والدا دانا، الفيكونت وزوجته، بدأوا حياة البذخ منذ زمن بعيد.
وكذلك تراكمت الديون، مثل الثلج المتراكم.
في أحد الأيام، اضطرت دانا الصغيرة وأسرتها إلى الهرب ليلًا من الدائنين.
الفيلا التي وفرها قريب بعيد كانت قديمة وباردة.
‘كيف يمكن أن نعيش في مكان كهذا!’
‘ابني المسكين، اصبر قليلًا فقط. آسفة يا بني.’
بعد أن هدأت الفيكونتيسة ابنها جيمي، التفتت إلى دانا ببرود.
‘أنتِ، انزلي للنوم في القبو.’
أطاعت دانا كلمات أمها، ونامت في مكان يشبه المخزن.
لكن في منتصف الليل، استيقظت وهي ترتجف من البرد.
على أطراف أصابعها، تفقدت جهاز التحكم الحراري، لكنه كان معطّلًا.
وبما أن الممر بارد كذلك، بدا أن جميع الأجهزة في الفيلا كانت معطّلة.
احتضنت جسدها وصعدت إلى الأعلى. وهناك رأت……
‘جيمي، تعال. أمك ستحتضنك.’
‘ابني، ألست بردانًا؟’
كانت أسرتها متجمعة قرب المدفأة.
ثلاثتهم تحت بطانية كبيرة، يتبادلون الدفء والقلق على بعضهم.
“……”
أدركت دانا.
لا مكان لها بينهم.
عادت الطفلة دانا إلى القبو دون كلمة. جلست على الأرض واحتضنت ركبتيها.
المشهد الذي رأته بقي عالقًا في ذهنها. مدفأة دافئة، أسرة متآلفة……
خفضت رأسها وحركت شفتيها الصغيرة. وكان الكلام الموجه لنفسها.
‘دانا، ألستِ بردانة؟’
طمأنت نفسها بأنها بخير. حتى الآن لم تعرف، بخير من ماذا تحديدًا. هل من البرد، أم من الوحدة.
ابتسمت دانا بسخرية وهي تستعيد الماضي. ما فائدة تذكر الماضي؟
لقد كبرت الآن. وعليها الاعتناء بنفسها.
مهما يكن، ارتداء الملابس والذهاب لإيجاد المسؤول عن السكن كان أولويتها. شعرها المبلل جعلها تشعر ببرودة أكثر من قبل.
شدّت حزام رداء الحمام، وأخرجت ملابس من حقيبتها.
طَرق-طَرق
في تلك اللحظة، سُمعت طرقات. كانت طرقات مقلقة لسبب ما.
عندما لم تجب دانا، تكرر الطرق مرة أخرى.
“……من هناك؟”
“سينباي، إنه أنا.”
تجمد نفسها للحظة. رمشت بعينين مذهولتين.
“جئت لأطمئن عليكِ.”
اقتربت ببطء من الباب، وأدارت مقبضه. في تلك اللحظة، شعرت وكأن الزمن يتباطأ.
وببطء، ظهر وجه إدوين. شعر ذهبي لامع، عينان حمراوان، وأنفاس متقطعة……
غطاها بالبطانية السميكة التي كان يحملها. في لحظة، كان الدفء يغطي كتفيها.
“……أنت ترتجفين.”
بوجه متصلب على غير العادة، تحدث. كانت بالفعل ترتجف دون أن تدري.
“سمعت من المسؤول في الردهة أن بعض الغرف معطلة فيها أجهزة التحكم.”
رفعت دانا نظرها نحوه. كانت عيناه المليئتان بالقلق موجهتين إليها وحدها. حتى يديه، وهما تشدان على البطانية كي لا تتعرض للبرد.
شعور غريب غمرها.
كما لو أن غصنًا متجمدًا بدأ يزهر.
كما لو أن زهرةً سقطت في بحيرة هادئة.
شيء دافئ بدأ يفيض في صدرها.
حين التقت عيناها بعينيه، أسرع إدوين في ترتيب ملامحه الصارمة. ثم ابتسم برفق.
“هل كان الجو باردًا جدًا؟”
“……”
ذكريات طفولية مكبوتة عادت فجأة. حتى ذلك الحزن الصامت الذي كان يوقظها أحيانًا.
إدوين رفع يده بلطف، ووضعها على خدها.
ثم بصوت حنون، قال.
“الآن، كل شيء بخير.”
عند سماع كلمة بخير.
أرادت دانا أن تبكي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 16"