كان ينوي التظاهر بعدم المعرفة حتى تدرك الأمر بنفسها، لكنه بعد ما حدث قبل قليل، أيقن بشيء مهم.
ليليتا نشأت في ظروف قاسية… لا، قاسية بشكل يفوق تصوره.
كنت أشكّ في ذلك منذ البداية… لكن يبدو أنها تجاوزت حتى أسوأ توقعاتي.
ربما نشأت في بيئة كان البقاء فيها مرهونًا بالشك الدائم، وردّ الفعل العنيف على أي تهديد، مهما كان صغيرًا.
في هذه الحالة، ربما لا يجدي نفعًا أن أتظاهر بالجهل. بل…
عليه أن يمنحها الطمأنينة بأي شكل.
ظل يُمرر أصابعه على شفتيه، ثم تكلّم ببطء:
“ريتا، لأكون صادقًا…”
“أنا أراكِ كأنكِ هي، كأنكِ ليليتا الحقيقية.”
“لكنني أخبرتك أنني لستُ هي.”
“نعم، ولأني أصدقك، قررت أن أقبل بذلك،لكن…”
ظهرت على شفتيه ابتسامة مريرة.
“لكني لا أستطيع منع نفسي من رؤيتك كشقيقتي التي فقدت ذاكرتها.”
“ذلك لأنني في جسدها،لا تخلط بين الأمرين.”
“ريتا.”
حدّق فيها بعينين تشبهان عينيها إلى حدٍ مؤلم.
“ما أقدم ذكرى تتذكرينها؟”
“كنت أتجوّل كيتيمة، هذا كل شيء.”
“في أي عمر تقريبًا؟ ما تفاصيل تلك الذكرى؟”
“لا أعلم، لم أكن أُجيد العد حينها،أتذكر فقط أنني كنت على وشك الموت جوعًا، ثم ظهر شخص ما وعرض عليّ أن أصبح ابنته… ووافقت، لأنني كنت جائعة، تلك أقدم ذكرى أملكها.”
ذلك الشخص كان الساحر العظيم، باسكال
منذ ذلك الحين، أصبحت واحدة من أطفال باسكال،
وتدرّبت معهم تدريبًا قاسيًا لا يرحم.
ما قبل ذلك… الذكريات ضبابية.
وحين تحاول أن تتذكر، لا يعود إليها سوى ألم البطن الممزق من الجوع، وروائح نتنة تخنق الأنفاس، وخوف مقزز، وألم يمزّق الجلد.
بالمقارنة مع تلك المرحلة، كانت تدريبات باسكال رغم قسوتها ، أهون بكثير على الأقل، لم أعد أموت جوعًا.
لذا لا تودّ الخوض أكثر، لا تريد تذكُّر طفولتها البائسة.
“أتفهم؟ كنت مجرد يتيمة تافهة،لا ذكريات جميلة لديّ من تلك المرحلة،فلا تسألني عنها مجددًا.”
رغم وضوح نفورها، لم يتراجع ليونهارت.
“وما قبل ذلك؟”
“ماذا؟”
“قبل أن تصبحي يتيمة؟ لا يمكن أن يعيش رضيع وحده، ألا تملكين أي ذكرى لعائلة اعتنت بك؟ أو مكان نشأتِ فيه؟ مجرد ذكريات عن التشرد فقط؟”
“ماذا تريد بالضبط؟ ليونهارت، لستُ ليليتا! لا أذكر شيئًا عن هذا القصر الفخم، ولا أعرفك. ما أتذكره بوضوح هو الجوع، والبحث في أكوام القمامة.”
فجأة، انبثقت من أعماقها ذكريات قديمة مشاهد كانت تظنها اندثرت.
الغيرة المريرة من الأطفال المحاطين بعائلاتهم، رائحة الجيف العالقة بجسدها، أمعاء الوحوش اللاصقة ببشرتها، الدماء الزلقة، الجراح المفتوحة، والسلاح الثقيل بين يديها الصغيرة.
والطفل ذو الملابس النظيفة الذي لجأ لأمه صارخًا بخوف حين رآها.
والأم التي حضنت ابنها، تحاول حمايته منها.
وقفت مندهشة، تراقب تلك الأم، وامتلأت روحها بالحسرة.
صرخت ريتا، وقد اختنق صوتها:
“عائلة؟ لا أعرف شيئًا عنها! لماذا أُجبر نفسي على تذكُّر أناسٍ تخلّوا عني؟”
لمعت في عيني ليونهارت نظرة حزينة لبرهة، قبل أن يتماسك ويجيب بثبات:
“أفهم أن الماضي مؤلم، لكن إن لم تتذكّري عائلتك مطلقًا… إن كنتِ حقًا يتيمة منذ البداية، فهل فكرتِ بإمكانية أنكِ فقدتِ ذاكرتك؟”
“ما الذي تقصده؟”
“أليس غريبًا أن تعودي إلى هذا العالم، لتجدي نفسك في جسد ليليتا بالذات؟ ماذا لو لم يكن الأمر مصادفة؟ ماذا لو كنا نحن عائلتك التي نسيتِها؟ ماذا لو أنكِ عدت إلى موطنك، واستعدتِ جسدك الأصلي؟”
ثم أخرج شيئًا من صدره ووضعه على الطاولة.
“ريتا، لا أعلم كيف كانت الأمور في عالمك… لكن في هذا العالم، حلول الروح في جسدٍ آخر أمر نادر للغاية، بعض شائعات السحر الأسود تتحدث عن ذلك، لكن… إن كان هذا قد حصل فعلًا، فلابد أنكِ كنتِ ستشعرين بنفور.”
كان ما وضعه على الطاولة علبة كبريت صغيرة بحجم راحة اليد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"