فكما تعرف، بعد نحو عشر سنوات، ستغادر عائلة ريمدراجون عالم البشر.
سيتجهون نحو الجنة الحقيقية المليئة بالسعادة فقط—عالم الآلهة.
(هل يمكن أن…)
عضت سيفييل شفتها.
«جدو الكبير، هل ترغب في البقاء هنا؟»
«إذا سمح الوقت والظروف بذلك.»
قال تشيرنو ذلك ببساطة، غير منتبه إلى نظرة سيفييل الغريبة.
(هل هناك سبب آخر لمغادرتهم هذا العالم؟)
في تلك اللحظة، صدحت موسيقى عالية في أرجاء مدينة الملاهي.
«انظري، كما اقترحتِ، شكّلتُ فرقة استعراض. هيا بنا نشاهد. مهرجون وجنيات بملابس جميلة يرقصون.»
قال تشيرنو بحنان.
أبعدت سيفييل الأسئلة التي ملأت رأسها وأومأت موافقة.
«لكن جدو الكبير، ما هذه الأغنية؟»
أمالت سيفييل رأسها وهي تسمع الأغنية المنبعثة من مكبر الصوت السحري أثناء العرض.
<راكوننا الصغير أبيض ولطيف، يرقص بمرح في كل مكان، راكوننا الصغير ذكي أيضاً، راكوننا الصغير رائع…>
«همم. ماري هي من ألّفها. إنها موهوبة في الموسيقى.»
«……»
«هناك بضع أغنيات أخرى. أتريدين سماعها؟»
«لا، شكراً…»
كانت سيفييل أحياناً تجد الخدم غريبين بعض الشيء.
(ما هذه الكلمات المحرجة؟!)
والآن أخذت تتساءل إن كانت هي وشخصية الراكون قد اندمجا تماماً.
شعرت سيفييل أن اللقب الذي أطلقه عليها إرغا بدأ يهدد هويتها.
على أي حال، كان هذا اليوم أقرب ما يكون لتحقيق حلمها من حياتها السابقة.
وانتهى يوم آخر حافل بالإثارة.
بعد شهر آخر، كانت سيفييل في مكتب دوق تشيرنو الكبير.
صنع تشيرنو كرسياً صغيراً لها—كرسياً من الذهب والحرير الأحمر، مزوداً بأحزمة أمان مثل أي كرسي أطفال.
(أتساءل كم كانت أرباحنا.)
خفق قلب سيفييل بترقّب.
(إذا كان المعدل خمسة آلاف زائر في اليوم، فسيكون نجاحاً كبيراً.)
بصراحة، كانت سيفييل قد أعدّت نفسها لأرباح منخفضة في الشهر الأول بسبب بطء انتشار الأخبار.
تنحنح تشيرنو.
«أهمم، نويل. لننهِ هذا العرض قبل أن يحين وقت قيلولة الراكون الصغيرة.»
«نعم.»
أجاب نويل بجدية وهو يحمل تقريراً.
«إذن، هل سار الأمر على ما يرام؟»
سألت سيفييل وهي تقفز في مكانها، غير قادرة على إخفاء فضولها.
«خمسة آلاف. هذا رقم ضخم. هل جاء هذا العدد فعلاً؟»
كان قلبها يخفق بتوتر.
فهذا أول مشروع حقيقي لسيفييل، وإن لم يصلوا إلى معدل 5000 زائر يومياً فقد يُصاب تشيرنو بخيبة أمل في قدراتها.
«لا. لم نصل إلى متوسط 5000 زائر في اليوم.»
«إذن… هل كان 4000؟»
هبط حاجبا سيفييل.
«لا.»
«2000؟»
«لا.»
«قلها بسرعة.»
قال تشيرنو وقد نفد صبره.
«عشرون ألفاً.»
«……»
حدّقت سيفييل وتشيرنو في بعضهما البعض.
«بمعدل عشرين ألف زائر يومياً. وكان هذا في الشهر الأول فقط.»
«انتظر… من داخل اتحاد المملكة فقط؟»
رمشت سيفييل بدهشة.
(اتحاد المملكة بلد كبير، لكن مع ذلك…)
«الناس يتدفقون من الدول الأجنبية أيضاً. وهناك الآن سيل من الطلبات من القارة الشرقية يسألون إن كان بإمكانهم الحصول على إذن سياحي الشهر المقبل.»
«إذن…..»
«نعم. هذا ليس نجاحاً كبيراً فحسب، بل نجاحاً ساحقاً وكاملاً… شاملاً.»
تبادل سيفييل وتشيرنو نظرة ثم ضربا كفّيهما معاً دون الحاجة إلى كلمة واحدة.
«همف، جدّي العزيز، لقد أبليت بلاءً حسناً.»
«الفضل كله لك، يا راكونتي الصغيرة.»
تمتم نويل بخجل: «لقد ساعدتُ أنا أيضاً…»
ثم لمس يد سيفييل الصغيرة وتمتم: «يد الطفلة الحكيمة…»
«أنت مذهلة حقاً. أترين؟ كنتِ على حق. البشر هم قلب أي تجارة. ومع وجودكِ بيننا، كيف لا تسير الأمور على ما يرام؟»
ابتسمت سيفييل ببهجة.
«أرجو أن تستمري في رعايتي، يا مستشارتنا الطفلة الوحيدة في الشركة.» قال تشيرنو.
«حين تكبرين، أعدكِ أنني لن أخذلكِ.»
«حسناً. وإذا كان لدينا فائض من المال، فلا تتبرع به كله للمجتمع—أعطني بعضه أيضاً.»
أضافت سيفييل بنبرة نصف مازحة ونصف جادة.
(حتى عندما أكبر، سأظل أحتاج لتناول ثلاث وجبات يومياً، وشراء ملابس جديدة، وأحياناً بعض الشوكولاتة.)
(وربما بعد عشر سنوات أو نحو ذلك… سيكون جدي تشيرنو قد رحل عن هذا العالم.)
(على الأرجح سيغلق الشركة.)
ربما حينها تحصل على جزء جيد من الفائض… يكفي لتعيش براحة.
(فبعد كل شيء، سأحتاج مالاً لأستقر بعيداً عن أليغرو، في بلد أجنبي.)
ابتسمت سيفييل بخبث وهي تفكر.
«أوه، هيا الآن. كنتُ أنوي إعطاءه كله لكِ في النهاية. ها! يا راكونتي الجشعة الصغيرة، تماماً مثل صغير الراكون الذي يحاول تخزين الجوز.»
قال تشيرنو ضاحكاً بحرارة.
ضحكت سيفييل معه.
«جدّي… فقط ثق بي.»
لمحت مجلة على الطاولة.
<تصنيفات اتحاد المملكة لجمعية التجارة>
كانت أشهر مطبوعة في اتحاد المملكة وتسمى <شؤون المملكة الراهنة>.
(آه. التصنيفات الأخيرة التي أعلنتها نقابة المعلومات منشورة هنا.)
المركز الأول – شركة أليغرو للتجارة (تحت الإشراف المباشر للعائلة الملكية في أليغرو)
المركز الثاني – شركة التجارة الحرة (يديرها عمدة المدينة الحرة)
…
المركز الرابع عشر – شركة التنين الذهبي للتجارة (خاصة)
فتحت سيفييل المجلة وأرتها لهم.
«أوه، صحيح. هذا أيضاً إنجاز ضخم.»
قال نويل بعد أن رأى المجلة:
(انظروا، شركتنا لم تكن حتى في التصنيف من قبل. لكن الآن، بفضل نجاحنا، نحن في المركز الرابع عشر.)
«نعم.»
أومأت سيفييل.
«جدّي، هل ترغب أن نصعد أكثر في الترتيب؟»
«بالطبع.»
أومأ تشيرنو بجدية.
(نعم، هدفه على الأرجح أن يصل إلى المركز الأول.)
أومأت سيفييل بخفة.
«جدّي، سأرفع هذا الترتيب.»
(وإن أمكن، بما يكفي لإزاحة هؤلاء من القمة.)
ابتسمت سيفييل وهي تحدّق بالمركز الأول.
(إن لعبت أوراقي جيداً، قد أزعج أليغرو قليلاً وأكسب تأييد ملاك الأراضي أيضاً.)
بالنسبة لسيفييل، لم يكن في الأمر سوى مكاسب.
«يا إلهي، أنتِ طفلة ذكية. بفضلكِ هذا أكثر وقت ممتع أمضيته منذ مئات السنين.»
أما الربت الدافئ على رأسها وسيل المديح من جدها المحب، فكانا مجرد مكافأة إضافية.
وهكذا، أصبح <أرض الراكون>، المليء بأحلام سيفييل، نجاحاً ساحقاً.
<تنفيذي التنين الذهبي، “نويل”، يكشف سر النجاح>
[سر نجاح مدينة الملاهي أن رمز الراكون لطيف للغاية. أما الطفلة التي ألهمت شخصية الراكون؟ فهي ألطف بكثير. بجدية، تلك الطفلة مذهلة. لطيفة بشكل لا يصدق]
بعد قراءة المقال، ألقى موروهان الصحيفة بعيداً.
في هذه الأيام، حتى سماع كلمة «راكون» أو «مدينة ملاهٍ» كان كفيلاً بجعل دمه يغلي.
«اللعنة. لا تدعوني أرى صحيفة فيها مقال كهذا.»
«أنا آسف، سيدي!»
أمسك موروهان رأسه الذي يكاد ينفجر.
«آه… ماذا فعلت؟ ما كان عليّ أن أمنحهم إذن البوابة بتلك السهولة. كان بإمكاني على الأقل فرض رسوم عليهم. لا، كان عليّ التدخل أثناء البناء—التسبب في مشاكل قانونية، أي شيء… اللعنة. كان يجب أن أستفيد من الأمر!»
بل—كان بإمكانه عرقلة خططهم وبناء مدينته الخاصة.
كان الجشع ينهش قلب موروهان حتى أوشك أن يمرض من الغيرة.
(لقد خدعني أولئك الأوغاد بكلامهم المعسول. وأوهموني بالقليل من المال!)
بدا وكأنه نسي كم كان سعيداً وهو يقبض ذلك المال. واحمر وجهه غضباً.
حتى أنه بدأ يعتقد أنهم سرقوا منه.
(لن أنسى هذا. قائد تلك الشركة ليس شخصاً عادياً. الأمر أشبه بمن عرفني وخدعني منذ البداية.)
فكّر موروهان وهو يربت على أصابعه المتورمة.
(لا يمكنني ترك الأمر. يجب أن أراقب تلك الشركة جيداً.)
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"