كان المشهد الأخير لـ <الشخص الموجود داخل اللوحة >.
أخيرًا تم إعداد دواء الأحياء بعد أن مروا بمصاعب لا حصر لها .
كانت هناك جرعة واحدة فقط من الدواء ، لكن كان هناك شخصان .
كان أحدهما الأميرة لينغ شان التي ماتت لفترة طويلة ، والآخر كان البطل الذي كان على وشك الموت .
” خذيها بسرعة ” نظر شي تشونغ تانغ إلى نينغ نينغ وقال بلطف ، ” لقد انتظرت هذا اليوم لفترة طويلة “
كانوا قد هربوا بالفعل من ممر يومن ، وكانت الرمال الهائجة تهب عليهم بينما كان الجمل يقف بجانبهم ، وكانت الأجراس على رقبته تدق في الريح التي أحدثت أمواجًا ذهبية ، وجلست نينغ نينغ على الأرضية الرملية الذهبية في ثوبها الأبيض ، وشي تشونغ تانغ بين ذراعيها ، هزت رأسها برفق .
” أنتِ ما زلتِ عنيدةً جدًا حتى في هذه اللحظة ” بدأ صوته يلين ، ومن ثم أغمض عينيه أخيرًا .
فتحت نينغ نينغ الزجاجة في اللحظة التي توقف فيها تنفسه ، سكبت الشراب في فمه .
حدقت في عينيه لفترة طويلة بعد إفراغ الزجاجة ، وسألته بصوت مرتجف ، ” لماذا لا يستيقظ ؟”
كان الكاهن الطاوي يقف ، ويفرد يده ” سبق وقلت له كيف يمكن لدواء الأحياء أن يوجد في هذا العالم ؟”
” ماذا قلت ؟” تفاجأت نينغ نينغ قليلاً ، غير قادرة على السيطرة على غضبها ، سحبت السيف من خصر شي تشونغ تانغ ، وقفت ووجهت السيف نحو عنق الكاهن ” أنت كذبت عليه ؟”
” أنا لم أكذب عليه !” أخذ الكاهن كتابًا قديمًا بشكل محموم من ملابسه ” لقد تناقل أجدادي هذا الكتاب ، وكل الفنون السحرية الموجودة فيه حقيقية ، إذا لم يكونوا كذلك ، لما أصبحت الشخص داخل اللوحة …”
انتزعت نينغ نينغ الكتاب من بين يديه دون انتظار انتهاءه ، وعند الفحص الدقيق ، كانت مليئة بكل أنواع الفنون السحرية : فن الاختفاء ، وفن المرور عبر الجدران ، وفن الشخص داخل اللوحة … وفي الصفحة الأخيرة ، فن الأحياء .
” … كيف يمكن أن يحدث هذا ؟” نينغ نينغ ، بعد أن نظرت إلى فن الأحياء ، سقط الكتاب على الأرض الرملية من يدها .
قفز الكاهن الطاوي نحو الكتاب والتقطه ، وفمغم ، ” لقد أخبرته منذ فترة طويلة أن الأمر لن ينجح ، لكنه لن يستمع ، تنهد ، أخبرته بقائمة من المكونات التي يصعب الحصول عليها حتى يستسلم ، من كان يعلم أنه سيجمعها جميعًا …”
اخترق سيف صدره ومنع كلماته الغير مكتملة من الخروج من حلقه ، وسحبت نينغ نينغ السيف من ظهره ، واستدارت ونظرت إلى شي تشونغ تانغ الذي كان على الأرض .
سارت ببطء ومن ثم انحنت وداعب وجهه .
كانت غريبة ، كانت تشعر بالضيق كلما رأت هذا الوجه ، ولكن الآن تنهمر الدموع على خديها وتسقط عليه .
نينغ نينغ مسحت الدموع على وجهها ، ونظرت إلى السيف في يدها ورفعت السيف ببطء مثل الشيطان ، ولقد وضعته أفقيًا على رقبتها ، ومن ثم أغمضت عينيها وقطعت رقبتها بقوة—
وسقط السيف على الأرض وتحركت بعض الرمل .
لمست نينغ نينغ رقبتها النازفة بكلتا يديها وقالت بصوت يرتجف ، ” كيف يمكن أن يحدث هذا ؟”
هبت عاصفة من الرياح ، وكان من الممكن سماع صوت تقليب صفحات الكتاب ، واستدارت ورأت أن كتاب فنون السحر الذي كان ملقى في بركة من الدم قد فتحته الريح ، فُتح بالصدفة في الصفحة الأخيرة ، يبدو أنه نظرًا لأن الكتاب كان غارقًا في الدماء ، ظهرت الكلمات ببطء على الصفحة الفارغة سابقًا .
لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تضحك لأنها رأت تلك الكلمات ، لكن ضحكها سرعان ما تحول إلى دموع .
كانت الكلمات التي ظهرت في فن الأحياء —
” إذا رغب المرء في الخلود ، فيجب أن يتجاهل الجسد ويدخل إلى لوحة “
“… انتظر قليلاً ، لي لانج ” أقنعت نينغ نينغ شي تشونغ تانغ ، ” سأرسمك الآن ، وسأحييك الآن …”
لكن عندما أدارت رأسها ، رأت سطرًا آخر ظهر في الكتاب .
” عند بلوغ الخلود ، لا يطلب المرء شيئًا آخر من العالم “
مع انتهاء النص ، اشتعلت النيران في الكتاب من تلقاء نفسه .
” كلا !” قفزت نينغ نينغ نحو الكتاب ، ورمت الرمل بشدة على الكتاب ، حتى أنها بدأت في استخدام يديها في محاولة لإخماد الحريق بعد الذعر ، لكن الكتاب احترق بشكل أسرع ، ولم يتبق شيء سوى الرماد قبل أن تشعر يداها بالحرارة .
كان الرماد يطفو أمامها ، وألتوت ركبتي نينغ نينغ وهي تركع على الأرض وبدأت في البكاء من الألم .
ذهب الكتاب ، مات الكاهن ، ولم يعرف أي شخص آخر في العالم عن فن الشخص داخل اللوحة ، ولم يكن هناك حتى شخص يعرف كيف يقتلها ، وستعيش إلى الأبد ، وستكون وحيدة إلى الأبد .
لم تستطع نينغ نينغ إلا أن ترتجف بعد أن بدأت تفكر .
اجتاحتها موجة من العزلة الغير مسبوقة .
لم تستطع إلا أن تشعر بالبرد ، استدارت وزحفت نحو شي تشونغ تانغ ، بكت وهي تسعى للحصول على الدفء منه بجلبه إلى أحضانها .
” لي لانج ، أنا خائفة ” صرخت ، ” أنا لست خائفة من الموت ، أنا خائفة من العيش …”
تردد صدى صرخاتها في الصحراء ولم يستجب أحد .
لقد تركها والداها وإخوتها ، وحتى الآن شي تشونغ تانغ ، لقد كانت الشخص الوحيد في العالم كله الذي لا يريد أن يعيش ، لكنها ستعيش إلى الأبد .
” قطع !” صفق المخرج شي يديه ” أعلن بموجب هذا أن تصوير <الشخص الموجود داخل اللوحة> قد انتهى رسميًا !”
ألقى المصورون قبعاتهم نحو السماء ، وصاح الطاقم بأكمله .
نهاية التصوير ، أثر ذلك على عقل نينغ نينغ ، مما جعلها تشعر بثقل غير عادي .
” كيف ستحتفلين الليلة ؟” فتح شي تشونغ تانغ عينيه وسألها وهو في أحضانها وهو يبتسم .
بانتظار موتك ، كان هذا ما كانت تفكر فيه نينغ نينغ ، لكن انتهى بها الأمر إلى سؤاله ، ” ما هي خططك ؟”
” لا تحاولون الاحتفال وحدكم ” مشى المخرج شي وقال لهم ، ” الليلة سنقيم مأدبة نهاية التصوير معًا !”
كان المخرج شي من يبحث باستمرار عن عذر لتناول الطعام ، فكيف يفوت عليه استخدام نهاية التصوير (الاحتفال) كذريعة ؟، وتم تقديم جبال من الأطعمة والمشروبات ، كان المخرج شي سعيدًا وعض على رأس خنزير ، وكان وين يو بجانبه يطعمه الخضار بينما كان يشدّه باستمرار .
عدد لا بأس به من الناس اقتربوا من نينغ نينغ ، ابتسمت نينغ نينغ وهي ترتشف من مشروبها ، ولم تجرؤ على ترك نفسها تسكر ، كان كل اهتمامها على شي تشونغ تانغ .
كان نفس شي تشونغ تانغ الق.يم ، كان يقفز ويمرح ، ولم يكن يظهر أي علامات على ميول انتحارية .
حتى الحادث الصغير الذي حدث لم يؤثر على مزاجه .
اختلط أحد المعجبين بالمأدبة وقفز عليه وهو يصرخ ، ” أنا أحبّك ، تانغ تانغ !، أحبّك !”
أصيب الجميع بالذهول عندما سحبوها منه وصرخوا من أجل الأمن .
” أنتِ تحبّيني ؟” نظر شي تشونغ تانغ إلى الأسفل ، نظر إلى المعجبة التي كانت تمسك خصره بإحكام ، غير راغبة في تركه بابتسامة غريبة .
” هل ستحبّيني في المستقبل ؟، هل ستحبّيني عندما أصبح عجوزًا ؟، هل ستحبّيني عندما أصبح سمين ؟، هل ستظلين تحبّيني بعد سقوط شعري ؟، هل … ” وقصفها شي تشونغ تانغ بسؤال تلو الآخر ، مما تسبب في عدم معرفة المعجبة بكيفية الرد .
بدت المعجبة مصدومة من أسئلته ولم تعد إلى رشدها حتى عندما جاء الأمن لمرافقتها .
لم تكن هي فقط ، فقد صُدم الآخرون برد فعله ، وشعروا أنه كان متعجرفًا جدًا .
لكن معظم الناس لم يأخذوا هذه الحادثة على محمل الجد ، لأنه سرعان ما عاد إلى طبيعته ، ويتحدث ويضحك مع الآخرين ، هو أيضا صنع نخب مع الجميع ، ولم يجرؤ أحد على رفضه بسبب موقعه في الطاقم … لا أحد سوى نينغ نينغ .
لذلك عندما كان معظم الناس في حالة سُكر بشكل لا يقاس ، كانت لا تزال رصينة ، على هذا النحو ، راقبت بهدوء شي تشونغ تانغ وهو يخرج من الباب بمعطفه .
توقف شي تشونغ تانغ في طريقة وأدار وجهه كما لو أنه لاحظها .
بعد أن اختبأت نينغ نينغ خلف عمود هاتف ، نظرت إلى أقدامها بحواجب مجعدة ، اعتقدت أنه كان سيكشفها بالفعل ، لكنه توقف لفترة قصيرة فقط قبل أن يواصل طريقه .
ترددت للحظة قبل أن تتبعه مرة أخرى .
تبعته طوال الطريق إلى مدخل سينما الفيلم الحي .
توقف شي تشونغ تانغ في طريقه مرة أخرى ، هذه المرة ، لم يدير رأسه فحسب ، بل سار باتجاه مخبأ نينغ نينغ ، وأمسك بها بينما كانت على وشك الخروج من خلف عمود الهاتف والركض ، وسحبها وجذبها إلى مدخل سينما الفيلم الحي .
” ماذا تريد ؟” كافحت نينغ نينغ وهو يمسكها .
” أنا معجب بكِ ، خاصة بعد أن علمت أنكِ دخلتِ سينما الفيلم الحي من أجل التمثيل ” وهمس في أذنها ، ” لأني نفس الشيء “
صُدمت نينغ نينغ لدرجة أنها نسيت أن تكافح ، نظرت إليه ، ” أنت ؟، هل تجده مفيدًا ؟”
لقد كان موهوبًا جدًا ، فلماذا يحتاج إلى دخول سينما الفيلم الحي ؟
” أنا أحب التمثيل ، لكن لا يمكنني التمثيل إلى الأبد ، لا أستطيع أن أتصرف كشخصية شابة عندما أصبح كبيرًا في السن ، لا يمكنني أن أتصرف كشخصية وسيمة عندما أنمو أصبح سمينًا ، لكنني بالتأكيد سأكبر وأصبح قبيحًا يومًا ما ” قال شي تشونغ تانغ بابتسامة ، ” وأنتِ أيضًا “
“… إنه نفس الشيء بالنسبة للجميع ” أجابت نينغ نينغ ، ” عندما يأتي ذلك اليوم ، يمكنك التقاعد فقط “
” كلا ” قال شي تشونغ تانغ دون تفكير ، ورفض هذه النتيجة الواضحة والمملة ، فوقعت نظراته النارية على سينما الفيلم الحي ” إذا لم ألتقي بكِ ، إذا لم أكن أعرف عن سينما الفيلم الحب ، فربما كنت سأقبل هذا النوع من النهاية ، ولكن الآن …”
ظهر رجل يرتدي قناعًا مبتسمًا وراءهم من العدم وهو الآن ينظر إليهم بصمت .
” … كيف عرفتما بعضكما البعض ؟” تذكرت نينغ نينغ فجأة شيئًا ما بعد طرح السؤال ، أصبح وجهها شاحبًا بعض الشيء ، ونظرت إلى الأعلى وحدقت في شي زونغ تانغ ، ” التذكرة التي بحوزتك ، لا تخبرني …”
” لقد حذرتك ، لا يمكنك قبول تذكرة من أحد الموظفين ” تحول وجه نينغ نينغ ليصبح مظلم .
” لقد قبلت ذلك ، فلقد غيرت مصير الشخصية الرئيسية ” قال شي تشونغ تانغ بدون اهتمام ” مرتين “
كما قال ذلك ، مشى القناع المبتسم ورفع يديه ، كانت راحتيه البيضاء الشاحبة مليئة بالتذاكر ، لم يكن هناك فقط تذاكر عادية ، وتذاكر مخصصة ذات أرقام زوجية ، وتذاكر مخصصة ذات أرقام فردية ، بل كان هناك أيضًا عدد قليل من التذاكر التي لم ترها نينغ نينغ من قبل .
أضاءت عيون شي تشونغ تانغ. ، وترك نينغ نينغ وأخذ التذاكر ، ومن ثم قدم التذاكر إلى نينغ نينغ مثل عاشق يقدم الزهور ، وابتسم بطفولية وقال : ” لقد كان يعطيني تذاكر بعد أن أساعده على تغيير مصير شخصيتين رئيسيتين ، باستخدام هذه التذاكر ، يمكننا التصرف كأشخاص مختلفين كل ليلة ، في مكان وزمان مختلفين ، والقيام بأشياء مختلفة …”
في النهاية ، أصبح تعبيره لطيفًا وجادًا ” إذن فلنقع في حبّ بعضنا البعض “
(الكاتبة الزقة خلت شخصيته خايسة عشاني حبيته)
نظرت نينغ نينغ إلى التذاكر في يديه ، ومن ثم نظرت إليه ببطء .
انغمس الشغف والتخوف في عينيه في عيون نينغ نينغ مثل الأمواج .
كانت هذه هي الطريقة الأكثر رعباً والأكثر تأثيراً التي شاهدتها نينغ نينغ على الإطلاق لشخصًا يعترف بحبه .
” هيه …”
من ضحك ؟
استدار كل من نينغ نينغ وشي تشونغ تانغ وأدركا أن قناع الابتسام هو الذي ضحك، بينما كان يضحك بهدوء ، تشقق القناع على وجهه فجأة .
” آه …”
من كان يتألم ؟
استدارت نينغ نينغ ورأت أن شي تشونغ تانغ كان يلمس وجهه ، وقام بتجعيد حواجبه قبل أن يضع يديه ببطء ، ونظر إلى نينغ نينغ بعدم اليقين ” ما الخطب ؟”
نظرت إليه نينغ نينغ وشعرت أنه كان من الصعب التنفس .
لأنه كان على وجهه قطعة صغيرة من القناع .
شعر شي تشونغ تانغ بالقناع ، ولقد بدا متفاجئًا أكثر من نينغ نينغ ، واستدار نحو قناع الابتسام وصرخ في وجهه ، ” ما الذي يحدث ؟، ما هذا ؟، هذا مختلف تمامًا عما اتفقنا عليه !”
” أنا آسف ” عندما تشققت قطعة أخرى من القناع وسقطت ، كشف القناع المبتسم عن فم تافه ، ولقد اعتذر بصدق ، مبتسما بمكر ” لقد كذبت عليك “
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 52"