– قتلت المزيفة واصبحت شريرة حقيقية. 

الفصل 31

كان تفكير فرديناند واضحًا.

‘لا بد أن فقدان أوديت كان سيئًا بما يكفي، ولكن لا بد أن ما كان أسوأ هو اكتشاف أنه كان بالكاد يسيطر على شؤون المنزل بمفرده. والآن يختبر شعور فقدان والدته أيضًا’.

لا بد أن فرديناند استشاط غضبًا من والدته مجددًا عندما سمع خبر إصابة أوديت بالمرض الرئوي. في ذلك الوقت، حتى رئيسة الخادمات ومساعدتها، اللتان كان يعتقد أنهما من رعيته، تمردتا على أوامره وانحازتا إلى والدته، فشعر وكأنها انتزعت منه سلطته.

سيعتبر فرديناند أن حرمان والدته من فرصة حضور الصالون “انتقامًا مناسبًا”.

‘لأنه مهووس بنفسع يعتقد أنه إذا جُرحت مشاعره، فإن رغبة والدته التي طالما تمنتها يجب أن تُدمر، إنصافًا.’

هذا لا يعني أن أوديت شعرت بالأسف على والدتها. دعت الإمبراطورة الكونتيسة ألبريشت لأنها كانت قلقة بشأن هيجان جون. بسبب حبها الأمومي اليائس للحصول على تطهير أوديت حتى بإرضاء الكونتيسة.

لا يوجد مجال للتعاطف لأن والدتها جلست هناك تفكر فقط في رفع مكانتها الخاصة، وهي تعلم جيدًا رغبتها الجادة.

‘حسنًا، حب الأم الأمومي لا يتجاوز طفلها أبدًا، لذلك أعتقد أنها لا تستطيع التعاطف مع مشاعر الإمبراطورة.’

سبب حب والدتي لفرديناند هو أن فرديناند هو الابن الذي رفع مكانتها. يجب أن يكون الشعور بالخيانة والفراغ لا يوصف عندما يكسر مثل هذا الابن رغبتها مدى الحياة.

‘انا بحاجة إلى دق المسمار الذي سيحطمهما ويصنع الفجوة بين الاثنين.’

في اللحظة التي انتهت فيها أوديت من التفكير، كسرت ماليا الصمت وتحدثت.

“سيدتي، بالمناسبة، هناك أمرٌ يجب أن أبلغككِ به. لقد عهد السيد فرديناند بإدارة ممتلكات القصر إلى السيدة بيكر.”

“إذن؟”.

“أليس هذا غريبًا؟ حق إدارة الممتلكات من حق سيدة القصر، وعندما تكون غائبة، عادةً ما يتولى كبير الخدم أو رئيسة الخادمات أمرها. ما فائدة أن تتولى خادمة السيدة أمرها؟ لم أسمع بمثل هذه الحالة من قبل.”

“كيف كان رد فعل السيدة بيكر؟”.

“أعتقد أنها فوجئت أيضًا… لا أعرف. السيدة بيكر ضيفةٌ لدى السيدة. ستكون بالتأكيد على درايةٍ بمشاعر السيدة، لذا أليس من الممكن أن السيد الشاب قد ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية المصالحة معها؟”.

أحضرت ماليا منشفةً دافئةً وجففت جسد أوديت.

‘أنا متأكدةٌ من أن الجميع يفكرون هكذا.’

حتى فرديناند سيفكر هكذا. كان يريد فقط قتل روح والدته، لا تدميرها تمامًا. خمنت أوديت أنه اعتبر الأمر طريقته الخاصة في إيجاد طريقة للمصالحة.

‘لو كانت السيدة بيكر على دراية بمكانتها، لربما كانت حقًا قناة المصالحة’.

كيف يمكن لامرأة سرقت زوج سيدتها أن تشعر بالسيطرة؟ علاوة على ذلك، خططت أوديت لاستفزاز السيدة بيكر بشدة في المستقبل. انسَي الموضوع، ولاستمتع بما يرضي قلبها. بعد أن انتهت أوديت من الاستحمام وارتدت بيجامتها، لم يتبقَّ سوى أقل من عشر دقائق حتى منتصف الليل.

‘سيتم تطبيق تأثير القدرة على التحمل والضعف العقلي فورًا عند منتصف الليل، لذا من الأفضل إخراج ماليا الآن’. 

كانت لدى أوديت فكرة عن تأثير ضعف الصحة الذي يأتي مع استخدام القلادة.

إذا فكرت في كيف كانت الشاشة السوداء في <للخلاص الوحيد> والسرد يقول  [لقد اختفى يوم]، من المحتمل أن تنام لمدة 24 ساعة. من ناحية أخرى، كان التأثير النفسي السلبي مجالًا مجهولًا تمامًا، إذ لم يسبق لها أن تلقت تأثيرًا نفسيًا سلبيًا في اللعبة.

كانت القلادة عنصرًا يُستخدم مرتين على الأكثر طوال <طريق زيون>. هذا يعني أنه لم يُستخدم أكثر من مرتين في اليوم.

على الرغم من جهلها، أرادت أوديت قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت بمفردها في غرفتها خلال فترة التأثير السلبي التي تستمر 24 ساعة.

“أعتقد أنه يجب أن أذهب إلى الفراش الآن. مالياه، اذهبي.”

“آنسة… هناك، ترك لي السيد هذا. قال إنه دواء لمرض السل، لذلك كان عليّ التأكد من الحصول على حقنة…”

أخرجت مالياه شارد الذهن حقنة تحتوي على سائل أخضر (كان منغيل) وقالت لأوديت:

“أنا، لا أستطيع فعل شيء لهذا. قال السيد الشاب إنه سيتحقق بعناية مما إذا كنتِ تتلقين حقنتكِ يوميًا بعد انتهاء فترة التأسيس الوطني. قال إنه سيتحقق أيضًا من آثار الحقن، لذا لا يوجد شيء يمكنني فعله.”

‘لا يمكنك حتى دخول غرفتي خوفًا من الإصابة بالسل، ومع ذلك أنت دقيق جدًا في هذا الأمر، أيها الوغد الصغير.’

لم تكن ماليا تعرف ما هو، لكن يبدو أنها شعرت من موقف فرديناند أنه ليس دواءً للسل. وأنه لن يكون دواءً جيدًا لأوديت.

‘حتى لو كان لديّ نقطة ضعف لها، لا تريد أن يكرهها فرديناند.’

في البداية، لم تكن ماليا هي من خافت من أوديت، بل خافت من أن يقتلها فرديناند.

‘لا أثق بهذه الفتاة. لن تُطيع أوامري أبدًا.’

“تفضلي.”

بينما مدت أوديت ذراعها، حقنتها ماليا بتعبير ارتياح.

إنه دواء جلدي باهظ الثمن على أي حال، لذا لا يوجد سبب يمنعها من إعطائها إياه. سألت أوديت ماليا، التي كانت تُركز على إعطاء الحقنة: “إذن ستذهبين إلى صالون جلالة الإمبراطورة بدلاً من والدتي. هل احتفظتِ بالقائمة التي أعطيتكِ إياها حينها؟”

“نعم. لا تقلقي يا آنسة.”

“هل ترغبين في الحصول على بعض أوراق شاي الفاوانيا عند عودتكِ من الصالون؟ إذا أخبرتِ خادمة جلالة الإمبراطورة، فستعطيكِ إياها بالتأكيد.”

“سأفعل يا آنسة.”

بمجرد أن غادرت ماليا، ساد الصمت الغرفة. خمس دقائق متبقية حتى منتصف الليل. أطفأت أوديت الشمعة في الشمعدان واستلقت على السرير.

نظرت إلى الماضي الذي غيرته. حتى الآن، سارت الأمور بسلاسة دون أي أخطاء كبيرة.

من الأحداث التي ستتكشف في المستقبل، لم يتبق الآن سوى حدث واحد يجب منعه من أجل علاقتها بالبطل الذكر.

‘حادثة سجن فينرير التي وقعت في اليوم الأخير من تأسيس البلاد’. 

كانت حادثة سجن فنرير حادثة تتعلق بالبطل الذكر الرابع، كارل.

كانت عشيرة فنرير التي ينتمي إليها كارل، ومملكة فنرير حيث عاشوا في الأصل، تقع في الأصل في منطقة التندرا خارج الحدود الشمالية للإمبراطورية.

أمة قوية نافست الإمبراطورية، على الرغم من قلة عدد سكانها وموقعها الفقير.

على الرغم من ازدهارها، ضربت كارثة كبيرة المملكة ومات الجميع، ولم ينجُ من عشيرة فنرير سوى أربعة أفراد حتى يومنا هذا.

من بين هؤلاء الأربعة، مات الثلاثة الذين كانوا يعيشون في المعسكر الإمبراطوري، باستثناء كارل، في اليوم الأخير من تأسيس الإمبراطورية.

كانت تلك الحادثة هي <حادثة سجن فنرير>.

أصبحت أوديت عدو كارل اللدود بسبب هذه الحادثة. بالطبع، لم تكن لدى أوديت أي فكرة في ذلك الوقت.

في حياتها السابقة، كانت <حادثة ولي العهد المتهورة> خطيرة للغاية لدرجة أن <حادثة سجن فينرير> لم تحظ باهتمام كبير في ذلك الوقت.

لم يكن كارل، بطل الرواية الرابع، حتى كائنًا متساميًا في هذه المرحلة. لذلك نسي العالم هذا الحدث بسهولة بالغة، لكن كارل، بالطبع، لم ينساه أبدًا.

‘إلى جانب ذلك، بعد حادثة السجن مباشرة، تم اقتياده إلى قصرنا وخضع لعملية تشريح حي.’

طالب الكونت بتسليم كارل كعبد إذا أراد أن يتم تطهيره في القصر الملكي. بالطبع، أضاف الكذبة بأن أوديت أرادت ذلك.

– “لولاكِ، لكان لا يزال هناك أمل لعشيرتنا.”

لن تنسى أوديت ذلك أبدًا. التعبير على وجه الصبي الذابل المقيد ككلب في حديقة الملحق، ويداه مقيدتان معًا، ودموع الدم تنهمر من عينيه الحمراوين.

اللحظة التي حدق فيها كارل بها وهو يصر على أسنانه.

– “سأقتلك بيدي. مهما كان أرتفاع منصبكِ النبيل..”

وفي النهاية، أوفى كارل بقسمه.

بعد ذلك، استيقظ ككائن متسامٍ وقطع رأس أوديت بفأس.

دينغ، دينغ، دينغ.

في تلك اللحظة، دقت ساعة الجد في القصر الثانية عشرة. كان منتصف الليل.

كانت غارقة في التفكير لدرجة أنها بدت وكأنها لن تتمكن من النوم، لكنها سقطت في نوم عميق كما لو كانت كذبة. كما لو أن قوة متسامية قد امتصتها بالقوة إلى حلم.

~~~

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا: roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_