“أشكّ في ذلك، يكفي أن أنظر إلى هذا المتغطرس أمامي لأفهم.”
“صحيح، لكنه يستحق التأكد على الأقل.”
احمرّ وجه الكاهن من الغضب بعد أن أهانته علنًا،
بينما تابع إدوين بابتسامة هادئة.
“سأعود سريعًا. إلى أن أعود، استمتعي بمشاهدة الأزهار، سينباي.”
ثم غادر بخطى ثابتة وسريعة نحو كبير الكهنة.
“كيف يجرؤ هذا الفتى على الاقتراب من كبير الكهنة؟!”
حاول الكاهن منعه، لكن قوة إدوين دفعته أرضًا بسهولة.
قال إدوين بصوتٍ عالٍ، متعمّدًا أن تسمعه دانا.
“أوه، يبدو أنك تعثّرت بنفسك، احترس.”
كانت نبرته مليئة بالبرود والوقاحة المتعمدة.
ضحك الكاهن بخفةٍ مدهوشة من وقاحته، لكن دانا انحنت وسألت الرجل الذي سقط.
“يُمنع إدخال الأسلحة هنا، صحيح؟”
“صحيح، هل تخافين أن يصاب ذلك الرجل بشيء؟”
“لا، ليس هذا ما قصدت…”
نظرت إليه دانا نظرة باردة وقالت.
“كنت أقصد أن تقلق على نفسك، لأنني لا أضمن ما قد أفعله بك.”
ارتجف الكاهن وتظاهر بالسعال ليخفي خوفه، لكن دانا لم تحاول التراجع عن كلامها.
فإدوين، ذلك الفتى الرقيق الذي أقسمت على حمايته، كان السبب الوحيد الذي يجعلها تتحمل هذه الوقاحة.
***
كانت حياة كبير الكهنة لوهاس هادئة ومترفة.
فمنذ ولادته، امتلك قوة مقدسة خارقة وذكاءً فطريًا، الأمران اللذان جعلاه يرتقي بسرعةٍ إلى رتبة كاهن،
ثم إلى منصب كبير الكهنة وهو ما يزال شابًا.
كانت كلماته تُعتبر مقدسة، وحركاته كلها مفعمة بالهيبة والوقار.
لذلك، اعتقد لوهاس أن الجميع ينظرون إليه بإجلال، بل كان مقتنعًا أنهم يجب أن يفعلوا ذلك.
لكن امتحانه الأول — والأخير — جاء فجأة. امتحان لن ينساه حتى يوم موته.
كان ذلك اليوم هو يوم مهرجان التأسيس، اليوم الذي منح فيه البركة للعائلة الإمبراطورية وكبار الشخصيات.
لم يرَ لوهاس أن بركته طويلة على الإطلاق، بل كان يظن أن الاستماع إليها نعمة لمن يحضرها.
“…الإله يحب البشر جميعًا، لهذا منَّ على هذه الأرض بالنعم والخيرات…”
“مملّ.”
‘…هاه؟ ما هذا؟ من تجرّأ وقال ذلك؟’
لم يكن في حياته قد سمع شيئًا كهذا. ظنّ أنه توهّم، فهزّ رأسه سريعًا وتابع.
“…عندما كنت في السابعة عشرة، امتلكتُ قوةً روحيةً فاقت كل أقراني…”
“هذه ليست بركة، بل استعراض نرجسي.”
صوت آخر! نفس النبرة الباردة!
هل هو شيطان؟ هل هذه تجربة أرسلها الإله ليختبره؟
ابتلع لوهاس ريقه وهو يواصل بصعوبة.
“…لقد وصلتُ إلى منتصف البركة تقريبًا، والآن سأتحدث عن…”
وفي اللحظة نفسها التي قال فيها ذلك، اشتعلت النار في لحيته!
“كيااااااه!!”
يا إلهي! إنه الشيطان حقًا!
صرخ لوهاس بأعلى صوته، والشعلة الصغيرة كانت تتراقص عند أطراف لحيته كما لو كانت تستهزئ به عمدًا.
هرع الكهنة النائمون من حوله وأمسكوا بماءٍ مقدسٍ لرشه،
لكن قبل أن يلمسوه، انطفأت النار من تلقاء نفسها.
كما لو أن من أشعلها أراد فقط إخافته.
انهار لوهاس على ركبتيه مرتجفًا.
وفي وسط ارتباكه، سمع صوت الإمبراطور الغاضب.
“إدوين! إذا لم تتوقف فورًا، لن أرحمك هذه المرة!”
إدوين؟ الأمير الثالث؟
الطفل الذي منحه هو نفسه البركة يوم مولده، والذي قيل إنه وُلد بقدرة على التحكم بالنار…
حينها، التقت عينا لوهاس بعيني الصبي، عينان هادئتلن على نحوٍ شيطاني، كأنهما تنظران داخل روحه.
والآن، بعد سنواتٍ طويلة،
كان ذلك الطفل — الشيطان ذاته — يقترب منه من جديد.
تجمّد لوهاس في مكانه، عاجزًا عن النطق.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 23"