“بي بي بي بي بي بي بي… إلى الصباح؟! الصباح! ألن تستيقظ بسرعة؟ ألا تريد؟ هيا!”
رن منبه الهاتف بصوت الممثل المفضل لديها، كوياسو تاكيهيتو، وهو يناديها لتستيقظ. ففركت “لين” عينيها وهي لا تزال نصف نائمة، وتثاءبت بينما كانت تمد يدها لإسكات المنبه… لكن فجأة، توقفَت يدها في منتصف الطريق، وقد اتسعت عيناها بدهشة.
لقد… أصبح الصباح بالفعل…
وبعد نصف دقيقة من التجمّد، أطلقت صرخة فزع. امتحاناتها! لا بد أنها قد ضاعت تمامًا!
في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، غسلت وجهها ونظّفت أسنانها في لمح البصر، ثم عضّت على قطعة يوتياو (عجين مقلي) وانطلقت مسرعة من منزلها، آملة اللحاق بالحافلة القادمة لتصل إلى المدرسة في وقت مبكر.
لكنها، كما يبدو، نسيت لعنتها الخاصة بالحظ السيء المولود معها.
فبمجرد وصولها إلى محطة الحافلات، أخبرها أحدهم بوجه يائس أن الحافلة رقم 8 ستتأخر نصف ساعة اليوم. ارتجفت زاوية عينها بضع ثوان، ثم تنهدت بعمق، وابتلعت ما تبقى من اليوتيـاو، ومسحت يديها، وأخرجت كتابها من الحقيبة لتنشغل بالقراءة بينما تنتظر.
وياللمصادفة… أو ربما لم تكن مصادفة على الإطلاق، ففي تلك اللحظة تمامًا، مرت من أمامها سيارة رولز رويس فاخرة، بل وتوقفت أمامها!
انخفضت النافذة بهدوء، لتكشف عن وجه وسيم ساحر، يبتسم بابتسامة أنيقة وهادئة.
“أنتِ، تعالي هنا.” قال فجأة، مشيرًا لها بيده.
تجمدت “لين” في مكانها، مذهولة من تصرف ابن العائلة الثالثة، وغير قادرة على فهم ما ينوي فعله. لو رأت أي فتاة أخرى هذا المشهد، فلربما كانت نهايتها وخيمة…
“قلت تعالي، لدي شيء أريد أن أسألك عنه.” بدا عليه شيء من الضيق.
ترددت “لين” قليلًا، لكنها قررت في النهاية أن من الأفضل ألا تغضب هذا الشاب المرفّه.
وما إن وصلت إلى جانب سيارته، حتى أغلق النافذة بسرعة، وهمس بشيء للسائق. وفجأة، انطلقت السيارة بصوت “بيووو”، مرشقة بكمية هائلة من ماء المطر المتجمع في البرك، غمرت حذاءها وجواربها.
نظرت إلى بقع الماء القذر التي لوّثت قدميها، وشحب وجهها حتى كاد يخلو من الدم. بدأت عضلات وجهها بالارتجاف، وشعرت وكأن نارًا تشتعل خلفها…
ذلك الوغد، الامير الثالث… لماذا دائمًا يعكر صفو حياتها؟!
وأخيرًا وصلت الحافلة، كالعادة مكتظة بالركّاب، فتشبثت “لين” بالعمود بإحدى يديها، بينما فتحت كتابها بالأخرى تراجع بعض الكلمات الإنجليزية.
لكن فجأة، أحسّت بجسد أحدهم يلتصق بها من الخلف. استدارت بسرعة لتجد أن من يقف خلفها ليس سوى ذلك الرجل الوقح من قبل.
تنهدت ونقلت نفسها جانبًا، لكنه اقترب مجددًا والتصق بها. كانت على وشك أن تغيّر مكانها كعادتها، لكن هذه المرة تذكّرت تلك اللحظات في عالم اللعبة… وتخيّلت ما الذي سيقوله “آرثر” لو رآها ضعيفة بهذا الشكل.
فكّرت فجأة: ربما الأمر ليس صعبًا… فقط عليّ أن أجرؤ وأخطو الخطوة الأولى.
فجأة شعرت بقوة جديدة، رفعت قدمها، ودون تردد، داسَت بكل قوتها على قدم ذلك الرجل المزعج!
“آاااه!”
صرخة ألم شقّت الفضاء.
بدأ الرجل يقفز وهو يمسك قدمه، وينظر إلى “لين” بغضب:
“لماذا دستِ على قدمي؟!”
رفعت رأسها الصغير بثبات، ونظرت إليه مباشرة:
“أنت تعرف السبب. لم تكن هذه المرة الأولى التي تتحرّش فيها بالفتيات في هذه الحافلة. أنا لا أؤذي أحدًا، إلا إذا بدأ هو أولًا.”
“أنتِ كاذبة!” صرخ غاضبًا، وتقدّم منها بخطوتين.
لكن فجأة، علت أصوات أخرى في الحافلة:
“نعم، إنه دائمًا يتحرش بالبنات!”
“بالضبط، إنه منحرف حقيقي!”
تحت نظرات الجميع المحتقرة، لم يجد ذلك الرجل الجرأة للرد، ونزل خجولًا في المحطة التالية.
رفعت “لين” نظارتها قليلاً، وارتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة:
انتصار… ساحق!
أول امتحان لذلك اليوم كان… اللغة الإنجليزية.
ولحسن حظها، كانت قد أحضرت معها كتاب اللغة الإنجليزية هذا الصباح، وتمكنت من مراجعة بعض الكلمات، لذا لم يكن أداؤها كارثيًا كما توقعت.
لكن “غو تينغ”، التي تجلس أمامها، كانت في وضعٍ سيء، وبدأت تلتفت مرارًا خلفها لتطلب المساعدة:
“لين، بسرعة، ما هي إجابات فقرة الفهم؟”
نظرت “لين” سريعًا إلى الأستاذ، ثم همست:
“BDACB.”
“BBACB؟ أم BDACD؟ ما هذا؟!”
همست “غو تينغ” بتوسل، ثم ابتسمت:
“عزيزتي، اكتبِ الإجابة على ورقة لو سمحتِ.”
ترددت “لين”، فذلك يُعد غشًا. لكنها تذكرت أن “غو تينغ” كانت أول صديقة لها في هذه المدرسة، وقد ساعدتها كثيرًا رغم لغتها الإنجليزية السيئة.
فكرت: حسنًا، هذه المرة فقط…
وفجأة تذكّرت كلمات “آرثر” في عالم اللعبة:
“كل من استجار بي في محنته، وجب عليّ أن أساعده بكل ما أملك… فهذا هو شرف الفارس.”
هكذا فسّرت “لين” القاعدة على طريقتها، وطمأنت نفسها، ثم كتبت الإجابات على ورقة صغيرة وناولتها لصديقتها.
لكن، ما إن فتحت “غو تينغ” الورقة بحماس وبدأت تنقل الأجوبة، حتى رفعت عينيها لترى الأستاذ “وانغ” يقترب منها بابتسامة خبيثة.
تجمّدت “لين” في مكانها، وعرفت أن الكارثة قادمة.
“غو تينغ، ما الذي في يدك؟”
قال الأستاذ بنبرة لاقطة كفريسة.
ابتسمت “غو تينغ” فجأة، ورفعت الورقة، ثم نفّت أنفها فيها بشدة، ورمتها بخفة إلى سلة المهملات خلف الباب:
“إنها مناديل أنفيّة، أستاذ!”
ضج الصف بالضحك، بينما لم يجرؤ الأستاذ على التقاط “الدليل” من السلة…
وبعد انتهاء الامتحانات، انتشرت قصة “غو تينغ” في المدرسة بأكملها، وبدأ الجميع يرددونها كأنها أسطورة، بل وأعجبوا بجرأتها ونجاتها من العقوبة.
قبل نهاية الدوام، أعلن رئيس الفصل عن إقامة بطولة رياضية الشهر القادم، وطلب من الجميع التسجيل، لكن “لين” لم تكن تهتم بهذه الأمور، فخرجت فورًا.
لكنها لم تذهب إلى المنزل، بل عادت إلى ذلك المتجر الغريب.
أرادت اليوم أن تُعيد لعبة “أسطورة الملك آرثر”.
كان المتجر كما عهدته: فوضويّ، ومليء بالأشياء العشوائية.
اقتربت من البائع وقالت:
“عذرًا، في زيارتي السابقة، سقط هذا القرص داخل حقيبتي دون قصد، فعدتُ لإرجاعه.”
نظر إليها البائع ببرود، وقال:
“إذن، أعيديه.”
تأففت في سرّها من أسلوبه، وأخرجت قرص اللعبة ووضعته على الطاولة.
“أسطورة الملك آرثر؟”
لمع شيء غريب في عينيه للحظة، لكنه أخفاه سريعًا، وكاد يتكلم، لكن فجأة جاء صوت من خلف الرفوف:
“هل كانت هي من أخذت لعبة الملك آرثر؟”
تجمدت “لين”. مستحيل! هل هذا هو؟!
نعم، لقد ظهر “تشي وينيو” من خلف الرفوف.
قال بدهشة خفيفة:
“لم أتوقع أن تكون اللعبة عندك.”
تجاهلته “لين”، وقالت للبائع:
“ها هي، أعدتها، أنا ذاهبة الآن.”
ثم التفتت بعيدا، لا تريد أي حديث معه.
“انتظري.”
قال “وينيو” فجأة، وهو يبتسم بمكر:
“هل سقطت اللعبة في حقيبتك؟ أم أنك… سرقتِها؟”
استدارت إليه بغضب:
“ما الذي تقوله؟ لو سرقتها، هل كنت سأُعيدها؟ أأنا مجنونة؟”
هز كتفيه:
“ربما مللتِ منها، فقررتِ إرجاعها.”
نظرت إليه باحتقار:
“الجميع مخدوع بمظهرك… بينما في داخلك، أنت شخص حقير.”
ابتسم فجأة، واقترب منها بسرعة، ثم حاصرها بين يديه عند الرف.
وجهه اقترب من وجهها، والمسافة بينهما أصبحت غير مريحة.
“صحيح، لست شخصًا جيدًا. لكن، لو أخبرتِ أحدًا، لن يصدقك أحد.”
قال بابتسامة ماكرة.
“لماذا… لماذا أنا من يجب أن تعرف حقيقتك؟!”
قالت وهي تحاول التراجع، لكنها اصطدمت بالرف، وتألمت، فابتسم بسخرية.
“لأن هذا ممتع.”
قال وهو يرفع حاجبه،
“ومن يجرؤ على رمي شيء في وجهي، لن أسامحه أبدًا.”
قالت وهي تغلي:
“يا لك من رجل تافه حقود!”
لكن قبل أن تكمل، دخلت فتاة جميلة فجأة، وغضبت لما رأت الوضع بينهما:
“وينيو! لماذا لا ترد على اتصالاتي؟!”
هز كتفيه بلا مبالاة:
“أوه، لقد وجدْتِني؟ لم تري أني مشغول؟”
صرخت:
“أنت وقح!”
ثم أخرجت شيئًا من حقيبتها ورمته باتجاهه، لكنه فجأة جذب “لين” لتكون درعه البشري!
“بف!”
شعرت “لين” أن شيئًا لزجًا ضرب جبهتها، وبدأ سائل غريب ينساب على وجهها…
كان أول ما فكرت فيه:
انتهى أمري، دماغي سال…
لكنها لاحظت أنه لا يوجد ألم، والسائل كان زلقًا، بل وشعرت بطعمه…
تذوقته قليلًا…
مهلًا، هذا الطعم مألوف…
قبل أن تستوعب، داهمها الدوار وسقطت أرضًا.
وفي لحظة فقدان الوعي، تذكرت فجأة:
هذا الطعم… أليس هو… طعم براز الدجاج؟!
أي أن ما ارتطم برأسها لم يكن سوى… بيضة!
يا إلهي… يا جبال، يا سماوات… هل من المعقول أن تُضرب بي بيضة فاسدة، ثم تتذوقها؟!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"