⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في مملكة أليغرو، يُصبح الشخص بالغًا عند سن السادسة عشرة.
ولم يتبقَ سوى عام واحد قبل أن تبلغ سيفييل سنّ الرشد، إلا أنّها أصيبت بمرضٍ خطيرٍ مجهول.
‘ألم. سأموت قريبًا. أي أحد، أرجو أن ينقذني.’
عندما قارَبت على الموت، جاء الأطباء على مضض.
قالوا جميعًا إن سيفييل لن تصمد.
[يبدو أنّها لن تنجو من الليلة.]
بهذه الكلمات، ذهب ويتّيغر لرؤية سيفييل. وعندها–
[هاه، هاه.]
رأى ويتّيغر مشهدًا صادمًا.
الجدار كان مغطى بالكامل بالملاحظات والأوراق التي كتبتها هي.
[أنتِ من كتبتِ هذا؟ هذه المعادلة. وهذه الورقة؟]
طفلة قُيّدت طوال حياتها. وكان الشيء الوحيد الذي تستطيع فعله هو قراءة الكتب القديمة مرارًا حتى سئِمت منها.
فماذا لو نجى وجود كهذا؟
‘ربما عبقرية؛ وإن لم تكن، فستكون وحشًا.’
هكذا قال أحد العلماء عندما رأى سيفييل وقد أصبحت بالغًة.
‘للدهشة، كنت عبقرية.’
سنوات من تعلم الكتابة بينما تعرّضت لسوء المعاملة على يد المعلمة الخاصة أثّرت في سيفييل. كتبت عملية وراء أخرى، وسرعان ما تكوّنت من أوراقها جبال في الغرفة.
رأى ويتّيغر قوامها وابتلع ريقه. فقال:
[أحضرِها لي إن نجت من الليل. هذه الفتاة ستكون ذات نفع.]
كانت تلك آخر كلمات سمعتها تلك الليلة.
خمسة عشر عامًا.
في النهاية، نجت سيفييل بالكاد من الحمى المميتة، وبعدها بوقت قصير، أتى عدد لا يحصى من العلماء لزيارتها.
[حاولي حل هذا، بدءًا من هذه المسألة.]
[هل كتبتِ هذه المقالة حقًا؟]
فعلت سيفييل ما طُلب منها وهي ترتجف. وأفاد العلماء الذين رأوا النتائج بأنّ سيفييل عبقرية.
الشيء الذي كانت تتوق إليه في أحلامها، ابتسامة والدها.
نظرة لطيفة بدت كأنها رحمة.
شعرت سيفييل كأنها في حلم.
[كما توقعت، إنه تمامًا مثل الأسطورة.]
على الرغم من أنّ ويتّيغر احتفظ بوجه جاد عندما تمتم بذلك–
إلا أنّها كانت سعيدة.
‘في تلك اللحظة، كان الأمر كما لو…’
رواية عائلية تكون فيها الفتاة هي الشخصية الرئيسية. فقد شعرت في تلك اللحظة كأنها أصبحت بطلة مثل تلك الرواية.
‘أنا، المتطفلة على العائلة، أُفضّل من قبل والدي؟’
وحتى وإن لم تتوقع حدوث مثل هذا الحلم…
‘لم أكن أعلم أنّ نوعية حياتي بعد تلك اللحظة ستتحوّل سريعًا إلى رعب وخيانة.’
خرج تنهيدة صغيرة من فمها. وكلما فكرت في ماضيها، شعرت بالإحباط الشديد.
“…، أنا حقًا غاضبة…”
قال لها والدها، ويتّيغر، الذي اكتشف عبقريتها:
[من الآن فصاعدًا، إن كنتِ بارعة فيما أُطلِب منكِ فعله، سأُخرِجك من السجن عند بلوغك سن الرشد. فقط عليكِ أن تكوني مطيعة.]
‘كان من المستحيل أن تكون الأشياء التي طلبها مني…’
…أشياء جيدة.
لأجيال، وُجد أشخاص يُعرفون بـ “الظلال” في العائلة الملكية أليغرو.
كان هؤلاء الظلال يتعاملون ويعالجون جميع أسرار العائلة الملكية أليغرو في الخفاء.
كانت وظيفتهم تُعامل كأنهم أدوات تُستهلك. وإذا حدث شيءٌ كبير، يتهم ظل بالذنب ويُعدم.
بوضوح، كان ويتّيغر عبقريًا في اكتشاف استخدام البشر.
لقد جعل سيفييل التي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشرة تصبح “ظلًّا”.
وهكذا بدأت سيفييل في إعداد دفاتر محاسبية سرية.
واتضح أن…
[أنتِ حقًا عبقرية.]
[أنتِ فنانة عمليًا في صنع الدفاتر، حتى لو كانت سطحية. لا يمكنني تصديق أنّك قادرة على ربط أشياء كهذه!]
هكذا قال الأمناء عندما رأوا السجل الذي أعدّته سيفييل.
إن إعداد دفاتر سرية لم يكن وظيفة محاسبية بسيطة.
كانت وظيفة تحسب الدخل والإنفاق عن طريق تجميع ما جرى في العائلة ثم إعادة تنظيمه بإضافة تفاصيل زائفة ببراعة.
كان على المرء أن يحفظ مجرى المال في العائلة دون أن يخطئ ولو في أمر واحد.
‘وقد أدرت كل شيء. مرارًا وتكرارًا.’
فعلت سيفييل كل ما طُلب منها، وتعلمت كل ما عَلِّمت له.
من السحر والرياضيات والمحاسبة إلى الأدب. لم يكن هناك شيء لا تستطيع فعله.
وأحيانًا، كان والدها يمدحها:
[أنتِ الأذكى بين إخوتك.]
كانت سيفييل فخورة حقًا وسعيدة.
‘ومع ذلك، أبى أبي إلا أن يفي بوعده. فقد أخرجني من السجن عندما أصبحت كبيرة.’
نُقلت سيفييل إلى غرفة انفرادية صغيرة داخل الأمانة، تتجاوز من خلالها مكتب ويتّيغر.
في تلك الغرفة الباردة جدًّا، كانت سيفييل تنفخ في يديها وتفعل كل ما يُطلب منها.
وقد أُجبرت على استخدام أداة سحرية تُغير لون عينيها وشعرها، حتى تسمح لها بالخروج كثيرًا.
‘على الرغم من أن والدي سمح لي بالخروج فقط ليتسنى لي القيام بما طُلب.’
كانت تخرج فقط للنزهة في الحديقة الخلفية، لأنها تُعدُّ مكانًا لا يأتي إليه أحد بسبب جوها الكئيب والمظلل.
وكان يُسمح لها بالحصول على كل الكتب التي تريدها، وقراءة الصحف كما تشاء.
وكأنهم في عجلة لتلبية كرميهم معها، كانوا يقدمون لها وجبة من الطعام الذي تريد تناوله مرةً في الشهر.
‘على الرغم من أنني لم أتناول طعامًا ساخنًا مرة واحدة.’
ومع ذلك، كانت في ذلك الوقت، ولو كان ذلك أمرًا صغيرًا، سعيدة.
‘واتضح أن تلك السعادة كانت مجرد وهم.’
عندما بلغت سيفييل الحادية والعشرين:
[همم، لقد عملتِ بجد حتى الآن. دعينا نذهب إلى مكان جميل معًا اليوم.]
قال لها والدها ذلك يومًا، وهو يعطيها ثيابًا جديدة.
وعدها والدها أن يشتري لها المأكولات الحلوة التي لطالما تبولتَ لها، وحتى عرض أن يُرِيها القصر.
كان ذلك لحظة أشبه بالحلم.
أو هكذا ظنّتها. ولكن عندما رأت أخيرًا المكان الذي تُؤخذ إليه…
كان مختبر سحريًا مخيفًا.
‘نعم. أُخذت إلى المختبر وأصبحت فأر تجارب.’
كان نهاية مروّعة.
واتضح أن هذا هو الواقع.
‘في العائلة الملكية، كان يُقال إن الطفل ذو الشعر الأبيض والعيون الحمراء نادرًا ما يُولد.’
سيفييل لم تكن أول “طفلة نكبة”.
بداية عائلة أليغرو كانت مصدر رغبتهم الشاذة في إخفاء الأطفال.
بدأت من عائلة سحرة متواضعين.
‘نعم. في الحقيقة، أليغرو كانت عائلة سحرة قديمة في أرضٍ كانت تزوح فيها زيجات مع الشياطين.’
كان الشياطين كائنات شريرة تحكم اتحاد الممالك سابقًا.
ولكن، ذلك كان قبل مئات السنين.
والآن، لقد طُرد الشياطين منذ وقت طويل إلى الهاوية بعد [حرب تحرير اتحاد الممالك].
‘العيون الحمراء والشعر الأبيض الفضي والجلد الشاحب والأظافر السوداء والبنية الطويلة.’
كل هذه كانت سمات مميزة للشياطين.
‘لكن، لحسن الحظ، كنت إنسانًا عاديًّا.’
أتت دماء الشياطين مخففة تمامًا، لكن أحيانًا، كل بضعة عقود، يولَد طفل بشعر وعين مشابهين للشياطين.
‘كان ذلك مثل لعنة لم تزُل حتى بعد مرور أجيال. أم أنه نوع من التحوّل الوراثي؟’
ولكن، الشياطين الحاليون باتوا وجودًا خياليًا لا يواجهه عامة الناس في اتحاد الممالك.
في كل الأحوال، كان وجود طفل بمظهر سيفييل مشكلة كبيرة لعائلة أليغرو الملكية.
‘بعد كل شيء، زواجهم من الشياطين كان ماضيًا مظلمًا لعائلة أليغرو الملكية.’
لذلك، كل الأطفال ذوي “الشعر الأبيض والعيون الحمراء” كانوا يُحبسون.
كانوا مكروهين، مُضرِبين، ويعاملون دون البشر.
كان هذا تقليد العائلة الملكية أليغرو.
‘لأن عدد الأطفال المحبوسين ظلمًا مثلي كان كبيرًا، أصبح هذا أمرًا لا يمكن إيقافه.’
كانت الأسطورة المتوارثة داخل العائلة ما هي إلا ذريعة للتعامل مع أطفال مثل سيفييل.
‘فماذا يفعل الأطفال مثلي عادة؟’
حصلوا على تعليمٍ ضئيل، واضطروا أن يضعوا حياتهم على المحك…
‘بعد حياة حبْس، عندما نصبح بالغين، سنُقتل بالسم.’
[بما أننا أطعمناكِ، وسمحنا لكِ بالدراسة، فلا تغرورِي وماتِي. عسى ألا يولَد مثلُك في عائلتنا مجددًا.]
كان هذا نهاية حياة هؤلاء الأطفال المروّعة.
ومتى استرجعت ذلك، زادت مرارة سيفييل.
‘مع ذلك، كان مصيري مختلفًا قليلًا عن أولئك الذين وُلدوا قبلي.’
في البداية، كان ويتّيغر يخطط لفعل كل شيء كما يقتضي التقليد. سيحبس سيفييل، وعندما تكبر، سيقتلها.
لكن، بعد أن شاهد عبقريتها، تغيّرت نواياه.
‘كان هناك سببان لكل ما بقى على قيد الحياة حتى تجاوزت البلوغ.’
“ظل”.
ذلك كان اسم من يتعامل مع أسرار العائلة الملكية أليغرو المقززة، وبعد كل شيء، سيُطرد ويُهمل بعد سنوات.
سيفييل كانت الشخص المناسب لهذا الدور لأنها كانت ستُقتل على أي حال.
والآن، بعدما استُنفِدت سيفييل، تجرأ ويتّيغر أن يستخدمها آخر تجربة له.
“فوف.” [زفير.]
كانت سيفييل تشعر بتوتر جسدها بمجرد التفكير في ذلك.
‘يوم أُخذتُ إلى المختبر، لا يزال ذاك اليوم حياً في ذهني.’
كانت ترتدي بعد الملابس الجديدة والحذاء الجديد.
[سوف تعيشي الآن في هذا المختبر وتعملين لمساعدة إخوتك.]
لاحقًا، وعند قول والدها لتلك الكلمات، كان من المستحيل على سيفييل أن تطيع وتقول: “نعم، سأفعل.”
صاحت سيفييل وحاولت الفرار.
بالطبع، قُبض عليها سريعًا.
[أبي، أنا أيضًا… ابنتكِ. فلماذا… تكرهني هكذا؟ سأكون أطيب. سأطيع. لذا، من فضلك…]
ذلك اليوم كان أول يوم في حياتها تنادي فيه ويتّيغر “أبي”.
نظر إليها كما لو كانت حشرة، وقال:
[سيفييل، وُلدت بدون فائدة. يجب أن تفتخري أنك تضحي بحياتك من أجل عائلتنا. كيف تكونين بهذا الأنانية؟]
[عما تتحدث… أنقذني، أرجوك أنقذني…!]
[أنت حقًا بلا حياء. هل صدقتِ أنني سأعتني بك وأحبك لأنك ابنتي؟]
[رجاءً…]
[إن لم تُحبِّي، فعليكِ الاعتذار لعدم استحقاقك أن تُحبِّي. لا وجود لضحايا من طرف واحد في هذا العالم.]
في ذهن والدها، بالنسبة لابنة مثل سيفييل…
لم يكن هناك ذرة عاطفة تجاه “الوحش ذو الشعر الأبيض والعيون الحمراء”.
الاستثناء الوحيد كان موهبتها العبقرية اللانهائية. كان سعيدًا بها فعليًا.
[كم سيكون رائعًا لو أن أبناءي لديهم تلك المواهب.]
لطالما فكّر والدها في ذلك.
ولذا بدأ بحثه من أجل نقل موهبتها إلى إخوتها الأكبر سنًّا.
‘أخي الأكبر الأول كان بليدًا، والثاني ضعيف البنية، والثالث موهوب بالسحر لكنه يفتقر إلى التعاويذ. كان الهدف من هذا التجربة ملء تلك النواقص.’
كان الهدف تحويل سيفييل إلى روح.
‘يبدو أنه يخاف إذا متُّ وصرت شبحًا، سألعن العائلة كالمذكور في الأسطورة. فهل كان ينوي تحويلني إلى روح حقًا؟’
كانت تجربة تستخدم كل أنواع التقنيات من مملكة السحر، بالإضافة إلى تعاويذ سحب من أيام السحرة المنخفضين في العائلة.
كانوا سيمزقون روحها إلى أجزاء، ثم يحولونها إلى روح.
‘ثم تُوزّع أجزاء مني لإخوتي الأكبر كعبيدٍ خاصين بهم. روح عمل، غرضها الوحيد تعويض أخي الأكبر عن فشله.’
كانت تلك خطة والدها المجنونة.
م.م: ينضم لقائمة أسوء الآباء في تاريخ المانهوا 🤬
‘لحسن الحظ، كنت تحت تأثير المخدر والمنوم معظم الوقت، فلم يكن الألم حادًا.’
وهكذا، استمر التجربة…
آخر ذكرى لها كانت وهي تطفو في سائل الحياة في أنبوب اختبار ضخم مصنوع من الحجري السحري.
في ذلك الأنبوب، لم تخرج الدموع. كلما بكَت، كانت فقاعات فقط.
صاحت سيفييل:
‘أريد أن أهرب. أي مكانٍ جيد. رجاءً، دعوني أرحَل.’
لكن ذلك لم يُجدِ نفعًا.
‘بل، أرجوك، قتِلني. رجاءً.’
حينها أدركت:
‘أنا بعمر الخامسة؟’
قالت إنها تريد أن تذهب إلى عالم آخر. من قال أنها تريد العودة إلى الماضي؟
كيف يمكن للمرء ببساطة أن يُعيد الزمن؟
‘لم يتغير شيء من أنني سأُحبس…’
أنين سيفييل.
كان ذلك الوقت…. سمعت خطوات الأولاد.
“إذاً، تقول إن في إقليم دوقية ريمدرايغون، ستُقام مأدبة؟ أليس هذا المكان مذكورًا في الأساطير؟”
“أجل، لكن ما الغرض؟ الغرض هو أنهم سيختارون خطيبة للوريث الصغير ذو الخمس سنوات الوسيم. لا يمكن للأولاد الذهاب، حتى كزوار.”
“أنا غيور جدًا.”
“إنه يتصنّع لأنه يمتلك دماء التنانين. سمعت أن كل ريمدرايغونات منحوسون. بالرغم من أنهم لم يظهروا للعالم الخارجي منذ مئة عام.”
“لكن، يا أخي الأكبر، لا يُسمح لنا بالذهاب هناك. إن اكتشف والدي، سننال عقابًا شديدًا…”
“سيكون الأمر على ما يرام. لا تستطيع الإبلاغ عنا لأنها لا تستطيع أن تتحدث بالشكل السليم بعد. وهو أيضًا واجبنا، كأفراد من العائلة الملكية، أن نوبّخ ‘نكبة المملكة’.”
كان هذا صوت أخي سيفييل الأكبر، هيرون.
تبع ذلك صوت الأمير الثالث، هورون.
‘الوحوش هنا فقط بسماع أصواتهم ارتفعت شعري.’
كانت في حوالي الخامسة من عمرها.
وبطبيعة الحال، كان ويتّيغر يمنع بشدة الأمراء من الاقتراب من سيفييل.
لكن، هيرون كثيرًا ما كان يتسلل إلى السجن.
‘في أيام مثل هذه، كان دومًا يضربني ويعذّبني إلى أقصى ما يستطيع.’
واليوم…
‘جاء ومعه سيف ساطع.’
بالتأكيد سَيضربها بذلك السيف الخشبي.
‘أكره أن يُطلَق عليّ بالسيف!’
نظرت سيفييل حول محيطها. ثم، أمسكت بشيء ورمته.
“أنت! تعال هنا. لا تأتي؟!”
تجاهلت سيفييل تلك الكلمات واختبأت تحت سريرها.
“أنتِ الطفلة الغبية. لن يتغير شيء حتى لو اختبأتِ هناك. حتى الرأس الطائر أذكى منك!”
دخل هيرون السجن منتشيًا.
قدّم له الحارس مفاتيح السجن كأنه أمر عادي.
“لا تأتينَ؟ حسنًا، اليوم سأضربك مرتين.”
في تلك اللحظة، دوس هيرون على شيء ووقع أرضًا. كانت زجاجة حبر.
“أوه!”
كشرّ هيرون عن أنيابه. ثم وجد سيفييل مختبئة تحت السرير المنخفض.
لكن سيفييل لم ترتعش كما كانت تفعل عادة.
كانت تحدّق في هيرون، تدحرج عينيها الحمراء الكبيرة.
“هيك!”
تفاجأ هيرون بصمت. لكنه كان واعيًا لشقيقه الأصغر خلف ظهره، فكشرّ أيضًا.
“يبدو أنك تحتاجي ضربًا لتعودي إلى رشدك! كيف تجرئين فعل هذا؟! أنتِ تتوسلين لتُقتَلِ! ستُقتَلين!”
صاح هيرون بصوتٍ عالٍ.
“أنتِ ميتة.”
“ماذا؟”
شكّ في هيرون في أذنيه.
“أتعرفين الكلام؟”
في تلك اللحظة.
َغمغةغ!
شيءٌ طعن ظهر يد هيرون.
“هواااك! ماما!”
كانت رأس قلم حاد.
“د-دم!”
مسك هيرون ظهر يده وتراجع زحفًا.
أمسكت سيفييل القلم ونظرت له بنظرة فارغة.
“أوه! هذا الشيء اللعين!! هل ترغبين بالموت؟ كيف تجرؤ!”
صرخ هيرون بصوت مرتفع. سيفييل، التي لم تخف منه إطلاقًا، نظرت في عينيه وقالت:
“…فاشل بالسيف.”
“ماذا؟”
ترجمتها البسيطة:
“…مَعْرِض السَّيْف العاطِل.” (سياف فاشل)
في تلك اللحظة، كانت سيفييل لا تزال لا تُسيطر تمامًا على الكلمات.
فقط عندما أصبحت في السادسة من عمرها، وتولى معلمها الخاص تعليمها، بدأت تتكلم بحذافيرها.
قبل ذلك، كانت تقلّد أجزاء من كلام من يمرّون بالقرب منها،
لذا لم تكن تتكلم إلا كلمات مثل: “كُل، لا، أوكي.”
‘كنت أعتقد أن لساني قصير إلى هذا الحد!’
كان ذلك أسلوب طفلٍ يتعلم تكرار كلمة واحدة لفترة حتى يعتادها.
‘لكن، بالكاد كنت أتكلم.’
قرّرت سيفييل استخدام لغة قديمة أسهل في النطق.
“را موكيتو ما، مو مارا.”
وإن تُرجمت تلك الكلمات، لتقول:
‘هل تريد أن تتباهى للأب بأنك ضربتني؟ هذا فشل للسياف.’
كان هيرون، الذي لا يملك كفاءة، دائمًا ما يفشل في دروس السيف، مما يؤدي إلى توبيخه من الوالد.
‘هو بالفعل طالب دون المستوى، فما الذي سيقوله والدي إن عرف أنه هُزم وأُذِيَ على يد طفل بعمر خمس سنوات؟’
كانت تلك المعاني في عينا سيفييل.
“شوونا مي ميورا، مو. ميا. مارا يو إيلوتيا؟”
[هل ترغب أن أبلغ والد؟ …]
‘سيكون الأمر صعبًا عليك أيضًا.’
ارتجّت وجنتا سيفييل وهي تنظر إلى هيرون وكأنها تنتقده.
“أنت، ماذا قلتِ تواً…؟”
كأنه رأى شبحًا، نظر هيرون إلى سيفييل، بينما ترتجف يديه.
“غبي.”
قالت سيفييل:
“شو أرا مو. مارا.”
[كيف ستستخدم سيفك ويداك ترتجفان؟ فاشل بالسيف.]
“كيف… كيف عرفتِ اللغة القديمة…”
“مورا إ مياميا.”
[علّمني شبح، يا وغد.]
“آه! أنتِ…! هذه ساحرة!”
“دو يو ونت تو تويست پن أگين؟”
[هل تريد تذوّق القلم مجددًا؟]
أرَت سيفييل القلم الملوث بالدماء الذي استخدمته.
“يا إلهي!”
تراجع هيرون.
“ما الأمر، يا أخي الأكبر؟ هل تتعرض للضرب من تلك الطفلة؟”
أخفى هيرون يده على عجل.
“لا… لا شيء!”
ضغط هيرون على جسده بقوة. حتى أن الدمع ظهر في زاوية عينيه.
“آيش، إنه يؤلم. أنتِ! هل تعتقدين أنني سأنسى هذا؟ انتظري لترين.”
نظرَت سيفييل إلى هيرون بصمت وقالت:
“واتر يو جستن سواينق إت أور نات، آي دونت كاير.”
[سواء كنتَ تقصده أو لا، لا أبالي.]
“هيك!”
خرج هيرون من السجن غضبانًا، كأنه سيفقد عقله.
سيفييل أرادت الضحك.
‘أمرٌ سهل للغاية.’
في حياتها السابقة، كانت سيفييل كعبد للعائلة، تزحف بحذر لكل شيء.
وهذه كلمات الملك—والدها في حياتها السابقة:
[أتريدني أن أحبك فقط لأنك ابنتي؟]
صحيح. لم تكن تعرف أن ليس كل الأطفال يحظون بتلك الحقوق.
‘من الآن فصاعدًا، سأمهد طريقي بنفسي.’
كانت تمنّت الحب طول حياتها، ورغبت في التحرر من وحدتها، لكن الآن، تلك الأمور لم تعُد تعني شيئًا.
‘ماذا؟ إن تصرفتِ بشكلٍ جيد، ستعطيني فرصة؟’
قالوا إن الأمر سيصبح أسهل إن سلّمت بالأمر.
وكانت سيفييل قد تسلّمت كل شيء بالفعل.
في تلك اللحظة، حلَّ السلام في نفسها.
ملأت عقلها الفارغ بـ…
الانتقام. بالإضافة إلى شعور بالتحرر.
‘أكرهكم جميعًا.’
رسمت سيفييل زاوية واحدة من فمها لتعبّر عن أشد النظرات حقارة تستطيعها.
هذا التعبير على وجهها، والممزوج بخدودها المكتنزة وشفتيها الصغيرتين كان…
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات