الفصل 8: برد

الوصي هو جني منخفض الرتبة يعمل كمرشد وحامي للساحرة، يتخذ هؤلاء الاوصياء شكل الحيوانات وأبرزها القط الاسود او الذئب او حتى ضفدع  ولكن من بين كل شيء اختارت فيفيان يراعة ضعيفة، لم تستطع حمايتي حتى ليوم واحد بعد الاختلاط بالناس.

هذا جعلني غاضبًة لأنني تُركت عاجزًة في هذه الزلزانة الباردة بمفردي، ولكن أكثر من الغضب شعرت بالوحدة مرة أخرى، مرة أخرى تُركت وحدي…. أتمنى لو كانت نارا هنا فلا بأس إذا لم تستطع حمايتي كما وعدت، لكنني أتمنى أن يكون هناك شخص ما معي في هذه اللحظات التي قد تكون الأخيرة.

بعد أن تم القبض علي من قبل الرجل ذو بنية كبيرة وندبة على فمه، أصبح كل شيء ضبابيًا، أعلم أنني جررت إلى الزلزانة بالقوة وجردت من ملابسي من أجل البحث عن سلاح ثم اعطيت ملابس وسخة الارتدائها.

الليل بارد…… بارد حقًا، لم يعطوني حتى بطانية، لكن من الذي سيعطي بطانية للشخص الذي قتل إمبراطورهم، أنا مندهشه لأنهم لم يقتلوني على الفور.

القيود التي على يدي ثقيلة ولأنها مصنوعة من المعدن فإنها تصبح باردة جدًا لدرجة أنها تخدر الإحساس في يدي…..لهاذا أفتح يدي وأغلقها مرارًا وتكرارًا على أمل ألا تتجمد. جلست في الزاوية و وضعت رأسي على ركبتي وتمنيت أن يمر الوقت بسرعة وينتهي هذا البرد .

مر يومان على هذا النحو، الجو بارد جدًا لدرجة أنني أشعر به في عظامي الان، الشيء الوحيد الذي يبقيني عاقلة هو التفكير في حقل زهور النرجس البري الذي رأيته في وقت سابق في الغابة، ورائحتها الحلوة و الراحة التي شعرت بها حينها، لأنها كانت اللحظة السعيدة الوحيدة التي حصلت عليها منذ وصولي إلى هنا.

الآن تقبلت كل شيء، لا بأس إذا كانت نهاية هذا الانتظار الطويل هي الموت، ربما هذا هو مصيري وهذه هي النهاية التي ارادتها فيفيان، لحسن الحظ انتهى انتظاري في صباح اليوم الثالث عندما فتح حارس غاضب الباب وقال بصوت أجش [ولي العهد يريد التحدث إليك، احسني التصرف ولا تفعلي أي شيء أحمق].