الحلقة الخامسة.
كان ليونهارت يحدّق في وجه شقيقته بإحساس معقّد، وعيناه لا تفارقان ذلك الإصرار المتصلّب الذي ارتسم على ملامحها.
تنفّس بعمق قبل أن يتحدّث، محافظًا على نبرة هادئة.
“إن كنتِ ترغبين حقًا في العودة إلى حيث أتيتِ… فسأعاونك على تحقيق هذا الهدف، بكل ما أوتيت من وسيلة.”
رفعت ريتا حاجبها، والشك يطلّ من عينيها الضيقتين.
“ستساعدني… في إيجاد طريقة للعودة؟”
أومأ ليونهارت ببطء،نحن أيضًا نرغب في استعادة ليليتا الحقيقية، أظن أنّ هذا العرض يصبّ في مصلحتك كما هو في مصلحتنا.”
تجعدت ملامح ريتا، وانكمش جبينها كما لو أنّ الأفكار قد تزاحمت في رأسها.
أسندت ذقنها إلى يدها، وغرقت في صمت ثقيل.
كان ليونهارت في تلك الأثناء يحاول التمسك ببرودة أعصابه، بينما تعود به الذاكرة إلى نقاشهم الحاد في الليلة الماضية.
لقد أصرّ على أن الفتاة أمامهم هي ليليتا بلا شك، بينما رفض ريهارت، شقيقه الأصغر، التصديق بتلك السهولة.
صحيح أن الدوق، والدهما، كان يميل إلى الثقة بحكمه كابن أكبر، لكن حتى هو لم يستطع إنكار أن ثمة أمورًا كثيرة تثير الريبة، فلا يمكن استقبال عودة الابنة المفقودة بفرحة خالصة بينما الشكوك تنهش العقل.
وفي النهاية، قرّروا أن يراقبوا ريتا أو ليليتا عن كثب، عسى أن تكشف الأيام حقيقتها.
فجسدها، على الأقل، لا شكّ أنه ينتمي إلى ليليتا لاسكايل، تلك الابنة التي بحثوا عنها طيلة عقد من الزمان.
وفوق هذا كله، كان في أعماقهم خوف خامد… إن كانت هذه الروح هي روح ليليتا حقًا، فخسارتها مجددًا ستكون ضربة قاصمة… لا، مستحيل أن يسمحوا بذلك، أبدًا.
غير أنّهم، حفاظًا على صحة الدوقة التي باتت هشة بعد مصابها، اتفقوا على إبقاء الأمر سرًّا عنها، فلا طاقة لقلبها بمعرفة حقيقة كهذه الآن.
“أخي، أنا لا أصدّق تلك الأعذار التي ترددها هذه الفتاة، أنها لا تعرف ما الذي جرى لها!”
كان ريهارت، قد صرّ بأسنانه في مرارة، حين قالها بحدة.
“إن كانت قد استولت على جسد ليلي بفعل سحر اسود، فسأستعيدها، ولو اضطررت لاجتثاث هذه الروح الغريبة منها بيدي!”
وبينما ظل الأب مترددًا، يتريّث حتى يرى الفتاة بنفسه، كان ليونهارت، في قرارة نفسه، قد اتخذ موقفه بالفعل.
كان يكاد يجزم:
“سيعرف والدي الحقيقة حين يتأملها… إنها من دمنا، سيشعر بذلك. وحتى ريهارت، مهما كابر، سينتهي به المطاف إلى الاعتراف بها.”
ومع ذلك، لم يكن ينوي أن يفرض عليها هوية ليليتا عنوة، طالما كانت هي ترفضها.
“حتى تدرك الأمر بنفسها… سأعاملها كما ترغب، كريتا باسكال.”
مرّت لحظات طويلة، وريتا لا تزال غارقة في صراعها الداخلي.
جلس ليونهارت صامتًا، يراقبها دون أن يضغط عليها، وكأنّه يصبر على شروق الشمس البطيء.
ومع ارتفاع الضياء الذي بدأ يغمر أرجاء الغرفة، دافعًا خيوط الظل إلى زواياها، رفعت ريتا رأسها أخيرًا، وعيناها تقابلان عينيه بثبات.
“حسنًا، أوافق على هذا العرض.”
***
وبعد أن أنهت فطورها الخفيف في الغرفة، وتلقّت علاجًا لجراح يدها على يد طبيب القصر الذي أرسله ليونهارت، نهضت ريتا تتبع خطوات الخادمة، التي كُلّفت بمرافقتها.
خطواتها كانت مترددة قليلًا، كمن لا يزال غريبًا عن الأرض التي يسير عليها.
رغم أنّها قبلت بلعب دور ليليتا، كما طُلب منها، إلا أنّها لم تكن تملك فكرة واضحة عما يتطلبه هذا الدور بالضبط.
ولذا، جلس ليونهارت قبالتها صباحًا، يشرح لها بروية، خطوة بخطوة، كيف يكون التصرف اللائق بابنة دوق، وكيف ستسير الأمور في الأيام المقبلة…
قال ليونهارت، ونبرته تنضح بالهدوء المدروس:
“في الوقت الحالي… فقط حاولي أن تعيشي هنا وكأن هذا القصر هو منزلكِ.”
” لقد أخبرت الخدم أنكِ عدتِ وقد فقدتِ ذاكرتك، لذا سيعاملونكِ على هذا الأساس.”
” لا تضغطي على نفسكِ، وإذا سألكِ أحد أين كنتِ طوال هذه السنوات، يكفي أن تقولي إنكِ لا تتذكرين.”
توقف قليلًا، قبل أن يُلقي بنظرة ذات معنى عميق في عينيها.
“والدي وشقيقي يعلمان أنكِ لستِ ليليتا بل “ريتا باسكال”… لكن والدتي، لم نُخبرها بشيء بعد، هل تدركين مغزى هذا؟”
شدّد على كلماته، كمن يُحمّلها مسؤولية ثقيلة.
“حينما تُثبتين أنكِ قادرة على أداء دور ليلييتا كما ينبغي، سنُبلغ والدتي بعودتكِ إلى أن يحين ذلك، عليكِ أن تتجنبي لقاءها تمامًا.”
وأشار بيده نحو إحدى نوافذ القصر الواسعة، حيث بدا في الأفق بناء منفصل تحجبه جزئيًا الأشجار الكثيفة.
“أتُشاهدين ذلك الجناح هناك، خلف الحديقة الخلفية؟ والدتي تقيم هناك الآن، لم تستطع احتمال البقاء في القصر الرئيسي، حيث كل زاوية تذكرها بليلتا، ولهذا انتقلت لتعيش في الجناح.”
” نادرًا ما تغادره، لذا فقط احرصي على ألا تقتربي من الحديقة، ولن يحدث لقاء بالصدفة.”
أطرق قليلًا، ثم أضاف بنبرة أثقل:
“لقد أمرتُ الخدم بالتزام الصمت، الجميع هنا يدرك أن الوضع حساس؛ أنتِ بحاجة إلى وقت للتكيف، ووالدتي تحتاج إلى الاستقرار… الجميع رأى كيف كادت تفقد حياتها حين فقدت الوعي أثناء الجنازة لن يُجازف أحد بنقل أي شائعة إليها.”
ثم اعتدل في جلسته، وصوته يزداد حزمًا مع كل كلمة:
“وبخلاف هذا… ما عليكِ إلا أن تعيشي كابنة الدوق الصغرى، كـ ليليتا ، تصرّفي كما لو أنكِ حقًا أصبحتِ ليليتا لاسكايل اجعلي هذا الأمر يقينًا داخلكِ، لا مجرد تمثيل.”
كان واضحًا أنها ليست دعوة، بل أمرٌ مقنّع بعرض.
ريتا، التي جلست تستمع إليه وكأنها تستلم تعليمات لمهمة حربية، لم تستطع إلا أن تستحضر ذكرياتها.
تنهّدت في سرّها، وشفتاها تتقلصان في ابتسامة ساخرة.
“التنكر في هيئة مدنية؟ أو التمثيل؟ هذا لم يكن يومًا مجالي… هذا اختصاص القائد إيس.”
هكذا حدّثت نفسها، وهي تتذكر زميلها القديم، الذي لطالما كان بارعًا في الألاعيب والتمويه.
والآن؟ لا يُطلب منها التظاهر كمدنية فحسب، بل كابنة دوق… كـ”أميرة” في عالم لا تكاد تفهم قواعده.
شعرت بألم حاد في صدغها، كما لو أن أحدهم شدّ أعصاب رأسها بقوة.
حتى العبارة التي قالها ليونهارت أن تعتبر القصر بيتها بدت مستحيلة.
ريتا باسكال لم تعرف يومًا ما يعنيه المنزل، لقد قضت حياتها تتنقل مع فرقة الأطفال الأيتام، تعبر ساحات القتال، وتبيت وسط الخراب.
كيف لمن لم يعرف إلا الخيام والمعسكرات أن يشعر بأن هذا القصر، المزين بالذهب والعاج، هو منزله؟
‘على أي حال… إن لم أكن واثقة مما عليّ فعله، فقد قال لي أن أرتدي فستانًا وأتجول في القصر اليوم… ريثما يصل معلم الآداب.’
أغمضت عينيها للحظة، تستعيد ترتيب أولوياتها.
‘فهم تضاريس المكان… هذا أول درس نتعلمه عند التخييم، لن أعتبره قصرًا… بل معسكرًا جديدًا.’
وهكذا، قررت أن تجعل هدفها لهذا اليوم حفظ ممرات هذا القصر، أو كما بات يُعرف لديها الآن بـ “حصن القضبان البيضاء”، في إشارة إلى أعمدته الرخامية التي تذكّرها بالبتولا.
شعرت بشيء من الارتياح، وكأنها استعادت سيطرة بسيطة وسط هذا الفوضى.
لكن صوتًا مرتعشًا قطع عليها تدفق أفكارها:
“آآه… س-سيدتي… لقد… لقد وصلنا… هـ-هـ-هنا هو المكان.”
انتبهت فجأة، وأدركت أن الخادمة التي ترافقها والتي تُدعى هانا لا تزال ترتجف كعصفور مبتل.
ولوهلة، شعرت ريتا بوخز من الذنب، لأنها لم تلحظ أن الفتاة كانت طوال الطريق خائفة إلى هذا الحد.
تقدّمت خطوة، وخفضت صوتها عمدًا، محاولة أن تبدو أقل تهديدًا:
“هانا…”
قفزت الفتاة في مكانها كمن أصابه تيار كهربائي، وردّت بسرعة محمومة:
“ن-نعم! ن-نعم، سيدتي!!”
كتمت ريتا تنهيدة ثقيلة، ثم رسمت على وجهها تعبيرًا أكثر لطفًا، وإن كان مصطنعًا بعض الشيء.
فتحت شفتيها، وأجبرت صوتها على النعومة:
“لا بد أنني أخفتكِ قبل قليل، أليس كذلك؟ أعتذر… أنا فقط… فقدت ذاكرتي، وكل شيء هنا يبدو غريبًا عني… لهذا كنت متحفزة زيادة عن اللزوم… آسفة إن أرعبتكِ…”
لكن هانا، بعينين متوسعتين كمن لا يصدّق، هزّت رأسها بعنف وهي تلهث:
“ل-لا بأس! لا يمكن لآنستي أن تعتذر لي، أنا… أنا مجرد خادمة تافهة، لا تستحق حتى كرم آ-آنستي!”
فزت الخادمة فجأة من مكانها، وكأن الأرض اهتزّت تحت قدميها، لتُسارع بتغيير الموضوع في محاولة يائسة لصرف الانتباه:
“أ-أنظري! ه-هنا! ه-هذا هو، يا آنستي هذه هي غرفة الملابس التي جمعت فيها السيدة والدتكِ كل الفساتين التي خيطتها خصيصًا لكِ!”
وأشارت بأصابع مرتجفة نحو باب خشبي عتيق الطراز، منحوت بنقوش دقيقة تلمع بخفوت تحت ضوء الشمس المتسلل.
لكن ما لبثت أن خفت صوتها، وتبدلت ملامحها إلى شجن عميق، وعيناها تلمعان بدموع محتبسة.
“لقد… كانت السيدة تقول دومًا إنه لا بد أن يكون لدى ابنتها ملابس جاهزة، كي ترتديها حينما تعود… ولهذا كانت، كل عام، في عيد ميلادك، تطلب تفصيل فستان جديد خصيصًا لكِ… كل سنة دون انقطاع…”
ريتا، التي كانت تظن أن الأمر لا يتعدى تبديل ملابس حسب تعليمات ليونهارت، شعرت بوخز مفاجئ في صدرها، جعلها تنتفض خفية.
“هل يُعقل… أن أرتدي شيئًا كان مخصصًا لابنتهم الحقيقية؟”
ازدردت ريقها، تخنق السؤال في صدرها، وعاجزة عن التصريح به.
تابعت هانا، بينما كانت تمسح دموعها بأطراف كمها:
“كانت السيدة تختار المقاسات بناءً على متوسط قياسات الفتيات في سنّكِ كل سنة… آه، قالت مرة وهي تبكي… إن الصورة لا تكبر، بينما فساتين ابنتها تكبر وتكبر… “
” دائما ما كانت تقول : هي صغيرة هكذا… ولكن بحلول هذا الوقت ستكون كبرت واصبحت شابة ناضجة…”، ثم كانت تغالب دموعها…”
شعرت ريتا بأن قلبها يثقل في صدرها، كما لو أنه يغوص ببطء في قاع بارد لا قرار له.
لم تستطع أن تنبس ببنت شفة، واكتفت بالوقوف هناك، مشدوهة.
أما هانا، التي كانت تجهش بالبكاء خلسة، فقد رفعت بصرها إلى آنستها التي عادت اخيرًا، ويديها معقودتان أمام صدرها بتوسل صادق.
“ع-عودتكِ، يا آنستي إنها… إنها معجزة بحق! كل مرة كنت أدخل لتنظيف هذه الغرفة، وعيوني تقع على الفساتين التي لا مالك لها… كان قلبي ينقبض من الألم…”
” آه، لو تعلمين كم ستفرح السيدة والدتكِ حين تعلم أن ابنتها عادت إليها أخيرًا… أتمنى لو نستطيع إخبارها في أقرب وقت…”
ثم ابتسمت من بين دموعها، وقالت بحماسة خافتة:
“لذا، لا داعي لأن تعتذري لي بسبب زلة بسيطة حدثت لأنك شعرتِ بالغرابة… لا، لا! وجودكِ بحد ذاته… هو النعمة الكبرى التي كنا ننتظرها!”
ريتا، التي شعرت بحرج خانق، لم تستطع أن تواجه نظرة هانا الممتلئة بالعاطفة.
أشاحت بوجهها قليلًا، وهمست بكلمات متقطعة، تكاد تخرج من بين أنفاسها المتعثرة:
“ل-لا… مع ذلك… أن أُرهبكِ كما فعلت… كان خطأً… كان عليّ أن أكون أكثر… لا أدري… على كل حال، ما فعلته كان غير مقبول…”
لكن هانا هزّت رأسها بقوة، وهي تبتسم بحرارة رغم دموعها، وترد بحزم غريب على فتاة بمرتبة خادمة:
“كلا، لا! أنا حقًا بخير! صحيح أنني تفاجأت قليلًا في البداية، لكن الآن لا أشعر بأي خوف أبدًا! كيف لي أن أخاف من آنسة ليليتا! ابنة سيدتي؟”
“هذا مستحيل! بل… بل إنني سعيدة لأنني سأكون خادمتكِ الخاصة من الآن فصاعدًا، كم حلمتُ بهذا اليوم!”
ومض بريق حماسي في عينيها، كأنها توشك أن تذوب من الفرح، وضغطت بكلتا يديها على صدرها، كمن يحاول احتواء قلب يكاد يقفز من بين أضلاعه.
ثم أضافت بحماسة مشتعلة:
“كل ما أرجوه يا سيدتي… هو أن تتعاملي معي بارتياح! أنا هنا لأخدمكِ من كل قلبي، كخادمتكِ الخاصة… من الآن، فكّرِي بي كيديكِ وقدميكِ! أنا هنا لأكون ظلكِ وخادمتكِ الوفيّة!”
“أمـ… شـ، شكرًا لكِ…”
تمتمت ريتا بخفوت، مندفعة بفعل حماسة هانا التي اجتاحتها كالعاصفة، وأجبرت رأسها على الإيماء بخفة، كمن استسلم للتيار.
ابتسمت هانا ابتسامة مشرقة، وقد استعادت كامل حيويتها، ودفعت باب غرفة الملابس بخفة يعلوها الحماس:
“إذًا، آنستي، دعينا نرى الفساتين…”
لكن، ما إن انفرج الباب قليلاً حتى ارتدّت ريتا خطوة إلى الوراء، وكأن ريحًا خفية صفعتها على وجهها.
أنفها التقط الرائحة قبل عقلها:
رائحة الطين المبتل بعد المطر، ممزوجة بعبق الرماد والخشب المحترق… رائحة حادة، لاذعة، تسللت بقسوة إلى أعماق أنفها.
رائحة مألوفة…
رائحة لا تحمل معها إلا نذير شؤم.
إنها الرائحة التي تبثها الوحوش الكاسرة بعد أن تفرغ من التهام لحم البشر، بينما تواصل هضمهم في أحشائها، ناشرة سمومها في الهواء من حولها.
ولأن هذه الرائحة باتت قوية بما يكفي ليشمها حتى أنف بشري عادي، فهذا لا يعني إلا شيئًا واحدًا…
وجود وحش من الطراز الأعلى، وحش من تلك الفئة التي يُطلق عليها المرقّمة، القادرة على ابتلاع المدن وبث الكوارث.
رائحة تنذر بحلول مذبحة، مقدّمة لمأساة دامية، وعلامة على صراع يوشك أن يبدأ… صراع عادةً ما يُسدل الستار عليه بجثث لا تُحصى.
جسد ريتا، الذي نُقشت فيه ذاكرة الموت والمعارك حتى نخاع عظامها، ارتجف فوراً، مدفوعًا بغريزة القتال المتأصلة فيها.
تحركت بلا تفكير.
وبحركة سريعة، أمسكت بذراع هانا تلك المدنية البريئة ، وسحبتها خلف ظهرها، تتخذ منها ساترًا، فيما خفّضت جسدها ليلامس الأرض تقريبًا، مقلّصة أنفاسها حتى لا تُصدر صوتًا.
وبنفس اللحظة، مدت يدها تلقائيًا إلى موضع سلاحها… لكنها قبضت على الفراغ.
“لا… اللعنة… لا يوجد سلاح…!”
شتائمها صرخت في داخلها، فيما يدها الأخرى تبحث عن شيء، أي شيء، يمكن أن تستخدمه كسلاح.
لكن لا سيف، لا خنجر، ولا حتى مسدس بسيط بين يديها لا شيء.
كان جسدها عاريًا من كل ما اعتادت أن تحمله في المعارك.
“كان يمكنني إطلاق الرصاص بيدي العارية، باستخدام الأود…”
لكنها قطعت الفكرة فورًا، فالتلاعب بطاقة الأود يتطلب جهدًا وتركيزًا لا تملكه الآن، خاصة في وضعها هذا.
وضع مقاتلة وحيدة، بلا أي دعم، وبجوارها رهينة مدنية ضعيفة لا حول لها ولا قوة.
شعرت بدمها يتجمد.
“هذا… أسوأ سيناريو ممكن…”
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 5"
ترجمتك واختيارك للكلمات رهييييب