“آنا….. نادمةٌ حقا.” 

 

انزلقت تلك الكلمات من شفتيها الداميتين 

كلمات الندم التي انتفضت رافضة قولها في الماضي ها هي الآن تقولها بمحض إرادتها. 

يدها تمسك سيفها المنكسر من اشتباك شرس مع حرس الأمير الثاني الذين طاردوها الى حدود القصر الامبراطوري، هم يهدفون الى فصل رأسها عن مكانه خاصة في حالتها المزرية هذه. 

جرح عميق قد اشتق في بطنها قبل دقائق معدودة و يدها اليسرى تحكم الضغط على بطنها بينما أنفاسها تتدافع عبر فمها لا تترك لها مجالا لتشهق وتزفر برخاء. 

 

تنهدت بصعوبة و هي تحدق فيهم بيأس فلا قوة لها لردعهم او التراجع التلقائي امامها الاعداء و خلفها النهر فلا مهرب لها اينما التفت فكل الطرق مسدودة و كأن حتفها يعانقها بسخاء. 

 

لوح احد الحرس بسيفه مقتربا متأهبا لقطع رأسها و ابتسامة عريضة تكشف أنيابه، بينما الحراس الاخرون في المؤخرة يضحكون بسعادة 

 

هل اطاحتها كان سر سعادتهم؟ 

 

هكذا فكرت. 

 

اقترب اكثر و هو يعد كل خطوة يقترب فيها كمن يتلذذ في لحظات فريسته الاخيرة 

ثم قال بصوت سعيد 

 

” هل لديك كلمات اخيرة؟ انا سخي لكوني تركتك تقولينها دون قطع رأسك مباشرة “. 

 

أظلمت عيناها لثانية بعد سماع كلماته هذه ثم ارتسمت نصف ابتسامة على شفتيها ما جعل الحراس يستشيطون غضبا 

 

هل هي سعيدة؟ اين التوسل و الدموع الذي كانوا يترقبونها بلهف 

 

لم تختفي ابتسامتها بل زادت اتساعا و هي تقلص خطواتها الى الخلف الى ان وصلت الى حافة النهر و هوت بجسدها الى مياهه كمن لم يكن يخشى الموت أن تزوره 

 

هذا آخر ما اغلقت عيناها به 

 

صوت الحراس يزمجر بغضب و هم ينتفضون كالحمقى الذين فقدوا فرصتهم الذهبية 

 

. 

. 

. 

 

هنا بدا كل شيئ 

 

إمبراطورية اليابان القديمة 

 

حيث امتزجت في الثقافات و الازدهار و الرخاء 

 

كل شبر فيها ينبض بالحياة و العيش الكريم و الزهيد 

 

لكن هذا فقط كان يشمل المقاطعات الكبرى 

 

فخلف كل شيء يلمع ببهاء شيء متعفن خفي 

 

فبعض القرى كانت حالتها تبكي الأفئدة نقص الغذاء و العمل الشاق و انتشار الأوبئة بينما المسؤولون و النبلاء يتمتعون بجاههم كان مئات يعانون من المجاعات طوال السنوات الماضية حيث كانت تشرق الشمس عليهم كالسيوف الطاعنة على أجسادهم الرهيفة و المطر يغرق كل مهرب لهم 

 

لكن هذه القرى كانت احسن بكثير من قرية واحدة 

 

هذه القرية التي سكن فيها اناس لم يجدوا حتى طعام يسد جوعهم لنصف يوم 

 

قرية شيني 

 

اسم على مسمى 

 

اسمها يخدم الموت الدامس 

 

حيث هذه القرية عاشت 10 سنوات سكانها يكرسون انفسهم كأداة للتكفير عن أخطاء اجدادهم التي أدت الى إذلالهم شيئا فشيئا. 

فقد كان اجدادهم ينتهي بهم الأمر بخيانة الامبراطورية 

فيزيد طغيان الامبراطور وحاشيته على هذه القرية التي تكاد تنعدم بوجودها على الخريطة. 

حيث تميزت بمجالها في زراعة و توفير حصاد القمح فقد كان يتم تسخير 500 جندي لمراقبة و الضغط على القرويين للجد على حصاد افضل لخدمة الامبراطورية حيث يولد اجود انواع القمح 

 

حيث عوملت هذه القرية كأنها عاهة على هذه الإمبراطورية المجيدة و سكانها لعنة ابدية. 

 

يوم كغيره من الأيام 

 

كان القرويين كعادتهم يعملون بجد دون راحة 

 

كانت هنالك فتاة صغيرة بين هؤلاء القرويين الكبار 

 

نيناكو 

 

هكذا كان اسمها 

 

فتاة ذو شعر بلون عنبي يماثل لون عينيها و بشرة بيضاء متسخة مع ملامح طفولية فيها بعض الحدة. 

 

من المفترض أن تكون محبوبة لكونها الفتاة الوحيدة التي ولدت بعد ان قطع القرويين صلاتهم ومنعوا على نفسهم الولادة لينقرضوا بهدوء 

 

لكن ولادة نيناكو قد كانت شيئا غريبا بالنسبة لهم مما جعل يصفها 

 

بالعار او اللعنة 

 

لم يكن احد يطيق التحديق بوجهها لثوان 

فقد تجرعت جميع انواع الاساءة منهم خاصة مع فقدانها لوالديها في سن مبكرة بسبب الوباء فلم يرحمها احد حتى جدتها الوحيدة التي من المفترض ان تعز و تحمي حفيدتها كبؤبؤ عينها لم تكن هكذا ابدا بل وقفت في صف القرويين و لعنت وجود حفيدتها برغم انها تعيش معها تحت نفس السقف. 

 

هكذا كانت حياة نيناكو معهم 

 

الآن هي تبلغ 8 من عمرها وقد اعتادت بالفعل على ذلك 

 

فهذا مصيرها الذي كتب منذ البداية. 

 

“نيناكو!!! كم مرة أخبرتك حينما اناديك يجب أن تكوني هنا حالا.” 

 

“اسفة جدت––.” 

 

لم تتسنى لها الفرصة حتى لاكمال كلامها حتى التهمت صفعة ساخنة خدها الأيسر ليحمر ببطئ 

 

امسكت وجهها و هي تكبح دموعها بصعوبة 

 

لقد ظنت انها اعتادت على الأمر لكن كل مرة تصفع او تضرب فيها 

 

تشعر بالالم، فهي طفلة بعد كل شيء ولا يمكنها أن تتحمل ما يتحمله الكبار 

 

” هذه العجوز لقد صفعتها مجددا. “

 

“ألا يمكنها التحكم بغضبها لثانية، يالها من بغيضة!.” 

 

كانت نيناكو تستمع الى همسات النساء اللواتي راين هذا المشهد الدرامي في صباح الباكر أمام البئر فكيف تكبحن جماح نفسهن من النميمة 

 

نيناكو التي بقيت مطيعة لجدتها مشت خلفها و هي تخفض رأسها انظار اهل القرية المشؤومة تطعن ظهرها الصغير حتى ولو تجاهلتهم 

فالأمر هو ذاته لن يتغير بشيء. 

 

في تلك اللحظة بالضبط تحول الهدوء المخيم الى صوت صرخات مرتفعة 

حيث تعالت اصوات الصياح التي اخترقت طبلة اذن نيناكو مما جعلها تلتفت بهلع نحو مصدرها، فجاة غيرت الجدة اتجاهها نحو الصوت فروحها الفضولية هي الشيئ الوحيد الذي لا تستطيع كبحه حيث تبعتها نيناكو بصمت. 

 

وقف القرويون يلتقطون بنظراتهم المشهد الذي امامهم 

احد القرويين يضرب بقسوة تحت وطاة جندي باطش 

يرمي ركلاته الهمجية بعشوائية فوق جسد القروي الذي ارتعش جسده كالكلب المبلل يحضن بذراعيه جسده الرهيف و دموعه تنهمر دون توقف 

 

“ايها القروي الوقح الوضيع، من تظن نفسك تسكب على قدمي الماء! خد هذه و هذه!.”  

 

بكا القروي و هو يحمي كل منطقة تتعرض للضرب فيديه هي اجنحته التي تخفف عنه الم الضربة فور لسعها على جلده 

 

“ارجوك سيدي اعفوا عني انا حقا مخطئ.” 

 

توقف الجندي لوهلة و حدق في القروي بدنيوية محقونة بالازدراء ثم ارتسمت ابتسامة في شدقه الواسع ملوحا بيده نحو الجنود الذين بقوا يشاهدون من الخلف بصمت 

 

حيث قال بصوت مستهزئ 

 

“خدوه بعيدا.”  

 

سارع الجنود بخطواتهم و سحبوا القروي بخشونة كمن يسحب كيس بطاطس مهترئة 

 

وهنا زاد صياح القروي اكثر مما كان عليه 

 

“ارجوك سيدي، ارجوك انا اسف اسف اسف.” 

 

قاوم لينتزع يديه من بين قبضتي االجنود محاولا الركوع بيأس لعله يغفر له وقاحته لكن الجنود امسكوه بقوة و اكملوا جرهم 

 

و غادر ذلك الجندي كمن اعتاد على فعل مثل هذه الأعمال بدون ضمير فلم يهتم ابدا بما قد سيحدث له فمصيره واضح بالفعل 

 

و عاد القرويون لمهامهم بوقار دون ان يبدي أحد معارضه فمن يريد الحفاظ على نفسه فل يلتزم الصمت ولا يصدر صوتا. 

 

نظرت نيناكو بصمت نحو طريق الذي اخد منه القروي فهي على يقين بما سيحدث له. 

 

حرقه حيا. 

 

هكذا كان يعاقب الجنود القرويين بحنق، فقط يجدون لهم الاعذار و يطبقون عليهم أسوأ العقوبات التي يرفض العقل تقبلها. 

 

حفر حفرة عميقة و كسر عظام القروي بالعصا الغليظة و رميه الى تلك الحفرة ثم سكب الزيت عليه و إضرام النار ليتقشر جلده و يذوب في تلك الحفرة و يختفي وجوده من هذا العالم. 

 

كانت تعرف ذلك دون ان تنظر فهذا قد يكون مصيرها في يوم من الايام. 

 

. 

. 

. 

 

. 

 

لقد حل الليل كمثل سائر الأيام 

عادة يتناول الناس عشاءهم ثم يخلدون للنوم لكن في تلك القرية المشؤومة لم يكن يتوفر لهم حتى بعض الطعام 

 

لكن اليوم ابتسم لهم الحظ و نزلت بعض الرحمة في قلوب الجنود الاوغاد فأعطوا بعض الحساء و الخبز السخي الساخن 

 

لكن الحظ لم يعر اهتماما لنيناكو مثلما اعاره لغيرها. 

 

فقد طردتها جدتها من الكوخ فهي لا تريد تقاسم طعام مع حفيدتها التي بنفس حالتها 

 

بطبع ما الذي قد تتوقعه من جدة نفرت و نفت وجود حفيدتها باستنكار 

 

يبدو أن نيناكو ستبيت الليلة في الغابة بصمت دون جدال فهي لا تقوى على ذلك، لكنها التقطت كلمات قبل ان تباشر بالمغادرة 

 

ان حصة القروي من صباح اليوم سوف ترمى قرب الغابة 

سمعت حديث الجنود بصمت ثم اتجهت بخطوات بطيئة نحو المكان الذي سمعت انهم رموا فيه رغيف الخبز المتبقي. 

 

خلف اشجار اقتربت بحذر و هي تلتفت هنا و هناك ثم اارخت و انخفضت بجسدها فور لمحها لرغيف الخبز المتسخ 

 

امسكته وهي تحتضنه ثم جلست على الارض تحدق في رغيف الخبز و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة بريئة فقد كانت هذه سعادتها الوحيدة 

اسكات صوت عواء بطنها فهي لم تعد تحتمل جوعها الذي ينهش امعاءها بقسوة 

 

اخدت الرغيف تلمسه و تنقر عليه باصابعها و تتفحصه من كل الجهات 

 

هل هذا حقا خبز؟ هل انا محظوظة اليوم؟ 

 

هكذا فكرت في خلدها، اخدت تشم رائحته بيد ان الوقت قد مر عليه و قد اصبح باردا الى أن بعض رائحة اللذيذة تبقت فيه. 

 

أسرت تلك الرائحة قلبها اكثر من اي نظرة حب اولى قد يحصلها شخص وقع في حب في ثانية. 

 

قسمت الخبز على نصفين و قربتها نحو فمها محاولة قدمها 

 

لكن صوت اتى جعلها تتوقف في منتصف لحظة التي تفصلها على التذوق 

 

لتلتفت بفضول نحو صوت  

 

صوت كلب لكن لا يوجد احد. 

 

صوت النباح قد علا مرة اخرى 

 

يبدو أن صوته…. 

 

اخفضت ببصرها نحو قدميها لتجد كلبا ابيض ذو بقع كستنائية 

 

ينبح وهو ينظر لقطعة الخبز التي بيدها 

 

رفعت نيناكو راسها متجاهلة إياه ثم قالت بغيظ 

 

“اسفة، لكنني لا استطيع اعطائك فأنا جائعة ايضا.” 

 

لكن الكلب واصل النباح حاولت تجاهله قدر المستطاع لكنها لم تتحمل و التفت مرة اخرى بغضب لتصرخ عليه لكنها ابتلعت فورا كلماتها 

 

وتراخت تعابيرها المنكمشة من الغضب قبل قليل 

 

هذا الكلب…. مبتور من رجله الخلفية 

 

كما ان عينيه التمعت بشيء من الترجي في نباحه كان توسلاً و بديلا للكلمات 

انكب رأسه وكأنه قد فقد الأمل في اعطاءه قسما من رغيف الخبز 

 

حدقت فيه نيناكو مطولا و سرعان ما بدأت عيونها تمتلئ بفيض من الدموع و لم تزح نظرها ولو لثانية عنها، تشوش بصرها منذرا بسقوط دموعها التي سقطت قطرات على الخبز لتبلل شيئ منه  

 

ثم قالت بصوت متهدج 

 

” انا اسفة حقا، انا اسفة للؤمي معك.”

 

نظرت الى رغيف الخبز بنظرة فراق يغشاها الكمد و الذنب 

 

ثم ارتسمت بين شدقيها ابتسامة مكروبة و حزينة 

 

و مدت الخبز كله للكلب دون تفكير 

 

كان يمكنها أخذ الجزء منه لإشباع جوعها لكن الذنب الذي أضرم في قلبها نيرانه جعلها تعطي الكلب خبزها بسخاء و صدر رحب 

 

انتزع الكلب الخبز بانيابه من يديها ثم ركض مغادرا. 

 

لم تشعر نيناكو بالذنب لاعطائه عشاءها الذي يسكت ضير جوعها ثلاث ايام 

 

فهي شعرت براحة تخالج فؤادها بعد رؤية منظره مغادرا يركض بصعوبة و يأس و لكن بصيص الأمل في فمه. 

 

خفضت بجسدها و هي تحضن نفسها 

 

يجب عليها ان تنام لان يوم غد ينتظرها بفارغ الصبر 

 

اخدت تتثاءب ثم بدات رموشها تتكاثف حركتها كلما زاد نعاسها الى ان نامت بالكامل. 

. 

. 

. 

. 

. 

استيقظت كعادتها بعد الفجر لكن شعور الجوع جعلها تستيقظ ابكر بقليل 

حيث نهضت بصعوبة و هي متجهة نحو البئر القريب لتاخد بعض الحبال فقد اتتها فكرة لتسكت جوعها. 

 

حيث امسكت الحبل و بعض الحجارة الكبيرة رابطة الحبل بالحجارة حول بطنها هذه الطريقة الوحيدة التي تسمع لها بكبح جوعها لبعض الوقت 

 

اتجهت نحو الكوخ لاخد الدلو فهي تعرف تذمر و تقلبات المزاجية لجدتها في الصباح الباكر. لكن لحسن حظها يبدو انها لم تستيقظ لان صوت شخيرها يسمع على بعض خطوات فجدران الكوخ الخشبية الرثة تجعل الاصوات تسمع اكثر مما هي عليه حينما تكون داخلها. 

 

لكن نيناكو شعرت بشعور يوخز قلبها على غير عادته خاصة مع جو السحب الذي احتل السماء الصافية مما جعل شعور الريبة و الخوف يزورها 

 

بانغ بانغ بانغ!!!!! 

 

هذا الصوت جعل كل القرويين يخرجون من أكواخهم و الفجع واضح على محياهم حتى نيناكو التي امسكت تسد اذنيها خائفة و منزعجة صخب الصوت. 

 

ما الذي جعل صوت الرصاص يعلو في السماء في هذا الصباح الهادئ 

 

لكن نيناكو لم تملك ثانية لالتقاط أنفاسها فقد التفت بجزع فور سماعها صوت احذية صاخبة تقترب منهم 

 

انهم الجنود 

 

لقد زاد عددهم عددا وعدة اكثر مما كان عليه من قبل 

 

يمسكون بنادق في ايديهم و ادرع 

 

كل خطوة منهم تجعل الارض ترتعد تحتهم من وقع اقدامهم الصاخب

 

اخدوا يحاصرون القرويين و يمسكونهم بقسوة جاريين اياهم نحو المجهول نيناكو التي لم تعطى لها فرصة لترمش حتى انقضت يد جندي تمسك فروة شعرها بقسوة و يده تجرها الى الامام شعرت بان شعرها سيقتلع بين يديها من قوة الشد 

 

اقتيد جموع القرويين الى خلف الجبل دون مقاومة فمن يقاوم سيفجر راسه لا محالة بطلق الرصاص الساخن 

ححيث سارت نيناكو خلف جدتها بصمت و الخوف يرتعد و ينشر ارتعاشة في جسدها لم تستطع كبحها 

 

كل خطوة تتقلص تحت قدميها تزيد من خوفها بحجم الجبل الذي عبرو بجانبه قبل قليل 

 

بقيت نيناكو تضع الاحتمالات في راسها و تتشاحن الافكار السلبية عليها 

هل فعل احدهم شيئا خطأ؟ ما نوع المهمات التي سوف يكلفوننا بها؟ 

بقوة الى ان اصطدمت بظهر جدتها و قطعت حبل افكارها تصب تركيزها 

امامها و يتسع بؤبؤ عينيه الى ان كاد يختفي و تغيرت اسارير وجهها الى اللون الشاحب كمن راى شخص ميتا او مذبوحا امامه 

 

حفرة واسعة و شبه عميقة بين ارض لا توجد فيها لا صخرة ولا حجرة 

بدا الامر و كأن اعدامهم قد جهز مبكرا حيث تلك الحفرة كان الجنود ملتفتين فوقها ينتظرون شارة قائدهم الذي تقدم الى الامام و هو ينظر بإحتقار الى القرويين حيث بزق على جانبه كمن يلعن و يقرف وجودهم امامه ثم رفع راسه بشموخ قائلا 

 

“ايها الاوغاد ماذا تظنون نفسكم فاعلين.’

 

نظر اليه القرويين بحيرة 

 

هم لم يفعلوا شيئا فهم لم يكن لهم لا حول ولا قوة لهم. 

 

ثم اقترب القائد الى ان وقف على بعد خطوات قريبة من امرأة واقفة في في الصف الامامي، نظراتها تظهر خوفا لا جدال فيه و صدرها يعلو و ينخفض بتدافع انفاسها بسرعة غير تاركة لها للتنفس بإعتدال. 

 

فجاة! 

 

دوى صوت صفعة قوية وسط الصمت ليتصور على خدها اثار الصفعة و تسقط ارضا من قوتها حيث بدات تنهمر دموعها دون توقف 

فلقد كان صوت الصفعة يجعلك تشعر بها قبل ان تصل الى وجهك فكيف هو من جربها. 

 

لم يترك لها القائد فرصة لالتقاط انفاس الصدمة الى ان دهس بوجه ليسقط وجهها و يغطسه في التراب بحذائه القذر يدنس مكانتها كمرأة و انثى مهينا لوجودها فلا فرق بينها وبين رجال حينما ياتي الامر الى معاملة بالذل و التحقير، نظر اليها باستهزاء واضح ثم باشر بضربها و ركلها بقوة و تعالت صرخاتها مستنجدة 

دموعها، ثم قيئ و من ثم دمها 

 

لقد كان منظرا لا تستحقه ولا تحتمله الافئدة 

 

اغطت نيناكو وجهها بكفيها فهي لم تعد تقوى على ان ترى المزيد من هذا البطش. 

 

القرويين الذين نظروا بخيبة و خوف و ضعف

 

الجنود اللذين كانوا يتلذذون بلحظة و يستمتعون ياله من عرض سخي يعرض امامهم 

 

بعد ان انهى القائد افراغ غضبه عليها ناول يده مسدس و صوبه ليزهق روحها بخمس رصاصات تصاعد دخانها مع كل طلقة يشاهد روحها تزهق ببطئ امامه. 

 

لقد كان مشهدا شنيعا. 

 

نفخ على فوهة مسدسه ثم اطلق رصاصة عشوائية نحو راس احد القرويين 

 

ليسقط ميتا.  

 

جعل القرويين يرتعبون و نساءهم يصرخون باكيين من قباحة المنظرين 

 

ثم قال بصوت عال 

 

” هذا مصيركم كلكم ايها الخونة تساعدون خائنا ثم تتظاهرون بالوقار. “

 

تنهد ثم ارتسمت ابتسامة مكشرا عن انيابه و تلتها نبرة مستمتعة متلذذة 

 

“لذلك سنرسلكم الى الجحيم جميعا، ارموهم الان في الحفرة و اقتلوهم.” 

 

اشار لجنوده ليقتربوا و هم يرمون القرويين عير تلك الحفرة نيناكو التي انحشرت بين القرويين حيث رات الحفرة على. بعض خطوة كل خطوة تتقلص منها تشعرها بالموت يناديها فبدات تبكي خائفة مستنكرة و متشبثة بأي شيئ امامها الا انها لم تتمكن من تمسك فالكل ينفر من لمستها و يريد فقط النجاة لكن لا وجود للنجاة بعد ان ترمى فهذه الحفرة 

 

لم تشهق نيناكو و حتى وجدت جسدها يهوي الى الحفرة اخر ما لمحته هو تلك السماء الاوزودية التي تظهر بعد انقشاع السحب 

كل ما فكرت به في تلك الثانية 

                                انا مشؤومة

                                 كم اردت 

                  ان اتمتع بحقوقي كآي طفل اخر 

          

هل السماء تبتسم لها بعد هذا المصير المشؤوم 

 

يالها من سخرية مؤلمة 

 

اغلقت عينيها مستسلمة و تسللت دمعة يائسة من خدها. 

 

ثم 

 

باااانغ. 

          

                               صوت الرصاص. 

                                 اخر ما سمعته. 

 

 

يتبع….. 

 

اهلا بالقراء الاعزاء 

 

لم اجد كيف ابدا كلماتي 

 

حسنا هذه الرواية الفرعية لسلسة رواية kagyuray-rainine 

تحت عنوان. Kagyuray-rainine: بتلات في احضان الرماد

 

حسنا لماذا نشرت الرواية الفرعية و لم انشر الرئيسية هكذا سيكون تسألكم 

 

حسنا رواية الفرعية قصتها منفصلة عن الرئيسية لكنها لها ترابط خاص بها كما ان رواية الرئيسية متعبة بعض الشيئ فلذلك قررت ان استبق ة انشر هذه الرواية كتحلية 

 

ايضا زمنين القصتين مختلفين فزمان القصة الرئيسية هو العصر الحديث 2011 و زمن هذه القصة فعصور القديمة اي في بداية ظهور الساموراي 

 

كما ان الشخصيات مختلفة 

 

لكن احرق لكم الكثير 

 

تنويه مهم 

 

الرواية سيكون تصنيفها 18+ 

مهلا مهلا ههههه لا اقصد وجود مشاهد اباحية و او جنسية 

اقصد اوضع هذا التصنيف لكون كلا الروايتين تحتوي على عنف و الكثير من الافكار المظلمة و افكار العميقة و بعض الدموية و العنف و قد لا يكون مناسبا فلقد اتخدت كامل حريتي فالكتابة 

 

هنالك فرق بسيط ان الرواية الفرعية رومانسية 

و الرئيسية لا تحتوي على رومانسية 

 

كما ان الاماكن و كل شيئ تقريبا من وحي الخيال 

 

اتمنى ان تعجبكم و التقي بكم في الفصل القادم مع تحياتي لكم يا ايها القراء الاعزاء

                  حسابي على الانستا: okki_so