“أنا لا أحاول تخويفك. أردتُ فقط أن أُحذّرك لأنّني أعتقد أنّه يجب أن يكون هناك تحذير قبل أن أقتلك”
“أوه ، هذه الكلمات مخيفة بعض الشيء”
ابتسمتُ أنا و لوسفيل بسخرية.
شعرتُ بحكّة في مكان ما في صدري. كان الأمر أشبه بالشعور بأنّني أصبحتُ صديقة سِرّيّة لضابط من دولة معادية.
على الرغم من أنّني لم أقصد ذلك ، إلّا أنّ حدّة صوتي تلاشت و تغيّر صوتي إلى صوت أكثر نعومة.
“سأحتفظ بالسرّ حتى أموت إذا أجبتِ على سؤال واحد”
“… ما هو؟”
“هل فقد أحد أفراد عائلتكِ حياته؟”
‘يا لك من أحمق ، إنّه بسببكَ. أنا خائفة جدًّا من أن يتفاقم الجرح الذي تسبّبتُ فيه لك ، و يتقرّح ، و في النهاية يقتلك حقًّا’
ضغطتُ على جفوني المنتفخة.
“لا شأن لك”
بدلًا من أن يستجوبني لوسفيل أكثر ، قام بتجميد المنديل المُبلّل بالدموع و قدّمه لي.
“على الأقلّ ضعيه على عينيكِ. لا تريدين أن يراكِ الخادم في هذا المظهر ، أليس كذلك؟”
لم أتردّد في أخذ المنديل.
شعرتُ بالارتياح عندما وضعتُ المنديل البارد على عينيّ.
جلستُ على الأريكة و أسندتُ ظهري قليلًا.
“سأقوم بمسح الخطّة في غضون ذلك. هل هي التي على الطاولة؟”
“أجل”
استمرّ صوت تقليب الورق لبعض الوقت.
“همم … هل يمكنكِ الإجابة على الأسئلة دون النظر إلى الخطّة؟”
“لقد كتبتُ الخطّة بنفسي. بالطبع أستطيع”
“إذًا السؤال الأوّل ، الزجاج الذي يضبط درجة الحرارة تلقائيًّا؟ لماذا نحتاج إلى مثل هذا الشيء؟”
“أليس مكتوبًا هناك؟ ألا أذكر أنّه يُستخدم في البيوت الزجاجيّة؟”
“لقد رأيتُ ذلك ، لكنّني لا أفهم. حتى الآن ، كنا نصنع البيوت الزجاجيّة بزجاج عاديّ و نضع عليها سحرًا ، و لم تكن هناك أيّ مشاكل. هل نحتاج حقًّا إلى صنع زجاج سحري؟”
بالنسبة لك ، لم تكن هناك أيّ مشاكل. يمكنك استخدام السحر إذا كنت بحاجة إليه ، و المال إذا كنت بحاجة إليه.
فقط أولئك الذين عانوا من الإزعاج هم من يعرفون ذلك.
“الطريقة الحاليّة تتطلّب تكاليف إدارة باهظة”
“هل تتكلّف الإدارة مالًا؟”
انظر إليه. لا يعرف أيّ شيء على الإطلاق.
“يجب أن نُوظّف ساحرًا. و بشكل منتظم”
“آه …”
“إنّ توظيف ساحر بمبلغ ضخم لمجرّد التحكّم في درجة الحرارة هو مضيعة. من الصحيح توجيه هذه الموارد إلى قسم أكثر حاجة”
“هل يجب أن تفكّر في مثل هذه الأشياء حتى عند بناء بيت زجاجيّ واحد؟ أشعر أنّ هذا مبالغ فيه”
“تشعر بذلك لأنّك تحصر الأمر في بيت زجاجيّ واحد. تخيّل تطوير و تسويق زجاج التحكّم في درجة الحرارة. يمكن استخدامه في جميع المباني التي تحتاج إلى سحر التحكّم في درجة الحرارة”
لم يُجب لوسفيل لفترة طويلة.
‘هل هو صعب الصنع؟ إذا كان كذلك ، فهذا أمر سيء’
أزلتُ المنديل و جلستُ مستقيمة.
“هل هو مستحيل؟”
“أعيدي وضع المنديل”
“لقد أصبح فاترًا”
“هل أجمّده لكِ مرّة أخرى؟”
“لا أريد المنديل ، أخبرني بصدق. هل سيكون من الصعب صنعه؟”
“سأحتاج إلى إجراء تجارب لأعرف … و لكن لا أعتقد أنّه سيكون صعبًا جدًّا”
أنهى إجابته المملّة و تابع.
“لكنّ التكلفة ستكون باهظة. يمكنني صنع الجهاز مجّانًا بدافع التبرّع بموهبتي. لكن التصنيع الفعليّ مسألة أخرى. لا أعرف عدد الأخطاء التجريبيّة التي سنمرّ بها”
“لا داعي للقلق بشأن الموعد النهائي ، يكفي الانتهاء قبل عيد ميلاد الإمبراطور. ربّما تكون الميزانيّة ضخمة أيضًا ، أليس كذلك؟”
أخطّط لإنفاق كلّ الميزانيّة حتى لا يعرفوا ماذا يفعلون في كلّ مرّة.
لدرجة أنّ كلمة تمثال لن تُذكر في السنوات العشر القادمة.
“شيء آخر؟ إذا كان لديك أيّ أسئلة ، فاسأل”
“هل هذا الشيء الذي يُسمّى رشّاش جهاز مسحور أيضًا؟”
“هذا سيكون مفيدًا حقًّا إذا تمّ صنعه. يمكن استخدامه في كلّ شيء من البستنة إلى تربية الحيوانات. بالطبع ، سيكون من السهل توظيف ساحر ، و لكن … ليس كلّ شخص لديه هذه الثروة ، أليس كذلك؟”
بغضّ النظر عن مدى صعوبة محاولتي ، كان من المستحيل عليّ صنع الزجاج السحري أو المرشّاش.
لكن كان بإمكاني تصميم أجهزة سحريّة بديلة.
إذا حصلتُ على مساعدة لوسفيل.
كان هناك العديد من هذه الأجهزة في خطّتي ، و كان لوسفيل مهتمًّا بشكل أساسي بتلك الأجزاء.
“ألم تكن هذه خطّة بناء الساحة الكبرى؟ لا تبدو خطّة لمرّة واحدة على الإطلاق”
“إنّها خطّة لمرّة واحدة. فقط أريد تطوير الكثير من الأجهزة المفيدة عندما تكون الميزانيّة سخيّة. البداية هي الأصعب ، و لكن بمجرّد أن يتمّ تصنيعها ، فإنّ تعميمها أمر سريع”
“…”
حدّق بي لوسفيل بهدوء من بين شعره الأشعث.
“لماذا؟”
“هذا غير متوقّع”
“ماذا؟”
“لا شيء”
أعاد نظره إلى الخطّة.
“التوليد الذاتيّ للطاقة باستخدام الطاقة الشمسيّة ، ما هذا أيضًا؟”
“هل قرأت حتى ذلك الجزء؟”
“قرأتُ بسرعة. فما هذا؟ يبدو و كأنّه جهاز يستخدم الطاقة الشمسيّة ، و لكن ما هو مبدأ عمله؟”
“هذا …”
ناقشنا الأمر بشدّة.
كان معظم الجدل حول مدى ملاءمة الأجهزة السحريّة التي صمّمتها.
طرح أسئلة حادّة ، و دافعتُ عن نفسي كما لو كنت أقوم بإقناع عميل.
عندما يتراجع لوسفيل ، أشعر بالابتهاج.
و إذا كان رأي لوسفيل أفضل ممّا صمّمتُه ، كنت أقوم بتعديل الخطّة بكلّ سرور.
أصبحت الساعة الآن التاسعة مساءً.
اكتملت الخطّة تقريبًا.
تمّ تبسيط الأجهزة السحريّة الأكثر أهميّة قدر الإمكان لتسهيل صنعها.
الآن ، بقي فقط تعديل الأجزاء المتبقّية و الانتهاء.
و سأحتاج أيضًا إلى إعادة إنشاء النسخة الأصليّة ، التي أصبحت خشنة و ممزّقة.
‘متى سأصنعها؟ لقد استغرقتُ 3 أيّام لصنع هذه النسخة الأصليّة …’
ليس اليوم على أيّ حال.
أنا متعبة جدًّا ولا أستطيع الحركة. سأترك الأمر لنفسي غدًا.
مدّ لي لوسفيل شيئًا و أنا كنتُ نائمة على المكتب.
“… ما هذا؟”
“الخطّة الجديدة التي أعددتها ، مع تجميع الأجزاء التي ناقشناها”
“… هل أعدت صياغة الخطّة؟”
“نعم”
كان يفعل شيئًا ما لفترة طويلة … هل كان هذا هو؟ دون أن أطلب منه؟
“لماذا تفعل شيئًا لم أطلبه؟ كان هذا عملي”
“لقد قمتُ فقط بنسخه على ورق نظيف. تحقّقي ممّا إذا كانت هناك أيّ أجزاء مفقودة”
“همم … حسنًا ، هل لي أن أرى؟”
مسحتُ أكواب القهوة الفارغة و الحلوى المتبقّية المكدّسة على المكتب.
وضعتُ ورقة بيضاء عليها الخطّة المكتوبة حديثًا و قلّبتُ الصفحة الأولى.
‘مـ … مجنون … إنّه عبقري حقًّا’
لم يكن الأمر مجرّد نسخ.
ارتفعت زاوية فمي على الخطّة التي تمّت ترقيتها.
هل هذا ما يشعر به الأستاذ الذي لديه خادم ، لا ، مساعد كفؤ للغاية؟
“إنّها أنيقة بشكل غير متوقّع. لا داعي لتعديلها”
“هذا جيّد”
أغلقتُ الخطّة الجديدة بعناية.
بفضل لوسفيل ، اكتمل الجزء الأهمّ.
و الآن لديّ خطّة يمكنني تقديمها دون أيّ مشاكل.
‘أخلاقيًّا ، يجب أن أفعل الباقي بمفردي ، أليس كذلك؟’
لأنّها الخطّة التي سأقدّمها باسمي.
“عمل جيّد. سأهتمّ بالجزء المتبقّي بنفسي”
ابتسم لوسفيل بسخرية.
“أنتِ حقًّا لستِ عاديّة أيّتها الدوقة”
“… نعم؟”
“في البداية ، قمتِ بإثارة فضولي بوصف الجهاز ، ثمّ قلتِ إنّك لا تنوين العمل بجدّ و تريدين أن تأخذي الأمر ببساطة. أنتِ تفعلين ذلك عن قصد لأنّكِ تعرفين أنّ هذا سيجعلني أكثر حماسًا ، أليس كذلك؟”
“؟”
ما هذا الهراء؟
عندما قلت إنّني لا أنوي العمل بجدّ ، كنت أعني حقًّا أنّني لا أنوي ذلك.
لكن لوسفيل كان أكثر حماسًا منّي و تسبّب في انجرافي معه.
تابع و هو يضحك.
“أنا لستُ من النوع الذي يتراجع في المنتصف. سأساعدكِ حتّى النهاية”
يبدو أنّ هناك سوء فهم كبير قد حدث …
احتضنتُ الخطّة التي كتبها لوسفيل و أجبتُ.
“إذا كان الأستاذ لوسفيل يريد ذلك حقًّا. فأنا أسمح لك”
“اتركي الخطّة كما هي. سأزورك غدًا في وقت مماثل لننهيها معًا”
“حسنًا”
غادر لوسفيل المكتبة بخطوات خفيفة ، مختلفة تمامًا عمّا كان عليه عندما جاء.
“هل أعجبته خطّتي كثيرًا؟”
نظرًا للحماس الذي أبداه لوسفيل ، بدأتُ أشعر بالقلق بشأن ما سيحدث لاحقًا.
‘سيتمّ رفضها على أيّ حال ، مهما عملنا بجدّ … ماذا لو أصيب بالإحباط؟ ألا يجب أن أُخبره مسبقًا؟’
نظرتُ إلى مكان لوسفيل الفارغ و هززتُ كتفي.
“لقد استعاد قوّته بصعوبة ، لنتركه و شأنه”
لا داعي لإخباره بشيء مخيّب للآمال و هو بالكاد استعاد حيويّته.
التعليقات لهذا الفصل " 27"