مشيتها وهي تنظر إلى الأمام، امتناعها عن النظر إليه للحظات، كل ذلك لم يكن إلا حياءً منها.
تلاشت الحدة من داخله.
“وما الذي يخجلكِ؟”
“…كل شيء. صرختُ أمام الجميع، وتحدثت عن الزواج دون أن أستشيرك…”
أن يكون هذا هو ما يخجلها… وهي لا تدري كم تتحكم كلمتها فيه.
فتحت عينيها من جديد، وجهها يحمل عزيمة.
“رغبتك في الزواج بي… هل لا تزال قائمة؟”
“…نعم، لا تزال.”
ولم تكن فقط قائمة، بل كان مستعدًا للانتظار عمرًا كاملًا في سبيل موافقتها.
ارتخت ملامح دانا على جوابه، ثم فتحت شفتيها الصغيرتين.
“أريد الزواج بك. بأسرع ما يمكن.”
كان صوتها المرتجف يزداد صلابةً.
“هذا ليس هروبًا من عائلتي.”
أرادت أن تكون هذه النقطة واضحة لإدوين. “لستَ وسيلة فرار.”
“منذ صباح اليوم وأنا أرتب كلامي لأخبركَ به.”
إذن هذا هو سبب جديتها السابقة؟
كانت ملامحها المتصلبة استعدادًا لقبوله في حياتها.
أدرك ذلك إدوين، فاضطرب قلبه من جديد.
أخرجت دانا اعترافًا أعدته طويلًا.
“…كنتُ دافئة بقربك.”
“…..”
“هذه أول مرة… لم أشعر فيها بالفراغ المألوف.”
كان ذلك صحيحًا. لم يعد هناك ذلك الخواء البارد.
أرادت أن تذوب في دفئه الذي يغمرها بلا قيد او شرط.
كيف يمكن نسيان دفء بلا مقابل كهذا؟
تابعت دانا كلامها.
“حين خرجتَ لصيد الوحوش أدركتُ الأمر.”
قبضت على يديها المرتجفتين.
“لم أستطع التفكير بشيء حينها.، سوى فكرة أنني قد لا أراك ثانية…”
“…..”
“أحبكْ.”
رفعت رأسها لتنظر إليه من جديد. عيناها الزرقاوان تلمعان باليقين.
“أحبك، إدوين.”
للحظة لم يستطع إدوين أن ينطق بكلمة.
في تلك اللحظة ارتفع ماء النافورة عاليًا.
كان تمثال وسط النافورة ينفخ بوقه، والتماثيل الأخرى تبتسم وهي تقذف الماء البارد.
تناثرت القطرات المبللة على جسديهما. وأشرقت شمس الربيع فخلقت قوس قزح باهتًا.
لفحهما عبير الربيع مع نسيم عليل.
ولأول مرة في حياته فهم إدوين معنى كلمة ‘يغمرني الرضا’.
كان سيل السعادة جارفًا حتى كاد يفقد أنفاسه.
كأنه يرى ليلًا سماءً مملوءة بالنجوم المتساقطة. أو كأنه بعد موسم طويل من المطر يشاهد قوس قزح يتشكل.
سعادة تذهل العقل.
“…سينباي.”
“نعم.”
تنفّس إدوين بعمق، كأنه يحاول تهدئة انفعاله.
“هل يمكنني أن أعانقكِ؟”
“ماذا…؟”
“أريد أن أضمكِ الآن. لا أستطيع الاحتمال أكثر.”
رفّت عينا دانا على صراحته، ثم فتحت ذراعيها بارتباك.
وعلى موافقتها، ضمها إدوين بقوة.
شهقت دانا من المفاجأة، فقد كان صدره أوسع وأصلب مما توقعت.
ضمّها بين ذراعيه وابتسم. ابتسامة صادقة كما لم يفعل من قبل.
“شكرًا لكِ، سينباي.”
‘دانا خاصتي…’
الآن صارت دانا له.
ولم يُفلتها من حضنه طويلاً. كانت خطط المستقبل تتدفق في ذهنه بلا توقف.
أن تبقى إلى جانبه عمرًا كاملًا.
عندها رفعت دانا رأسها قليلًا من صدره.
“إدوين، هناك مكان أريد أن نذهب إليه الآن.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 22"