“لابد أنني أحلم… لا شك أنه حلم… أرجوكم، دعوني أستيقظ، دعوني أستيقظ الآن!”
لكن صوتًا رقيقًا وواضحًا ارتفع من فوق رأسها قائلاً:
“يؤسفني إخبارك… هذا ليس حلمًا.”
ارتجفت من الذعر، وفتحت عينيها على الفور، لتجد رجلًا يرتدي السواد جالسًا على ظهر الأسد.
كان ذا شعر أزرق بلون البحر الهادئ، مثل مياه بحر إيجة حين يسكنها السكون، يلمع كخيوط من الحرير، وجفونه تخفي عينين بنفس الزرقة، لكن تشعّ منهما تقلبات غامضة كبحرٍ يسبق العاصفة.
اتسعت عيناها من الدهشة، وجف حلقها، إذ بدا ذلك الرجل الوسيم كأنه من عالم آخر… لا، بل أشبه بكائن أسطوري لا يمت للبشر بصلة!
“أ-أنت… من تكون؟” سألت بصوت مرتجف.
أجابها بابتسامة فيها شيء من الكسل والدفء:
“أنا الساحر ميرلين… مرحبًا بك في عالم الملك آرثر الخيالي.”
عالم الملك آرثر؟!
شهقت، وعلى الفور خطرت ببالها تلك الكلمات التي رأتها على قرص اللعبة.
[هل يُعقل أن تكون… هنا؟!]
“لا تقُل إنني… داخل اللعبة الآن؟” سألت وقد تلعثمت، عاجزة عن تصديق ما يجري.
ضحك ميرلين بخفة، ورفع حاجبه قائلًا:
“أجل. لقد دخلتِ بالفعل إلى عالم هذه اللعبة. وها أنت الآن في ‘الغابة السوداء’ حيث يلتقي اللاعب بالساحر ميرلين — وهي نقطة البداية.”
نظرت حولها بذهول، لتجد نفسها وسط غابة كثيفة، أشجارها عملاقة، وأغصانها المتشابكة تحجب ضوء الشمس كما لو كانت ستائر حريرية، تجعل المكان يبدو كحلمٍ ملبد بالضباب.
الرطوبة في الهواء، وعبق الأوراق الخضراء، جعلا أنفاسها ثقيلة وكأنها تعيش في لوحة طبيعية حية.
تطلعت لين حولها بذهول، ثم حدّقت في نفسها.
“مهلاً… ما الذي أرتديه؟!”
كانت ترتدي رداءً أبيض قصيرًا يصل إلى ركبتيها، بلا أكمام، خفيفًا كأنه من الريش، يشبه ملابس رقص الباليه، ولكنه مزخرف بترتر لامع كنجوم السماء، وتحيط به أطراف شفافة بلون الفجر.
وحول عنقها، عُقدت قلادة من الكريستال على شكل بيضة!
“ما هذا؟!” شهقت مندهشة وهي تمسك القلادة بيديها.
ابتسم ميرلين وقال:
“هذه هي ‘بيضة المهمة’ الخاصة بكِ.”
“بيضة المهمة؟!” كررت عبارته في ذهول، ثم هزّت رأسها محاولة استيعاب ما يجري.
“انتظر، أنا لم أوافق على الدخول في أي لعبة!” قالت بصوت محتج.
رفع ميرلين حاجبيه وقال بابتسامة هادئة:
“ولكنك ضغطتِ على زر التأكيد في النهاية، أليس كذلك؟”
[تذكّرت حينها… نعم، لقد ضغطت ذلك الزر!]
“لكن… لم أكن أعرف أنني سأدخل اللعبة فعلًا!” قالت مرتبكة.
ضحك ميرلين وقال:
“الآن وقد دخلتِ، لا يمكنك العودة حتى تنهي المهمة.”
“مهمة؟ أيّ مهمة؟!”
مدّ يده وأشار نحو السماء، حيث ظهرت شاشة شفافة في الهواء، كأنها شاشة ثلاثية الأبعاد.
ظهرت فيها الأحرف التالية:
> المهمة الرئيسية: العثور على الملك آرثر!
المكافأة: العودة إلى العالم الحقيقي.
العقوبة: البقاء في هذا العالم إلى الأبد.
تجمدت لين في مكانها، وقد تلاشت ابتسامتها تمامًا.
“ابقى هنا للأبد؟!”
صرخت بصوت مرتجف:
“أهذا نوع من العقاب؟!”
أومأ ميرلين برأسه ببطء، وقال بجديّة:
“بل هو اختبار.”
جثت لين على الأرض وقد تهاوى كل ما فيها، وضغطت على رأسها بكلتا يديها محاولة استيعاب هذا الجنون:
“هذا مستحيل… أنا في لعبة… لكنني أشعر بكل شيء! هل يمكن للعقل أن يبتكر كل هذا؟!”
أجابها ميرلين بنبرة مفعمة بالغموض:
“هذا ليس مجرد حلم، بل تجربة روحية… في هذا العالم، كل شيء تراه حقيقي، وكل ألم تشعرين به مؤلم بالفعل.”
“هل يمكنني الموت هنا؟” سألت بتردد.
أومأ برأسه، وقال:
“في هذا العالم، الموت يعني الفشل، والفشل يعني… البقاء للأبد.”
شهقت، وارتجف جسدها كله من هول الفكرة.
“لكنني مجرد طالبة في الثانوية… لا أعرف شيئًا عن الفروسية أو السحر أو حتى كيف أقاتل!”
ابتسم ميرلين وقال:
“لا تقلقي، لقد مُنحتِ قدرات خاصة تتناسب مع اللعبة. ستكتشفينها تدريجيًّا مع تقدمك في المهمة.”
“لكن لماذا أنا بالذات؟!” صاحت، وعيناها تتلألآن بدموع القلق.
“هذا… سؤال سيُجيبك عليه الزمن.”
قالها بابتسامة مبهمة، ثم اختفى فجأة وسط ضباب خفيف.
“مهلاً، لا ترحل!”
صرخت، ولكن صوته لم يُسمع بعد، ولم يتبقَّ له أي أثر سوى صدى كلماته الأخيرة.
وقفت لين في الغابة وحدها، والقلب يخفق بقوة، لا تدري إلى أين تتجه، أو من تثق به.
فجأة، سمعت وقع أقدام على الأرض المبللة.
استدارت بسرعة، فرأت ظلًا يخرج من بين الأشجار.
“من هناك؟!”
قالتها بصوت مرتجف، بينما تمسك قلادتها بشدة.
لكن لم يكن هناك وقت للتفكير، فقد خرج من بين الظلال فارسٌ يرتدي درعًا أسود، يمتطي جوادًا رماديًا ضخمًا، ووجهه مغطى بخوذة لا تُظهر ملامحه.
اقترب منها بهدوء، ثم توقف وقال بصوت عميق:
“أنتِ… لستِ من هذا العالم.”
جف حلقها، لكنها حاولت التماسك وسألت:
“مَن أنت؟ وهل تعرف شيئًا عن هذه المهمة؟”
لكن الفارس لم يجب، بل ترجل من حصانه واقترب منها خطوة بعد أخرى، وهو لا يزال صامتًا.
تراجعت خطوة إلى الوراء، وتعثرت بجذر شجرة، فسقطت على الأرض.
رفع الفارس يده نحوها، فتجمدت في مكانها من الخوف.
لكنه فقط… مد يده لمساعدتها على الوقوف.
ترددت، ثم وضعت يدها في يده، وقبل أن تنهض سألته:
“هل ستؤذيني؟”
قال بصوت منخفض:
“لو أردت ذلك… لفعلت.”
أجفلت من نبرته الغامضة، لكنها لاحظت شيئًا في عينيه الرماديتين… شيئًا غريبًا، لا يشبه العداء.
ثم أضاف بهدوء:
“اتبعي الطريق المؤدي إلى النهر، هناك ستجدين من ينتظرك.”
قبل أن تتمكن من سؤاله عن المزيد، امتطى جواده من جديد، واختفى بين الأشجار كما جاء.
وقفت لين مكانها
، تتنفس ببطء، وهي لا تزال تمسك بقلادتها الكريستالية على شكل بيضة، وقد أدركت أن مغامرتها بدأت بالفعل، وأن عالم “الملك آرثر”… لم يكن مجرد لعبة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"