⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
توقفت سيفييل قليلًا.
قالت:
ــ “لكن… هل تقصدين أنّه كان يستخدم اسم «زير» فقط؟”
أجابت ماري:
ــ “لا، كان له عدة أسماء قبل ذلك. لقد عمل كمرتزق… لنرَ، لأكثر من عشر سنوات الآن.”
ــ “هذا الاسم، هل تعرفين من الذي منحه له؟”
رمشت ماري بعينيها وقالت:
ــ “آه، إلتون قال إنّ الدوقة الكبرى الراحلة هي التي منحته إيّاه… قال إنه كان اسمًا للتمنّي له بالسلامة والصحة الجيدة.”
ــ “أفهم…”
عضّت سيفييل شفتها.
(آه، صحيح… «زير» و«إرغا»…)
فهمت سيفييل معنى هاتين الكلمتين.
ــ “آنسة صغيرة، إلى أين تذهبين؟”
ــ “إلى المكتبة.”
ــ “أنتِ حقًا تحبين الكتب. لا تتأخري في العودة.”
ــ “حسنًا.”
ذهبت سيفييل إلى مكتبة الدوقية الكبرى، وتقدّمت نحو رف كتب معيّن مليء بقصص وأساطير عشوائية.
(وكأنّ شخصًا ما جمع كل كتبه المفضلة في مكان واحد.)
لفت كتاب معيّن انتباهها.
(وجدته! إنه كتاب قرأته من قبل.)
كانت بين كتب الدوق الكثير من المؤلفات النادرة.
من بينها كتب مجهولة المصدر مكتوبة بلغات قديمة مختلفة لشعوب متعدّدة.
مثل هذا المخطوط الصغير المكتوب بخط اليد، البالي بفعل الزمن.
(نعم… صحيح. في الآونة الأخيرة، عندما رأيت تلك أزهار “شعلة الشمعة”، تذكّرت. أنا متأكدة أنّه كان هناك اسما «زير» و«إرغا»…)
ــ موسوعة نباتات الإلف. الكلمات الجميلة للإلف.
كان كتابًا بخط اليد، مكتوبًا بلغة الإلف القديمة.
فتحت سيفييل الكتاب.
(نعم، بالتأكيد هناك شيء عن زهرة شعلة الشمعة في صفحة النباتات النادرة…)
مرّرت بإصبعها الصغيرة حتى وجدته:
أثمن وأندر المخلوقات السحرية: قصة زهرة شعلة الشمعة.
أعظم أمنيات قبائل الإلف القديمة كانت جعل زهرة شعلة الشمعة تتفتح.
لماذا؟ لأن الزهرة تحمل سرًّا عظيمًا.
الكثيرون حاولوا اكتشافه.
تستغرق خمس سنوات كاملة لتبدأ في الإنبات.
كرّس الإلف قلوبهم لجعلها تتفتح.
تلك الزهرة هي لهب السحر نفسه.
(من يرى هذه الزهرة ولو مرة واحدة، لن ينساها أبدًا.)
كان الإلف النبلاء يسمّون تفتّح الزهرة “زير”.
قرأت سيفييل بصوت خافت:
ــ “زهرة شعلة الشمعة تتفتح كأنها لهب متراقص. وكان الإلف النبلاء يطلقون على هذا التفتح اسم «زير»، ويتذكرون جماله.”
أما شكلها الكامل بعد التفتح، فكانوا يطلقون عليه اسم “إرغا”.
ــ “إرغا هو الاسم الذي يطلق على أجمل وأثمن شيء في العالم. ويعني: أجمل وأروع ما أنجزته في حياتي.”
رغم أنّها كانت تعرف عن زهرة شعلة الشمعة في حياتها السابقة، إلا أن هذه التفاصيل الساحرة لم تكن قد قرأتها من قبل.
(لكن… من مؤلف هذا الكتاب؟)
نظرت إلى الغلاف، فلم تجد اسمًا.
لكنها لاحظت حروفًا صغيرة في الداخل:
من الإلف النبلاء في الجبال، إلى صديقتنا البشرية العزيزة.
(لا يوجد الكثير من البشر ذوي الدماء النقية في هذا القصر… انتظري — الدوقة الكبرى الراحلة كانت بشرية، أليس كذلك؟ وكانت ساحرة نباتات! هذا يعني…)
(هذا الكتاب كان يخص الدوقة الكبرى!)
رمشت سيفييل بدهشة.
(واو… لابد أن الدوقة الكبرى كانت إنسانة رائعة لتحصل على هدية كهذه من الإلف النبلاء.)
منذ ذلك اليوم، أصبحت سيفييل فضولية بشأن الدوقة الكبرى الراحلة… وبشأن “إرغا”.
في ذلك المساء، سألت ماري:
ــ “ذلك الاسم… هل كانت الدوقة هي من منحته له؟”
ــ “تقصدين السيّد الشاب؟ نعم، هي فعلت.”
ــ “كيف كانت الدوقة الكبرى؟”
ــ “حسنًا… لم أرها كثيرًا بنفسي، ولم أخدمها مباشرة. لكن مما سمعته، كانت مرحة ولطيفة.”
ــ “كما توقعت.”
قالت سيفييل وهي تجلس على السرير:
ــ “يقولون إنه حين كانت الدوقة الكبرى على قيد الحياة، كان جو القلعة أكثر بهجة… تمامًا كما أصبح الكثير من الخدم سعداء الآن بفضلك.”
ــ “لكن… هل كانت قريبة من الإلف؟”
ــ “آه، نعم. كانت الوحيدة التي تواصلت حتى مع الإلف النبلاء.”
ــ “تقصدين الإلف النبلاء الحقيقيين؟ وليس أنصاف الإلف مثل ليف؟”
اتسعت عينا سيفييل.
ــ “بالضبط. الإلف من أكثر الأجناس عددًا في هذا العالم، ولهذا لديهم قبائل مختلفة. من بينهم، الإلف النبلاء متعجرفون جدًا، وأعمارهم الأطول بين الأجناس. لهذا يعيشون منعزلين في الجبال.”
شرحت ماري أنّهم يسكنون في أعالي الجبال على أطراف الدوقية الكبرى.
ــ “أثمن الثياب التي تصل إلى الآنسة الصغيرة هي من صنعهم.”
تذكرت سيفييل الثوب الذي أخبرتها ماري وبيري أنّه فريد من نوعه، والذي قيل لها أن ترتديه عند مقابلة أقرباء الدوق المباشرين.
كان مصنوعًا من قماش حريري يلمع كضوء القمر، خفيف وراقي، لكنه عند ارتدائه دافئ كملابس الشتاء السميكة.
ــ “هذا القماش لا يُنتج سوى ثلاث لفائف منه سنويًا. حاولت الدوقية الكبرى أن تعرض على الإلف النبلاء أي شيء مقابل المزيد، لكنهم رفضوا قطعًا.”
ــ “أفهم… لكن هل كانوا مقربين من الدوقة؟”
ــ “نعم، لا أعرف كيف فعلت ذلك، لكنهم كانوا يزورونها كثيرًا. وهذا أمر عظيم، فهم لا يخفضون رؤوسهم حتى أمام الدوق نفسه.”
ــ “الدوق مخيف نوعًا ما… جاد جدًا ومتجهم.”
ــ “حسنًا، السبب… أنّ والدة الدوق كانت نصف إلف — نصف نبيل ونصف بشري. لذا هو بطبيعته أكثر لطفًا مع الإلف النبلاء.”
(أقارب من جهة الأم ربما؟) فكرت سيفييل.
ــ “لكن كيف أصبحت الدوقة مقرّبة منهم؟”
ــ “كانت عالمة أعشاب عظيمة، فربما انسجمت معهم لأنهم يزرعون الكثير من النباتات السحرية. الإلف، خصوصًا النبلاء، خبراء في الأعشاب والنباتات السحرية.”
ثم تغيّر وجه ماري فجأة وكأنها تذكرت شيئًا مزعجًا.
ــ “لكن يجب ألا تذكري الدوقة الراحلة أمام الدوق. لقد بدأ أخيرًا يلين تجاهك، وقد يفسد ذلك الأمر.”
ــ “لماذا؟”
ــ “ذلك…”
ترددت ماري قليلًا، لكن توسلات سيفييل دفعتها للكلام.
ــ “قبل أن تتوفى الدوقة، فقدت عقلها.”
ــ “……”
ــ “كان الأمر سيئًا جدًا… يقولون إنها حاولت إيذاء السيد الشاب إرغا وهو رضيع. قبل وفاتها بقليل، حُبست في جناح صغير على التل. وتقول الشائعات… إنها لعنت الدوق حتى آخر لحظة.”
رمشت سيفييل.
(هل حدث ذلك حقًا؟ يبدو كقصص اكتئاب ما بعد الولادة في الكتب.)
ــ “لكن… لماذا فجأة؟”
ــ “لا أعرف.”
فسألت سيفييل بحذر:
ــ “إذًا… كيف ماتت في النهاية؟ أعدك أنني سأبقي الأمر سرًا.”
استسلمت ماري أخيرًا:
ــ “لا أعرف التفاصيل، لأنها كانت معزولة… لكن أتذكر أن هناك حريقًا.”
ــ “حريق؟”
ــ “نعم. يقولون إنها أضرمت النار في جناح صغير بجوار حديقتها الخاصة… ولحسن الحظ أُخمد بسرعة ولم يصب أحد. بعدها نُقلت إلى جناح آخر، وفي اليوم التالي وجدوها ميتة… كأنها غفت. قال الطبيب إنها أزمة قلبية.”
(موت غامض…)
تذكرت سيفييل «إرغا».
ــ “إذًا هو أيضًا لا بد أنه لا يتذكر أمه… مثلي تمامًا.”
قالت ماري بحذر:
ــ “أنتِ لا تتذكرين والدتك أيضًا، صحيح؟”
ــ “صحيح.”
ــ “بيري قالت مرة… إن السيد الشاب ربما لا يتذكر أي حب من والدته، كل ما يتذكره… أنها حاولت قتله.”
شعرت سيفييل بوخزة في قلبها.
ــ “لكنّه كان مجرد رضيع.”
ــ “التنانين يتذكرن كل شيء منذ لحظة ولادتهن. وبما أنّ السيد الشاب نصف تنين، فالأمر ينطبق عليه أيضًا… أو هكذا سمعت.”
شعرت سيفييل بشيء غريب في داخلها.
(لقد أصبحت شريرة، فلا ينبغي أن أتعاطف مع الآخرين بسهولة.)
لكن رغم ذلك، انزعجت قليلًا.
ــ “ربما لهذا كان دائم التحفّظ. حتى مع عائلته، نادرًا ما يتكلم. لكن… يبدو أنه يحبك كثيرًا، آنسة صغيرة.”
ــ “لا أظن ذلك.”
(لو أحبني أكثر، لانتهى الأمر بسهم في قلبه.)
لكنها مع ذلك شعرت أنها فهمته قليلًا.
أرادت أن تسأل أكثر عن سبب جنون الدوقة الكبرى… لكن فجأة فُتح الباب.
ــ “عن ماذا كنتما تتحدثان، آنسة صغيرة؟”
سألت بيري وهي تدخل.
تبادلت سيفييل وماري النظرات، ثم قالت سيفييل:
ــ “لا شيء! سرّ!”
ابتسمت بيري قائلة:
ــ “يا لك من لطيفة.”
وهكذا، لم تتمكن سيفييل من سماع بقيّة القصة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 43"