‘نافذة النظام؟ لماذا أراها؟ والأهم من ذلك…’

‘هل جننت؟ كيف أقول شيئًا كهذا لطفلة؟!’

أغلقت فمي بإحكام، لكن التعليمة ظهرت مجددًا. 

[المرحلة 3: (دافعةً يد الطفل ببرود) من سمح لكِ بدخول غرفة نومي؟] 

‘اللـ*نة..’

أغمضت عيني بقوة ثم فتحتهما، ممسكةً يد الطفلة برفق لأبعدها.

لم أستطع أن أدفعها بعنف. 

“……!” 

مجرد ذلك جعل قلبي يؤلمني. 

كتمت أنفاسي بصعوبة، محافظةً على تعبير بارد.

“من سمح لكِ بدخول غرفة نومي؟” 

“أنا… فقط كنت قلقة… آسفة، آسفة جدًا. أنا… أنا قد..أقترفت خطئًا.” 

أحنت الطفلة رأسها بأسى عميق.

[المرحلة 3: (بضجر) اخرجي من هنا.] 

“اخـ… اخرجي من هنا.” 

“…حسنًا.” 

خرجت الطفلة متثاقلةً بخطوات بطيئة. 

رؤية ظهرها الصغير وكتفيها المنحنيتين جعلت قلبي يتألم أكثر.
 
كدت أركض نحوها لأعانقها في الحال.   

فتحت الطفلة الباب الثقيل بجهد وخرجت. 

انتظرت حتى تلاشى صوت خطواتها، ثم قفزت من السرير.

“ما هذا الموقف بحق خالق السماء؟!” 

فتحت باب الشرفة بقوة واندفعت إليها. 

قصر فخم واسع، وقلعة إمبراطورية تلوح من بعيد.

كل شيء مألوف. 

“لم أعد إلى عالمي الأصلي…” 

لقد ضحيت بحياتي لأنقذ رفاقي، تمامًا كما في نهاية القصة الأصلية. 

إذن، كان يجب أن أرى هواء ملوثًا بالغبار ومبانٍ متراصة، فلماذا لا يزال كل شيء كما هو؟ 

“هل من الممكن ألا تكون الرواية قد انتهت؟” 

ارتجفت. 

يا إلهي، مجرد التفكير جعلني أقشعر! أن لا تنتهي هذه الرواية الملعونة! 

لا، مستحيل.

لقد رأيت ذلك بوضوح وأنا أهوي مع ملك الشياطين في الظلام.
 
<النهاية.>

“إذن، ما معنى مهمة المرحلة الثالثة تلك؟” 

“……” 

شعرت بإحساس سيء يتسلل إليّ من مكان ما. 

هززت رأسي بعنف لأطرد هذه الأفكار المشؤومة.

“لا! لا بد أنني رأيت هلوسة في نومي. نعم، هذا صحيح!” 

انتهت رواية الخيال الساذجة <أصبحت البطل الذي ينقذ العالم> بنهاية كاملة. 

هذا ليس وهمًا، بل حقيقة. 

“إذن، ما الذي يحدث هنا؟” 

وبينما كنت أعبث بشعري بعصبية من الإحباط، لاحظت.
 
“مهلًا.” 

“شعر اشقر بلاتيني؟ كان شعري بنيًا وعاديًا…”
 
لحظة، أليس هذا الموقف مألوفًا؟
 
استيقظت في مكان غريب -> جسد مختلف تمامًا -> أنا في حيرة. 

“جنون! هذا بالضبط!” 

كان هذا مطابقًا تمامًا للحظة انتقالي إلى تلك الرواية اللعينة. 

“لا، هل تجسدت مجددًا؟” 

غرق رأسي في الفوضى. 

لست شخصًا معتادًا على التجسد! هل من المنطقي أن اتجسد مرتين؟

والأكثر من ذلك… 

“انتهت القصة الأصلية، فكيف تجسدت مجددًا؟ هل هذا ممكن؟” 

رميت خصلات الشعر الناعمة المتعرجة كالحرير، ومددت يدي.

“آوندين.” 

بدأت فقاعات ماء تتصاعد من كفي. 

“يا للراحة، لا يزال سحر الأرواح يعمل.” 

سرعان ما برز رأس صغير كشبح يخترق الحائط من كفي.
 
– “هوااه.. أديل، لماذا توقظينني مبكرًا؟ لم أنم سوى قليلًا… قليلًا… قـ…” 

توقفت آوندين، التي كانت تتثاءب وتتململ، واتسعت عيناها فجأة حتى شغلتا نصف وجهها.

– “أديل؟ لا، أنتِ لستِ أديل! لكن هذه الطاقة هي لـ أديل؟ من أنتِ، أيتها البشرية المشبوهة؟ اكشفي عن هويتك!”

“أنا أديل، يبدو أنني تجسدت.” 

– “تجسد؟ تقصدين سحر نقل الروح المحرم؟ تظنين أنني سأصدق ذلك؟ أيتها البشرية الشريرة! ماذا فعلتِ بـ أديل؟! أعيديها لي!”

“ألم تقولي إنكِ تستطيعين التعرف عليّ حتى لو تبادلت جسدي مع وحش؟ آوندين، لقد جرحتني.” 

توقفت آوندين، التي كانت تطير حولي غاضبة، في الجو فجأة.

امتلأت عيناها الكبيرتان بالدموع.

– “أديل! أنتِ أديل! حية! ظننتكِ متِّ! آه، آسفة! لن أزعجكِ مجددًا! لا تموتي مرة أخرى! آآه!”

أمسكت آوندين بشعري وبكت بحرقة. 

“بكيتِ بما فيه الكفاية، الآن اشرحي لي. ما الذي حدث؟” 

مالت آوندين رأسها، ومسحت عينيها.

– “همم؟ أشرح ماذا؟ هل نسيتِ؟”

“لا، أتذكر. لقد متّ مع ملك الشياطين.” 

– “ثم ماذا؟”

“لا أعرف ما بعد ذلك. لقد متّ.” 

ارتجفت عينا آوندين، لكنها كبحت دموعها بصعوبة وتابعت.

– “سُحبتِ إلى أعماق الأرض مع ملك الشياطين. ظننا أنكِ ستنجين بطريقة ما، لكنكِ لم تخرجي مهما انتظرنا. ثم انقطعت طاقتكِ السحرية فجأة.”

“ثم؟” 

– “آملنا أنكِ حية، لأن عقد الأرواح بقي سليمًا. انتظرناكِ، لكن الملك قال إنكِ متِّ بالفعل.”

“آه…” 

– “السبب أن روحكِ فقط بقيت حية، وهذه حالة خاصة. البشر، على عكس الأرواح، يُعتبرون أمواتًا يلا جسد.”

أطلقت آوندين دموعها مجددًا.

– “هل تعرفين كيف شعرنا؟ رؤيتكِ تختارين الموت مع ملك الشياطين، هل تدركين ما عانيناه؟ لماذا فعلتِ ذلك؟ لماذا متِّ؟”

لأن هذه كانت نهاية القصة الأصلية. 

كان عليّ أن أتبعها لأعود إلى عالمي. 

أو هكذا ظننت. 

– “أديل، هل كنا مزعجين لدرجة أنكِ فضلتِ الموت؟ أليس كذلك؟ أخطأنا السمع، صحيح؟”

يبدو أن كلماتي الأخيرة “كان مقرفًا أن أكون معكم، وآمل ألا نلتقي مجددًا” ظلت عالقة في قلب آوندين.

“لا تسيئي الفهم. لم أقصدكم أنتم.” 

– “إذن من؟ ملك الشياطين؟”

لا، ذلك الكاتب اللعين. 

الذي سحبني من حياتي الطبيعية إلى هذه الرواية الفاشلة. 

الذي عاقبني بالألم إن لم أتبع تعليماته. 

شخص لا تكفيه كل الشتائم التي أعرفها. 

“مجرد شخص مختل… لكن، هل هذا كل ما لديكِ لتقوليه؟” 

– “ماذا تقصدين؟”

“هل حدث شيء آخر؟ تغير كبير، حادث ضخم… شيء يشبه نهاية العالم؟” 

– “همم؟ ما هذا الكلام؟ لماذا ينتهي العالم؟”

‘لأن هذا عالم رواية وقد انتهت القصة الأصلية!’ 

كبتُ هذه الكلمات في حلقي وابتسمت.

احمرّ وجه آوندين.

– “لكن… أديل، من الأفضل أن تنظري في المرآة.”

“لماذا؟” 

– “فقط… كذلك.”

تصاعد البخار من رأس آوندين كالماء المغلي، كانت تلك علامة إعجاب خاصة بأرواح الماء. 

شعرت بإحساس غريب.

آوندين لم تُظهر هذا إلا عندما قتلت وحشًا من قبل. 

“آوندين، ابحثي عن مرآة.” 

– “حسنًا! هناك!”

كان الشخص في المرآة مختلفًا تمامًا عن أديل البطلة. 

وجه صغير، بشرة بيضاء، أنف مرتفع. 

شفاه ناعمة ممتلئة تجذب الأنظار. 

شعر اشقر بلاتيني طويل وفاخر، وعينان زرقاوان داكنتان كدمية خزفية صنعت بعناية فائقة. 

جسد نحيل ورقيق، خصر منحوت، بعيد كل البعد عن قامتي السابقة البالغة 178 سم وعضلاتي القوية. 

“كيف يمكن لإنسان أن يبدو هكذا؟ لا عيب فيه أبدًا!” 

حتى أظافرها جميلة، طويلة قليلًا لكنها مثالية. 

وبينما كنت أتأمل يدي بإعجاب، ظهر ذلك الشيء اللعين الذي ظننت أنني لن أراه مجددًا.

[طنين!] 

[ حتى بعد انتهاء الجزء الأول، القصة مستمرة!

مرحبًا بكِ في الجزء الثاني من <أصبحت القديسة التي تنقذ العالم>! 

أنتِ الآن الشخصية الثانوية أدريان إيفرانتي.

القواعد الأساسية كما في الجزء الأول، مع إضافة بعض التفاصيل التي سنُعلمكِ بها لاحقًا.

تهانينا على إكمال الجزء الأول <أصبحت البطل الذي ينقذ العالم> بنجاح! الآن،

لنركض معًا حتى اكتمال الجزء الثاني <أصبحت القديسة التي تنقذ العالم>!] 

لم أكن مخطئةً <أصبحت البطل الذي ينقذ العالم> انتهى بالفعل. 

لكن المشكلة… 

‘هل كتبَ جزءًا ثانٍ لهذا العمل الملعون؟’

ركعت على الأرض من تأثير الصدمة. 

‘لقد وقعتُ في الفخ.’