رأى أكواخًا خشبية بدا أنها مخصصة للمبيت، فأومأ برأسه.
‘الحطب متوفر بكثرة إذن.’
لكن أحدًا لم يعرف ما دار في باله من افكار خطرة.
في تلك الأثناء، بدأ أفراد الحاشية الإمبراطورية يخرجون واحدًا تلو الآخر من الأكواخ.
عرفت دانا بعض الوجوه، فقد اعتادت رؤيتهم في أنشطة الخدمة المنتظمة.
اقتربوا بحذر على الثلج حتى بلغوا حيث وقفت هي وإدوين.
“لقد وصلتما، أنتما من قسم إدارة الجرعات صحيح؟”
“نعم، نرجو تعاونكم.”
“سبقناكم إلى هنا فاسترحنا قليلًا. أما فرسان الرون، فهم الآن يتناولون إفطارهم.”
“ومتى نلتقي بهم إذن؟”
“بعد ساعتين، في ساحة التدريب هناك.”
وأشار إلى مبنى واسع بدا واضحًا للعيان.
ابتسمت دانا بابتسامة رسمية، ثم توجهت نحو مسكنها.
وكان إدوين يتبعها وهو يحمل حقيبتها.
“إدوين، هل تناولت الإفطار؟”
“لا، وأنتِ، سينباي؟”
“أنا أصلًا لا أتناول الإفطار.”
“ألأنه لا شهية لكِ؟”
“ليس كذلك، بل بسبب الانشغال فقط.”
توقف إدوين فجأة في منتصف الطريق، ونظر إليها بذهول.
“وماذا عن العشاء؟”
“……”
لم تُجِب دانا، بل اكتفت بابتسامة مرتبكة.
‘وجبة واحدة في اليوم؟’
ثم تذكّر كيف كانت تقتات على شطائر رديئة في الغداء قبل مجيئه.
إرهاق زائد، وسوء تغذية… وضع ينذر بانهيار في أي لحظة.
‘هذا غير مقبول إطلاقًا.’
قرر أن يجعل طعامها أولوية قصوى.
كان مسكنهما في الطابق العلوي.
المكان ضيق إذ حُوِّلت علّية السقف إلى غرفتين فقط.
“إذن نحن وحدنا في هذا الطابق.”
“يبدو كذلك. إن شعرت بالملل، تعال لزيارتي.”
ابتسم إدوين مازحًا، فابتسمت بدورها.
وضع حقيبتها في منتصف غرفتها، ثم خرج بهدوء.
“أراك بعد ساعتين.”
“حسنًا، ارتح قليلاً أنت أيضًا، إدوين.”
ابتسم لها وأغلق بابها برفق.
لكن ما إن عاد إلى غرفته حتى ألقى حقيبته أرضًا بلا مبالاة، ثم نزل إلى الطابق السفلي.
كان وجهه جادًا وخطواته ثابتة بلا تردد.
المكان بدا مألوفًا له إلى حدٍّ كبير، حتى الثلج المتراكم عند كاحليه لم يعره انتباهًا.
وسرعان ما التقى بحراسٍ عند حدود القاعدة.
توسعت أعينهم فجأة.
“القائد؟!”
“افتحوا الباب… واتبعوني.”
كانت ملامحه تنذر بأن أمرًا جللًا قد يحدث.
فتبعوه بامتزاجٍ من الفرح والرهبة.
لكن وجهته كانت غير متوقعة على الإطلاق.
دوووم!!
ركل باب قاعة الطعام بقوة، فانفتح مصطدمًا بالجدار.
توقف الفرسان الذين كانوا يكدسون أرغفة الخبز ونظروا بدهشة.
“القائد!”
“يا للروعة، كم اشتقنا لك…”
لكنهم لم يكملوا كلماتهم حتى ابتسم إدوين ابتسامة مبهرة.
“لماذا لا نلعب لعبة؟”
‘لعبة؟’
تجمدت الوجوه في لحظة.
فكلمة “اللعبة” في فرسان الرون لم تكن لفظًا عابرًا.
إذ لم يوبّخ إدوين، القائد والأمير الثالث، أيًّا من رجاله قط.
بل حتى حين كان بعضهم يفرض على المستجدين طقوسًا تعسفية لإذلالهم، كان هو من ألغى تلك التقاليد بصرامة.
لكنه كان يقترح من حين لآخر… “اللعب”.
حيث ينال الجميع فرصًا متساوية، والخاسر يُعاقب.
رحب به الفرسان في البداية بحماس، فهم جماعة تنجذب إلى المتعة والتحدي.
لكن بعد عدة جولات، بدأوا يتعلمون معنى آخر تمامًا…
معنى “الخوف”.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 13"