احتمالية أن يكون الوحش المرقم داخل الغرفة مشغولًا بأكل إنسان لدرجة لم يلاحظ وجودهم في الخارج؟ صفر.
احتمال أن ينجو شخصان بلا أي قدرة خاصة، ويهربا من وحش مرقم ويعودا مع الدعم دون أن يُقبض عليهما؟ ذلك أيضًا صفر.
احتمال أن تتجاوز اختبار التوافق، وتتحمل الآثار الجانبية أو الرفض الجسدي، وتوقظ الأود بالقوة على الفور، ثم تواجه ذلك الوحش خالية اليدين من دون حتى مسدس وتفوز عليه بصفتها فارسة أود؟
“يعتمد على نوع ذلك الوحش… لكنه ليس صفرًا تمامًا.”
استغرقت ريتا ثلاث ثوانٍ فقط لاتخاذ القرار.
لقد قررت أن توقظ الأود بالقوة وتقاتل الوحش.
“إن لم يكن لهذا الجسد توافق مع الأود وحدثت نوبة، فسينتهي أمري، أو، إن لم يكن بمقدوري حتى الاستيقاظ لأنه… عالم مختلف؟”
لكن رغم ذلك، لا بد أن تحاول، لا يوجد خيار آخر.
لأن احتمالات النجاة… معدومة بالكامل.
في لحظة، غمر عرق بارد جسدها من رأسها حتى قدميها.
“اللعنة… ألم يقل لي ليونهارت إنه لا توجد وحوش هنا؟!”
وهي تسبّ ليونهارت في سرّها، حاولت إيقاظ الأود…
“ما الأمر يا آنسة؟ هل رأيتِ فأرًا أم ماذا؟”
ظهر صوت هانا من خلفها فجأة، وهي تطل برأسها إلى داخل غرفة تبديل الملابس.
لو كانت في جسد ريتا باسكال المدرب، لما سمحت لمدنية أن تفاجئها هكذا، لكن جسد ليلينا الضعيف كان أدنى حتى من خادمة مثل هانا، المدربة على أعمال المنزل.
أي أن هانا كانت قد دخلت الغرفة قبل أن تتمكن ريتا من الرد أو التحرك.
“لا يبدو أن هناك شيئًا هنا…”
“لا تقتربي!”
صرخت ريتا فجأة، مذعورة.
“الرائحة! ألا تشمينها؟ ابتعدي! قلت لك ابتعدي!”
“الرائحة؟”
هانا التي بدت وكأنها على وشك أن تتمزق إلى أشلاء، أخرجت رأسها من الغرفة بكل هدوء، ورفعت كيسًا صغيرًا في يدها.
“هل تقصدين هذه الرائحة؟”
انبعثت من الكيس الصغير رائحة نفاذة وثقيلة. الرائحة ذاتها التي تخرج من تلك الوحوش النادرة حين تلتهم البشر.
“ما هذا بحق الجحيم؟”
لم تستوعب ريتا ما يحدث للحظة.
وبينما كانت واقفة كالتمثال، شاحبة الوجه، فتحت هانا الكيس وأظهرت أوراقًا مجففة في داخله.
“إنه الباتشولي، يقولون إنه يطرد الحشرات، لذا علّقته في غرفة الملابس.”
“…باتشولي؟”
رمشت بعينيها، تردّد الكلمة وكأنها لا تصدق ما تسمعه.
“كيس عطر؟ ليس وحشًا؟”
“عفوًا؟ ما هو الوحش أصلًا؟”
تقدّمت ريتا نحو هانا بخطى حذرة، محافظة على وضعها الدفاعي، وأخذت منها الكيس وفتّشته بالكامل.
كان كيسًا صغيرًا جميلًا مزينًا بخيوط ملوّنة، مليئًا بأوراق جافة فقط.
عندما شمّت ورقة منها، انقبضت عضلات ظهرها لا إراديًا.
غمرها شعور مرعب جعلها تتوق لحمل مسدس حتى لو لم يكن هناك عدو.
كابحت الغريزة الصارخة في داخلها بالكاد، وأجبرت نفسها على تحليل الموقف.
“هل هذه فعلًا أوراق الباتشولي؟”
في عالمها السابق، كان يُعرف هذا العطر أيضًا باسم باتشولي ، كان هذا النبات موجودًا هناك أيضًا.
لكن رائحته كانت تشبه إلى حد مخيف الرائحة التي تصدرها الوحوش النادرة وهي تلتهم البشر… لذا لم يكن أحد يستخدمه قط.
“لا شك أن هذا عالم مختلف فعلًا… يضعون هذه الرائحة المقززة في أكياس عطرية؟”
أعادت الأوراق إلى الكيس بأطراف أصابعها، متجنبة ملامستها قدر الإمكان، ثم أعادت الكيس إلى هانا بالحذر نفسه.
رائحته جعلتها تشعر كأنها تغرس يدها داخل أحشاء وحش.
وكانت الذكريات الفظيعة تهاجمها بلا توقف.
قالت بصوت منهك:
“خذي هذا… أبعديه عني، لا أريد أن أشمّه مرة أخرى.”
هانا، وقد بدت مرتبكة، تناولت الكيس وسألتها:
“لا تحبين هذه الرائحة يا آنسة؟”
“أجل، أكرهها، لا أريد شمّها مجددًا.”
“لكنها رائحة شهيرة وقيمة… والناس يعلقون أكياسًا كهذه في غرفة الملابس ليتشربها القماش، هذا هو الاتجاه السائد المجتمع حاليًا، انتظري لحظة، هناك المزيد منها في الداخل.”
“ماذا؟ يوجد منها المزيد؟”
“نعم، في القصور مثل قصر لاسكايل، يعلقون الكثير منها، الباتشولي يُستورد من بلاد بعيدة، وهو نادر جدًا، لم أتوقع أنكِ ستكرهينه… يا للأسف.”
تنهدت هانا بخيبة، ثم طلبت من ريتا الانتظار ودخلت الغرفة.
وعادت بعد قليل وهي تحمل مجموعة من أكياس الباتشولي، ما جعل الرائحة تصبح أقوى وأكثر نفاذًا حتى إن الشخص العادي كان سيجدها مزعجة.
أما ريتا، فقد وجدت نفسها عاجزة عن التماسك.
“هذه الرائحة… لا… أهذه فتاة حقًا؟ ليست وحشًا متنكّرًا؟ أهذا عالم مختلف… هنا لا توجد وحوش… أليس كذلك؟ حقًا؟”
بعفوية، حاولت فحص من أمامها بالأود… لكن لا شيء.
طاقة الأود داخل جسدها لم تتحرك، بل لم تستجب من الأساس، هي لا تزال في حالة ما قبل اليقظة.
لم تعد تملك وسيلة لمعرفة إن كان من أمامها إنسانًا أم وحشًا.
أشبه ما تكون بنملة مقطوعة قرون الاستشعار… أو كلب أعمى بلا أنف.
لا تستطيع تمييز ما تراه.
أوشكت على فقدان عقلها.
هل هذه الفتاة البريئة في الحقيقة وحش نادر متنكّر في هيئة بشر؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"