أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

“تعال هنا.”

 

لوّح تشيرنو بيده.

 

“إلتون، أحضر لي مرآة.”

 

“نعم.”

 

ذهب إلتون إلى الغرفة المجاورة وعاد ومعه مرآة.

 

بعد أن قال ذلك، أجلس تشيرنو سيفييل على ركبتيه.

 

“انظري، هل ترينني في المرآة؟”

 

“أوه!”

 

أصدرت سيفييل صوت دهشة.

 

“جدي موجود فعلًا في الميرر!”

 

“هذا صحيح. أستطيع أن أغير مظهري لأبدو أكبر سنًا أو أصغر إذا أردت. جعلت نفسي أبدو أكبر حتى يتمكن إيرغا من تمييزي عن والده.”

 

“آه…”

 

كان دايهان يبدو في منتصف الثلاثينيات من عمره، لذلك في الحقيقة كان تشيرنو أشبه بعم أكبر سنًا.

 

يستطيع أن يغيّر وجهه كما يشاء؟ لم أكن أعلم هذا.

 

كان هذا أمرًا مجهولًا لكلٍّ من سيفييل والعائلة الملكية ألليغرو.

 

عائلة الريمدراغون كانت قد انسحبت منذ زمن طويل إلى العزلة، فبقيت عظمتها مجرد أسطورة.

 

التنانين أعمارها طويلة جدًا، وكل ما كان معروفًا أن الدوق الأكبر الأول لا يزال حيًّا.

 

“هل فهمتِ الآن أنني جد إيرغا؟”

 

“حسنًا، الآن سأحتفظ بك في قلبي كجدي. لكن شكلك السابق…”

 

أومأت سيفييل مطيعة.

 

“أنت تغيّرين كلامك بسهولة. أنتِ طفلة مثيرة للاهتمام، أليس كذلك؟”

 

“هذا أعظم مدح يمكن أن يمنحه لكِ تنين، آنسة بيبي. أنكِ إنسانة مثيرة للاهتمام وتستحقين الحديث.” قال إلتون.

 

“إلتون، لا تقل أشياء غير ضرورية. الأهم من ذلك، ماذا تحب هذه الطفلة؟”

 

“تحب أن تُربّت على رأسها.”

 

لم تعرف سيفييل متى بدأ هذا الفهم الخاطئ، لكنها فضّلت أن تبقى صامتة.

 

لأنه في حياتها السابقة لم يمنحها أحد أي دفء، كانت سرًا تحب أن تُحتضن أو تشعر بدفء شخص آخر.

 

ربّت تشيرنو برفق على رأس سيفييل.

 

“لطيف أنكِ تتحدثين بحرية، لكن إذا أردتِ أن تعيشي حياتكِ كلها كنبيلة، عليكِ أن تدرسي. يبدو أن البشر يهتمون بالإتيكيت.”

 

شعرت سيفييل بألم في قلبها وهي تسمع ذلك.

 

كانت تتحدث وتتصرف بما يناسب عمرها الحالي، لكن في حياتها السابقة لم تتعلم أبدًا الإتيكيت أو حتى كيفية الحديث بأسلوب رسمي.

 

كان الأمر طبيعيًا. فقد كانت محبوسة حتى بلغت السادسة عشرة.

 

قضت الكثير من الوقت تتحدث إلى الجدران، حتى أصبحت طريقتها في الكلام غريبة.

 

وبسبب ذلك، تعرّضت للضرب المبرح وأُجبرت على تصحيح كلامها، ولم تتحدث بشكل صحيح إلا قبل موتها بقليل.

 

“أنا أفقه… فهمت…”

 

“همم؟ أنتِ تخافين من أشياء غريبة. نحن التنانين لا نهتم بمثل هذه الأمور.”

 

“نعم.”

 

أجابت سيفييل بسرعة بعد لحظة توتر.

 

“يا لها من طفلة مثيرة للاهتمام.” قال تشيرنو.

 

ثم جاء طرق على الباب.

 

فُتح الباب ودخل الخدم الذين جاء بهم تشيرنو.

 

قال أحدهم:

 

“سيدي، التجهيزات اكتملت. التجار من شركة التجارة قد التقوا بالمفاوض.”

 

“مم. حسنًا، عليّ أن أتحرك إذن.”

 

أومأ تشيرنو.

 

“شركة تجارة؟” رمشت سيفييل.

 

“آه، السيد الأكبر يستمتع بالأعمال كتسلية.” همس إلتون.

 

“أوه…”

 

تذكرت سيفييل القصة التي سمعتها من بيري قبل فترة…

 

<لكن لماذا يتدرب الدوق الأكبر على السيف؟ إنه يفعل ذلك بجدية.>

 

<نعم؟>

 

<إذا قاتل إنسانًا فسوف يفوز على أي حال.>

 

<أوه. سؤال جيد. هل تعرفين عن التنانين؟>

 

<لا.>

 

<للتنانين أعمار طويلة جدًا. وهم أقوياء. إلا إذا كان الخصم شيطانًا، لا يمكن لأي مخلوق عادي قتل تنين.>

 

<همم.>

 

<لكن أحيانًا يموت التنانين من الخمول أو الاكتئاب.>

 

<حقًا؟>

 

<نعم. لذلك يحتاج التنانين لهوايات حتى لا يسقطوا في خمول طويل. وحين يحصلون على هواية، يستمتعون بالعيش مثل الأنواع الأدنى وهم منغمسون فيها. لهذا يعيشون في عالم البشر.>

 

<فقط من أجل هواية؟>

 

<نعم، يسمّى ذلك “لعب التنين”. حياة واحدة، هواية واحدة. هكذا يصف التنانين تسليتهم. بالنسبة للدوق الأكبر دايهان، هوايته هي صقل مهاراته القتالية. وهدفه أن يصبح أقوى مبارز في العالم.>

 

كانت نقابة الاستخبارات في تحالف المملكة تنشر بانتظام تصنيفات لمجالات مختلفة:

 

المبارزون، السحرة، شركات التجارة — وحتى أجمل الرجال والنساء.

 

همم، إذن هو يسعى للمركز الأول؟ للدوق الأكبر هواية غير متوقعة!

 

<والدوق الأكبر يحاول ألا يستخدم السحر أو قدرات التنين. ينافس البشر بالسيف فقط.>

 

كانت تلك آخر جملة من بيري.

 

صحيح. بالنسبة للتنانين، الهوايات مثل هدف الحياة.

 

أي أنها قريبة من سبب استمرارهم في العيش.

 

همم. إذا كانوا قادرين على تغيير مظهرهم وعمرهم بحرية، فلا عجب أن الناس لا يتعرفون على عائلة الريمدراغون.

 

هذا يعني أن دايهان وتشيرنو يمكنهما بسهولة أن يعملا كتجار أو مرتزقة.

 

فهمت سيفييل.

 

لكن انتظر، شركة تجارة الجد تشيرنو… أين هي؟

 

هل يمكن أن تكون “شركة تشيري للتجارة” المعروفة بصغرها لكن قوتها؟

 

أم “شركة رومورا للتجارة”، القوة المهيمنة في البحار؟

 

أو ربما “شركة ميا للتجارة”، أكبر بائع للسيوف؟

 

بما أن التنانين أقوياء ولديهم قدرات كبيرة… فمن المؤكد أنها ستكون شركة مدهشة.

 

شعرت سيفييل ببعض الحماس.

 

“إذن…”

 

“نعم، ها هو عقد صفقة الاستثمار.”

 

ظهر شعار شركة تجارية باهتًا على العقد.

 

أي شركة هذه؟

 

مالت سيفييل بلا وعي للأمام لترى.

 

شعار ذهبي؟

 

“ها قد جلبنا الأموال للدفع النهائي.”

 

دخل رجل آخر ووضع على الطاولة صندوق كنز صغير. كان صندوقًا يبدو ثقيلًا من النظرة الأولى.

 

“إنها كلها ألماس حقيقي. حجم الصفقة كبير.”

 

هاه…؟

 

تجمدت سيفييل عندما رأت الشعار المطبوع بوضوح على الصندوق.

 

هذا الشعار… مستحيل…

 

كان شعار تنين ذهبي بارز في وسط الصندوق.

 

لقد رأيت هذا الشعار من قبل. شركة الجد كانت تُسمّى شركة التنين الذهبي للتجارة.

 

لم تستطع سيفييل إخفاء صدمتها.

 

وهذا مفهوم، فهذه الشركة — شركة التنين الذهبي — كانت مشهورة جدًا.

 

رمز للفشل المؤكد، مثال للانهيار، شركة تملك أموالًا طائلة لكنها انهارت بسبب استثمارات سيئة.

 

كان هذا هو السمعة التي لاحقت شركة التنين الذهبي.

 

أو بالأصح… كانت تلاحقها. لأن…

 

إنها شركة على وشك الإفلاس!

 

وليس أي إفلاس — بل انهيار كامل.

 

في حياتها السابقة، قرأت سيفييل مقالًا عن شركة التنين الذهبي.

 

وكان يحتوي على الفقرة التالية:

 

[لديهم الكثير من المال، لكنهم يميلون للاستثمار في أماكن غريبة. حققوا نجاحًا كبيرًا واحدًا، لكن عندما يفشلون، يفشلون بشكل كارثي.

 

لديهم احتكار لأحجار السحر عالية الجودة، لكن بما أنهم لا يزيدون الإنتاج، فلا يبدو أنهم مهتمون بتحقيق أرباح كبيرة.

 

يفتقرون إلى برودة أعصاب رجال الأعمال الحقيقيين، وأحيانًا يتبعون أهدافًا نبيلة على حساب الربح.

 

لو أنهم فقط استعانوا بمستشارين خارجيين موثوقين واستمعوا لنصائحهم، لما أفلسوا.]

 

ومع ذلك، كان هناك مزاح يقول إن لديهم الكثير من المال لدرجة أنه لا بد أن تنينًا يدعمهم…

 

والآن أرى أن النكتة لم تكن نكتة.

 

التنين أمامي! الجد هو من يدعمهم!

 

وبالنظر إلى أنهم كانوا يستخدمون شعار التنين الذهبي علنًا، فهم لم يحاولوا حتى إخفاء الأمر.

 

صحيح. هذا العجوز هو التنين الذهبي فعلًا.

 

قبل ثلاثمئة عام، خلال حرب الشياطين…

 

كان من المعروف أن تشيرنو، الذي لعب دورًا بارزًا في حرب تحرير تحالف المملكة، هو تنين ذهبي.

 

صفات التنين الذهبي: شخصية مهيمنة جدًا، يحب الثروات، يجمع الجواهر الثمينة، وباحث استثنائي في السحر!

 

كل هذا قرأته سيفييل في حياتها السابقة.

 

وبينما كانت سيفييل في صدمتها، واصل تشيرنو وخادمه حديثهما.

 

“ما وضع خزائن الشركة؟”

 

“الأموال تكاد تنفد. ومع ذلك، إذا نجحت هذه الصفقة…”

 

“أعلم. إذا نجحت هذه الصفقة، سترتفع شركتنا إلى قمة التصنيفات في وقت قصير.”

 

رفعت سيفييل رأسها فجأة.

 

في الحياة السابقة، ليس ببعيد عن هذا الوقت، ألم تقع حادثة انهيار شركة التنين الذهبي؟

 

كانت حادثة مشهورة لدرجة أن سيفييل كانت تعرفها.

 

“أوه لا، هذه هي اللحظة!”

 

“همم؟ آنسة بيبي، ما زلت هنا؟”

 

“مو… سا؟ كاندي…؟”

 

“كاندي؟”

 

تظاهرت سيفييل بعدم معرفة أي شيء وتحدثت ببراءة.

 

“لا، أريد شراء شيء أفضل من الحلوى.” قال تشيرنو.

 

“آه، فهمت!”

 

قالت سيفييل بحماس طفولي.

 

“شيء أبتَر من الحلوى!”

 

“هل تعرفين ما هو؟”

 

“نعم! بيت مصنوع من الحلوى! أنت تشتري بيتًا، أليس كذلك؟”

 

انفجر رجال شركة التنين الذهبي وخدم تشيرنو بالضحك.

 

“أعتقد أنك تريدين بيت حلوى. فكرة لطيفة حقًا. لكن البالغين لا يشترون بيوتًا من الحلوى.”

 

أجاب خادم تشيرنو، وهو من جلب العقد.

 

“إذًا ما هو الأفضل من ذلك؟”

 

سألت سيفييل ببراءة مرة أخرى.

 

“نعم، بدلًا من شراء بيت واحد… هناك ما هو أفضل…”

 

أكمل الرجل:

 

“شراء أرض. قطعة أرض ضخمة يمكنك بناء بيوت ومحلات عليها.”

 

شهقت سيفييل رعبًا.

 

هذه هي. عملية الاحتيال العقارية التي سيخلّدها التاريخ.

 

لا — ليست مجرد عملية احتيال عقارية.

 

حادثة <المدينة المخططة مطرح>.

 

أكبر عملية احتيال عقاري في التاريخ.

 

وها هو تشيرنو على وشك الاستثمار فيها.

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه