⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد يومين.
كانت سيفييل تقطف الأزهار وتلهو في الهواء الطلق داخل الغابة كعادتها.
قالت وهي تمد يدها:
«هذه… هدية!»
ابتسمت مربيّتها وقالت:
«يا إلهي، ما أجملها. إنها إكليل أزهار جميلة. أليس هناك واحد لابن السيد الصغير؟»
ارتبكت سيفييل فجأة.
لماذا قد أهديه واحدًا؟
حتى إن أعطته، سيضع الإكليل على عنقي كما لو كنت دمية راكون.
ضحكت بيري بخفة وهي ترى سيفييل جالسة القرفصاء تلعب.
وقالت بحنان:
«يسرني أنكِ مسرورة اليوم، يا صغيرتي.»
مسدت بيري شعر سيفييل برفق.
كان الغد موعد وصول وفد العائلة الملكية أليجرو، ولهذا السبب كانت سيفييل مكتئبة في الأيام الأخيرة.
والأسوأ من ذلك أنها بالأمس رفضت تناول الحلوى، وهذا وحده كان صدمة كبيرة للخدم.
آه… ما زالت نحيلة اليوم أيضًا.
لقد بذلت قصارى جهدها لتجعل بطنها ممتلئًا كأقرانها، وكانت تفحصها صباحًا ومساءً، لكنها لا تزال ضعيفة البنية.
في نظر بيري، أي شيء ينتقص من صحة الصغيرة أو وزنها هو عدو يجب إبعاده.
قالت سيفييل:
«لكن… هل أستطيع الخروج؟»
أجابتها بيري:
«نعم، ولكن إياكِ أن تدخلي حديقة الدوق الأكبر.»
«حسنًا.»
كانت قد سمعت أن عائلة الدوق الأكبر تمتلك حدائق مزهرة جميلة مثل قلاع الأساطير، ولكن لسبب ما، كان المكان محاطًا بجدار عالٍ، وبوابة الدخول الوحيدة كانت مغلقة بإحكام.
كانت سيفييل فضولية جدًّا بشأن ذلك المكان، لكنها لم تقترب منه احترامًا للقوانين، ولم تكن متضايقة كثيرًا، إذ كان مسموحًا لها اللعب في الغابة التي تحيط بالطريق المؤدي إلى المبنى الرئيسي.
وفي تلك اللحظة…
«افسحوا الطريق!»
جاء الصوت من الطريق الملاصق للغابة، ترافقه جلبة عجلات عربة تهتز على الأرض. ارتجفت سيفييل واقفةً في مكانها، وقد رأت أن العربة كانت تحمل شعار العائلة الملكية أليجرو — طائرًا أحمر ضخمًا منقوشًا على جانبيها.
توقفت العربة أمامها، ونزلت منها امرأة ترتدي ثيابًا فاخرة للغاية.
قالت وهي تتأفف وتلوّح بمروحتها:
«أوه! يا للقذارة. لم أكن أعلم أن قصر الدوق الأكبر، الذي سمعت عنه في الحكايات، قائم في غابة معزولة كهذه.»
فتحت سيفييل عينيها دهشةً.
أهذه هي الملكة إراثا؟
إنها صاحبة المرتبة السابعة في “دفتر موتي”، أرملة الملكة السابقة وزوجة الملك الثانية، وأم ولي العهد.
تسرب البرد إلى أوصال سيفييل فجأة.
زوجة أبي بالتبني… تلك التي أساءت إليّ وعذبتني.
إراثا صاحبة سمعة سيئة، تنحدر من عائلة لم تكن رفيعة الأصل، لكنها تمسكت بالملك وأنجبت منه طفلًا لتضمن مكانتها. كان ذلك الطفل هو الأمير الثالث، هورون.
كانت الجدة الملكة، يولين، لا تتورع عن إهانتها بقولها:
«أليس من حسن الحظ أن هورون ولدٌ يا إراثا؟ لو أنجبتِ ابنة، لكان حالك كحال ليلـيا — تلك التي أنجبت تلك الفأرة البيضاء الحقيرة. الابنة لا فائدة منها، أما الابن فهو الذي يقوي العائلة الملكية.»
وعند سماع هذه الكلمات، كانت إراثا تفرغ غضبها على سيفييل، فتضربها بلا رحمة لأتفه الأسباب، وتقول لها:
«أتظنين أنكِ أنتِ وابني العزيز هورون سواء؟ مجرد التفكير في أنني أُعامل مثلك يجعلني أشعر بالغثيان! أنتِ تشبهين تلك المرأة ليلـيا وهذا يثير اشمئزازي!»
لم تفهم سيفييل حينها معنى هذه الكلمات إلا لاحقًا، إذ اكتشفت أن ولادتها كانت في نفس فترة ولادة هورون تقريبًا، وأن والدتها الحقيقية توفيت بعد أن وضعتها.
نعم… هذا هو موطني الأصلي، العائلة الملكية المجنونة… المكان الذي لا أريد العودة إليه أبدًا.
اقتربت إراثا وخلفها موكب من الخدم، وقالت:
«أهذه الطريق تؤدي إلى قصر الدوق الأكبر؟»
أجابتها بيري:
«نعم، ولكن قصر الدوق الأكبر لا يستقبل الضيوف بسهولة. ما سبب زيارتك؟»
قالت المرأة بحدة وهي تحاول رؤية من خلف بيري:
«أنا الملكة إراثا، مبعوثة العائلة الملكية أليجرو من أجل عرض زواج.»
ردت بيري بهدوء:
«حسب علمنا، كان موعد وصول الوفد غدًا.»
كان تقديم موعد الزيارة بيوم تصرفًا وقحًا في أعراف الدبلوماسية.
قالت إراثا ساخرة:
«ومن هذه الطفلة التي تخفينها عني؟ لحظة… أهي أنتِ؟ يا للمصادفة السعيدة!»
شعرت سيفييل بالقشعريرة، فقد كانت إراثا تناديها دائمًا “الفأرة البيضاء المصابة بالوباء”.
«تلك الملامح تشبه الفأر الأبيض… أنا متأكدة. ابتعدي عن طريقي.»
أجابت بيري بثبات:
«أعتذر، ولكن هذه الصغيرة تحت رعاية الدوق الأكبر، ولا يمكن مقابلتها إلا بإذنه.»
صرخت إراثا غاضبة:
«كيف تجرؤين على منعي من رؤية ابنتي!»
وفي لحظة، أحاط فرسان إراثا ببيري. شعرت سيفييل بالخطر، فسحبت بيري من كمها وقالت بصوت منخفض:
«لا بأس… سأذهب.»
تذكرت أن من أحسنوا إليها في حياتها السابقة دفعوا الثمن غاليًا، ولم ترد أن يتكرر الأمر مع بيري. تقدمت بخطوات صغيرة نحو إراثا.
قالت إراثا بابتسامة مصطنعة:
«اقتربي يا ابنتي… تعالي إلى أمك.»
ردت سيفييل بصوت متردد:
«…أمي؟»
قالت إيراثا، وهي تضع يدها على صدرها بتصنع:
«يا إلهي، أَلستُ أمك بالتبني رغم كوني هكذا؟»
بقيت سيفييل عاجزة عن الكلام.
ما الذي تخفيه هذه المرأة في جعبتها؟
تابعت إيراثا بنبرة متظاهرة بالشفقة:
«لقد جاءت هذه الأم كل هذا الطريق من أجلك، أليس كذلك يا صغيرتي؟ عندما ترين أمك، عليك أن تحييها، أليس هذا ما يليق؟ ما الذي سيفكر فيه الناس عن العائلة الملكية أليجرو إن تصرفتِ هكذا؟»
وحين لم تقترب سيفييل، جذبتها إيراثا بخشونة، ثم احتضنتها بإحكام. وفي ذلك الوضع، همست في أذنها:
«هيه، يبدو أنك موهوبة بالفعل.»
سكتت سيفييل.
قالت إيراثا بابتسامة باردة:
«أأنتِ، وأنتِ بعدُ صغيرة السن، تلعبين الحيل وتتقربين من عائلة الدوق الأكبر؟»
ثم أبعدت خدها عن رأس سيفييل وحدقت في عينيها مباشرة وهي تهمس:
«سأحرص، بلا شك، على أن تدفعي ثمن إجباري على المجيء إلى هذا المكان.»
ابتسمت إيراثا ابتسامة خبيثة وربتت على وجنة سيفييل، ثم أضافت:
«حقًّا، أنتِ نسخة طبق الأصل من والدتك الحقيقية.»
لم تجد سيفييل ما تقول. لقد كانت أسرتها السابقة أكثر فوضى مما كانت تذكر.
العائلة الملكية أليجرو، “الأعظم في العالم” بلا أي أساس…
مجرد التفكير في أن كلمات كهذه تُقال لطفلة في الخامسة أمر مثير للسخرية.
لو كنتُ أنا في حياتي السابقة، لكنت ارتعدت خوفًا الآن.
لكنها هذه المرة اكتفت بالتحديق في إيراثا وهي ترمش بعينيها بهدوء.
نعم… أنا التي أصبحت شريرة، لم أعد أخاف من صاحبة المرتبة السابعة في “دفتر موتي”.
وحين لاحظت إيراثا أن سيفييل لم تُبدِ أي خوف، أمالت رأسها:
«لماذا لا تردين على كلام أمك؟»
صمتت سيفييل.
قالت إيراثا بلهجة ساخرة:
«حسنًا إذًا… تتجاهلين كلامي لأنك اكتسبتِ عادة وقحة.»
ثم أشارت بمروحتها نحو بيري:
«لوّوا ذراعي تلك الوضيعة. يبدو أنها مربية هذه الفأرة الصغيرة، ولا بد أن تُعاقب لأنها علمتها السوء.»
صرخت سيفييل غريزيًا:
«لا، لا تفعلوا!»
بيري نصف دم من السوكوبوس…
لكنها فكرت: حتى السوكوبوس، هل قوّتهم الجسدية كالبشر العاديين؟
لم يكن الفرسان يعرفون شيئًا عن ذلك، فأمسكوا بذراعي بيري.
صرخت بيري:
«آه!»
هذا حقًّا…
عضت سيفييل على أسنانها وقالت:
«يا عمتي.»
«…ماذا؟»
«يا عمتي، لا تفعلي ذلك.»
رفعت إيراثا حاجبها:
«منذ متى صرتِ تنادينني عمة؟»
قالت سيفييل ببراءة متصنعة، ولسانها يلتوي كما لو كانت طفلة تتلعثم:
«ألم تقولي لي بنفسك إنك ستقتليني إن ناديتك أمي؟»
وكان هذا صحيحًا. في حياتها السابقة، حين جاءت إيراثا إلى السجن بزينتها الفاخرة، لم تتمالك سيفييل نفسها ونادتها “أمي”، فانهالت عليها بوابل من الشتائم.
وأضافت سيفييل:
«لهذا السبب أناديك عمة، أليس هذا ما قلتِه في السجن؟»
ثم مالت برأسها وقالت:
«هل يُعقل أن عمتي غبية ولا تتذكر ذلك؟»
فتحت عينيها الواسعتين ببراءة وأضافت:
«ألهذا السبب لم تتمكني من التخرج من الأكاديمية لثلاث سنوات؟»
ارتجف جسد إيراثا فجأة، وتجنب الخدم والفرسان النظر إليها.
صحيح أنهم يقولون إن أكثر ما يثير غضب الناس هو مواجهة الحقائق، أليس كذلك؟
إيراثا… الملكة التي فشلت في التخرج من الأكاديمية التي دخلتها بفضل التبرعات، لثلاث سنوات متتالية، حتى حُكم عليها بأنها “غير قادرة على التخرج”.
وفي النهاية، لكي يتزوجها ويتغاضى عن فشلها، أعد الملك ويتيجار الثالث برنامج “إكمال” بدلاً من “تخرج” وأجبرهم على منحه شهادة شكلية، ثم اتخذها ملكة. كانت فضيحة أُهينت بسببها لسنوات.
صرخت إيراثا:
«من أين سمعتِ هذا؟ لا يوجد شيء لا تتجرئين على قوله أيتها الصغيرة!»
إنها لا تعاملني كطفلة أبدًا، لكنها فجأة تتذكر أنني طفلة فقط حين يناسبها ذلك.
رفعت سيفييل زاوية فمها بابتسامة ساخرة وقالت:
«يا عمتي، من أين يمكن أن أسمع ذلك؟ فكّري قليلًا.»
لكن خادمة إيراثا، التي لم تكن تتمتع بذكاء كبير، تدخلت قائلة:
«ما العمل يا جلالة الملكة؟ يبدو أن الشائعات وصلت حتى إلى عائلة الدوق الأكبر!»
صرخت إيراثا:
«اصمتي!»
وأغلقت مروحتها وألقتها على الخادمة.
قالت وهي تحدق في سيفييل:
«انحني واعتذري فورًا لتحدثكِ بوقاحة مع أمك!»
لكن سيفييل لم تشعر حتى بأدنى رغبة في ذلك.
ابتسمت ابتسامة مشرقة وقالت:
«لماذا تغضبين يا عمتي؟ أليست عمتي سيدة ثرية ونبيلة؟»
«…ماذا؟»
«لكن لماذا تصرخين بهذا الشكل غير المهذب؟ هل يُعقل… أن عمتي أيضًا وضِيعة؟»
تجمدت ملامح إيراثا وكأنها تلقت صفعة على وجهها، وازداد تشوهها وهي تغلي غضبًا.
قالت سيفييل ببراءة قاسية:
«يا عمتي، أنت حقًّا تبدين قبيحة الآن وأنت غاضبة.»
صرّت إيراثا على أسنانها حتى شحب وجهها.
أجل… الأمر يزعجكِ حين تسمعينه مباشرة، أليس كذلك؟ الأطفال مرآة الكبار.
وكانت سيفييل على وشك إخراج لسانها سخريةً.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 16"