2
لم أكن لأتوقّع أبدًا أن يكون لهذا العمل الفاشل جزء ثانٍ.
“واو… الكاتب يملك عزيمة حديديّة، أليس كذلك؟”
هل هذا يعني أنّني سأظلّ عالقةً هنا حتّى ينتهي الجزء الثاني؟
متى سينتهي؟ وماذا لو بدأ جزء ثالث بعد نهاية الجزء الثاني؟ ماذا سيحلّ بي حينها؟
لو كان الكاتب أمامي الآن، لخنقته بيديّ.
‘لماذا لا تتركني أرحل؟ لماذا؟’
غضبٌ عارمٌ اجتاحني كالجنون.
آوندين، الّتي تتفاعل بحساسيّة مع تغيّرات مزاج المتعاقد معها، تشبّثت بي.
– آه، أديل؟ هل أنتِ غاضبة؟ لماذا تغضبين فجأة؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟
“لا، ليس الأمر كذلك…”
شعرتُ وكأنّني سأفقد صوابي، لم أستطع حتّى الكلام بوضوح.
أغمضتُ عينيّ بقوّة.
فجأة، ظهرت كلمات في الظلام أمامي، وكأنّ أحدهم يكتبها واحدة تلو الأخرى.
[الفصل الأوّل: أحلام ثلاثة رجال وامرأة واحدة.]
[المرحلة الثالثة: كالمعتاد، أكملت آدريان تحضيراتها المثاليّة ونزلت إلى غرفة الطّعام لتناول الإفطار.]
تعليمات المرحلة الثالثة.
يجب اتّباعها مهما كلّف الأمر.
لويتُ شفتيّ بسخرية.
‘لن أكون دمية بعد الآن. اقتلني إن أردت.’
“آغغ!”
ما إن رفضتُ التعليمات حتّى شعرتُ بالدّم يتدفّق من داخلي.
تشبّثت آوندين بكتفي وصرخت.
– يا إلهي! أديل! هناك دم يخرج من فمكِ!
“هه… ههه…”
ضحكتُ وأسناني ملوّثة بالدّم الأحمر.
تراجعت آوندين، وجهها يعكس الرّعب من مظهري.
ربّما أبدو كشيطانة.
– أديل… لماذا، لماذا تضحكين؟ هذا… مخيف جدًا.
[المرحلة الثالثة: كالمعتاد، أكملت آدريان تحضيراتها المثاليّة ونزلت إلى غرفة الطّعام لتناول الإفطار.]
ومضت تعليمات المرحلة الثالثة مرّة أخرى.
حدّقتُ فيها بعينين مشتعلتين، وصرخت بعناد:
“قلتُ لن أفعل!”
– مع من تتحدّثين؟ توقّفي! أنا خائفة جدًا…
تلاشى صوت بكاء آوندين تدريجيًا.
ثمّ هاجمني الألم مرّة أخرى بعنف.
“هل تعتقد… أنّك تستطيع إخضاعي بهذا الألم؟ هه، هذا مضحك… لن ينجح الأمر…”
مهلًا؟
بدون إرادتي، مال جسدي إلى الخلف.
– يا إلهي! أديل!!!
مع صرخة آوندين، فقدتُ وعيي.
* * *
سقف مألوف، سرير مألوف.
“أين رأيتُ هذا من قبل… آه!”
نهضتُ فجأة حالما فتحتُ عينيّ.
“آآهـ!”
شعرتُ بألم حادّ في صدري.
لا تزال آثار العقوبة باقية.
“يؤلم…”
فركتُ صدري ونهضتُ ببطء.
عندما كنتُ بطلة، كنتُ أتحمّل العقوبة مرّتين أو ثلاثًا في اليوم بسهولة.
حتّى لو تقيّأتُ دمًا أو شعرتُ بقلبي يتمزّق، كنتُ أصمد بعزيمة وأتعافى بسرعة.
لكن أن أفقد الوعي بعد عقوبة واحدة فقط…
‘هذا الجسد ضعيف بشكل لا يُصدّق!’
بل إنّني أشعر بالألم بشكل أكثر حدّة ممّا كنتُ عليه كبطلة.
إذا استمرّيتُ بتحمّل هذا الألم كما فعلتُ في الجزء الأوّل، قد أموت من شدة الألم.
لكن من أنا؟ ألستُ الشّخصية القويّة التي صمدت أربع سنوات في قسم الهندسة المعماريّة المليء بالمهام؟
عزيمتي لا تُضاهى.
إذا كان الأمر كذلك، سأصمد بعنادي مهما كلّف الأمر.
[طنين-]
[ حدث الرّواية <أصبحتُ القدّيسة التي ستنقذ العالم>!
بعد معاناتكِ في الجزء الأوّل، نقدّم لكِ امتيازات مذهلة!
أوّلًا: أصبحتِ أجمل امرأة في عالم القصّة!
ثانيًا: يمكنكِ استخدام قوتكِ الروحية والتواصل مع الأرواح، التي هي قدرة بطلة الجزء الأوّل، كما هي!
ثالثًا: تمّت إضافة قدرة خفيّة إليكِ! ]
“كفى! قلتُ مرارًا إنّني لا أريد شيئًا من هذا! كلّ ما أريده هو العودة إلى حياتي الطّبيعيّة! توسّلتُ إليكَ مرارًا لترسلني إلى عالمي!”
غرفة صغيرة مستأجرة، مكتب مليء بنماذج معماريّة، موسيقى هادئة، سرير فردي، طاولة ملطّخة بالغراء، علبة بيرة نصف فارغة وكيس رقائق البطاطس…
ووالداي اللذان يديران بستانًا في الرّيف.
أمّي وأبي اللذان يكدحان في تغليف الفواكه حتّى تآكلت اصابعهما من أجل تربية ابنتهما.
أريد فقط العودة إلى حياتي العاديّة.
هل هذا صعب إلى هذا الحدّ؟
“هل تعتقد أنّني سأظلّ أتحرّك وفق إرادتك؟ على الأقلّ أعطني وعدًا. قل إنّك سترسلني إلى عالمي بعد نهاية الجزء الثاني!”
[المرحلة الثالثة: كالمعتاد، أكملت آدريان تحضيراتها المثاليّة ونزلت إلى غرفة الطّعام لتناول الإفطار.]
إذن، كلّ ما عليّ فعله هو طاعة التعليمات دون نقاش؟
حسنًا، لنرَ من سيفوز!
“اخرس.”
عاد الألم الّذي هدأ للتوّ.
فتحتُ شفتيّ المرتجفتين وضحكتُ بصعوبة.
“لا تلتصق بشخص لا يريدك… اختفِ.”
تلاشى وعيي بسرعة.
كان جسدي قد تجاوز حدّ التحمّل.
في تلك اللحظة، اختفت الكلمات الّتي كانت تواجهني دون حراك، وظهرت جملة جديدة.
[ أكملي الجزء الثاني!
مهما كان حلمكِ ~★، سيتحقّق بالتأكيد!
※ تحذير: إذا انكشفت هويّتكِ، يصبح العرض باطلًا. باستثناء الكائنات غير البشريّة. ]
إذن، إذا أكملتُ الجزء الثاني مع إخفاء هويّتي كـ أديل عن البشر، سترسلني إلى عالمي؟
“كيف أثق بك؟”
[ <أصبحتُ القدّيسة التي ستنقذ العالم –
العنوان الفرعي: النهاية الحقيقيّة، النهاية النهائيّة، لا جزء ثالث مطلقًا>
حسنًا، هيّا بنا ننطلق بجدّيّة! لنبدأ!!! ]
هل ستضمن ذلك في العنوان الفرعي؟
“حسنًا… سأثق بك هذه المرّة الأخيرة.”
تمّ الأمر.
لن أقع في الفخّ كما حدث سابقًا.
أغمضتُ عينيّ بنشوة.
كان ذلك الإغماء الثاني.
* * *
كنتُ طالبة جامعيّة عاديّة.
واحدة من آلاف الطلّاب الّذين انتقلوا من الرّيف إلى المدينة، يعيشون بمساعدة ماليّة من والديهم.
في ذلك اليوم المشؤوم، لم تكن هناك أيّ علامات تحذيريّة.
أنهيتُ دروسي كالمعتاد، عدتُ إلى البيت، أنجزتُ واجباتي، ثمّ شربتُ علبة بيرة ونمت.
لكن عندما فتحتُ عينيّ، وجدتُ نفسي داخل كتاب.
في البداية، لم أدرك حتّى أنّني داخل كتاب.
من الطّبيعي، من سيفكّر حالما يفتح عينيه: “يا إلهي هل أصبحت داخل رواية؟”
ظننتُ أنّني ثملتُ.
أن أثمل من علبة بيرة واحدة؟ يبدو أنّني أصبحتُ ضعيفة…
هكذا فكّرتُ وحاولتُ النّوم مجدّدًا.
لكن في تلك اللحظة، ظهرت جملة طويلة أمام عينيّ.
[طنين-]
[مرحبًا بكِ في <أصبحتُ البطلة التي ستنقذ العالم>!
أنتِ البطلة والمحاربة أديل هيلسنغتون!
تصرّفي بحريّة في الأوقات العاديّة،
لكن اتّبعي التعليمات في اللحظات الحاسمة!
التعليمات تُصنّف حسب الأهميّة إلى مراحل:
المرحلة الأولى بحريّة 100%،
المرحلة الثانية بحريّة 50%،
والمرحلة الثالثة بحريّة 5%.
كلّما زادت الحريّة،
اتّسع نطاق الخيارات، ورفض التعليمات ذات الحريّة المنخفضة يؤدّي إلى عقوبات.
حسنًا، إلى أن تنتهي <أصبحتُ البطلة التي ستنقذ العالم>، حظًا سعيدًا!!!]
<أصبحتُ البطلة التي ستنقذ العالم> هي رواية خياليّة قرأتها مؤخّرًا.
رواية مغامرات نمطيّة عن جمع الرّفاق وهزيمة ملك الشّياطين، لكنّها كانت مملّة للغاية وفشلت.
الكيان الّذي سحبني إلى داخل الرّواية هو “المؤلف”،
وأنا أسمّيه “المؤلف الفاشل”.
كان يتركني أتصرّف بحريّة عادةً، لكنّه كان يصدر تعليمات عندما يبدو أنّني سأنحرف عن القصّة الأصليّة.
كنتُ أتجاهل التعليمات أو أعدّلها أو أتبعها كببغاء حسب أهميّتها.
وهكذا، كبطلة، عشتُ عامًا كاملًا أكافح كالكلب، أنقذتُ العالم من يد ملك الشّياطين، ثمّ متّ.
كنتُ أنتظر العودة إلى عالمي الأصلي.
“لكن جزء ثانٍ؟”
قرأتُ الجزء الأوّل بصعوبة، لكنّني لا أعرف شيئًا عن محتوى الجزء الثاني.
في اليوم الثّالث الّذي استعدت فيه وعيي، تنهّدتُ ومددتُ يدي.
“آوندين، لن أغضب، اخرجي.”
أطلّت آوندين من بين خصلات شعري بحذر.
– …حقًا؟ لن تتحدّثي لوحدكِ، وتضحكي بطريقة مخيفة، وتُرعبينني كما فعلتِ؟
“نعم، أعتذر.”
ربتّ عليها بلطف ونظّمتُ أسئلتي.
“كم مرّ من الوقت بعد موتي؟”
– حسنًا، بعد موتكِ ذهبتُ مباشرة إلى عالم الأرواح، لذا لستُ متأكّدة… لكن ربّما خمس سنوات حسب التوقيت البشري؟
لم يمر وقت طويل إذن.
ربّما أستطيع لقاء رفاقي القدامى.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"