كانت لين تمشي تحت ضوء القمر وسط غابة ساكنة وصامتة، وشعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها، كما أحست بقشعريرة باردة تسري على ظهرها. وبعد أن مشت حوالي عشر دقائق، انفتح المكان أمامها فجأة. أبعدت الأغصان الكثيفة ونظرت للأمام، فصُعقت مما رأت.
أمامها تمامًا كان هناك منزل مصنوع من الحلوى! السقف، النوافذ، الجدران، وحتى المدخنة، كانت جميعها مصنوعة من حلوى ملونة زاهية، كأنها منزل كريستالي من عالم القصص الخيالية. كان البيت بأكمله يتلألأ تحت ضوء القمر الفضي كأنه جوهرة، ما جعل لين تنجذب إليه دون وعي.
تأملت المنزل الجميل المذهل أمامها، ثم أخذت نفسًا عميقًا، وشدت قبضة يدها التي تمسك بالحلوى، وتقدمت نحو الباب الأحمر الكبير.
وما إن وصلت إلى الباب، حتى انبعثت رائحة الفراولة الحلوة والعطرة، كانت رائحة مغرية للغاية. شعرت برغبة في تذوقها، لكنها تمالكت نفسها.
رغم أنها تحب الحلوى، لكنها لا تريد أن تُحوَّل إلى قطعة منها!
وفجأة، انبعث من داخل المنزل صوت لطيف يقول: “أهلاً بالضيفة، هل ضللتِ طريقك في الغابة؟ تفضلي بالدخول لتشربي كوب شاي وترتاحي قليلًا.”
ثم فُتح الباب بصوت “غقّ”…
شعرت لين بأن قلبها ينبض بسرعة، وأن تنفسها بات متقطعًا، وراودتها صورة شريرة لساحرة قبيحة في ذهنها.
لكن، وقد وصلت إلى هذه المرحلة، لم يعد هناك مجال للتراجع…
خطت خطواتها إلى داخل المنزل، وما إن نظرت جيدًا إلى الساحرة، حتى فوجئت بأن “الساحرة لينا” لم تكن قبيحة كما في القصص، بل كانت جدة بدينة ذات ملامح طيبة ومريحة للنظر.
قالت “لينا” بابتسامة: “تبدين مرهقة يا صغيرتي، تفضلي وتناولي بعضًا من حلواي، إنها لذيذة جدًا.”
[في عقل لين: من يجرؤ على تناولها؟ إذا أكلتها، قد أتحول إلى حلوى أيضًا!]
قالت بابتسامة مصطنعة: “شكرًا لكِ جدتي، لكنني لا أحب سوى حلوى من صنعي، هذه هي ألذ وأغرب حلوى تذوقتها على الإطلاق.”
ثم وضعت كيس الحلوى الخاص بها على الطاولة.
قالت “لينا” بفضول وقد لمعت عيناها الزرقاوان بشيء من الطمع: “حقًا؟ ألذ وأغرب؟”
“جربيها بنفسك.” قالت لين بيد مرتجفة وهي تفتح الكيس، بينما تهمس لنفسها: “تماسكي يا لين، لا تُظهري خوفك…”
أخذت “لينا” الحلوى دون تردد، ومضغتها قليلًا، فغاصت في طعمها الحلو، وقالت بلهجة منبهرة: “يا له من طعم طري، حلو جدًا، يذوب في الفم مثل القطن…”
ضحكت لين في سرها، فهي تعرف السر… إنها حلوى القطن (غزل البنات)!
قالت “لينا” وقد ازدادت شهيتها: “لم أتذوق مثل هذه الحلوى من قبل! عزيزتي، هل تبادلينني إياها بحلوى من عندي؟”
تنفست لين بارتياح. إنها تقترب من هدفها…
“حسنًا، لكن أريد أن أختار قطعة بنفسي، هل هذا ممكن؟”
ترددت “لينا” قليلاً، ثم قالت: “بالطبع، خذي راحتك.”
وقفت لين وبدأت تفحص الحلوى في المنزل، كانت معظمها من حلوى الفواكه: التفاح الأخضر، التوت الأزرق، الفراولة الحمراء، البرتقال، والعنب البنفسجي…
[من فيهم هو الأمير؟]
[آرثر = تفاح = برتقال = فراولة؟] ظهر هذا المعادلة الغريبة في ذهنها، وعرق بارد بدأ يسيل من جبينها.
ثم تذكرت ما قاله “ميرلين”:
[الأمير هو الأهم بالنسبة للساحرة، عليكِ أن تستنتجي ذلك من الأمر.]
فسألت: “جدتي، ما هي نكهتك المفضلة من هذه الحلويات؟”
أجابت بسرعة: “أنا؟ أحب التفاح كثيرًا!”
[إذن التفاح هو المفتاح؟!] لكنها لاحظت أن اللون الأخضر نادر جدًا بين الحلوى، وعندما مدت يدها نحوها، سارعت “لينا” قائلة: “آه! أقصد أنني أحب الفراولة أكثر!”
من زاوية عينها، رأت “لينا” تبدو مضطربة، لكنها لاحظت ابتسامة غريبة ترتسم على وجهها كلما أبعدت يدها عن حلوى التفاح.
[لو كنت على حق، فإن الأمير على الأغلب هو قطعة التفاح تلك!]
[لكن، أي قطعة بالتحديد؟]
“سأختار قطعة بطعم التفاح.” قالتها لين ولاحظت تغيرًا طفيفًا في وجه “لينا”.
بدأت تتحسس قطع الحلوى الخضراء واحدة تلو الأخرى، وكل مرة تراقب ملامح “لينا”. لم يتغير شيء حتى وصلت إلى رابع قطعة من النهاية، عندها لاحظت أن ابتسامتها تلاشت. ولما تجاوزتها، عادت الابتسامة.
[هل هي هذه؟ نعم، إنها بالتأكيد!]
“هل اخترتِ يا صغيرتي؟” سألت “لينا” بنفاد صبر.
“نعم! أريد هذه!” قالت لين وسرعان ما سحبت قطعة التفاح.
فتغير وجه “لينا” فجأة من الطيبة إلى الشر، وصرخت: “لا يمكنك أخذ هذه!” واندفعت نحو لين بسرعة…
لكن فجأة، تحرك كيس غزل البنات! تمدد بسرعة ولفّ “لينا”، ثم امتصها إلى داخله ككرة قطنية. وظهر رقم ذهبي طاف باتجاه لين ودخل جسدها…
وقفت مذهولة، وقطعة التفاح في يدها، لكن يدًا خطفتها فجأة. رفعت رأسها، فإذا به ميرلين!
قال لها مبتسمًا: “أحسنتِ.” ثم بدأ يتمتم تعويذة… فغمرت قطعة الحلوى ضباب أبيض… وداخل ذلك الضباب، بدأ يظهر شخص…
كان يبدو كطفل في السابعة أو الثامنة من عمره، شعره الذهبي يتلألأ كأشعة الشمس، ورموشه الذهبية الطويلة مثل أجنحة الفراشة، ثم فتح عينيه البنفسجيتين الكريستاليتين…
نظر إلى “ميرلين” وقال بصوت خافت: “معلمي…”
[هاه؟! هل هذا الطفل اللطيف هو الملك آرثر الأسطوري؟!]
—
“أنت… ميرلين؟ أنت معلمه؟! وهو… الملك آرثر؟” سألت لين بدهشة.
رد ميرلين وهو يربت على رأس آرثر: “الآن عليكِ أن تناديه آرثر فقط، فهو لم يصبح ملكًا بعد. وهو مدين لكِ، لقد أنقذتِه.”
قال آرثر بازدراء: “هي؟ هذه الطفلة الصغيرة؟”
[أنت الطفل هنا!] فكرت لين وهي تنظر إليه بغيظ.
ضحك ميرلين وقال: “تذكر يا آرثر، هذه الطفلة ستكون من أهم أعوانك في المستقبل.”
قال آرثر ببرود: “وماذا يمكنها أن تفعل؟ أنا لا أحتاج مساعدة من فتاة.”
همست لين بخفة: “لو لم أكن هنا، لبقيتَ قطعة تفاح…”
“ماذا قلتِ؟!” قال آرثر وهو يحدق بها بعينين حادتين.
[يا إلهي! هل يمكن لطفل أن يملك نظرات مخيفة كهذه؟!]
قال ميرلين وهو يشير بيده، فظهرت عربة أمام المنزل: “لنعد إلى قصر الكونت إكلون، فلا بد أنه قلق عليكم.”
وفي العربة، سأل آرثر بتكبر: “ما اسمك؟”
أجابت بفتور: “لين لينغ.”
“اسم غريب.” قال وهو يدير وجهه.
[وأنت أغرب!] فكرت لين، وهي تدير وجهها عنه أيضًا.
لكنها لاحظت شيئًا غريبًا، نظرة متبادلة بين ميرلين ولينا المحبوسة في غزل البنات.
[هل يعرفان بعضهما؟] هذا السؤال لم يفارق ذهنها.
وواصلت العربة طريقها ببطء، ومع طلوع الفجر، بدأت الأشجار تتنحى، لتظهر المزارع الخضراء، وأزهار برية، والنسيم العليل يحمل رائحة الصيف…
وبينما يتحدث آرثر وميرلين، بدأت لين تفهم القصة: آرثر كان قد تشاجر مع ابن الكونت الوحيد “كاي”، فهرب غاضبًا، ودخل الغابة، وهناك حُوّل إلى قطعة تفاح…
ربما كانت هذه بداية اللعبة…
لكن “ميرلين” وحده يعلم أنها لعبة… فكيف سيكون دوره؟ من المؤكد أنه ليس شخصية بسيطة.
فجأة، قال آرثر وهو يشير إلى ثياب لين: “أستاذي، لماذا ترتدي هذه الملابس الغريبة؟”
نظرت لين إلى نفسها، وكادت تغيب عن الوعي: كانت ما تزال ترتدي بيجاما الخنزير الوردي!
قال آرثر بسخرية: “أول مرة أرى شخصًا يضع خنزيرًا كشعار عائلة!”
“من قال إن هذا شعار عائلتنا، أيها الطفل!” صاحت بغضب.
قال ببرود: “لكن يبدو مناسبًا لك.”
تنهدت وهي تعض كم قميصها بقلق:
[هل هذا الصبي حقًا سيكون الملك آرثر العظيم؟!]
أما “ميرلين”، فكان يراقبهما من الجانب وهو يبتسم بخفة، لكن في عينيه لمعت نظرة عميقة وغامضة…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"