أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

صعدت سيفييل الدرج وأشارت بيدها.

 

فنزل رجال تشيرنو الذين كانوا ينتظرون بالأعلى مسرعين إلى أسفل الدرج.

 

وحين ظهرت سيفييل فجأة خلف تشيرنو مجددًا، كان تشيرنو يصرخ بوجه فيلوكس:

 

“الكونت فيريس! ما معنى هذا؟”

 

تقدم تشيرنو بخطوات سريعة نحو فيلوكس.

 

اتسعت عينا فيلوكس حين رآه.

 

“مـ… ما الذي أتى بك إلى هنا؟ أليس موعد العقد غدًا؟”

 

“ها. وهل تقول مثل هذا الكلام بلا خجل؟ أنشأتَ بلدة كهذه لتحتال عليّ؟”

 

ارتجفت يد فيلوكس مرة واحدة.

 

لكن فجأة أزاح ملامح الخبث عن وجهه ووضع قناع الابتسامة.

 

“آه، فهمت الآن. لا بد أنك متحمس جدًا لتدفع المبلغ المتبقي فورًا. هاها، كان يجب أن ترسل كلمة تخبرني بذلك! كم يجب أنك متلهف حتى جئت بنفسك إلى منطقة محظورة. لقد كدت تصيبني بسكتة قلبية.”

 

وبينما يتحدث، ألقى فيلوكس نظرة جانبية نحو سيفييل.

 

“لكن هذه الطفلة هي—”

 

قبل أن يُكمل كلامه، قاطعه تشيرنو بنبرة غاضبة:

 

“الكونت فيريس، لديك وقاحة شديدة لشخص انكشف أمر خدعه. أود أن أتحدث عن الممثلين الذين وضعتهم هنا. فبحسب الرجلين اللذين لعبا دور المزارع وصاحب النزل، فقد أرسلهم نقابة اللصوص في فولون.”

 

“……”

 

“أجبني، أيها الكونت فيريس! ما الذي تحاول بيعه لي بالضبط؟”

 

ابتلع فيلوكس ريقه وهو يواجه النظرة التي تكاد تحرق جسده لمجرد أن تحدق فيه.

 

ثم سرعان ما تكلم بنبرة هادئة:

 

“يا إلهي، ماذا تعني؟”

 

“ماذا؟”

 

“أنا فقط أردت أن أسهّل صفقة الأرض.”

 

“ماذا تعني؟”

 

“لو أنني ادعيت امتلاك شيء لا أملكه، لكان ذلك احتيالًا. لكن انظر إلى هذا.”

 

فتح فيلوكس درجًا وأخرج رزمة من الوثائق.

 

—يا إلهي، كلها سجلات أراضٍ وشهادات ملكية!

 

ألقت سيفييل نظرة على الأوراق ولاحظت شيئًا.

 

“إنها حقيقة—هذه الأرض ملكي. أليس ما أردته أصلًا هو تطويرها وبناء مدينة هنا؟ أنا فقط ساعدتك على تخيل شكل تلك المدينة حين تكتمل.”

 

“ساعدتني…؟”

 

“ألا ترى؟ خيال البشر محدود. أنا وضعت سكانًا هنا مسبقًا لأساعدك على تصور المدينة النهائية بشكل أوضح. أليس تزيين المنتج أساس التجارة؟”

 

بدا فيلوكس وكأنه يحتضر من شدة الظلم، ومع وجهه السلس المريح للنظر بدا أكثر إقناعًا.

 

“أن يُسمى عمل الرجل النبيل احتيالًا—هذا أمر فظيع! أنا عاجز عن الكلام.”

 

“هاه.”

 

انعوج وجه تشيرنو في عدم تصديق. وشعرت سيفييل بالمثل.

 

ها هو! لسانه الملتوي المعتاد!

 

ذلك المحتال الكبير، الكونت فيريس… أو فيلوكس.

 

كم عدد الناس الذين دمّرهم؟ كم منهم فقد كل شيء وانتهى به الحال في الشوارع؟

 

وهذا الرجل يعيش بفخر دون أن يدفع ثمن جرائمه؟

 

خصوصًا حادثة التلاعب بالأسهم.

 

أليست هي نفس الأسهم التي أوصيتُ بها لوتو؟

 

سيفييل كانت قد أوصت لوتو بشراء الأسهم التي كان فيلوكس متورطًا فيها.

 

في البداية، حققت ربحًا يعادل ثلاثين ضعفًا، لكن بعدها انهارت، ساحبة معها الكثيرين إلى الخراب.

 

بسبب هذا الرجل، ينتحر خمسة عشر شخصًا كل سنة؟

 

وكان هذا فقط حسب الأرقام المنشورة في “صحيفة المملكة” المعروفة بولائها للعائلة الملكية ألليغرو، أما الحقيقة فهي بالتأكيد أسوأ.

 

ومع ذلك، لم يتعرض قط للعقاب أو يُسجن!

 

كل ذلك لأنه من العائلة المالكة—من سلالة ألليغرو.

 

كونه الممول الشخصي للملك ويتّيغار الثالث، جعل فيلوكس يحتال على الناس دون عواقب.

 

وعندما أفكر بالأمر مجددًا… الأمر غريب، أليس كذلك؟

 

فيلوكس كان يجب أن يكون في السجن بدلًا من سيفييل. هذه الفكرة خطرت في بالها.

 

“أيها الوقح، تلعب بالألفاظ الآن؟”

 

تغيّرت نظرة تشيرنو.

 

ارتجفت سيفييل حين رأت بريق عينيه الذهبيتين.

 

ذلك البريق الذهبي ذكرها بإيرغا.

 

“لماذا؟ هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟”

 

فتح فيلوكس ذراعيه.

 

“صحيح أنه تم اكتشاف بوابة في هذه البلدة. وهي تعمل. لقد رأيتها بعينيك.”

 

“……”

 

“أوه، انتظر—هل تحاول إلغاء الصفقة باختلاق عيب فيها؟ ستكون مشكلة عندها.”

 

فجأة جاد فيلوكس ورفع صوته:

 

“لا أستطيع إعادة العربون. من البديهي أن العربون غير قابل للاسترداد إذا أُلغيت الصفقة.”

 

آه. لم أعد أحتمل.

 

انكسر شيء داخل سيفييل.

 

أيها المحتال…

 

كانت سيفييل تتذكر جيدًا اللحظة التي احتال فيها عليها فيلوكس في حياتها السابقة.

 

لقد كانت دائمًا كبش فداء العائلة الملكية. منبوذة ومحتقرة طوال حياتها.

 

ومع ذلك، لم تكن تكره فيلوكس كثيرًا.

 

‹ابنة أخي العزيزة، تعملين بجد مجددًا اليوم؟ لكن هذا عمل لا يليق إلا بشخص لامع مثلك! مذهلة أنت.›

 

لم يلتقيا كثيرًا، لكنه كان من القلائل الذين تحدثوا إليها بلطف.

 

‹عمي لا بد أنه رجل طيب. إنه لطيف مع طفلة ملعونة مثلي.›

 

سيفييل الساذجة صدقت ذلك.

 

لكن حين يُظهر المحتال اللطف، فهناك دائمًا سبب خلفه.

 

بالضبط… لأنه يجدك مفيدة.

 

يُقال إن المحتالين دائمًا ما يلقون نهاية بائسة.

 

وفعلًا، فيلوكس الذي عاش حياته في الأفعال السيئة، نفد ماله في النهاية وصار شحاذًا.

 

فالملك ويتّيغار الثالث لم يهتم إلا بأبنائه.

 

ومع أن فيلوكس جنى للملك الكثير من المال، حين انكشف تلاعبه بالأسهم، اختار الملك التخلي عنه.

 

سمح له بالهرب، لكن… فيلوكس لم يكن من النوع الذي يختفي ببساطة.

 

ذات يوم، كانت سيفييل تعمل في غرفتها المعتادة.

 

كانت تلك الغرفة تحتوي على دفاتر الحسابات، وفيها خزنة سرية.

 

تلك الخزنة كان ويتّيغار يحتفظ فيها بأموال الطوارئ وصندوقه الأسود.

 

‹يا ابنة أخي العزيزة. جئت لأؤدي مهمة لأخي. هل يمكنك فتح الخزنة مرة واحدة فقط؟ رأيتك المرة الماضية… بدا أنك تعرفين الرقم السري… حفظتيه، أليس كذلك؟›

 

طلب منها فيلوكس بإلحاح.

 

‹هـ… هذا لا أستطيع…›

 

بالطبع، رفضت سيفييل. لكن فيلوكس تشبث أكثر بإصرار.

 

‹ألا تصدقينني؟ لقد قال لي أخي أن أجلب له المال! هيا، أرجوكِ›

 

كانت عيناه محمرتين وملامحه غريبة.

 

‹هاه؟ حين أستقر لاحقًا، لن أنسى فضلك. تذكري أنني وقفت معك عندما تورطتِ في مشكلة، أليس كذلك؟ دافعت عنك!›

 

وهذا الجزء كان صحيحًا—حين كان ولي العهد الأول يضربها بلا سبب، كان فيلوكس الوحيد الذي يتظاهر بإيقافه.

 

بالطبع، كانت هناك أيام كثيرة يغض الطرف فيها.

 

‹افتحيها بسرعة!›

 

أمسكها من ياقة ملابسها وهزها مهددًا.

 

في النهاية، لم يكن أمامها خيار سوى فتح الخزنة.

 

بدأ فيلوكس يأخذ المال من الداخل بجنون.

 

‹شكرًا! لنتعاهد ألا نرى بعضنا ثانية، أيتها الأميرة الغبية من العائلة الملكية الملعونة!›

 

في اللحظة التي حصل فيها على المال، تغيّر وجهه وقال ذلك ثم هرب.

 

نعم… كان ذلك الوجه مرعبًا. وقتها عرفت ما هي الوجوه التي يُظهرها الكبار أمام المال.

 

كان ذلك اليوم الذي فهمت فيه… ورأيت الجحيم.

 

التبعات تحمّلتها سيفييل وحدها.

 

اقتحم الناس المكان، يسبّونها ويضربونها.

 

خصوصًا ويتّيغار الذي أمر بضربها بشدة.

 

‹بعد كل ما فعلته لأجلك، هكذا تكافئينني؟ ما كان يجب أن تولدي أصلًا. أنت المسؤولة عن كل شيء!›

 

كانت توبيخه قاسيًا لدرجة أنها لم تستطع الكلام لفترة.

 

وبعد ذلك، زاد سوء معاملتها. وعوقبت بأسبوع كامل من التجويع.

 

تتذكر جيدًا كيف قاومت الجوع بملء بطنها بالماء.

 

وبالطبع، لم تكن هناك أي عدالة. فيلوكس فر إلى قارة أخرى وعاش حياة رغدة بعدها.

 

حتى أن هناك شائعة بأنه اشترى جزيرة وعاش فيها في جنة خاصة.

 

آه نعم… هذا حدث فعلًا.

 

كلما تذكرت، عاد الغضب معها.

 

ومع ذلك، حتى مع كل ذلك الحقد… كان فيلوكس مجرد رقم ٩ في قائمة الموت الخاصة بها.

 

فهو لم يعذبني وحدي—بل كان يستغل أي شخص يجده مناسبًا، عشوائيًا.

 

لكن هذا لا يعني أنني لم أغضب.

 

شيء ما في داخلها كان يصرخ.

 

ربما كان ليستمر في الاحتيال ويعيش بلا خجل لو لم يلتق بي اليوم.

 

ذلك الجزء داخلها الذي ينبح طلبًا للانتقام—مثل كلب صغير شرس اسمه “انتقام”.

 

والآن بعدما أصبحت شريرة… لن أتردد في معاقبة الشر.

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه