⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
إذن، كان موعد مثول ميلا أمام لجنة الانضباط يقترب شيئًا فشيئًا.
“لطالما أخبرتُ العلماء الشباب، أن أعضاء برج السحر يجب ألّا يتصرّفوا بتهوّر. لكن هذه الأيام، لا أحد منهم يصغي”، تمتمت يولين، سيدة البرج.
كانت يولين امرأة عجوز طويلة ونحيلة، بوجه يخيف الأطفال من نظرة واحدة.
لقد كانت في الأصل باحثة في السحر، وماهرة قليلًا كـساحرة، لكنها لم تكن موهوبة حقًا في أيٍّ من المجالين.
أما السبب الذي أبقاها متربعة على عرش “سيدة البرج”، فكان لكونها والدة الملك ويتغار الثالث من مملكة أليغرو—والملكة العظمى.
عادةً، في حادثة كهذه—”مغادرة قصيرة غير مصرَّح بها”—لن تتجاوز أقسى عقوبة حدّ “الإيقاف غير المحدد”.
لكن لم يفكر أيٌّ من الشيوخ في إصدار مثل هذه العقوبة الخفيفة.
فالجميع كانوا يعلمون أن يولين قلقة دائمًا لأنها لم تتمكن من إخضاع ميلا.
ولذلك، تسابق الشيوخ للتملق:
“لا تقلقي، نحن جميعًا على رأي واحد. سننزل بها أشد العقوبات الممكنة.”
“تس!” نقرت يولين بلسانها.
“قلت لكم منذ البداية إن إدخال تلك المرأة، ليديا، إلى العائلة الملكية لأليغرو لن يجلب سوى المشاكل. وها قد أنجبت تلك الطفلة ذات الشعر الأبيض التي أصبحت بذرة كارثة. والآن، جاءت ابنتها وخانت أمتنا بالانحياز إلى ريمدراجون—أي جحود أعظم من هذا؟”
لم يكن هناك أحد تكرهه يولين أكثر من ميلا سوى الراحلة ليديا.
فأومأ الشيخ الأقرب إليها موافقًا:
“أنت محقة.”
“تلك العائلة دَمُها ميؤوس منه!”
“كيف انتهى الأمر بالباحث شو، وهو عضو في البرج، إلى إنجاب بنات كهؤلاء!”
“ألم يكن هو نفسه ينشر أبحاثًا ينتقد فيها العائلة الملكية حتى يوم وفاته؟ فلا عجب أن يخفق تمامًا حتى في تربية أولاده. إنها إرادة السماء.”
هزّت يولين رأسها راضية.
“حين أفكّر أن ابني العزيز، جلالته، سُحر ولو للحظة بتلك اللعينة ليديا… حقًا، كل امرأة من عائلة شو ليست سوى ساحرة وقحة.”
“هذه فرصة مثالية لنضمن أن دماءهم لن تطأ البرج مجددًا.”
“فلنُدرج في قوانين البرج: <لا يُسمح لأيٍّ من عائلة شو بالدخول، حتى ولو كان كلبًا>!”
قهقهت يولين عاليًا وهي تستمتع بمديحهم.
كانت عجوزًا ذات ملامح قبيحة في الأصل، لكنها انفجرت فجأة بضحكة صبيانية مرحة، فتحول وجهها إلى صورة من البذاءة.
“يا إلهي، ما أظرف كلامكم.”
ثم تغيّرت ملامحها بسرعة، وعضّت على أسنانها.
“أما ميلا، فبعد أن أدخلناها البرج، طعنتنا في الظهر. لا رحمة لأوساخ وضيعة كهذه.”
“صدقتِ، أيتها الملكة العظمى.”
“همم.”
رمقتها يولين بنظرة حادّة.
“كم مرة قلت لكم أن تنادوني هنا بـ(سيدة البرج)؟”
“آه—معذرة، يا سيدة البرج.”
أومأت يولين.
“على أي حال، يجب أن يُؤخذ هذا الحادث بجدية. ليكون عبرة للجميع.”
“ماذا لو جمعنا كل أعضاء البرج وجلدناها أمامهم؟”
“حتى وإن طردناها، يجب أن نعاقبها أولًا عقابًا قاسيًا.”
“ذلك حسن أيضًا. فلنعطِ مقترحاتكم. فهي أصل الشر للعائلة الملكية في أليغرو—وكفى بكونها عمة تلك الطفلة الملعونة جريمة بحد ذاتها. لا مكان لأي تساهل.” قالت يولين.
“ميلا شو، ادخلي!”
لقد حان أخيرًا وقت بدء لجنة الانضباط.
انفتحت الأبواب الثقيلة، ليظهر المنصّة الدائرية المرتفعة درجات فوق الأرض، حيث جلس الشيوخ محيطين بالمكان.
سارت ميلا إلى البقعة تحت أنظارهم مباشرة.
وإلى جانبها، وقف مايلز، ذو الملامح الوسيمة والجبين المتصبب عرقًا.
وبدأت جلسة الانضباط.
“ميلا شو. هل تعترفين بأن أفعالك قد تُعد خيانة ضد مملكة أليغرو؟”
“هل تقبلين بعقوبة الطرد؟”
على عكس أستاذها مايلز، بقيت ملامح ميلا ثابتة—مليئة بالضجر، عصية على القراءة.
(كيف تجرؤ على الصمود حتى النهاية؟ ما أوقحها.)
نقرت يولين بلسانها.
“ما هذا الموقف؟ إن كنتِ تندمين، كان عليكِ أن تتوسلي الغفران الآن.”
وأخيرًا، لم يحتمل أحد الشيوخ الذي تولى الحكم فصرخ:
“ألستِ نادمة؟”
أجابت ميلا بهدوء:
“لا.”
“ماذا؟”
“إن ذهاب عضو من برج السحر التابع لأليغرو إلى ريمدراجون دون إذن هو فعل خيانة!”
“كيف تتجرئين أن تبقي بهذا الوجه السميك بعد اقتراف ذنب كهذا!”
انهالت عليها التهم كالعاصفة.
لكن ميلا لم يرفّ لها جفن.
“ريمدراجون حليف لنا. كيف يكون زيارتهم خيانة؟”
“انظروا إليها! بلا أدب على الإطلاق!”
—دُووم!
ضربت يولين المنضدة غاضبة.
“كيف تجرئين على الرد!”
“اعتذري لسيدة البرج!”
لم ترتجف عينا ميلا، لكن يديها كانتا ترتعشان قليلًا.
“ميلا.”
نظر إليها مايلز وحده برجاء.
كان يعلم أن تلميذته لم ترتكب جرمًا حقيقيًا، لكنه خشي أن عنادها الآن سيجر عليها عذابًا أشد.
—دُووم!
انفتحت الأبواب فجأة.
“من يجرؤ على مقاطعة هذا الاجتماع الجليل؟!”
“من اقتحم المكان دون إذن؟!”
عبست الوجوه، لكن شخصًا دخل.
“من هذا؟” همس الشيوخ.
ولم يكن غريبًا أن يتساءلوا، فالرجل الداخل لم يكن عاديًا أبدًا.
شعر أسود، قامة طويلة، عيون باردة.
وجمال آسر جعل كل من التقى عينيه يطأطئ رأسه لحظة دهشة.
وفي ذراعيه، طفلة صغيرة ذات جمال باهر، شعر فضي مضفور بعقدتين.
(ما قصة هذه الصغيرة؟)
هنا حيث يخططون لتدمير مستقبل شخص بقرار صارم، لم يرغب أحد أن يدخل رمز البراءة—طفلة صغيرة.
(لا… مستحيل.)
وقد ميّز بعض الشيوخ الأذكياء لون شعرها وعيونها الحمراء البراقة.
لكن الطفلة رمشت ببراءة، ثم ربتت بيدها الصغيرة على ذراع الرجل الذي يحملها.
فأنزلها ديهان إلى الأرض، ثم جال بنظره حول القاعة.
“لماذا تحدقون في طفلة ليست لكم؟” قال ديهان.
“…لأنها لطيفة؟”
“…….”
“…….”
(ماذا؟)
لحظة تردّد فيها الشيوخ بآذانهم.
لكن لم يجرؤ أحد على الاعتراض بصوت عالٍ.
“لا يمكنكم الدخول هكذا!”
“توقفوا—! لحظة. لماذا لا أستطيع استخدام السحر؟!”
“كيف دخلتم أصلًا؟”
وسرعان ما اندفع فرسان بزي أسود موحد، يزيحون الحراس والسحرة القائمين على الحراسة.
وقد طُرزت على ملابسهم شارة مميزة.
فعندما رأتها يولين، قفزت صارخة:
“ريمدراجون!”
“ريمدراجون؟”
“أتقول إنهم من ريمدراجون؟!”
عندها، تقدم رجل طويل وسيم، شعره يحمل مسحة خضراء، وقال:
“أنا إلتون، كبير خدم أسرة الدوق الأكبر.”
ارتبك الشيوخ وتبادلوا النظرات.
لقد عاشت عائلة ريمدراجون معزولة طويلًا، ومنذ أمد بعيد لم يظهر منهم أحد.
وها هم اليوم يقفون أمامهم.
لم يفهم أحد ما يجري.
“هذا هو صاحب السمو، ديهان دي ريمدراجون، دوق ريمدراجون الأكبر. قدّموا له الاحترام اللائق.”
ترددوا ثم وقفوا مرتبكين.
(هل أنا أحلم؟)
(أم هو محتال؟)
ظل بعضهم يشكك—فأسرة الدوق الأكبر غدت أسطورة منسية.
حتى أعادهم حفل اختيار خطيبة الابن الصغير إلى الواقع: (نعم، هم موجودون فعلًا).
لكن قيل يومها إن أحدًا لم يرَ الدوق الأكبر نفسه.
(همم. مر زمن طويل، جدتي.)
وقعت عينا سيفييل على امرأة عجوز أعلى المنصة، شاحبة الوجه، تحدّق فيها.
إنها جدتها—الملكة العظمى، يولين.
(السادسة في مفكرتي السوداء… وجدتي بالدم.)
كانت يولين تحب أحفادها، لكنها غريبًا ما كرهت سيفييل.
وقد تباهت دومًا بأنها من جعلت ويتغار الثالث ملكًا.
ومع أنها كانت تردد: “حين تقوى النساء، يُعاق مسار الرجال”، إلا أنها بنفسها أقوى النساء عزيمة—شخصية غامضة حقًا.
وكان واضحًا أي ضغينة تحملها يولين.
لكن سيفييل كانت دومًا هدف توبيخها.
وفي حياتها السابقة، بعد خروجها من السجن، حين كان أخوها الثالث يضربها حتى البكاء، دفعتْه وأصابته.
(أوه، كم ضُربت يومها حتى البكاء.)
استدعت يولين خدمها وجلدوها بلا رحمة، وهي تقول: “أتظنين نفسك مساوية لأحفادي الأعزاء؟”
بل وقالت:
“أنتِ وحدكِ العيب في ابني العزيز. لو لم تُغوِه أمكِ تلك البغي، لما وُلدتِ أصلًا. تش، حتى عينيكِ النحسات تشبهان عينيها—إنه أمر يثير غيظي حتى الموت.”
أحست سيفييل آنذاك بالغضب، لكن ما جرحها حقًا كان أن ترى جدتها تعاقبها، ثم تلتفت لِتُحنو على حفيدها الكبير:
“يا حبيبي الغالي. تلك الساحرة آذتك، أليس كذلك؟”
ثم تنفخ على خدشه الصغير، تسأله إن كان يؤلمه مكان آخر—كم كرهتها سيفييل حينها.
(أمي ليست بغيًا، بل جميلة!)
تذكرت وجه أمها في اللوحة التي أهدتها ميلا.
(أنتِ من تفتقرين للحظ يا جدتي.)
اشتعل في صدرها غضب خفي.
(أجل. جدتي يولين وأبي الحقير يشتركان في أمرين. أولًا، كلاهما أشخاص بغيضون. ثانيًا، ما يقدّرانه في حياتهما متشابه.)
(جدتي، معذرة، لكن من الآن فصاعدًا، لا احترام للكبار.)
فقد أدت بالفعل واجبها في حياتها السابقة، حين احتملت كل تلك الضربات بصمت.
(أما الآن، فليس أنا… ففي أسرة الدوق الأكبر، لا وجود لمثل هذه التفاهات.)
م.م: مرحبا يا أحلى قراء، حاليا هذا آخر فصل متوفر في هذه الرواية و الفريق الانجليزي لم ينزل أية تحديثات لها لذلك عندما يتم توفر الفصول سأنزلها أولا بأول، أما إذا كان لديكم مصدر لتوفير الفصول الأصلية لي و أتولى ترجمتها فهذا سينقل علي عناء انتظار الفريق الآخر لأترجم، علما أن هذه القصة غير متوفرة في أية مواقع أخرى يعني لا يوجد مصدر من غير الفريق الأجنبي لأترجم منه 🥹💔
لذلك التنزيل سيتوقف حتى عودة المترجمين أو توفر الفصول، شكرا لقراءتكم 💕
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 65"