وبينما كانت قد التهمت ثلاث قطع، اقتربت زجاجة العصير من فمها.
“رويدكِ. اشربي العصير أيضاً.”
أومأت دانا برأسها باستسلام أمام لمسة إدوين اللطيفة.
‘هذا… أشعر وكأنني أتلقى الرعاية.’
لكنها لم تستطع رفض لطفه.
فذلك الطعم الحلو النادر جلب لها الحياة من جديد.
“شكراً لك، إيدوين. هذا لذيذ حقاً. من أين أحضرته؟”
“أحضرت ما كان في المنزل.”
ابتسم إيدوين برضى وهو ينظر إلى وجنتيها المنتفختين من المضغ.
ولما شبعت قليلاً، فتحت دانا ملف الأوراق وسألته.
“أليس العمل لساعات إضافية في أول يوم صعباً؟”
“…طالما هناك أجر إضافي، لا بأس.”
عندما سمعت ذلك، أصبحت ملامح دانا جادة فجأة.
‘هل يُعقل أن يكون وضعه المالي صعباً مثلي…؟’
كان من غير اللائق أن تسأله مباشرة.
لذا ابتسمت وحاولت تغيير الموضوع.
“لكن عائلتكَ، لا بد أنها بانتظارك.”
“لا أظن… لا أحد يرحب بي كثيراً.”
“…..”
أيمكن أن يكون في موقف مشابه لي؟
ازدادت ملامح دانا جدية.
‘لا، لا يجب أن أظن هذا… هذا تفكير وقح أيضاً.’
حاولت بشدة أن تتخلص من تلك الأفكار، لكنها لم تستطع.
وإن كان في نفس موقفها، فهي تود أن تقدّم له عزاءً دافئاً.
لكن بدلاً من البوح بذلك، قررت أن تُظهر له لطفها.
“إذاً، سأعلّمك اليوم أثناء العمل الليلي. ترى هذه التعليقات من فرسان الفرق المختلفة؟”
“نعم، سينباي.”
“رتبها حسب الفئة. وإذا وجدت أي آثار جانبية أو حالات خاصة، ضعها هنا في الوسط.”
“حاضر.”
كان إيدوين ذكياً.
ورغم أن هناك أموراً مبهمة، لم يحتج كثيراً للسؤال بل صنّفها بدقة.
كان من حسن الحظ أن موظفاً كفؤاً قد انضم، مما سمح لدانا بالتركيز على عملها براحة.
وبعد ساعات من مراجعة التقارير، بدأ النعاس يتسلل إليها بسبب الشبع.
“…..”
أصبحت عيناها تنغلقان باستمرار.
وكان رأسها يهبط بثقل مرة بعد مرة.
‘لا يجوز أن أنام الآن!’ هزّت دانا رأسها بقوة.
لكن إيدوين، الذي كان يراقبها، أحضر بطانية من مكان ما.
“ما رأيكِ أن تستريحي لعشر دقائق؟ سأوقظكِ بنفسي.”
“حقاً؟ شكراً لك.”
كانت كلمات جميلة بالنسبة لها.
شكرته دانا من أعماق قلبها واستلقت على المكتب.
وغطّاها إيدوين بالبطانية بلطف.
وسرعان ما ساد المكان صوت تنفسها المنتظم.
‘يبدو أنكِ متعبة جداً.’
مرّر إيدوين خصلات شعرها السوداء برقة خلف أذنها.
بعد أن افترق عن دانا في ساحة المعركة، اضطر مراراً إلى تخيّل ملامحها التي لم تفارق ذهنه.
ما لون عينيها يا ترى، وكيف يكون شكل شعرها؟
في يوم مقابلة دانا في قسم السحر، حين رآها إيدوين أخيرًا من خلف الستار، أدرك أنه لن ينساها ما دام حيًا.
كانت دانا أجمل من كل الصور التي رسمها لها في مخيلته طوال تلك السنوات.
شعرها الأسود كالليل وعيناها الزرقاوان المستقيمتان انغرستا في قلبه.
حتى صوتها، لم يكن لِيُنسى أبدًا.
‘لو كنت أعلم أنني سألتقيكِ، لكنتُ فكرتُ بكِ كلما نظرت إلى السماء.’
ابتسم إدوين بصمت.
لكن على كل حال…
“دانا، هل تعملين لساعات إضافية اليوم أيضًا؟”
هل كان اسمها كيرا؟ بناءً على ما قالته تلك الموظفة، يبدو أن دانا تعمل لوقت متأخر دائمًا.
‘ذلك ليس جيدًا لصحتها.’
لماذا تتمسك بالعمل الإضافي هكذا؟
هل هناك أمر لا أعرفه؟
كان يظن أن دانا بخير طوال الوقت الذي كان فيه يقاتل الوحوش.
‘يجب أن أتحقق من الأمر بدقة.’
وبينما كان يفكر بذلك، سحب إدوين البطانية على جسد دانا بلطف.
وبفضل ذلك، غرقت دانا في نوم عميق وحلو.
***
وفي تلك اللحظة في القصر الإمبراطوري…
“أين ذهبت الكعكات الخاصة بي؟! الكل يعلم أنني أتناول كعكات البرتقال بالمربى كلما بدأت في مراجعة شؤون الدولة!”
كان الإمبراطور يشكو بوجه حزين.
انحنى الخادم المذعور برأسه.
“ا- الأمر أن… صاحب السمو الأمير الثالث هو من أخذها، على ما يبدو.”
“إيدوين؟!”
“ن- نعم…”
“آه…”
قُدمت للإمبراطور حلويات أخرى في محاولة لتخفيف حزنه، لكن مزاجه لم يتحسن.
فلم يحتمل الخادم الصمت أكثر وفتح فمه بحذر.
“هل ترغبُ أن أُبلغ صاحب السمو الأمير الثالث بذلك؟”
“إلى إبني الأصغر؟! لا، لا أبداً!”
ذلك الفتى مخيف للغاية. هز الإمبراطور رأسه بعنف.
“آه…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"
بنتظر لما يحظر البطلة للقصر ويقولهم هذي زوجتي