أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

لكي تحصل مييلا على دعم راسخ في برج السحر، كان لا بدّ من وجود شخص ذي نفوذ.

 

ليس لدي أي تأثير الآن، لذا سأضطر لطلب المساعدة من عمي الدوق.

 

لو كان عليها أن تطلب معروفًا، لكان تشيرنو الخيار الأسهل، لكنه انسحب من شؤون الدوق الأكبر ولم يعد يعيش في القصر.

 

“همم.”

 

تذمّرت سيفييل وظلّت تفكّر طويلًا.

 

منذ كانت صغيرة، لم يساعدها أحد قط دون أن يتوقّع شيئًا في المقابل. طلب معروف كان أصعب شيء عليها.

 

كيف يجب أن أقولها؟

 

وفي النهاية، وجدت نفسها تدور قرب مكتب دايهان، غارقة في التفكير.

 

“أوه؟ ما الذي تفعلينه هنا، صغيرتي؟ كيف صحتك؟”

 

“نعم، أنا بخير.”

 

كان إلتون، المارّ من هناك، هو من لمحها.

 

“إذن لماذا تبدين مهمومة هكذا؟ مثل راكون فقد جوزته.”

 

“ليس الأمر كذلك…” ترددت سيفييل.

 

“هل جئتِ ربما للحديث مع الدوق؟”

 

“…….”

 

كما توقعت، كان إلتون ثاقبًا كعادته.

 

“إذن ادخلي. الدوق الأكبر بالداخل.”

 

“لكن…”

 

“لماذا؟”

 

“ماذا لو اعتقد أني أزعجه وهو مشغول…”

 

“هذا غير ممكن. سيكون سعيدًا فقط لرؤيتك.” قال إلتون مبتسمًا بمشاكسه كعادته.

 

“إذن، ما الذي تريدين قوله؟”

 

“…معروف… شيء من هذا القبيل.”

 

لم يكن بوسعها أن تقول مباشرة: “ما رأيك أن نجعل هوايتنا معًا ضرب برج السحر؟”

 

وفوق ذلك، منذ حياتها السابقة، اعتادت سيفييل على التعنيف والشتائم من الكبار أصحاب السلطة، لذا كانت تخشى أن تطلب معروفًا كبيرًا.

 

طلبت من بيري وماري خدمات صغيرة مرارًا. لكن هذا… هذا أكبر بكثير.

 

اتخذت سيفييل قرارًا حاسمًا.

 

حسنًا، سأدخل.

 

“حسنًا، سأدخل.”

 

“نعم. وهذا ليس عن نفاد وجباتك الخفيفة، صحيح؟”

 

“لا، ليس كذلك…”

 

ضحك إلتون وكأنها مزحة، ثم قال:

 

“إذا واجهتِ مشكلة حقيقية، يجب أن تطلبي المساعدة من أوصيائك. لديك الآن الكثير من الناس حولك سيحمونك.”

 

“…….”

 

عندها، عبثت سيفييل بطرف تنورتها قبل أن تهمس: “مم.”

 

“لا أحد في هذا القصر يستطيع مقاومة ابتسامتك. تلك الابتسامة الصغيرة المشرقة—لحظة تجعل رؤوسنا ضبابية، ولحظة أخرى تصفيها تمامًا.”

 

“أنا… لا أظن أنها تصل لذلك الحد…”

 

“آنستي الصغيرة.”

 

ضحك إلتون وقال:

 

“الطفل الأصلي الوحيد في هذا القصر كان السيد الصغير إرغا.”

 

“…….”

 

فجأة، فهمت سيفييل الكثير.

 

همم. إذن كان التشبيه بإرغا.

 

حين فكرت بذلك، نالت قليلًا من الشجاعة.

 

أخذت نفسًا عميقًا، ثم طرقت الباب.

 

وما إن قيل لها “ادخلي”، دخلت مكتب دايهان.

 

“عمي الدوق…”

 

“نعم، ما الأمر، يا راكوني الصغير؟”

 

م.م: الدلع يا جماعة 🥰🥰

 

“أنا… لدي طلب…”

 

نظرت إليه بعينين كبيرتين لامعتين.

 

“نعم، قولي.”

 

“أنا… ألا يمكنني… أن أذهب إلى برج السحر مع عمتي؟”

 

“تقصدين أنك تريدين الذهاب إلى مملكة ألّيغرو؟”

 

تصلّب وجه دايهان.

 

“مم.” جاء صوت سيفييل خافتًا.

 

“لا.”

 

قال دايهان بصرامة.

 

“البرج حاليًا تحت سيطرة العائلة الملكية في ألّيغرو. ماذا تظنين قد يحدث لك إن ذهبتِ هناك؟”

 

“لكن… إن ذهبت عمتي إلى البرج، تقول إنه عليها مواجهة شيء يُسمى محاكمة.”

 

“محاكمة؟”

 

“مم. لجنة تأديبية، قالت. أخبرتني أن مجيئها لزيارتي عُدّ جريمة خطيرة. سيعقدون اجتماعًا ليقرروا ما العقوبة التي ستنالها.”

 

“…….”

 

“قد تُطرد من البرج… أو تنال عقوبة أشد.”

 

قالت سيفييل بابتسامة كئيبة. وجنتاها الناعمتان تدلّتا، وعيناها انكسرت نظراتهما.

 

نظر إليها دايهان.

 

هذا أشبه بـ…

 

راكون سُلب طعامه. يحدّق بحزن في كفيه الفارغتين.

 

“عمتي… الأمر محزن جدًا. أشعر بسوء شديد…”

 

“همم.”

 

فكّر دايهان قليلًا.

 

كان برج السحر جماعة منغلقة جدًا. والطرد منه بفضيحة…

 

سيجعل حياة الشخص أصعب بكثير لاحقًا. البرج لم يكن مكانًا يسمح بسخاء لعضو مطرود أن ينجح خارجه.

 

على أي حال، هذا لن يكون له أثر إيجابي على حياة الراكون الصغير.

 

تابعت سيفييل إقناع دايهان.

 

“أظن أنه سيكون أفضل لو بقيت عمتي في البرج. قالت إنه مليء بعلماء مذهلين. وإن كانت عمتي واحدة منهم، سأفخر بها أيضًا.”

 

أقنعت تلك الكلمات دايهان بدوره.

 

يومًا ما، سيرحل أفراد عائلة الدوق الأكبر عن العالم. وعندها، ستُترك سيفييل على الأرجح وحيدة.

 

إن كانت تلك المرأة، مييلا، حقًا في صف هذه الطفلة، فلن يكون سيئًا أن تملك عمودًا ترتكز عليه.

 

عالِمة من برج السحر الشهير ستكون بالتأكيد شخصية قوية.

 

لكن هل يليق بي التدخل في شؤون البشر؟

 

كان الدوق الأكبر قد عزم على التدخل بأقل قدر ممكن قبل أن يرحل.

 

قفزت سيفييل من على الكرسي وتمسكت بساقه.

 

ونظرت إلى دايهان بعينين دامعتين.

 

“عمي الدوق! سأكون فتاة مطيعة… وسألمّع حذاءك وأقوم بعشرين مهمة لك كل يوم…”

 

تجعد جبين دايهان.

 

“تابعي.”

 

أمالت سيفييل رأسها داخليًا.

 

همم، لم ينجح؟

 

ربما كان عليّ أن أجثو؟ لا… ألن ينفر مني؟

 

حسنًا، حان وقت اللعب بكل الأوراق. كان هذا استنتاجها.

 

“أرجوك، عمي الدوق. مم؟ أتوسل إليك… أنت الوحيد الذي أعتمد عليه.”

 

تجمّد دايهان.

 

انتظري—هذا ليس—

 

ثم صار صوته باردًا.

 

“إلتون!”

 

أشار بأصابعه، فرنّ الجرس من تلقاء نفسه.

 

“نعم، سيدي.”

 

دخل إلتون على عجل.

 

“جهّز الحقائب. سنذهب إلى برج السحر مع الراكون الصغير.”

 

“برج السحر؟ فجأة؟ ولأي غرض…؟”

 

تحدث دايهان بجدية.

 

“من اليوم فصاعدًا، ستدعم عائلتنا مييلا شو، عالمة برج السحر، دعمًا كاملًا وتصبح راعيتها الرسمية. وبما أن هذه زيارة رسمية، حضّر الفرسان. سنزور باسم الدوق الأكبر.”

 

“نعم، فهمت. سأعد كل شيء فورًا.”

 

تمسكت سيفييل بساق دايهان ورفّت بعينيها بدهشة.

 

“وأنتِ،”

 

نظر إليها دايهان.

 

“اطلبي من عمتك أن تضع قائمة بأسماء الحاضرين في ما يسمى اللجنة التأديبية. في الوقت الحالي…”

 

تابع دايهان:

 

“…فلنضمن أن نصفهم على الأقل لا يستطيعون حضور المحاكمة.”

 

هاه؟ أي نوع من “القصة الجانبية لمذكرة الموت” هذه؟

 

انتظري لحظة… فكرت سيفييل، لكن قبل أن تنطق، نادى دايهان على إلتون مجددًا.

 

“إلتون، سمعت. استعد لاغتيال كبار مسؤولي البرج.”

 

“أوه يا إلهي، مهمة ضخمة، وفجأة هكذا؟ هذه الأمور أسهل إن كانت ‘حادثًا’. كم واحدًا تريد أن أتخلص منه؟”

 

“همم… بما أنهم سيحضرون المحاكمة، في الحد الأقصى، لا أكثر من عشرة. على أي حال، لعائلة الدوق الأكبر مكانتها، فتأكّد ألا يتصاعد هذا إلى صراع بين الدول.”

 

“نعم، هذه أصعب نقطة. بسبب معاهدة السلام تلك، لا يمكننا المساس بأفراد العائلات الملكية أو النبلاء الكبار من ممالك التحالف دون ‘ذريعة’. لكن… الأمر ليس مستحيلًا. رغم أن ألّيغرو استحوذت على برج السحر، إلا أنه ليس جزءًا رسميًا من ألّيغرو. آه—الحرق سيكون خيارًا ممتازًا أيضًا. ضربة واحدة، ضحايا متعددون، دفعة واحدة. سهل.”

 

سهل؟ ليس إطلاقًا… فكرت سيفييل، فغر فمها.

 

لقد صار الأمر مشكلة ضخمة.

 

هزّت سيفييل رأسها بسرعة.

 

“لا!”

 

“ماذا؟”

 

استدار دايهان بعينين باردتين.

 

“مجرد مجيئك معي يكفي. نعم؟ عمي الدوق هو الأفضل—الأقوى والأكثر اعتمادًا في العالم كله!”

 

ارتجف طرف فم دايهان.

 

علامة كاملة، 100 من 100. إصابة مباشرة.

 

م.م: عرفت نقطة ضعف دايهان 🤣🤣

 

أصابت سيفييل مجددًا الكلمة المفضلة لدى دايهان.

 

ورأت ذلك، ففكرت:

 

نعم، استراتيجية التملّق…

 

و ابتلعت ريقها.

 

نجاح تام.

 

فذهبت سيفييل إلى برج السحر مع دايهان.

 

مر وقت طويل منذ عقد برج السحر لجنة تأديبية آخر مرة.

 

والشخص المستدعى هذه المرة كان مييلا شو بتهمة مغادرة البرج دون إذن بذريعة كاذبة هي أخذ إجازة.

 

تحدث شيوخ البرج جميعًا بصوت واحد:

 

<لقد انجرفت بالاعتماد على عقلها فقط، والآن ارتكبت هذه الحماقة. تلك العائلة لا خير فيها. اجعلوا منها عبرة، وأصلحوا غرور العلماء الشباب الذين يجهلون مكانهم.>

 

كان واضحًا أن هذه اللجنة التأديبية لن ترحمها.

 

وذلك مفهوم، فمييلا كانت شوكة في أعين الجميع.

 

مكانتها متواضعة، عنيدة ولا تعرف الانحناء، بلا داعم، ولا تملك أي علاقات.

 

<إنها عبقرية فعلًا، تلك المرأة.>

 

<وهذا ما يجعلها أكثر إزعاجًا. تعتمد على موهبتها لتتصرف بجموح!>

 

والآن، تسببت بالمشاكل باختفائها دون إذن.

 

كان الشيوخ يعرفون خفايا العائلة الملكية في ألّيغرو جيدًا.

 

وكثير منهم كانوا يعرفون بوجود سيفييل.

 

إذن، علموا أن زواج سيفييل السياسي لم يكن برغبة العائلة الملكية في ألّيغرو.

 

ورأوا في سيفييل أميرة غير شرعية، خائنة وذكية.

 

<لم تكتفِ بأن زارت عائلة الدوق الأكبر ريمدراجون، بل لعبت أيضًا دور معلمة للأميرة غير الشرعية الخائنة!>

 

فقط المعلم مايلز، الوحيد في صف مييلا، كان يسعى جاهدًا لإنقاذها.

 

لكن حتى هو كان عاجزًا.

 

م.م: مييلا المسكينة، لا تخافي دايهان جاي عشانك 🥰

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه