119
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I’ve Transmigrated Into This Movie Before
- 119 - محتجزة في قفص
بقي يومان، وكل شيء كان طبيعيًا.
على الأقل، كان يبدو طبيعيًا على السطح.
“أختي الكبرى شياو آي.” استقبلها وجه لي شان جو المبتسم بمجرد أن فتحت الباب، وكان يحمل كيسًا بلاستيكيًا “لقد أحضرت لكِ الإفطار.”
كان الإفطار عبارة عن حليب الصويا، وعجينة مقلية، وكرات السمسم المقلية، وكعك محشو بمعجون الفاصوليا الحمراء.
“ألا تحبّين هذه الأطعمة؟” راقب تعبير وجه نينغ نينغ “هل هي دهنية جدًا؟، هل تريدين أن أنزل وأشتري لكِ حليبًا وخبزًا؟”
“لا داعي، ليس لدي شهية هذا الصباح.” لم تكن نينغ نينغ تقصد قول ذلك بجدية، لكنها في الواقع فقدت شهيتها بسرعة كبيرة.
رن هاتفها فجأة، رغم أنه لم يرن ولو مرة واحدة طوال الليل، وكان هذا الاتصال يحمل لها أخبارًا سيئة للغاية.
“لا تحتاجين إلى القدوم إلى المكتب اليوم.” كان الصوت على الطرف الآخر هو صوت مديرة أعمال تشانغ شين آي، الأخت وو، التي تحدثت بنبرة ثقيلة، كان هناك ضجيج حولها، واستطاعت نينغ نينغ أن تميز صوت أحدهم وهو يصرخ “ما هي هوية الرجل الذي مات في منزل تشانغ شين آي؟”
“قولوا لتشانغ شين آي أن تخرج وتعطينا تفسيرًا!”
“يا للخسارة، كنت أعتبرها ملكة، ماذا كانت تفعل خلف ظهورنا؟”
“هل خرجت الأمور عن السيطرة؟” سألت نينغ نينغ “ألم يكن كل شيء على ما يرام بالأمس؟”
“كان كل شيء على ما يرام، ولكن الليلة الماضية، ظهرت فجأة العديد من المنشورات التي تشوه سمعتك على الإنترنت، حتى أن شخصًا ما اتصل بالصحافة.” قالت الأخت وو بصراحة “من الذي أسأتِ إليه؟، هناك شخص يحاول تدميركِ بشدة.”
كان لي شان جو جالسًا عند حافة مجال رؤيتها، يقضم قطعة خبز محشوة بلطف، وكأنه فتاة صغيرة.
“سأحاول إيجاد طريقة لقمع هذه الضجة، لكن عليكِ الاتصال بالأخ هاي على الفور.” قالت مديرة أعمالها بصوت منخفض “الأخ هاي يعرف بعض رؤساء الصحف.”
“فهمت.” أجابت نينغ نينغ.
بعد انتهاء المكالمة، وقبل أن تتمكن من الاتصال بالأخ هاي، سألها لي شان جو بفضول “هل حدث شيء ما؟”
“هناك مشكلة في المكتب.” ألقت نينغ نينغ نظرة عليه.
“همم…” بدا لي شان جو وكأنه يريد قول شيء ما.
“ما الأمر؟” كان من الواضح عليه أنه يخفي شيئًا، لذا كان على نينغ نينغ أن تسأله “هل تعرف شيئًا؟”
“لم أستطع النوم الليلة الماضية، لذا دخلت إلى الإنترنت. رأيت فجأة الكثير من المنشورات التي تنتقدكِ.” تمتم لي شان جو “لقد قالوا إنكِ امرأة سيئة، وأنكِ تقيمين علاقات غير لائقة مع رجال داخل وخارج العمل… لم أستطع كبح غضبي وتشاجرت معهم.”
قهقهت نينغ نينغ، ثم تقدمت وربّتت على شعره.
“يا إلهي لقد عانيت كثيرًا، انظر إليك، عروقك بدأت تظهر في عينيك.” قالت برفق وهي تربّت عليه وكأنه حيوانها الأليف المحبوب “في الحقيقة، لا داعي لأن تتشاجر معهم، فهذه الحادثة ستنتهي قريبًا.”
“حقًا؟” نظر لي شان جو إليها بنظرة بريئة وجاهلة، وكأنه لا يعلم شيئًا، وكأن الشخص الذي نشر المعلومات على الإنترنت واستدعى الصحافة الليلة الماضية لم يكن هو حقًا.
“بالطبع.” أخبرته نينغ نينغ بثقة “هذه النوعية من الإشاعات المبنية على اتهامات لا أساس لها تظهر كل يوم، كم منها يكون صحيحًا حقًا؟، هم حتى لا يملكون أي دليل، كل ما يمكنهم فعله هو مناقشة الأمر بشكل أعمى على الإنترنت.”
تلألأت عينا لي شان جو للحظة، وسألها بفضول “أختي الكبرى شياو آي، ألا تشعرين بالحزن على الإطلاق؟”
“قد تصبح أيامي صعبة بعض الشيء، لكن ذلك لن يستمر سوى لبضعة أيام فقط.” جلست نينغ نينغ مرة أخرى على الطاولة، وأمسكت بكعكة الفاصوليا الحمراء “هل تعتقد أن هؤلاء الذين ينتقدونني ليس لديهم عمل، وليس عليهم كسب المال، وليس عليهم الأكل؟، لا أعتقد أنهم سيتمكنون من الوقوف أمام مكتبي كل يوم وهم يرفعون اللافتات لمحاولة إزعاجي… همم!، هذه الكعكة لذيذة جدًا، سأأكلها في طريقي.”
مضغت الكعكة وهي تبدو وكأنها لا تطيق الانتظار لمغادرة الشقة.
وفجأة ناداها لي شان جو من خلفها “أختي الكبرى شياو آي.”
توقفت نينغ نينغ، التي كانت على وشك النزول إلى الطابق السفلي، في مكانها ونظرت إلى الخلف.
“أنتِ ما زلتِ تملكينني.” وقف لي شان جو عند عتبة الباب، وقبضتا يديه مشدودتان، كان يبدو كصبيّ على وشك الاعتراف بحبّه لفتاة، وأخيرًا جمع شجاعته وصاح بها “إذا وجدتِ أن الأيام أصبحت صعبة، فعودي إلى هنا، سأحميكِ.”
حدقت نينغ نينغ به لفترة قبل أن تبتسم فجأة، وسألته “أستحميني بدلاً من أخيك؟”
اتسعت عينا لي شان جو بدهشة، ثم ابتسم، ابتسامة صغيرة بالكاد تُميَّز إن كانت سعيدة أم حزينة، وأومأ برأسه “نعم، سأحميكِ بدلاً عنه.”
“…حسنًا.” كانت ابتسامة نينغ نينغ صغيرة أيضًا، بدت وكأنها تعطيه وعدًا، كما بدت وكأنها تقول عرضًا “إذا أصبحت أيامي صعبة، سأعتمد عليك وأطلب دعمك.”
لم تكن تتوقع أن أيامها ستصبح صعبة حقًا.
بعد مغادرتها منزل لي شان جو، وضعت مجددًا نظارتها الشمسية وقناع الوجه وقبعتها، ثم استقلت سيارة أجرة عائدة إلى منزلها، عندما أصبحت على بعد عشرة أمتار تقريبًا، رأت حشدًا متجمعًا أسفل المبنى.
…كان هذا سيئًا، لقد تسرّب عنوان منزلها.
كان بين الحشد صحفيون ومعجبون متعصبون، أحدهم كان يحرق أشياء مختلفة على الجانب -مثل ملصقات تشانغ شين آي وأقراص أفلامها- وكان الدخان الأسود يتصاعد بكثافة، الصحفيون كانوا يلتقطون الصور بحماس، وما إن لمحت نينغ نينغ المشهد، حتى أخبرت السائق “استدر، لا تقترب.”
الذهاب إلى هناك الآن لن يجلب لها سوى المتاعب، ماذا لو فقد المعجبون صوابهم وأحرقوها مع مقتنياتها؟
“إلى أين الآن؟” سألها السائق.
إلى أين يجب أن تذهب؟، أمسكت نينغ نينغ هاتفها “قد إلى الأمام، سأجري مكالمة.”
اتصلت بالأخ هاي أولًا.
رن الهاتف عشر مرات قبل أن يجيب، بدا صوته كسولًا وكان غير صبور “أنا في اجتماع الآن، اتصلي لاحقًا… كلاك، توت، توت، توت—”
دارت عينا نينغ نينغ قبل أن تتصل بـشياو كي.
أما شياو كي، فقد أجاب بسرعة، لكن نبرته كانت باردة كالجليد “ماذا تريدين؟”
عند سماعها لنبرته العدائية، خففت نينغ نينغ من صوتها وسألته “ماذا هناك؟، هل صدقتَ الشائعات على الإنترنت أيضًا؟”
“هاها، هناك رجل مات في منزلكِ، يجب أن تشرحي لي، ماذا حدث هناك؟” ضحك شياو كي بسخرية.
“هل نسيت المفتاح الذي كان عند بابي؟” ذكرته نينغ نينغ “أحد المعجبين المتعصبين نسخ مفتاحي سرًا وتسلل إلى منزلي.”
“آه.” تذكر شياو كي الحادثة بعد أن نبهته، وأصبحت نبرته أكثر ليونة “إذن هذا ما حدث، لكن… هل أنتِ بخير؟”
“حاول أجباري على أن أكون حبيبته، ولم أوافق، وهربت بينما لم يكن منتبهًا.” تنهدت نينغ نينغ “من كان يظن أنه عندما أحضرت شخصًا معي لنعود ونتفقد الأمر، سنكتشف أنه قد انتحر بالفعل في حمامي.”
“هذا الشخص كان يستحق الموت حقًا، ليس فقط أنه مات، بل موته جلب لكِ كل هذه المشاكل.” قال شياو كي بغضب “وأولئك الذين ينشرون الشائعات على الإنترنت أيضًا، يستحقون الموت.”
“المؤسف أن معظم الناس سيصدقون الشائعات ولن يصدقوني أنا.” قالت نينغ نينغ بحزن “ألم تكن أنت غاضب مني بسبب الشائعات كذلك قبل قليل؟”
بدأ شياو كي يشتم بغضب، متمنياً لو أنه يستطيع الطيران إليها فورًا واقتلاع قلبه ورئتيه ليبرهن لها عن إخلاصه.
“حسنًا،” ضحكت نينغ نينغ قليلاً “أنا أسامحك، بالمناسبة، هل لا يزال منزلك في منطقة هوبين شاغرًا؟”
بصفته ابن أغنى رجل في المنطقة، بالكاد كان شياو كي يقضي وقته في المدرسة، في معظم الأوقات، كان يعيش في المنزل الكبير الذي اشتراه له والده الثري، كان دائمًا يدعو تشانغ شين آي للإقامة لبضعة أيام في الماضي، لكنها كانت تجد دائمًا عذرًا لرفضه، والآن، بعدما طرحت نينغ نينغ، التي موجودة بجسد تشانغ شين آي، الأمر بنفسها، تردد شياو كي للحظة “…لقد أعرتُه بالفعل، لقد قمتُ بتأجيره.”
يا لها من حجة ضعيفة، لكن نينغ نينغ لم تكن تنوي كشفه، بل قالت بأسف “إذا كان الأمر كذلك، فلا بأس، سأبحث عن مكان آخر لأقيم فيه.”
“لماذا لا تعودين إلى منزلكِ؟”
“هناك الكثير من الصحفيين والمعجبين المتعصبين خارج منزلي.”
“إذن… أترغبين بأن استأجر لكِ مكانًا؟”
“لا داعي، سأجد حلاً.” أنهت نينغ نينغ المكالمة، ثم أخبرت السائق الذي كان لا يزال ينتظرها “عد إلى المكان الذي ركبت منه السيارة.”
داروا في حلقة وعادوا إلى نقطة البداية.
بدا أن لي شان جو كان يتوقع عودتها منذ البداية، قبل أن تتمكن نينغ نينغ من طرق الباب، كان قد فتحه بالفعل واستقبلها بابتسامة “أهلاً بعودتكِ، أختي الكبرى شياو آي.”
… لا تخبرني إنه كان واقفًا خلف الباب طوال هذا الوقت ويراقب من خلال ثقب الباب؟، أبقت نينغ نينغ هذا السؤال لنفسها، ثم خلعت حذاءها ودخلت، كانت مروحة السقف تدور ببطء فوق رأسيهما، ووضع لي شان جو كوبًا من الماء البارد أمامها.
“بعض الأشخاص كان من المستحيل التخلص منهم عندما كنتُ أرغب في ذلك، أما الآن، وأنا في ورطة، فهم يقطعون علاقتهم بي قبل أن أتمكن حتى من قول شيء.” التقطت نينغ نينغ الكوب وشربت منه جرعة، ثم التفتت إلى لي شان جو وابتسمت “ألا تعتقد أن امرأة مثلي مثيرة للشفقة وسخيفة؟”
لم ترَ أي أثر للدهشة على وجهه.
وكان ذلك متوقعًا.
لم يكن من الممكن أن يتغير موقف الأخ هاي وشياو كي بهذه السرعة بسبب مجرد شائعات على الإنترنت، لا بد أن شخصًا ما اتصل بهما وكشف لهما بعض الأدلة — أدلة دامغة تثبت فسادها الأخلاقي.
كيف حصل هذا الشخص على أرقام الأخ هاي وشياو كي؟
الأمر بسيط، لقد ألقى نظرة على هاتفها بينما كانت تستحم.
“أختي الكبرى شياو آي.” جلس القرفصاء أمامها مثل كلب جولدن ريتريفر، ووضع يديه على ساقيها، ونظر إليها بعينين مليئتين بالتعلق والعزاء “أنتِ ما زلتِ تملكينني، أنا مختلف عن هؤلاء الأشخاص، سأظل دائمًا بجانبكِ، في أي وقت.”
حدقت به نينغ نينغ بنظرة معقدة.
“قد لا أملك الكثير من المال، لكني أستطيع الطهي.”
“وأستطيع أيضًا غسل الصحون وإصلاح أجهزة الكمبيوتر.”
“وسأشتم كل من يشتمكِ، سواء في الواقع أو على الإنترنت.”
وضع لي شان جو رأسه برفق على ساقها، ثم أغمض عينيه بسعادة.
“بمجرد أن أتخرج، سأعمل وأكسب المال.” استند برأسه على ساقيها، وبدا كأنه يغرق في حلم سعيد، تمتم بحلمية “يومًا ما سأصبح شخصًا يمكن الاعتماد عليه، شخص مثل أخي… لا، أكثر موثوقية من أخي… أختي الكبرى شياو آي، أرجوكِ، اعتمدي عليّ.”
نظرت نين نينغ إلى الأسفل وأخذت تفكر، تشانغ شين آي، بالضبط مع من تورطتِ؟
كل ما حدث سابقًا، هل كان مجرد سلسلة من المصادفات، أم أنه كان سلسلة من الأحداث المحسوبة بعناية؟، هل كانت سلسلة من الكوارث الطبيعية، أم أنها كانت سلسلة من الكوارث التي صنعها البشر؟
‘تشانغ شين آي، لقد وجدتِ من هو ندّ لكِ.’ نظرت نين نينغ إلى لي شان جو، الذي كان متكئًا على ساقها مثل حيوان أليف، وهي تفكر في نفسها ‘إذا كان كل شيء يسير وفقًا لخطته، فهذا يعني أنه كان يخطط لدفعكِ إلى حافة الهاوية، ثم إبقائكِ محبوسة كحيوان أليف.’
يعشقكِ، يحميكِ، يطعمكِ؛ لكنه لن يسمح لكِ بمغادرة هذا المنزل، لن يسمح لكِ بالظهور في الخارج، لن يسمح لكِ بأن يكون لكِ أي تواصل حميمي مع الجنس الآخر أو حتى مع نفس جنسكِ؛ من الأفضل أن ينبذكِ المجتمع، من الأفضل ألا يكون لديكِ منزل تعودين إليه، حتى لا يكون لديكِ خيار سوى العودة إلى هنا.
“…أعد لي الغداء.” قالت نينغ نينغ، وعندما رفع لي شان جو رأسه لينظر إليها، ابتسمت بمكر “سأفكر في الأمر إذا كان الغداء لذيذًا.”
أشرق وجه لي شان جو، وقفز بحماس وركض نحو المطبخ وهو يهتف “حسنًا!”
فتش في خزائنه وثلاجته قبل أن يندفع خارجًا بتعبير محرج “ماذا تريدين أن تأكلي؟، سأذهب لشراء البقالة الآن.”
“اصنع ما تجيده أكثر.” وضعت نينغ نينغ يدها تحت ذقنها “لكن لا تصنع الكثير منه، فقد أضطر إلى أكله كل يوم في النهاية، ولا أريد أن أملّ منه بسرعة.”
صُدم لي شان جو، واحمر وجهه من شدة الحماس، أومأ بقوة، ثم أمسك بمحفظته وخرج.
بعد أن شاهدته يغادر، تلاشت الابتسامة ببطء عن وجه نينغ نينغ، وأخرجت هاتفها.
هل كانت تشانغ شين آي مستعدة لقضاء أيامها بهذه الطريقة؟، لا، لن تستسلم بهذه السهولة قبل أن تتواصل مع كل رجل في هاتفها، من وجهة نظرها، كل رجل كان مجرد لعبة لتسلية نفسها، وكان أيضًا ورقة رابحة تخرجها عند الحاجة.
رن الهاتف لفترة، وبمجرد أن صدح صوت وين يو من الطرف الآخر، بدأت نينغ نينغ تبكي بغيظ، وهي تنتحب “هل ستشعر بالذنب إذا قفزت من على مبنى الآن؟”