ففهم الأخير مقصده بسرعة، وغادر المكان ليتركهما وحدهما.
“ابحث في أوضاع أسرة الفيكونت هارتوين. إلى أي مدى يمرون بصعوبات، وكيف هي أحوالهم.”
“الفيكونت هارتوين…؟”
لم يسمع بيتر من قبل بهذا البيت النبيل الصغير والمغمور.
التقط أنفاسه وسأل.
“تعني من الناحية الاقتصادية… هااه… سموك؟”
“نعم. والأفضل أن تتحقق من مصادر دخلهم أيضًا.”
لماذا يهتم الأمير الثالث بشأن أسرة هارتوين؟
لكن المستشار المخلص لا يسأل عن السبب.
أجاب بيتر بحزم
“سأقدّم تقريرًا خلال أسبوع!”
“لا.”
قال إدوين بهدوء.
“حين أعود من رحلتي.”
اتسعت عينا بيتر وهو يفكر في قلق.
‘ما الأمر؟ هل يختبر قدراتي كمستشار؟’
إن كان كذلك، فهذا حافز أكبر ليثبت جدارته.
أضاف إدوين…
“هاه مايلو، ما يهمني هو النتيجة.”
‘…أي إن الطريقة لا تعنيه.’
فهم بيتر الفطن المغزى على الفور.
في تلك اللحظة، توقفت أمامه عربة فاخرة تابعة للقصر الإمبراطوري.
أومأ إدوين برأسه وكأنه يقول: “ما الذي تنتظره؟ اركب.”
‘هل… هل يقصد أن أستقل هذه؟’
كان ذلك معاملة استثنائية لمستشار.
لم يتمالك بيتر نفسه من التأثر، فغادر القصر على الفور ممتلئًا حماسة.
‘سأبحث عن كل صغيرة وكبيرة، ولو كانت ذرة غبار!’
اشتعلت فيه من جديد تلك المثابرة التي كانت تجعل أساتذته في الأكاديمية يضجرون منه.
***
أما دانا، فقد اضطرت إلى الخروج منذ الصباح الباكر في رحلة عمل.
وضعت في حقيبتها ثيابًا سميكة من خزانتها، ثم نزلت الدرج.
نظرت حولها بهدوء.
كانت الخادمات لم يبدأن عملهن بعد، وكان أفراد العائلة غارقين في النوم.
لا شك أنهم أمضوا ليلتهم في الحفلات والمقامرة، ثم ثملوا حتى الفجر في قاعة الطعام.
أخرجت دانا كيسًا قماشيًّا صغيرًا من حقيبتها.
من داخله ظهرت كرة كريستالية، تبدو كخرزة زجاجية عادية، لكنها في الحقيقة أداة سحرية تعمل بالأحجار السحرية: كرة تسجيل مرئية.
بفضل إدوين، تمكنت من الحصول عليها بسهولة.
وكما شرح لها، أمسكت بالكرة بكلتا يديها وأدارتها في اتجاهين متعاكسين.
-طَق.
بدأ التسجيل.
‘لا بد أن تُسجَّل تفاصيل العقد باي طريقة…’
أرادت دانا أن تُعاقَب أسرتها والكونت هامبرن معًا.
لكنها خشيت إن قامت بالتبليغ، أن يتنصّل أهلها ويقولوا إنهم أُجبروا تحت تهديد الفيكونت.
لذلك كانت بحاجة إلى دليل يثبت معرفتهم بمضمون العقد.
ولهذا استعارت أداة التسجيل.
أخفتها في عمق خزانة الأواني، حيث تحفظ الفيكونتيسة أغلى صحونها التي لا تستعملها إلا للزينة.
تحققت دانا مرة أخيرة من أن كل شيء في مكانه.
وما إن التفتت…
“ماذا تفعلين؟”
انطلقت صيحة حادة.
“……”
تجمدت دانا في مكانها من شدة الصدمة.
برودة اجتاحت جسدها، وعرق بارد انساب على ظهرها.
صاحب الصوت لم يكن سوى جيمي.
كان مستندًا إلى الحائط، يمسك رأسه، واضح أنه يعاني صداعًا وعطشًا بعد إفراطه في الشراب.
تظاهرت دانا بالهدوء وقالت.
“ماذا تعني؟ أستعد للذهاب إلى العمل.”
“هنا؟”
“وهل غريب أن أشرب ماءً قبل الخروج؟”
“إذن ماذا كان ما رأيته للتو؟”
“ما الذي تقصد؟”
دق قلبها بعنف.
تظاهرت مجددًا باللامبالاة وهي تحدق فيه.
أشار جيمي إلى حقيبتها.
“لا تقولي إنك تحاولين الهرب؟ لأنك لا تريدين سداد الدين؟”
“…ما رأيته هو الحقيبة؟”
“نعم! عيوني لا تخطئ!”
كادت تنهيدة الارتياح تفلت منها، لكنها تماسكت.
كانت عيناه محمرتين من أثر الخمر، يرمقها بحدة.
فقالت باستخفاف.
“إنها رحلة عمل في الشمال.”
آه… ارتخى وجه جيمي فجأة.
فهو على الدوام بسيط التفكير، سريع الغضب وسريع الرضا.
“طبعًا… لا يمكن أن تتخلي عن عائلتك.”
تجاوزته دانا دون أن تعيره اهتمامًا. ابتسمت بمرارة.
لماذا يبدون على يقين بأنها لن تهرب أبدًا؟
لطالما عاملتها عائلتها باحتقار، كما لو أنها سجينة بينهم.
وكأنهم متأكدون أنها لن تفلت منهم.
‘ولكن… لماذا ظللت أحتمل؟’
عاد ذلك السؤال القديم يطفو في قلبها.
كانت دائمًا تشعر أن مخالفة أوامرهم، أو التوقف عن التضحية من أجلهم، سيجلب كارثة.
رغم علمها بظلمهم، ابتلعت كل شيء بصمت.
‘ما الذي غيّرني فجأة؟’
أمالت رأسها في حيرة.
وبينما غاصت في التفكير، فتحت باب القصر…
فاتسعت عيناها في دهشة.
“…إدوين؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 12"