لكن قبل أن تكمل حديثها، شعرت فجأة أن يده اشتدت قبضتها، وسحبها بقوة إلى ظهر الحصان، ثم هوى بالسوط ليطلق الحصان ركضًا.
“هيه! لم أستعد بعد!” صرخت لين في ذعر.
ما الذي يحدث؟! لقد وضعها هكذا على ظهر الحصان وكأنها كيس قش، حتى أن رأسها كان يلامس بطن الحصان مباشرة…
“لو تابعتِ الصراخ، سأرميكِ من فوق!”
“سوف أتقيأ هكذا…”
“فلتتقيئي إن شئتِ.”
“أنت فظ جدًا!”
“هذه… عقوبة.”
“أنقذونييي…”
تلك كانت حال لين، المترنحة من شدة التمايل فوق الحصان، بينما لم تر الابتسامة الخفيفة التي لاحت فجأة في عيني آرثر البنفسجيتين.
—
حين وصلوا إلى قلعة الكونت إكرن، كانت الليلة قد بلغت ذروتها.
نزلت لين من الحصان بوجه شاحب، تترنح في خطواتها القليلة الأولى قبل أن تتشبث بجذع شجرة كي لا تسقط.
استدارت بحدة نحو آرثر، تحدّق فيه بغضب، بينما كان هو ينظر إليها بشماتة ظاهرة.
وما إن وطأت أقدامها أرض القلعة، حتى دفعها آرثر إلى داخل غرفة ميرلين دون مقدمات.
“لقد عدتِ في النهاية.” قال ميرلين بهدوء، وكأن عودتها كانت متوقعة لديه دومًا.
“أنا…” ترددت لين، وهي تشعر ببعض الذنب، ثم همست بخجل:
“أنا آسفة… في المرة السابقة، كنتُ أشتاق كثيرًا إلى الوطن. لكن هذه المرة، سأكمل المرحلة مهما كان.”
ابتسم ميرلين برفق وقال:
“لين لين، منذ أن بدأتِ هذه اللعبة، أصبحتِ جزءًا من مصير لا يمكن فصله عنها.”
زفرت لين بارتياح، ثم سألت:
“ما هي المهمة هذه المرة؟”
أجاب ميرلين، وقد ارتسمت الجدية على وجهه:
“هل سمعتِ من قبل عن فرسان المائدة المستديرة للملك آرثر؟”
“سمعتُ القليل فقط.” أجابت وهي تتذكر تلك العبارات في مقدمة أحد الكتب.
“كان هناك فارس مميز يُدعى لانسلوت، نشأ وتربى على يد حوريات البحيرة. وهو الآن… ينتظر أنتِ وآرثر في قلعة تحت البحيرة.”
ثم نظر إلى عينيها مباشرة وقال:
“ساعدي آرثر في العثور عليه أولاً. وخلال الرحلة، قد يطلب منكما البعض المساعدة في أمور أخرى. يمكنكما أن تختارا قبولها أو تجاهلها، لأنها لن تؤثر على مجرى اللعبة. لكن إن نجحتِ في تلك المهام الجانبية، فسيرتفع مستواك، وكذلك نقاطك الأخرى.”
عبست لين وسألت:
“لكن عدد فرسان المائدة المستديرة كثير، هل عليّ البحث عنهم جميعًا؟”
هزّ رأسه قائلاً:
“بالطبع لا، بعضهم يعتمد ظهوره على المصادفة والقدر.”
تنهدت بارتياح، فلو كانت مضطرة للعثور على كل واحد منهم بنفسها، لكان ذلك انتحارًا!
ثم ما لبثت أن تذكرت شيئًا وسألت:
“كيف عرفت أنني كنت هناك؟ هل استخدمت سحرًا ما؟”
أجاب ميرلين وهو يلقي عليها نظرة جانبية:
“أنا نفسي لا أفهم لماذا حدث ذلك الخطأ. حسب إعدادات اللعبة، كان من المفترض أن تعودي مباشرة إلى جوار آرثر. لكن ما إن شعرت بعودتك إلى هذا العالم، حتى تمكّنت من تحديد موقعك.”
قالت لين، والرهبة ترتسم على ملامحها:
“لحسن الحظ أنك أرسلت آرثر لأخذي، وإلا كنت الآن واحدة من… تحف ذلك الرجل المهووس.”
“تحف؟ آه، يبدو أنك قابلت المركيز غاوين، إنه فارس أيضًا.”
قال ميرلين ببطء، “ومن المقدر أن يكون عضوًا من أعضاء فرسان المائدة المستديرة في المستقبل.”
“ماذااا؟!”
تشنج وجهها، كيف يمكن لذلك الرجل المتأنق المهووس أن يكون أحد الفرسان؟!
“لكن حسب تسلسل اللعبة، لم يكن موعد ظهوره قد حان بعد.”
قال ميرلين وقد اختفت الابتسامة من وجهه، “يبدو أن برمجة اللعبة قد تم العبث بها.”
صمت قليلًا قبل أن يتابع:
“حين كنت في روما، هل حدث شيء غير طبيعي؟ هل التقيت بأحد غريب الأطوار؟”
تجمدت لين للحظة، وارتسم في ذهنها صورة ذلك الرجل ذو العينين الفضيتين والشعر الأسود… هل من الممكن أن تدخلها في هذا العالم هو من أفسد النظام؟ هل لأنّها أنقذته تغيّر مجرى اللعبة؟
لا يمكن أن تكون الصدفة بهذا السوء… لو علم ميرلين، ستكون العواقب وخيمة.
لذا هزّت رأسها وقالت بثبات:
“لا، لم يحدث شيء. لم ألتقِ أحدًا.”
—
كانت الشموع المعلقة على الثريا الكريستالية تذوب ببطء، تلقي بنورها الباهت على ملامح ميرلين الهادئة، فتكسوها بطبقة من الضباب كأنها وهم لا يُلمس.
قال أخيرًا:
“لا بأس، لا بد أنك مرهقة، اذهبي واغتسلي وارتاحي.”
أومأت لين دون اعتراض، وذهبت إلى الحمام المخصص في الطابق السفلي. لقد كانت مرهقة ومتعبة، وجسدها مغطى بالأتربة، شعرت أنها ستتعفن إن لم تغتسل فورًا.
—
كان الحمّام قد أُعد مسبقًا، والماء الساخن يتصاعد منه البخار، بينما نثرت بتلات الورد في المياه.
كان أحد الخدم ينفخ في النار ليحافظ على حرارة الماء، ويمنعها من البرودة.
طلبت لين من الخادم بأدب أن يخرج، ثم خلعت ملابسها ونزلت في الماء.
كانت قد قرأت بعض الكتب عن العصور الوسطى بعد عودتها، فعرفت أن وجود الخدم الذكور أثناء استحمام النساء أمر شائع في تلك العصور.
تذكرت كيف أنها صرخت في المرة الأولى حين دخل عليها الخادم وهي تستحم، مما جعل المسكين يهرب مذهولًا…
رغم علمها بالعادات، إلا أنها لم تعتد فكرة وجود أي شخص، ناهيك عن رجل، بجانبها أثناء الاستحمام. لذا كانت تطرد الجميع قبل أن تبدأ.
لكن لحسن الحظ، أنها عاشت في زمن الملك آرثر، وإلا لو كانت في العصور الأوروبية التي منعت الاستحمام لمئتي عام، لكانت قد تعفنت بالفعل…
استسلمت لأفكارها وهي تغرق في الماء الدافئ، والبتلات الوردية تلامس بشرتها برقة، مما منحها شعورًا لطيفًا.
صحيح أن صابونهم البدائي لم يكن فاخراً، لكنه مصنوع من شحم الغنم ورماد الزان، وكان يؤدي الغرض.
وبعد أن انتهت من الاستحمام أخيرًا، خطرت ببالها مصيبة عظيمة، فجمدت ملامحها تمامًا وهي ما تزال داخل الحوض…
يا إلهي… لقد نسيت أن تحضر معها ملابس نظيفة!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"