⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد أيام قليلة من الحادثة.
مرّ وقت هادئ. تعافت سيفييل وكانت تستريح جيداً…
أما تشيرنو، الذي يعيش في ضيعة فولون ويسافر هنا وهناك في رحلات عمل، فقد غضب قائلاً:
«حدث أمر خطير كهذا مع صغير الراكون، ولم يُبلّغني أحد؟ ما فائدة هذه الأفواه إن كانت لا تتكلم؟»
وعندما سمع بمحاولة اختطاف سيفييل وتسميمها، جاء إلى القصر ووبّخ الخدم الذين أبلغوه متأخرين، وبالأخص إلتون.
عدا ذلك، لم يحدث شيء آخر مهم.
وبعد أن تأكد من أنّ سيفييل بخير، عاد تشيرنو إلى إدارة أعماله.
وبالمناسبة، أعطى أمراً إلى إلتون:
أن يرفع تقارير منتظمة عن حالة سيفييل من الآن فصاعداً.
ومنذ ذلك الحين لم يُسمع خبر عن لوريا.
«حسناً، يبدو أنها نالت عقاباً شديداً.»
وقيل إنّ لوريا، ومعها بعض النبلاء المحليين، واجهوا للمرة الأولى منذ زمن بعيد تدخلاً حقيقياً من أسرة الدوق الأكبر.
وبالتنصّت في الممرات على الخدم الآخرين، علمت سيفييل أنّ الناس يعتبرونها محظوظة لأنّ لوريا لم يكن لها عائلة.
قالوا: «هذه خطيئة تستوجب إفناء الأسرة بأكملها.»
فكّرت سيفييل: «على الأقل لم يُصب أحد آخر بأذى، وذلك مدعاة للارتياح.»
ومع ذلك، بقيت بعض الأسئلة عالقة.
أولها: ذلك الطبيب المريب من أسرة أليغرو الذي أعطى لوريا معلومات خاطئة.
فما زالت تلك المسألة قائمة.
قال إلتون:
«نحن نحقق بشأن ذلك الطبيب، لكن يبدو أن كل شيء يخصه — اسمه، أوراق اعتماده — كان مزيّفاً، وكأنه لم يوجد قط. ما زلنا نتعقبه، وسأخبرك حين نجد خيطاً.»
فكرت سيفييل: «إذن كان كالشبح الذي لم يوجد قط؟»
وأثار ذلك قلقها كثيراً.
«لكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي يثير فضولي.»
فعلى سبيل المثال، الحلم الذي رأته سيفييل في وضح النهار كان في الحقيقة ذكرى من حياة مييلا السابقة.
قالت وهي تعبث بالخاتم المعلّق في عنقها: «هذا خاتم ملكة السُكّوبيس بالتأكيد كلّمني.»
لكن عندما سألت بيري عنه، بدت الأخيرة في حيرة كاملة.
قالت بيري:
«ذلك الخاتم مجرد إرث. ووفقاً للروايات المتوارثة، فهو خاتم تلقّته أوائل ملكات السُكّوبيس من أسيادهن، التنانين القديمة، كعربون ولاء. تلك التنانين رحلت عن هذا العالم، وكذلك الملكات السابقات. والخاتم انتقل إلينا كإرث.»
وحسب القصة، فإنّ تنانين أسرة الدوق الأكبر هم الأسياد الحاليون لعشيرة السُكّوبيس.
فسألتها سيفييل: «هل أنت واثقة أنه لا بأس أن يكون عندي هذا الخاتم؟»
فأجابت بيري:
«بالطبع. فأنت أيضاً، صغيرتي، ستكونين جزءاً من دماء أسيادنا. ورغم أنّها علاقة سيّد وخادم، إلا أنّ هذا الخاتم لا يُمنح إلا حين يكون الولاء مطلقاً. إنّه رمز إخلاص حقيقي.»
وكان ذلك شرح بيري.
ففكرت سيفييل: «لكن سماع هذا… ألا يجعل الخاتم أروع حقاً؟ الولاء وكل ما يعنيه…»
فأضافت بيري بهدوء:
«حسناً، جميع السُكّوبيس الآخرين رحلوا إلى العالم الإلهي مع بقية التنانين. لم يتبقَّ سوى ماري وأنا. ووقتنا قصير أيضاً. لا بأس. ما يحدث في هذا العالم ينتهي هنا. تلك هي القاعدة.»
ثم قالت مبتسمة:
«لكن لا تقلقي، ستنموين قريباً وتصبحين قوية. هذا ما قصدته.»
وهكذا، بدا أنّ حتى بيري نفسها، وهي من عشيرة السُكّوبيس، لا تعرف الكثير عن هذا الخاتم.
كانت تعرفه فقط بوصفه إرثاً متوارثاً.
قالت في حيرة:
«الخاتم يكلمك؟ ماذا؟ يُريك أحلاماً؟ أعني، هناك أسطورة تقول إنك ترى أحلاماً سعيدة إذا لبسته… لكن ما الذي تتحدثين عنه؟»
ثم سألت: «فأيّ حلم أراك إذاً؟»
فكّرت سيفييل:
«لقد كان ما جرى في حياتي السابقة. صلتي بمييلا. وإعادة الزمن إلى الوراء… أوه، هناك الكثير لأشرحه.»
لكنها لم تعرف من أين تبدأ في إقناع بيري. ولم تكن واثقة إن كانت ستصدقها.
فاكتفت بالقول:
«كان مجرد حلم معقّد… كأنه خيال.»
فقالت بيري:
«يا للأسف، ربما كان كابوساً؟ سمعت أنه أحياناً يحدث هذا كأثر جانبي.»
وفي النهاية، تراجعت سيفييل، وبقيت كل أسئلتها بلا جواب.
قالت وهي جالسة فوق بيت شجري فارغ:
«آه… الريح لطيفة.»
هبت ريح قوية داعبت أذنيها.
وفكرت: «لم آتِ لأني أردت لقاءك.»
إرغا… ذلك الصغير.
ومع ذلك، لم يأتِ.
فنزلت سيفييل من البيت الشجري وقد خالجها بعض الخيبة.
وقالت في نفسها: «لقد أصبحت شريرة، لذا لا أنزعج من أمور صغيرة.»
إذن لم يكن لأنها اشتاقت إليه.
«وحتى لو فعلت… فمجرد قليل، لا أكثر.»
هدّأت سيفييل مشاعرها بهدوء وهي تنزل ببطء من البيت الشجري.
بعد نحو أسبوع، التقت سيفييل بمييلا مجدداً.
وبعد تحقق دقيق، خلص دايهان إلى أنّ مييلا هي حقاً عمة سيفييل من جهة الدم.
وعندها فقط سمح لهما باللقاء.
فاتجهت سيفييل إلى الغرفة حيث تنتظرها مييلا.
قالت بخجل: «آنسة مييلا…»
كانت مييلا واقفة أمام النافذة بوجه قلق، ثم استدارت عندما دخلت سيفييل.
«هل تشعرين بتحسّن؟»
«نعم، لقد تعافيت تماماً الآن.»
وقفت سيفييل في مكانها وهي تحرّك طرف حذائها على الأرض.
قالت مييلا بوجه متجمد وحاد كما هو دائماً: «اقتربي.»
فكّرت سيفييل: «غريب… الآن بعد أن تغيرت مشاعري تجاهها، حتى عينيها تبدوان مختلفتين.»
تقدمت بخطوات بطيئة، وفي كل خطوة اجتاحت قلبها مشاعر متباينة.
«لو كانت قد نظرت إليّ هكذا برفق في حياتي السابقة، لِمَ لم تكن أرقّ قليلاً آنذاك؟»
كانت تفهم الآن… فمييلا لم يكن أمامها خيار في الماضي.
لكن رغم ذلك، ذلك السجن الذي عاشت فيه وحدها كان بارداً والجميع كانوا قساة.
«لو قالت كلمة دافئة واحدة فقط… لربما بدا ذلك السجن الكبير أقل قسوة.»
ارتسمت على وجه سيفييل مسحة حزن خفيفة، فظنّت مييلا أنّها خجل.
ترددت سيفييل قليلاً، فيما بدت مييلا حذرة وهي تراقب حالتها.
قالت مييلا: «أنت صغيرة جداً.»
«….»
«يداك، قدماك، جسدك كله. صغير جداً. ومع ذلك مررت بكل هذا الألم في ذلك الجسد الصغير…»
فقالت سيفييل بتوتر: «لكنني أصبحت أطول بكثير…»
شعرت بالارتباك فجأة.
«هل أريها كم أنا جيدة في القفز؟ أو ربما كم أجري بسرعة؟»
بهذه الطريقة، يمكنها أن تري مييلا أنها بخير الآن.
قالت بصوت خافت: «أستطيع فعل كل شيء الآن. أغيّر ملابسي بنفسي وأغسل وجهي أيضاً.»
فأجابتها مييلا: «هذا جيد. أنا مطمئنة جداً. حقاً.»
أمسكت مييلا وجه سيفييل وأخذت تفحصه من زوايا مختلفة.
قالت سيفييل بخجل:
«آنسة مييلا…»
ثم جمعت شجاعتها لتسأل:
«هل تحبين حلوى النعناع؟»
«حلوى النعناع؟»
بدا على مييلا وجه متحير.
«أظن أنني أحبها.»
«كثيراً؟»
«لم أكن أحب الحلويات عموماً منذ صغري، لكنني كنت أعشق حلوى النعناع حقاً. ولهذا كانت أختي الكبرى تشتري لي صندوقاً من حلوى النعناع في كل عيد ميلاد. كنت أدخرها وآكلها ببطء.»
سكتت سيفييل، وأحست بشيء يتحرك في صدرها.
بدت تلك الكلمات كأنها تذيب ما تبقّى من ضغينتها.
«لقد أعطتني أغلى ما تحب.»
تذكرت الصندوق الصغير من حلوى النعناع الذي تركته مييلا في السجن في حياتها السابقة.
فأحست بشيء من الارتياح.
قالت مييلا: «هيه…»
«….»
«ما زلت لا أصدق تماماً، ولا أعرفك جيداً بعد. لذا أرجوك كوني صادقة معي.»
لمع شعور على وجه مييلا، وأومأت قليلاً.
«سأبذل جهدي.»
«….»
«لقد افتقدتك كثيراً. أنا إنسانة حمقاء لا أجيد سوى الكلام بقسوة. لكنني أردت أن تعرفي أنك ما زلت تملكين عائلة.»
احمرّت عينا سيفييل مجدداً.
وأخيراً، زال عنها الحقد تماماً.
«إذاً… صحيح أنك جئتِ إلى هنا بمفردك؟»
«نعم. هذا صحيح…»
أومأت سيفييل بخجل.
ثم روت كل شيء: كيف خدعت لوتو لتتمكن من الهرب، وكيف جاءت إلى الحفل وقدمت طلبها بنفسها بعد أن سمعت أنّ آل ريمدرايغون يختارون عروساً.
فقالت مييلا بدهشة:
«يا إلهي، أنت ذكية جداً. أحسنتِ. لقد جئت أبحث عنك متأخرة، ومع ذلك… كنتِ تفعلين كل هذا وحدك.»
«هل أحسنتُ؟»
نظرت سيفييل إلى مييلا وسألتها.
«نعم. أحسنتِ كثيراً.»
«إذاً… امدحيني قليلاً، أرجوكِ.»
تجرأت سيفييل وقالتها بصوت متدلل.
بدت الدهشة على مييلا، فترددت قليلاً ثم وضعت يدها على كتف سيفييل.
«جيد جداً. أنت رائعة. يبدو أن أختي الكبرى أنجبت عبقرية تفوقنا كلينا.»
تكلمت مييلا بارتباك لكن بعناية.
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي سيفييل.
«نعم. شكراً لكِ يا عمّتي.»
وعند هذه الكلمات، ارتخى وجه مييلا أخيراً.
«إذن أنتِ لست محتجزة هنا بالقوة؟»
«كلا. ليس الأمر كذلك!»
هزّت سيفييل رأسها.
«الجميع هنا لطفاء.»
«لطفاء…»
بدت مييلا عاجزة عن الكلام لحظة، ثم هزّت رأسها ببطء.
«ما داموا يعاملونك بلطف، فهذا يكفي. وقد قرأت أنّ عشيرة التنانين غريبة الأطوار، لكنها تعرف معنى الوفاء.»
جلست مييلا وسيفييل إلى طاولة الشاي.
فسألت سيفييل عن أكثر ما كانت تتوق لمعرفة جوابه:
«أخبِريني… كيف كانت أمي؟»
وكأنها كانت تتوقع السؤال، أجابت مييلا برفق:
«كانت أمك إنسانة رائعة بحق. كانت طيبة وقوية.»
وبدأت مييلا تسرد القصة ببطء.
ليليا ومييلا. كانتا من أسرة شو، وهي أسرة لم تكن غنية، لكنها أنجبت علماء متميزين جيلاً بعد جيل.
وبعد أن فقدتا أمهما في سن مبكرة، عاشتا حياة بسيطة وسعيدة مع والدهما.
تلك كانت ذكريات طفولة مييلا.
لكن كل شيء تغيّر حين نشر والدهما بحثاً أغضب العائلة الملكية لأليغرو. فقد منصبه كأستاذ، ومنذ ذلك الحين توالت المصائب.
وبحلول الوقت الذي بلغت فيه مييلا سن الرشد، كان والدهما قد فارق الحياة.
وتتابعت الأحداث، سواء بمحض الصدفة أو لا.
على سبيل المثال، الإفلاس المفاجئ للسند الذي استثمروا فيه كل أموالهم.
والأسوأ أنّ والدهما انهار من شدة الضغوط ومات مريضاً.
وبعد أن أنفقوا ثروة على فواتير المستشفى وتكاليف الجنازة، لم يتبقَّ شيء للأختين.
قالت مييلا:
«كنت صغيرة جداً حينها. أختي ليليا تكبرني بسبع سنوات. هي التي ربّتني.»
وبفضل ذكائهما معاً، عاشتا حياة متواضعة بفضل المنح الدراسية ومساعدة الرعاة.
استمعت سيفييل بانفعال، وشعرت بأنّ والدتها كانت بالفعل امرأة عظيمة.
وفكرت في قلبها: «الحمد لله أن أمي كانت إنسانة طيبة.»
ثم سألت بحزم:
«إذاً… كيف وُلدتُ أنا؟»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 61"