وضع باي شوان كوبه على الطاولة ، وأخذت أصابعه الطويلة النحيلة تداعب الكوب بينما سأل بنبرة بطيئة ” بمن تتظاهرين بشخصيكِ الجديدة ؟”
رمشت نينغ نينغ بسرعة .
” أنتِ لقد كنتِ تتظاهرين بأنكِ شخص آخر أمامي هذه الأيام ، امرأة محافظة ، تقليدية ، ومطيعة مثل راهبة تخاف أشد الخوف من لي بينغ بينغ ” نظر إليها باي شوان مبتسمًا قليلاً ” لكننا كلانا نعلم … أنكِ لستِ هذه المرأة على الإطلاق “
دق قلب نينغ نينغ بشدة .
” أنا لا أعرف لماذا ترتدين هذا الزي ، بصراحة ، كنت أفضل أن أراكِ ترتدين ذلك الفستان الأحمر والأخضر البشع الذي كنتِ ترتدينه سابقًا ” أشار باي شوان إليها ثم هز رأسه قائلاً ” نحن نعرف بعضنا جيدًا بالفعل ، ألا يمكنكِ أن تكوني أكثر صراحة ووضوحًا معي ؟”
فستان أحمر وأخضر …
* * *
عادت نينغ نينغ إلى السكن بعد أن العشاء ، وقررت أن تبحث في خزانة ملابسها ووجدت علَمًا أجنبيًا غريبًا ، أحمر من اليسار وأخضر من اليمين … مهلا !، بعد فحص أقرب ، اتضح أنه بالفعل فستان !، ما نوع المرأة الغريبة التي قد تشتري شيئًا كهذا ؟
لكن ، مهما كانت نينغ نينغ لا ترغب في الاعتراف بذلك ، هذا الفستان كان في خزانة ملابسها ، يون لين هي من اشترته ، وربما كانت قد ارتدته أمام باي شوان .
لذا ، ما قاله باي شوان قد يكون صحيحًا ، امرأة محافظة ، تقليدية ، ومطيعة — كل ذلك كان لخداع الآخرين !، لخداع نينغ نينغ !، الحقيقة أن يون لين لم تكن هكذا على الإطلاق .
” لقد عدتِ ” خرجت لي بينغ بينغ من الحمام بعد أن أنهت غسل شعرها ، وبدا عليها التوتر لمعرفة ما حدث ، وكان لايزال هناك بعض الصابون على شعرها ” كيف جرى الأمر مع السيد باي ؟”
نظرت نينغ نينغ إليها بينما كانت تحمل الفستان .
عندما يكون شخصان معًا ، لا بد أن يكون أحدهما أقوى والآخر أضعف ، كانت نينغ نينغ دائمًا تعتقد أن لي بينغ بينغ هي الأقوى وأنها هي الأضعف ، لكن هل كان هذا هو الحال حقًا ؟
” عشاء رومانسي على ضوء الشموع ” قالت نينغ نينغ ” لقد وعدت بالذهاب إلى منزله الأسبوع المقبل ، فهو يريد تجديد غرفة معيشته بالطريقة التي تعجبني ، أعطيني رأيكِ ، هل تعتقدين أنها سنكون افضل على الطراز الغربي أم الشرقي ؟”
كانت لي بينغ بينغ تستعد للابتسام بانتصار ، لكن بعد أن سمعت ما قالته نينغ نينغ ، لم تستطع سوى إظهار ابتسامة مزيفة .
“… هذا مستحيل !” بدت ملامحها غير مصدقة ، أو ربما لم تستطع تقبل ما قالته نينغ نينغ ” أنا أعرف أن السيد باي قد انفصل عنكِ بالفعل ، لا تكذبي عليّ ، أنتِ فقط تخدعين نفسكِ ، أنتِ …”
قاطعتها نينغ نينغ قبل أن تكمل حديثها .
” إذا كنتِ تريديننا أن ننفصل ، ما كان يجب عليكِ أن تسأليَه ” اقتربت نينغ نينغ منها ووضعت يدها اليمنى على خدها ” كان عليكِ أن تسأليني أنا “
انعكست صورتاهما في المرآة على الحائط ، امرأة طويلة ، والأخرى قصيرة ، أمرأة أكثر بدانة ، والأخرى أنحف ، يتصارع القوي والضعيف ليتفوق كل منهما على الآخر .
” هاه ؟، أسألكِ ؟” قالت لي بينغ بينغ بجمود ، حاولت أن تبدو قوية ، لكن جملتها الأخيرة كانت تحمل لمسة من التوتر “… لماذا علي أن أسألكِ ؟”
” لأنكِ قد استخدمتِ بالفعل آخر وسائلكِ دون جدوى ، فلم ينفصل باي شوان عني ” قالت نينغ نينغ ضاحكة ، لم تكن تحاول أن تبدو قوية عن قصد ، ولكن بمجرد أن أظهرت لي بينغ بينغ ضعفها ، أصبحت نينغ نينغ تبدو أقوى بطبيعتها ” لم يتبقَّ أمامكِ سوى أن تطلبِي مني أنا الانفصال عنه “
حدقت لي بينغ بينغ بتركيز في وجه نينغ نينغ .
تدريجياً ، اجتاح الغضب وجه لي بينغ بينغ مع مرور الوقت ، وبدا أن هذا الغضب قد يتحول إلى عنف في أي لحظة .
“… أنا حقًا لا أفهم ” قبضت على يديها بقوة وعضّت على أسنانها ” أنتِ لستِ جميلة ولا لطيفة ، لقد عاملتكِ يان تشينغ كأفضل صديقة لها ، كنتما دائمًا تنامان على نفس الوسادة ، وكانت تخبركِ بكل شيء ، لكن عندما خنتِها ، لم تترددي على الإطلاق … لماذا اختاركِ السيد باي ؟”
قول هذا بدا أنه استنفد آخر ما تبقى لها من طاقة ، حيث ترنحت لي بينغ بينغ قليلاً بعد أن انتهت من الحديث ، استندت إلى خزانة الملابس بضعف ، وانحنى جسدها كما لو أنها امرأة تبلغ من العمر خمسة وأربعين عامًا ، ونظرت إلى يديها .
“… لماذا حدث نفس الشيء مجددًا حتى بعد أن عدت لتغير الماضي ؟” تمتمت بصوت منخفض ” أنتِ لم تكوني الامرأة التي قدمت له الزهور في الجنازة ، لكنه لا يزال يختاركِ ، قال إنه يريد البحث عن فتاة عادية ولطيفة ، لكنكِ لستِ كذلك ، لا فائدة حتى بعد أن أخبرته بالحقيقة ، لا فائدة مهما فعلت …”
بدأت تبكي وهي تتحدث .
نظرت نينغ نينغ إلى لي بينغ بينغ بنظرة حيرة ، بدت وكأنها لم تسمع ما قالته الأخرى للتو ، فقد كان عقلها مشوشًا بالفعل ، شعرت أنها قد خمّنت الهوية الحقيقية للي بينغ بينغ .
الزبونة الآخرى لمسرح سينما الفيلم الحي .
كانت الزبونة تعطي ظهرها لنينغ نينغ ، لذلك لم تتمكن من تحديد عمرها أو جنسها .
اليوم ، استدارت وكشفت حقيقتها أمام نينغ نينغ .
كانت هذه الزبونة هي لي بينغ بينغ نفسها ، في شيخوختها ، استخدمت تذكرة مخصصة ذات رقم فردي لتنتقل عبر الزمن وتصبح النسخة الشابة من نفسها .
لهذا قالت ” لماذا حدث نفس الشيء مجددًا حتى بعد أن عدت لتغير الماضي ؟”
لقد كانت محظوظة وغير محظوظة في الوقت ذاته .
لقد انتهى بها الحال في نفس الموقف رغم فرصة إعادة حياتها …
” أتوسل إليكِ ” فجأة ، احتضنت لي بينغ بينغ ذراع نينغ نينغ وهي تبكي بشدة ” لدي فرصة واحدة فقط ، ساعديني ، أنفصلي عنه لأجلي ، طالما أنكِ مستعدة للتخلي عن السيد باي لي ، سأفعل أي شيء من أجلكِ “
نظرت إليها نينغ نينغ بصمت .
كانت نينغ نينغ تنظر إلى لي بينغ بينغ الحقيقية .
بعد فترة قصيرة ، استدارت ببطء ونظرت إلى نفسها في المرآة — يون لين الحقيقية .
كانت امرأة مرعبة .
لم تلتقِ نينغ نينغ بأمرأة كهذه من قبل ، ما كانت تظهره أمام الآخرين لم يكن سوى قناع ، حتى الكتب في غرفتها ، والملابس في خزانة ملابسها ، كانت مجرد واجهة ، أو ربما كان هذا وجهًا من وجوهها ، الوجه الذي ظهر على السطح ، لكنها كانت تملك وجهًا آخر ، مخفيًا تحت وجهها التقليدي ، مخفيًا في الملابس القديمة ، مخفيًا في جسدها الممتلئ —
كيف كان يبدو هذا الوجه ؟
ربما كان باي شوان هو الوحيد الذي رآه ، وربما كان باي شوان هو الوحيد الذي يعرف الجواب .
يبدو أن هناك خيارًا واحدًا فقط إذا أرادت نينغ نينغ الحصول على الإجابة منه …
نظرت نينغ نينغ إلى الفستان الأحمر والأخضر في يدها بنظرة تجمع بين الحرج والارتباك .
* * *
عطلة نهاية الأسبوع ، في منزل باي شوان .
دق جرس الباب .
باي شوان ، الذي كان يُعد عشاءً على ضوء الشموع ، توجه نحو الباب وفتحه ، ضاقت عيناه وهو يرى الامرأة الواقفة عند الباب .
وقفت نينغ نينغ عند الباب ، وقد أسدلت شعرها الذي كان عادة ما يكون مربوطًا بذيل حصان ، وضعت مكياجًا خفيفًا على وجهها الذي كان عادةً بسيطًا ، لكن هذه لم تكن النقطة المهمة ، النقطة كانت أنها … كانت ترتدي الفستان الأحمر والأخضر .
” هل تعرف ؟” أطلقت ضحكة ساخرة ” عندما كنت أعبر الطريق الآن ، توقفت السيارات في جهة واحدة بينما بدأت السيارات في الجهة الأخرى بالتحرك عندما رأوني ، أعتقد أنهم رأوني كإشارة مرور “
ضحك باي شوان متسليًا معها ، وفسح لها الطريق ” لقد كانوا فقط يعجبون بكِ ، مثلي تمامًا “
دخلت نينغ نينغ إلى المنزل ، كانت عادةً ما تظهر بصورة الفتاة المتحفظة الواقعة بالحبّ ، لكن الليلة أظهرت شخصية أكثر جرأة ، وخلعت حذاءها وهي تمشي بداخل الفيلا ، وكان سلوكها يوحي وكأنها المالكة الطبيعية التي تعود إلى منزلها ، من لحظة دخولها من الباب وصولاً إلى غرفة الطعام ، وحتى الطريقة التي التقطت بها كأس النبيذ من الطاولة لتشرب .
أطلقت تنهيدة طويلة بعد أن أنهت كأس النبيذ بالكامل ، واستدارت ونظرت خلفها .
كان باي شوان متكئًا على الحائط وذراعية معقودين ، لم يكن مندهشًا أو مستاءً من مظهرها الحالي .
لقد خمنت بشكل صحيح ، العلاقة بينهما كانت علاقة خاصة جدًا .
لم يكونا عاشقين ، لكنهما أقرب من ذلك ، لم يكونا زوجين ، لكنهما أقرب من ذلك ، إذا كان هناك مصطلح أكثر ملاءمة ، فربما يكون — شركاء في الجريمة .
وضعت نينغ نينغ كأس النبيذ بقوة وسارت نحوه ، مدت يدها وأمسكت بربطة عنقه وسحبته نحوها بقسوة .
استمر تقبيلهما لدرجة أن باي شوان عندما انفصل عنها كان يجد صعوبة في الحفاظ على مظهره المعتاد ، كان شعره أشعثًا قليلًا ، وتنفسه غير منتظم ، حتى ربطة عنقه كانت في فوضى ، قام بتعديل نظارته ذات الإطار الذهبي ، ونظر إلى الفتاة التي كانت أيضًا تتنفس بصعوبة وابتسم وسأل ” هل أنتِ راضية الآن ؟”
نظرت نينغ نينغ إليه بابتسامة ، وكانت أحمر شفاهها ملطخ عند زوايا فمها ، مما جعلها تبدو جميلة وجذابة .
” عاشق مثالي ، حياة حبّ مثالية ، هل هذا مُرضٍ ؟” قال باي شوان وهو ينظف شفتي نينغ نينغ بإبهامه ، وكان في صوته لمحة من التهكم ” هل يجب أن أتقدم لخطبتكِ الآن ؟”
هذا الجملة بدت مألوفة جدًا .
تذكرت .
كان في مذكرات يون لين هذه الجملة مكتوبة .
‘ الرابع من أبريل ، يوم غائم ، قالت لي يان تشينغ إن السيد باي تقدم لخطبتها ، أشعر بغيرة شديدة منها ، أريد أيضًا أن أحظى بحياة حبّ مثالية مع شخص مثالي ، ثم أحظى بحفل زفاف مثالي “
كانت نينغ نينغ قد اعتقدت سابقًا أن هذه المذكرات تتعلق بحبّها ، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك .
قد يكون الرابع من أبريل هو اليوم الذي أصبحا فيه شركاء في الجريمة ، عاشقين مثاليين ، حياة حبّ مثالية ، زواج مثالي ، هل كان هذا السبب الذي دفع يون لين لوضع يدها على يان تشينغ ؟
بدأت نينغ نينغ تضحك ” اركع “
تفاجأ باي شوان ، ثم ركع وأمسك بيد نينغ نينغ أمامه ، وسأل بمحبة ” يون لين ، هل تتزوجينني ؟”
” نعم ” قالت نينغ نينغ .
أعادت لي بينغ بينغ النظر في حياتها ، كما أعادت نينغ نينغ النظر في حياة يون لين ، التي تزوجت زوج صديقتها المقربة بعد وفاتها .
كل شيء بقي كما هو …
لكن هل هذا صحيح حقًا ؟
استدارت نينغ نينغ ببطء ونظرت إلى إطار الصورة على الحائط ، كان لديها نفس الانطباع كما في المرة السابقة ، شعرت وكأن يان تشينغ في الصورة قد رمشت بعينيها .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 64"