جلست بجواره و أمسكت يده حينها بدأت تعابيره تهدأ شيئا فشيئا و عرقه يقل تدريجيا
ارتخت يداه قليلا مع تسلل أنين خافت من بين شفتيه خفت التجاعيد بين حاجبيه.
لم تتركه و ظلت بجانبه
* لنبقَ قليلا فحسب، سأغادر بعد قليل. *
لم تكن من النوع الذي يترك شخصا في محنة و لذا ظلت هكذا حتى غفت بجواره.
استيقظ في الصباح فاتحا عينيه ليجد سقفا مألوفا فنهض و نظر بجواره على أمل أن يراها بجانبه لكن لم يجدها و بدلا من ذلك لمح ملاحظة مكتوب عليها بخط أنيق و لا شك أنه يعود إليها:
“خذ هذا الدواء لمدة أسبوع.”
ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه الوسيم
” هل هربت قطتي الصغيرة بعيدا؟ إذًا يجب عليّ إمساكها.”
طوى الورقة بعناية و وضعها في جيبه بينما ينهض غير آبه بالجرح الذي كان يتحجج به أمامها أمس و كأنه لم يكن هناك شيء.
𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓
في منزل الدوق
طرقت آنا الباب و دخلت.
” آنستي.. حان وقت الاستيقاظ. “
تحدثت لوريانا بينما تتحرك في سريرها بتذمر
” هل جاء الصباح بالفعل؟ أعطيني المزيد من الوقت. “
” أين كنتِ آنستي؟ أتعلمين كم كنتُ قلقة عليكِ؟ أتبعثين برسالة فحسب لإخباري أنكِ ستبقين في الخارج؟ أتمنى ألا يكون رجلا؟ “
شهقت لوريانا تلقائيا
تبا كيف عرفت؟ هل هي عرافة أم ماذا؟
تداركت لوريانا الأمر سريعا و أجابت
” آسفة آنا.. لقد كان الجو رائعا حتى نسيتُ الوقتَ و عدتُ بوقت متأخر. “
” لم أخبر الدوق كي لا يغضب لكن من فضلكِ لا تدعي هذا يحدث ثانية.
كاد قلبي يقف بينما أحاول التغطية عليكِ.”
* ليس و كأن أحدا سيهتم إن غبت يا آنا، أنتِ الوحيدة التي تقلق. *
” حسنا.. الآن اتركيني أنام قليلا. “
” يجب أن تذهبي للمكتبة في هذا الوقت. “
” لقد قرأتُ معظم الكتب و حفظتها بالفعل. “
” ماذا تعنين آنستي؟ المكتبة بها كتب كثيرة للغاية لا يمكن لأحد الانتهاء منها و إن جلس يقرأ هناك خمس سنوات متواصلة. “
*لم أكن هناك لخمس سنوات فقط بل الثمانية عشر عاما الذين قضيتهم من قبل*
” أعطيني راحة اليوم فقط حسنا؟ “
أطلقت آنا تنهدا
” هاه… لا أستطيع التغلب عليكِ.. يمكنكِ البقاء لكن لا تنسي تناول الإفطار. “
” شكرا لكِ آنا. “
أغمضت عينيها مجددا سامحة لرموشها الطويلة بأن تتلاقى و نامت قليلا محتضنة وسادتها ثم استيقظت.
تذكرت ما رأته البارحة مع انحناء عينيها و ظهور ابتسامة دافئة على وجهها
*كان أمسِ يوما لطيفا.. كان الصخب الحادث بين العامة موقظا للحياة أتمنى أن يكونوا سعداء.
تلك الشوارع الحيوية التي تضج بالناس و ابتسامتهم لك… *
فجأة اتسعت عيناها بينما تفكر
* يا إلهي..! كيف أنسى حدثا مهما كهذا؟ اختطاف و قتل عامة الناس! كان لجعل الأمن غير مستقر.
ستكون هناك جريمة بحق عائلة من العامة اليوم أيضا. *
همم… هل أذهب؟ أم لا؟ إن كان بيدي إنقاذ الأشخاص فلمَ لا؟
” ليس الأمر و كأنني أستطيع إلقاء القبض عليهم و وضعهم في قصر ولي العهد. “
لحظة… إنها فكرة رائعة.. لمَ لا؟
و الآن لوريانا فكرت في تطبيق مقولة :
” No risk no fun “
𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓
في منزل الماركيز “آهين لينهارت”
” إذًا.. أخبرني بالمعلومات التي حصلت عليها. “
” اسمها لوريانا انجاردي، ابنة الدوق ڤينسن انجاردي، ماتت والدتها و هي تنجبها، لم تظهر في المناسبات الاجتماعية من قبل سوى حفل بلوغها سن الرشد و قد رقصت مع ولي العهد. “
“ولي… العهد؟! “
” نعم.. لكن لم يبدُ عليها أنها تعرفه من قبل و هي لم تخرج كثيرا لذا لم تقابله من قبل لكن.. “
” لكن ماذا؟ “
” لم تُعامَل جيدا في الدوقية و كان يهملها الخدم حتى عمر العاشرة و يُقال أنها تغيرت بعد ذلك و لكن لا يعرف أحد السبب. “
” اممم.. هل تعلم شيئا عن مهارتها بالمبارزة؟ “
” هناك شائعة أنها شاركت بمسابقة مبارزة و هي في سن الثانية عشر و كانت تهزم خصمها في أقل من دقيقة و أظهرت مانا السيف لكن لا أعلم مدى مصداقية هذه الشائعة؛ فلم يُعلن منزل الدوق بالأمر.
بل بالأحرى بدوا غير مهتمين فلم يعلموا. “
” همم.. لا يعلمون ما إن كانت سيدتهم تستخدم السيف أم لا؟ إن سمعه أي نبيل لظن الأمر مثيرا للسخرية. “
علت تلك الابتسامة الماكرة محياه مجددا
” هالة “مانا” سيف… إنها تثير إعجابي أكثر و أكثر. “
𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓
قصر ولي العهد
هناك على ذلك المكتب كان يجلس ذلك الشخص ذو العيون الحمراء على مكتبه في الغرفة التي تبدو بسيطة،
ليست تلك التي تبدو و كأنها تنتمي لولي عهد الإمبراطورية و لكن بها زخارف ذهبية تبدو و كأنها من الذهب الخالص و التفاصيل الصغيرة مع نظافة الغرفة بحيث لا يوجد بها ذرة غبار واحدة تزيد من الغرفة هيبة
لكن تلك الزخارف و الأشياء اللامعة تبدو باهتة أمام عينيه الياقوتيتين و وجوده نفسه هو الذي يضفي الهيبة على المكان فوجهه الوسيم كافٍ لإبكاء جميع فتيات الإمبراطورية.
يجلس على ذلك الكرسي الذي لم يبدُ ككرسي عادي بل كالعرش الذي وجد إمبراطوره بينما يتحدث مساعده
” …لذا قمنا بنشر دوريات بالفعل وسنزيد الأمن ابتداءً من اليوم في الأزقة الخلفية. “
” لكن هذا ليس كافيا.. برؤية كيف هم نظيفون للغاية ولا يتركون أثرا وراءهم لا بد أن يكون هناك شخص يدعمهم. “
” لا تقلق سموك.. بالتأكيد سنجد الشخص خلفهم قريبا. “
” يجب علينا ذلك قبل أن يتأذى أبرياء أكثر في هذه الحرب السياسية. “
𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓
حل الليل بالفعل و قد شحذت لوريانا سيفها.
تسللت دون أدنى صوت و كأنها طفل يهرب من المدرسة الابتدائية و لكن الاختلاف الوحيد هو أنها بالغة
* إن أمسك بي المعلم سأكون في عداد الموتى. *
ذهبت للمنطقة التي كانت مذكورة بها الحادثة من قبل لكنها لا تعرف أي منزل هو لذلك ظلت مختبئة في الزقاق حتى تظهرَ أي علامة على ظهورهم.
فجأة لمحت أشخاصا يغطون وجوههم يتحركون في صمت و هناك سيوف على خصرهم.
نعم، كانوا هم أولئك القتلة الذين أتوا للقضاء على عائلة بريئة ليموتوا دون معرفة أي ذنب اقترفوا
فقط ضاعت أرواحهم هباءً جراء حرب سياسية لم يعلموا عنها شيئا بينما كان كل ما يشغل تفكيرهم هو كيفية كسب قوت يومهم.
لم تحتمل الانتظار فقد اكتفت من الانتظار بالفعل طوال حياتها و نفد صبرها.
تحركت من مكان اختبائها و ظهرت فجأة فتصلبت أقدامهم و أبت الحركة من المفاجأة
” ألا تجدونه مثيرا للشفقة؟ أن تتحركوا كالدمى هكذا؟ قد تُقتَل عائلاتكم أنتم أيضا يوما ما.”
التوت شفتاها في ابتسامة و أكملت
” لا أعلم أي يوم هو لكنني واثقة من أنه قريب. “
“من أنتِ؟ “
” أهذا يهم أشخاصا ميتين؟ “
“اقتلوها”
” ووهوو.. على رُسلك يا رجل أريد سؤالك شيئا.”
“ماذا؟ “
” هل الكونت رياس راندال بخير؟ “
تغيرت تعابير الرجل و أصبحت التجاعيد الخفيفة بين حاجبيه أكثر انحناءً و صرخ برجاله لمهاجمتها.
لا يلمه أحد فقد كانت حياته على المحك هنا لأنه إن كُشفت هوية سيده لن يموت هو فحسب بل عائلته بأكملها
“اللعنة اقتلوها الآن! “
تقدموا ليقاتلوها لكن الأمر كان أشبه بعرض مسرحي
بدوا و كأنهم يقدمون عرضا بالسيوف على إيقاع معين حيث توجد لوريانا في وسط هذا العرض المتناسق
لم يكونوا أكثر من مهرجين يركضون على حبل مشدود في السيرك بالنسبة لها
بل لم تشعر بالحماسة بينما تقاتلهم و إنما تثاءبت لتسلل الشعور بالملل إليها
لم تحاول لوريانا أذية أحد من قبل فقد كانت شخصية يوجعها ضميرها إن نظرت لشخص نظرة حادة قليلا
لكنها كانت حاسمة في الأمور الجادة و لم تدع قلبها يتحكم بها
بالأساس العقل و القلب واحد فالعقل هو ما يؤثر على القلب.
لم يكن الاثنان يوما متعاكسين بل ضعفاء الشخصية و العقل هم من كانوا يربطون عاطفتهم بالقلب.
أليس هذا مثيرا للسخرية؟ يؤلمك قلبك عندما تعلم بشيء ما عن طريق عقلك، فالعقل هو المتحكم بالنهاية و القلب ينصاع خلفه بسبب تلك الإشارات العصبية التي يطلقها سواء كان مسامحة أو غضب أو حزن أو اتخاذ قرار حاسم في وقت لا يجب التردد فيه.
عرفت أن هناك أوقاتا يجب على الشخص ألا يظهر الشفقة فيها و إلا سيعض أنامله ندما لاحقا
و لذا كان سيفها مثلها تماما.
لم يتردد سيفها للحظة، لم تظهر شفقة في طرف عينها حتى بينما تقطعهم بلا رحمة
و لمَ عليها ذلك؟ فأولئك هم الأشخاص أنفسهم من كانوا على وشك قتل أسرة سعيدة لمجرد بعض المال
انتهى العرض المسرحي أخيرا بمقتل ثلاثة منهم
لم تبقِ الاثنين الآخرين شفقة منها بل أبقتهما على قيد الحياة لاستخراج المعلومات منهما.
تقدمت بخطوات واثقة في ذلك الزقاق الهادئ حيث لا يُسمع سوى صوت حذائها
” الآن هل يمكننا التحدث؟ لا تقلقوا لن أقتلكم إن تعاونتم معي. “
حينها ابتسمت لوريانا و لكن تلك الابتسامة كانت أكثر رعبا من أن تكون جدية لأن خلف هذه الابتسامة هناك وحش سيمزقهم إربا إن لم يطيعوه.
شعرا بقشعريرة تسري في أنحاء جسدهما.
كانت غريزتهما تحذرهما أن أي كلمة خاطئة هنا ستودي بحياتهما.
” ب… بالطبع! سنقوم بأي شيء! “
” حسنا هذا جيد.. لا أريد منكم الكثير، فقط أدلوا بشهادتكم في المحكمة، انه أمر بسيط صحيح؟ “
بينما تتحدث معهم شعرت باقتراب أشخاص آخرين من خلفها.
* واحد، اثنان، ثلاثة أشخاص و هناك المزيد يقترب. *
لكنها لم تنظر خلفها فلم تشعر بنية قتل منهم حتى رفع ثلاثة أشخاص عليها سيوفهم و يبدون من الفرسان الإمبراطوريين.
تحدث واحد منهم بينما سيفه على رقبتها
” ارفع يديك الآن و عرف عن نفسك. “
𖤓𖤓𖤓𖤓𖤓
منذ قليل
في تلك الأثناء كان ولي العهد مع لوكاس و بعض الفرسان الآخرين في طريق عودتهم من اجتماع سري و لكن حين سمعوا صوت تلاحم السيوف أسرعوا راكضين.
و الآن هم واقفون أمامها رافعين سيوفهم عليها
كانت العباءة تغطي وجهها و لم يرَ أحد من الفرسان وجهها.
” من أنتم؟ “
تصلبت وجوههم عند سماع صوتها، الأمر كان بسيطا، فمن كان ليتخيل رؤية ثلاث جثث على الأرض و اثنين على وشك فقدان حياتهما؟ كان ليكون الأمر صعبا على رجل متمرس ناهيك عن كونها امرأة.
لكنهم سرعان ما استعادوا رباطة جأشهم كما يليق بفرسان إمبراطوريين و تحدث الفارس مجددا
” ارفعي يديكِ الآن يا آنسة و استديري. “
وقفت لوريانا و وجدت اثنين واقفين خلف الفرسان واحد منهم لوكاس و الآخر خلفه كانت عباءته تغطي وجهه جيدا فلم تستطع رؤيته تماما كما الحال معها.
بينما الجو مشحون بكيفية حدوث الأمر و التوقيت و كيفية التعامل مع الواقفة أمامهم
كانت لوريانا في العالم الموازي غير مدركة لجدية الأمر و كل ما يشغل بالها شيء واحد فحسب
*أهذا.. لوكاس؟ واااه لم أكن أتخيل أنه بهذه الوسامة.. لمَ هناك الكثر من الرجال الوسيمين؟
ذلك ذو الشعر الفضي و لوهان و الآن لوكاس أيضا ناهيك عن وسامة و جاذبية معلمي، إن لم يكن بسبب فارق السن بيننا لم أكن لأترك شخصا وسيما مثله و….. *
ظلت تفكر و تقارن أيهم أوسم و توصلت في النهاية إلى كون لوهان أوسمهم جميعا بينما ارتفعت زاوية فمها بابتسامة مخيفة
تغيرت تعابير لوكاس الذي كان يحاول قراءة وجهها لكن أول ما خطر بباله عندما رأى الجزء السفلي من وجهها و تحديدا عندما انحنت شفتاها في ابتسامة خبيثة
*ما الذي تفكر فيه بحق الجحيم؟ إنها تبتسم!
هل هي بكامل قواها العقلية؟ *
لكنه على الرغم من خوفه الداخلي منها تحدث لكن لم يستطع التحكم بنبرته التي خرجت مهتزة قليلا
” من أنتِ أيتها الآنسة و ماذا كنتِ تفعلين؟ بماذا تفكرين؟ لا تفكري بالهرب لأنن… “
” أنت وسيم. “
فغر فاه لوكاس من الصدمة و هو يحاول فهم الهراء الذي يخرج من فم المختلة أمامه الآن
” م.. ماذا؟ “
” سألتني ما الذي كنتُ أفكر به.. ‘إنه وسيم’ هذا ما كنتُ أفكرُ به. “
هزت كتفيها غير مهتمة و كأنها تخبره عن طقس اليوم ليس و كأنها في موقع جريمة و قد يتم اعتقالها في أي لحظة و تعترف لمن سيعتقلها وجها لوجه أنه وسيم
تعرَّف لوهان على الفور على ذلك الصوت
*هذا الصوت.. أيُعقَل؟ *
______________________________________________
اللهم صلِّ و سلم على نبينا محمدᰔ
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 14"