“يبدو أن لك رفيق. لا يسعني أن أحتجز من هو مشغول، لذا سأدعك تذهب الآن. سيكون من الجيد لو سنحت الفرصة لاحقًا لنتبادل حديثًا أكثر عمقًا.”
كان نبرته شديدة اللطف والاحترام، حتى إن كلماته التي تؤجل اللقاء بدت ذات مغزى خفي. لكن، وللأسف، لم يستوعب لوري ما الذي يقصده دميان حقًا.
‘رفيق؟’
حين سمع لوري ذلك، بادرت كلير تتفحص من يقع ضمن مجال بصر داميان.
وبينما كانت تدير نظرها حول المكان، كان وجه لوري الذي ما زال ممسكًا بيد داميان يشحب شيئًا فشيئًا.
“آه… ن-نعم، ليكن كذلك…”
قالها متأوهًا، وهو يحاول إفلات معصمه
“دع… هذه يدي…”
وجدتها.
اتبعت كلير اتجاه نظر داميان، وعلى مستوى قامته اكتشفت بسرعة ما يقصده.
خصم ركيك، عند مدخل الزقاق المؤدي إلى ردهة الفندق في الطابق الأول، كانت تقف امرأة مترددة.
ويبدو أنها كانت تراقب منذ زمن، إذ ما إن التقت عيناها بعيني كلير حتى فزعت واختفت إلى داخل الزقاق.
لا شك أنها كانت مختبئة هناك تنتظر.
من أجل ماذا؟ أو من أجل مَن؟ بحسب ما قال داميان، الهدف لا بد أن يكون لوري.
لكن لبعدها، ولأنها كانت تغطي رأسها بوشاح، تعذّر على كلير تمييز ملامحها بدقة.
مع ذلك، أحست أن هيئتها وقوامها مألوفان.
لقد تلقت تدريبًا خاصًا على تذكّر السمات الفردية من تقاسيم الوجه والهيئة وطريقة الوقوف، فلم يستغرق الأمر طويلًا حتى تذكرت
إنها خادمة القصر الوحيدة التي رأتها تلك الليلة عند عودتها.
ويبدو أن لوري التقط ما كانت تحدّق فيه. نظر في الاتجاه نفسه بلمحة سريعة، وما لبث أن قطّب جبينه بشدة.
“تبًّا… قلت لها أن تدخل وحدها فقد أضطر للانتظار…”
تمتم باللعنات، عاجزًا عن إخفاء انزعاجه. وزاد من حنقه أن داميان لم يفلته بعد، بل ظل ممسكًا بمعصمه بقوة غريبة وهو يبتسم ابتسامة هادئة.
“أي رفيق! لقد كان سوء فهم… إذن، إلى المرة المقبلة…”
غَمغم لوري بكلمات غير واضحة، ثم أفلت يده من قبضة داميان.
وبالمصادفة كان داميان قد تراخى قليلًا، مما أتاح له الانسحاب.
أخذ لوري يلوّح بيده متألمًا، ثم فجأة جفل وكأن كرامته جُرحت حين تذكّر وجود كلير وداميان أمامه.
فأدار رأسه بعنف، ومضى مسرعًا كأنه يهرب.
وبدا عليه الارتباك، أو ربما لم يشأ أن يخفي وجهته، إذ سار مباشرة نحو الزقاق الذي دخلته تلك المرأة قبل قليل.
وحين غاب عن الأنظار، بدأ حضور داميان يثقل على كلير بجدية.
كيف يمكن أن تبرّر هذا الموقف؟ وهل يمكن تبريره أصلًا؟
ولماذا تشعر بالحاجة لتفسير وجود “أخٍ سكير” أمامه؟ لم تفهم، لكنها لم تطق أن يسيء الظن بها.
أيّ سوء ظن؟
أنها تنحدر من عائلة مشتتة، من بيتٍ موبوء بأمثال ذلك الأحمق؟
ذلك ليس افتراءً كاملًا، وإن لم يكن الحقيقة كلها أيضًا.
“شكرًا لك.”
بادرت بالشكر أولًا. رغم أن رغبتها الحقيقية كانت أن تصمت، لكنها لم تستطع.
كان عليها أن تشرح شيئًا على الأقل، فهذا واجبها.
فقالت بصعوبة
“أنا…”
لكن دميان سبقها
“لا بأس.”
أمال رأسه نافيًا بلطف
“في وقت آخر، إن سمحتِ، سأستمع. وحتى إن لم تقولي شيئًا، فلا بأس. تفضلي بالركوب. كنت أود أن أوصلك حتى منزلك، لكن إن لم يكن ممكنًا، فدعيني على الأقل أوصلك إلى أقرب مكان مناسب.”
مظهره كان متحفظا بوقار، كأن شيئًا لم يحدث.
صوته دافئ، ونظرته حانية.
لم يُلحّ عليها، ولم ينبش ما لم تقله، بل بدا وكأن بإمكانه أن يتفهّم أي شيء.
شعرت كلير بالامتنان، ومع ذلك لم تستطع أن تفهمه تمامًا.
كيف يقرأ وضعها ومشاعرها بدقة، ويعرف متى يقترب ومتى يتراجع؟
لكن مثل هذا اللطف ما زال يُحتسب ضمن حدود آداب الفروسية وأعراف النبلاء.
غير أنّ تراكم مثل هذه المواقف الصغيرة يومًا بعد يوم… قد يجرّ الأمر من خانة “التفهّم” إلى خانة “الريبة”. فماذا تفعل إذن؟
فتح الرجل باب المقعد الجانبي ومد يده.
مدّت يدها وأمسكته، ثم جلست.
كانت يده دافئة، دافئة بما يكفي لتغمر يدها —التي تبرد بسهولة— بالدفء.
هل يجوز أن تفتح قلبها لهذا الرجل؟
أم أن قلبها فُتح أصلًا من غير أن تدري؟
هل أصبحت عاجزة حتى عن الشك، وغضّت الطرف عن ذلك عمدًا؟
كانت تحدّق عبر الزجاج الأمامي، وقلبها يضج بالتساؤلات.
ثم أُغلق الباب بإحكام.
عاد داميان إلى مقعد القيادة، وجلس، وأدار المحرك.
ومع انطلاق السيارة، أخذت كلير تشرح له موقع الكنيسة في البلدة حيث يقع قصر الكونت، فيما كانت تفكر جديًا بضرورة إنشاء مقر آمن يتيح لها التواصل السري في أسرع وقت.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"