها تطلق شعاعا يحرقه.
” أقمت… بمهاجمتي.. للتو؟ “
” ل لا.. لم أفعل إنه وهم. “
” جيد سأبرحك ضربا بيديّ الآن. “
اقتربت لوريانا و رفعت يدها لتضربه على وجهه حينها وقف لوهان يغمض عينيه مستعدا لتلقي الضربة دون أن يتحرك أو يدافع عن نفسه.
لكن لم يُضرَب..
* هل هدأت أخيرا؟ هل أشفقت عليّ؟ *
حينها فتح عينيه و نظر إليها و هو سعيد للغاية.
” لوري أنتِ حقا لم تضر… “
لم تدعه حتى يكمل حديثه.. لقد ضربته بقبضتها في معدته، شعر و كأن صخرة حادة قامت بضربه
أخذت شهيقا و زفيرا و نظرت إليه و هو ممسك بمعدته و مستلقٍ على الأرض.
” هذا ثمن خداعي كل تلك السنوات.. “
انتظرت لينهض لكنه لم يفعل و ظل ممسكا بمعدته
“ياا.. أنت.. لماذا أنت مستلقٍ هكذا؟ هل أنت بخير؟ “
ليس هناك رد فعل سوى أنه ممسك بمعدته و يتألم.
” يااا.. لوهان! هل تؤلمك بشدة؟ “
انحنت و اقتربت لوريانا منه و هي خائفة عليه.
” لوهان! هل أنت بخ.. “
سحبها لأسفل سريعا و ثبت يدها فوق رأسها على الأرض.
” و أخيرا هدأتِ.. لقد آلمتني تلك الضربة بشدة،
كيف لقبضتكِ أن تكون بهذه القوة؟
لماذا لم تصفعيني على وجهي فحسب؟ “
” بالطبع لا أستطيع! إن وجهك الوسيم هو الشيء الوحيد الجيد بك، لا أستطيع تدميره. “
” هل يجب عليّ الشعور بالإطراء لأجل وجهي الوسيم أم الحزن لأنه الشيء الوحيد الجيد بي؟ “
” فكر كما تريد. “
” إذًا… هل يجب أن أخبركِ بماذا أنا جيد أيضا؟ “
” هل هناك شيء تجيده؟ “
” تستطيعين اختباره أيضا. “
اقترب منها و هو على وشك إعطائها قُب…
تفاجأ بفتح الباب ليظهر لوكاس
” سموك لم أسمع صوتا منذُ فت… “
وجد لوكاس ذلك المشهد أمامه و احمر وجهه بشدة.
” أنا آسف حقا.. رجاءً أكملا ما كنتما بصدده. “
أغلق الباب بسرعة.
*اللعنة.. سيقتلني الآن لأنني دخلتُ.. هل يجب أن أجهزَ لجنازتي؟ *
كانت لوريانا محرجة بشدة من الذي حدث و ضعفت يد لوهان حينها استطاعت تحريك يدها و دفعته.
” ابتعد أيها الوغد إن لم تُرِد الموت! “
______________________________________________
اللهم صلِّ و سلم على نبينا محمد ᰔ
꧂ سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته ꧁
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 15"