أخرجت ليندسي ورقة مطوية بعناية، ووضعتها فوق مكتب ريتا.
“أولاً، لا شيء مميز بعلاقاتها الاجتماعية، هانا قضت معظم حياتها تقريبًا في قصر شجرة البتولا، ولم يكن لديها فرصة لِتتعرف على أُناس كُثر ، لا تملك أصدقاء خارج الدوقية، ولا حتى أقارب، غير الخادمات اللواتي بجوارها ، لا تملك احدًا مقرب بشكل خاص ، ولم تخرج للمدينة كثيرًا.”
كانت الورقة تحوي ملخصًا مرتبًا عن الخادمات اللواتي على علاقة قريبة بهانا، والأماكن البسيطة التي تطرقها وقت خروجها.
تَمهلت ليندسي قليلًا، الى ما إنتهت ريتا من قراءة الورقة، ثم أخرجت ملف آخر.
“ولكن، عندما بحثنا بعلاقات عائلتها، خصوصًا من جهة والدها المجهول…تَبيّن إنّ الحكاية مُعقدة.”
في الملف الثاني شهادات عن أم هانا المتوفاة، جوانا، عندما دخلت لِتَعمل خادمة في القصر.
“منذ 22 سنة، قبل ما ولادة هانا، جوانا دخلت القصر لأول مرة ، كانت حامل، لكن لم يبدو عليها ذلك ، فأستترت على الموضوع وقُدِمت كخادمة.”
أشارت ليندسي بإصبعها إلى سطر في الشهادة.
“لقد كانت طفلة لم أرغب بها! هربت من قريتي لأنني كنت أعتقد أنني سأموت بسبب هذه الطفلة! عملت كخادمة هنا لأكسب المال… لأتمكن من التخلص من الجنين باستخدام السحر… لكن، بينما كنت أفكر في ذلك، شعرت بحركتها لأول مرة… ولم أستطع، لم أستطع أن أتخلص منها.”
عندما أنهت ريتا قراءة الشهادة، رفعت رأسها بصمت، فأكملت ليندسي الحديث.
“في ذلك الوقت، تفضّل سعادة الدوق والدوقة بكل رحمةوقبِلا بالفتاة، رغم أنها كانت مجرد فلاحة عزباء هاربة تحمل طفلًا، لم يكتفيا بذلك، بل قدّما لها الدعم لتتمكن من تربية الطفل.”
“لكن، تحسّبًا لأي طارئ، أمرا بإجراء تحقيق بشأن جوانا عبر منظمتنا الأميثيست وهذه هي النتائج.”
قلبت الصفحة، فظهرت نسخة قديمة من تقرير.
“وفقًا لنتائج التحقيق، فإن مسقط رأس الخادمة جوانا هو بالفعل دوقية أديكل الكبرى، كما صرحت بنفسها. “
“كانت تعمل هناك كخادمة مسؤولة عن تنظيف السلالم في قصر الدوق.”
“بحسب شهادات المحيطين بها، كانت مجتهدة وذات طبع هادئ، لذلك لم تكن لافتة للنظر بشكل خاص.”
“هي ابنة صياد، وقد فقدت والديها في سن مبكرة عندما هاجم اللصوص منزلهم، مما جعلها يتيمة، قام عمدة القرية، الذي رقّ لِحالها، بتربيتها، وعندما أصبحت راشدة وبدأت العمل كخادمة، كانت ترسل أكثر من نصف دخلها إلى العمدة المسن.”
“العمدة لم يكن متزوجًا، وتوفي قبل ثلاث سنوات بسبب الشيخوخة، ولا يُعرف أن لجوانا أقرباء أو عائلة أو حتى خطيب أو حبيب.”
“كما أنها لم تقم بإجراءات الاستقالة الرسمية، بل تركت القصر فجأة بعد أن كتبت رسالة قصيرة تقول فيها إنها ستتوقف عن العمل.”
“من سياق الأحداث، يبدو أنها حملت بطفل من شخص ذو مكانة عالية أو خطير، دون رغبة منها، وعندما أدركت ما حدث، هربت فورًا دون أن تُخبر ذلك الشخص.”
ليندسي تحدثت بنبرة صارمة.
“هذا هو نفس التقرير الذي تسلّمه الدوق والدوقة في ذلك الوقت، بعد اطلاعهما عليه، اتخذا قرارًا بعدم التعمق أكثر في مسألة هوية والد هانا، وفضّلا ترك الأمر طي الكتمان، حتى جوانا نفسها أكدت أنها لن تفصح عن هوية والد الطفلة أبدًا، حتى مماتها.”
“…إذًا، ماتت جوانا فعلًا دون أن تُخبر أحدًا من هو والد هانا؟
“نعم، يُقال إنها توفيت قبل أكثر من عشر سنوات بسبب المرض، دون أن تترك وراءها أي خيط أو دليل، حتى هانا نفسها، لا تعرف شيئًا عن والدها.”
“إن كان الطرف الآخر بهذه الدرجة من الخطورة… لدرجة أن مجرد ذكره غير ممكن، ولا يمكن تحميله أي مسؤولية أو محاسبته… فلابد أنه…”
ريتا دفعت بالأوراق جانبًا وأمعنت النظر في شجرة النسب الإمبراطورية التي كانت مخبأة تحتها.
دوقية أديكل الكبرى.
الدوق الأكبر لأديكل، لا شك أنه الاسم الذي رأته للتو في شجرة العائلة.
“……من المرجح أنه شخص ذو سلطة يعتبر الخادمة وطفلها غير الشرعي مجرد وصمة عار يمكن محوها من العالم.”
نظرت عيناها بثبات إلى أحد أطراف شجرة النسب الإمبراطورية.
الإمبراطور الحالي، لورنس إل ليدرت كيرام، هو ابن الإمبراطور السابق بيرسيفال إل أديكل كيرام.
أما شقيق الإمبراطور السابق، والذي كان الابن الأكبر، إلا أنه خسر العرش لصالح بيرسيفال الابن الثاني، فأصبح ابنًا بالتبني لعائلة والدته، عائلة أديكل، واسمه فيرجوس.
لم تكن هناك حرب أهلية بين الأمراء. بل إن الإمبراطور السابق اختار ببساطة الابن الثاني، الكفؤ والمجتهد، وريثًا له بدلاً من الابن الأكبر، الذي كان عاجزًا ومتهورًا.
في السجلات التاريخية، يُذكر أن ولي العهد فيرجوس تنازل عن العرش لأخيه بيرسيفال.
لكن لا أحد يعتقد حقًا أن ذلك كان تنازلًا طوعيًا.
و ولي العهد ذاك الذي تنازل عن العرش هو دوق أديكل السابق.
أما الدوق الحالي لأديكل، فهو ابنه الوحيد، ويكون بالتالي ابن عم الإمبراطور الحالي، ابن بيرسيفال.
ريتا تتبعت بيدها الخط الممتد من الإمبراطور السابق إلى عائلة أديكل المنفصلة عن الخط الإمبراطوري.
“أعلى شخص يمكن أن تصادفه الخادمة جوانا في قصر دوقية أديكل هو الدوق نفسه، سواء كان الدوق السابق، أو الدوق الحالي الذي كان حينها وريث الدوقية.”
“إذا كان الشخص الذي اعتدى على الخادمة جوانا في قصر الدوق هو الدوق نفسه أو وريث الدوقية، فإن هانا ستكون ابنة تحمل دمًا من العائلة الإمبراطورية.”
“ومما لا شك فيه أن هذا سر كانت جوانا تخشى حتى التفكير في كشفه، وكانت مستعدة لحمله معها إلى القبر.”
“فطفل من دم العائلة الإمبراطورية وُلِد من خادمة، دون قصد أو اعتراف، لا يمكن أن يُكتب له عيشٌ هادئ في هذا العالم.”
“تحليل منطقي وله احتمال كبير، يا سيدتي.”
أومأت ليندسي برأسها، ثم تابعت كلامها.
“لكن من الممكن أيضًا أن جوانا ببساطة رأت في الأمر كابوسًا أرادت نسيانه، لذا لم تتحدث عنه.”
“وبالنسبة لخادمة من عامة الشعب، فإن مجرد نبيل من الطبقة الدنيا أو فارس يدخل قصر الدوق يُعتبر شخصًا ذو مكانة عالية كفاية، لذلك لا يعني بالضرورة أن من كانت تخشاه جوانا هو الدوق نفسه.”
“……هذا صحيح أيضًا.”
“في الأساس، طوال السنوات الاثنتين والعشرين التي وُلدت فيها هانا وترعرعت، لم يظهر أي شخص يبحث عن جوانا لا أحد.”
“ما السبب الذي قد يدفع دوق أديكل لمراقبة لاسكايل؟”
…السيدة الجديدة، كما هو متوقّع، ذكية، وسريعة البديهة.
‘خدمتها ستكون مجزية حقًا’
فكرت ليندسي وهي تتحدث بشعور من الرضا.
“سيدتي، هل تودين إلقاء نظرة على شجرة النسب مرة أخرى؟”
أشارت إلى الأسماء التي وُضع فوقها رمز التاج في شجرة العائلة، ثم تابعت.
“كما ترين، الإمبراطور السابق تزوج من ابنة بارون بسيطة، حتى أن لقبها لم يُضف إلى اسم العائلة، وقد جعلها إمبراطورة بدافع الحب، ومن تلك الزيجة وُلد الابن الوحيد، جلالته الإمبراطور الحالي… الذي، بدوره، أنجب ولدًا من خادمة بسيطة لا تملك حتى اسم عائلة.”
وذلك الإبن هو ولي العهد الحالي ، الطفل الذي وُلد من خادمة، ثم سُجّل لاحقًا كابن بالتبني للإمبراطورة الحالية، ولي عهد ذو نسب مهدد وغير مستقر من الناحية الوراثية.
ريتا نظرت إلى اسم يعلوه تاج أصغر قليلًا من تاج الإمبراطور.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 33"