⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“إنها صغيّرة!”
حدّقت سيفييل إلى يديها. بالكاد كانت ترى أصابعها البيضاء والمكتنزة بسبب نقص ضوء الشمس.
مهما قرصت نفسها، لم يتغيّر الواقع.
“كيـف صـار هذا…؟”
كانت سيفييل جالسة في وسط زنزانة تحت الأرض.
نفس المكان الذي سُجنت فيه وهي ما تزال في سن الفطام، حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها.
‘مهما فكّرت في الأمر، ما في غير إجابة وحدة تشرح اللي صار.’
رفعت سيفييل رأسها ونظرت إلى الجدار.
على جدار الزنزانة الرطب، كانت هناك خمسُ خطوط مرسومة بأظافر طفل. كانت العلامات التي وضعتها سيفييل حتى لا تنسى عمرها.
“يعني رجعت عندما كنت بعمر خمس سنين..؟؟”
كيف يعقل…
أرادت سيفييل أن تبكي.
لأنها كانت تعرف بالضبط كيف ستسير حياتها.
الملوك الأربعة
عائلة أليغرو الملكية الحمراء، المنحدرة من برج السحر.
ودوقية فولر الكبرى الزرقاء، المنحدرة من حكّام الحدود.
ودوقية ساريهان الكبرى الذهبية، التي حكمت مدينة فولون الحرة.
ودوقية ريمدرايغون الكبرى السوداء، العائلة المختلطة بدماء التنانين.
كان اتحاد الممالك يحكمه هؤلاء الملوك الأربعة.
وكانت سيفييل، ابنة الملك الرابعة، ولدت في عائلة أليغرو الملكية، الحاكمة لمملكة السحر.
لكن المشكلة أن نبوءةً سرية كانت تُتوارث داخل عائلة أليغرو الملكية:
[حين يُولد طفل ذو شعر أبيض وعينين حمراوين داخل العائلة الملكية، ستحلّ اللعنة على جميع من فيها.
ذاك الطفل سيكون “نكبة” المملكة.
وإن ضحك، فستسيل دموع الدماء في المملكة، وحتى لو أصبح شبحًا، فسيلعن المملكة إلى الأبد.]
كانت نبوءة غريبة، خارجة من العدم.
‘والمصيبة… إن أنا التي ولدت بشعر أبيض وعيون حمراء.’
وفوق هذا، كانت سيفييل ابنة غير شرعية. سمعت من أحد حراس السجن أن أمّها—التي لا تتذكر حتى شكلها—قد ماتت بعد أيامٍ من ولادتها.
مع ولادة مثل هذه، كان حظّها سيئًا كأنها ربحت جائزة الشؤم الكبرى.
‘آه، يا رب أحد ينقذ حياتي وأنا بعمر الخمس سنين.’
ومع ذلك، كان هناك أمر واحد يمكن اعتباره حظًا جيدًا.
عائلة أليغرو الملكية كانت تؤمن بالخرافات إلى حد الجنون. فحتى وإن صاروا ملوك مملكة السحر، فقد كانوا في الأصل سحرةً قدماء من عامة الناس، ولهذا كانوا غارقين في الخرافات بطريقة مقززة.
مثلاً، كانوا يعتقدون أن “الشبح الذي مات ظلمًا وهو صغير، سيلتصق بالعائلة ويلعنها إلى الأبد”، وكانوا يؤمنون بذلك.
لذلك، ولأنهم كانوا يخافون اللعنات، تركوا سيفييل على قيد الحياة.
‘لكن، من يوم ما ولدت، كان قدري أنني أظل محبوسة طول حياتي.’
لحسن الحظ، كانت سيفييل وهي صغيرة، طفلة هادئة جدًا.
كانت تقضي يومها تحدّق بعينيها الحمراوين الواسعتين كحبات الرمان، وتغفو بعد أن تنظف طرف بطانيتها البالية لوحدها.
‘ما كان عندي حتى لعبة وحدة. لم يكلّمني أحد بلطف، ولا أحد أعطاني طعام لذيذ. كانوا واضحين جدًا في أنني طفلة لا أحد يحبّها. هذي كانت طفولتي التي أذكرها.’
كانوا يقولون إنه إن ضحكت سيفيل يومًا ما، فستحلّ الكارثة على المملكة، فكان طبيعيًا أن تُعامل بتلك القسوة.
‘لكن على الأقل، اتركوني أدرس.’
ربما لن تستطيع رؤية العالم الخارجي طوال حياتها، لكن—
كانت تؤمن بالفرص.
المملكة أعطت سيفيل أقل قدر ممكن من التعليم، خوفًا من انكشاف أمرهم بأنهم يخفون أميرة.
‘على أي حال، أنا لا زلت أميرة المملكة بالاسم، فمن المستحيل يتركوني أعيش كحيوان لا يعرف يقرأ أو يكتب.’
[جميع أفراد العائلة الملكية يُمنحون تعليمًا أساسيًا مهما كانت الظروف.]
هكذا كانت سياسة عائلة أليغرو.
‘حتى إن هذا المملكة اللعينة كانت تعطي السجناء المحكومين بالإعدام كتبًا.’
ومع ذلك، وبفضل هذا، تعلّمت الأبجدية بطريقة ما.
[ما أتحمّل تصرفات الأطفال في صفي. لا تفكري أبدًا تنادي نفسك أميرة.]
هكذا كانت معلمتها الخاصة توبّخها دائمًا.
أما والدها، ويتّيغار الثالث، فكان يزورها أحيانًا. يزور سيفييل التي حُبست في الزنزانة.
[كوني فتاة جيدة.]
كان دومًا يقول ذلك بنبرة لطيفة.
[الكل يقول إنك نكبة المملكة حسب النبوءة. لكنك طبيعية أكثر مما توقعت.]
وكان يقول ذلك كثيرًا.
كانت سيفيل دومًا تتمنى أن يربّت والدها على رأسها مرة واحدة فقط، لكنها لم تستطع قول أي شيء في حضوره.
وكان حين يجلب أبناءه الآخرين، الأمراء، ليزوروا سيفييل أحيانًا، كان يربّت على رؤوسهم ويتحدث بلطف معهم.
‘هذا كان الشيء الوحيد الذي كنت أتمناه…’
وكل مرة يغادر فيها، كانت سيفييل تمسك قضبان الزنزانة بأسنانها، وتعضّ شفتيها.
وبمرور الوقت، كبرت سيفييل ببطء.
‘يعني… حتى وأنا محبوسة، يجب أن أكون عبقرية؟ أليس هذا كثيرا علي؟’
تنهدت سيفييل.
كانت الزنزانة التي حُبست فيها تابعة للقصر الملكي.
مكان مظلم تحت الأرض، ذو قضبان حديدية، لكن…
‘كان فيه طاولة مقبولة وسرير قديم حتى.’
رغم أن النظافة العامة كانت سيئة.
كان هناك سجناء من العائلة الملكية حُبسوا فيها من قبل، وتركوا خلفهم الكثير من الكتب والمخطوطات.
بعد أن تعلمت الحروف، بدأت سيفييل تقرأ هذه الكتب وهي تتمتم بالكلمات بصوتٍ عالٍ.
كان الأمر مذهلًا.
وأحيانًا، في أحلامها، كانت تسمع صوتًا يروي لها القصص من تلك الكتب، وبعد كل حلم، كانت تتذكّر شيئًا جديدًا. أحيانًا كان معادلة رياضية، وأحيانًا كان مفهومًا صعبًا في أحد الكتب.
‘لم يكن عندي شيء أفعله، فكنت أدرس، أراجع، وأكتب كل يوم.’
الشيء الوحيد المسموح لها كان الورق والقلم. وهكذا مرّت أيامها دون ضوء شمس، حتى…
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات